طالب ديلان ويليامز المحلل المتخصص في الشؤون الحكومية في مركز السياسة الدولية في واشنطن، الكونجرس بطرح ما وصفتها بالأسئلة الصعبة حول طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن الموافقة على تمويل تكميلي لميزانية السنة الحالية يتضمن مساعدات إضافية طارئة لإسرائيل بقيمة 14 مليار دولار. 

وأضاف ويليامز، أن الكونجرس يجب أن يتجنب الموافقة الروتينية على طلب إدارة بايدن حكومة لتمويل حكومة يمينية متشددة في تل أبيب تستخدم الأموال الأمريكية في أغراض مثيرة للقلق.

 

وتابع أنه يجب التدقيق بالطلب الذي يقضي بمرور كمية هائلة من الدعم العسكري الذي سيربط واشنطن بمواصلة إسرائيل حربها على غزة، بالتزامن مع ارتفاع عدد الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين، وتزايد الخلافات بين الإدارة الأمريكية والحكومة في تل أبيب حول تداعيات الحرب. 

وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أرسل البيت الأبيض طلبا إلى الكونجرس للحصول على تمويل تكميلي للسنة المالية الحالية قيمته 106 مليارات دولار. 

ويشمل التمويل دعم أوكرانيا بـ61 مليارا، وإسرائيل بـ14 مليارا، وبرامج أخرى منها 5.6 مليارات للدعم اللوجستي والبنية التحتية وغيرها من المساعدات لتسهيل حياة الفلسطينيين النازحين من غزة إلى البلدان المجاورة. 

وفي وقت سابق، رفض مجلس الشيوخ الموافقة على الطلب بعد معارضة كافة الجمهوريون إلى جانب السيناتور المستقل بيرني ساندرز، وكان مطلوبا لتمرير الطلب حصوله على تأييد 60 صوتا لطرح مشروع القانون للتصويت، صوّت 49 عضوا بـ "لا" و51 عضوا بـ "نعم". 

ولفت إلى أن مع استمرار المفاوضات هذا الأسبوع بشأن التمويل المطلوب، يجب على المسؤولين طرح بعض الأسئلة الصعبة على إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية. 

وأضاف ويليامز أن الكونجرس يجب أن يسأل إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية، هل إسرائيل في حاجة للحصول على هذا التمويل؟ وهل تريد إسرائيل الحصول على أسلحة أمريكية لاستخدامها في أغراض أمنية مشروعة؟ وهل المساعدات الأمريكية لإسرائيل لا تشكل أهمية لدافعي الضرائب؟ 

وعقب أن ويليامز أن إسرائيل خلال العقود الأخيرة سجلت اسمها في قائمة الدولة الغنية نسبيا، فنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في دولي الاحتلال أعلى نظرائه في كل من فرنسا وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة والسعودية، وأعلى من 12 مرة من نظيره في أوكرانيا. 

وأضاف أنه يجب أن يحصل المشرعون على أدلة تثبت أن إسرائيل لا تستطيع بنفسها أن تدفع بشكل معقول ثمن الأسلحة الإضافية اللازمة. 

وإضافة لذلك، يجب على المشرعين أن يتساءلوا عما إذا كانت إسرائيل - وهي بالفعل أكبر متلقي للمساعدات الأمريكية – قد استخدمت عشرات المليارات المخصصة للدعم العسكري الأمريكي حتى الآن بطريقة تعزز أمنها ولا تضر به. 

اقرأ أيضاً

منظمات إنسانية دولية تدعو بايدن لتغيير سياسته تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة

ولفت إلى أمريكا على مدار عقود من الزمن زودت إسرائيل بالأسلحة وغيرها من المساعدات، وبعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين أول أدان الكونجرس الهجوم وأعرب عن دعمه لحق إسرائيل حليف في حماية شعبها. 

ومع ذلك، وكما أوضحت تقارير متعددة الآن، أن فشل إسرائيل في منع هجوم حماس لم يكن بسبب نقص الأسلحة أو الموارد - بل كان فشل الحكومة الإسرائيلية الاستخباراتي في اكتشاف الهجوم، وإعطاء الحكومة المتطرفة بقيادة بينامين نتنياهو الأولية لإرسال قوات عسكرية إلى الضفة الغربية، حيث يتواجد المستوطنون اليمينيون المتطرفون الذين يشكلون كان جزء كبير من قاعدة دعم نتنياهو يكثف المضايقات التي تدعمها الحكومة للمجتمعات الفلسطينية. 

وذكر أن إسرائيل ضاعفت تقريبا عدد كتائبها في الضفة الغربية في الأشهر التي سبقت هجوم 7 أكتوبر/ تشرين أول، ما ترك ذلك جنوب إسرائيل ضعيفاً في الدفاع بمواجهة حماس. 

بل وحتى في خضم الحرب الحالية، وظهور تفاصيل عن تكبد القوات الإسرائيل خسائر فادحة على يد حماس، قدمت حكومة نتنياهو ميزانية تخصص ما يعادل عشرات الملايين من الدولارات لتمويل مشاريع استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية. 

ووفق ويليامز فإن مشروع الحكومة الإسرائيلية الذي لا ينتهي لتوسيع المستوطنات وتهجير الفلسطينيين يثير سؤالاً حاسماً آخر: هل ستستخدم إسرائيل الأسلحة الممولة من الولايات المتحدة بما يتوافق مع كل من الاتفاقيات والسياسات الأمريكية؟ والقانون الدولي؟  

وذكر أنه في حين أن العدوان الإسرائيلي على غزة أسفر عن استشهاد ما يزيد عن 18 ألف فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين - وما يقدر بأكثر من نصفهم أو حتى ثلثيهم من النساء والأطفال، فإن هذه الأرقام تقدم دليلا على أن إسرائيل لم تلتزم بالقانون الدولي باتخاذ جميع الاحتياطات المعقولة لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين وإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية.  

وأضاف بأن باحثين إسرائيليين أفادوا أن الجيش الإسرائيلي يستهدف بشكل متعمد ومنهجي البنية التحتية المدنية، ويهاجم بشكل روتيني مواقع لا يُعرف عنها سوى القليل من النشاط العسكري، ومن المعروف أنها تؤوي عائلات. 

اقرأ أيضاً

تصريحات بايدن بضرورة تغيير الحكومة الإسرائيلية تثير الغضب الصهيوني

 

المصدر | ديلان ويليامز/ فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الكونجرس تمويل إسرائيل حرب غزة الحکومة الإسرائیلیة أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

هل بإمكان إسرائيل الاستغناء عن المساعدات الأمريكية لتجنب تبعاتها؟

أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل" تحتاج إلى قدر معين من المساعدات الأمريكية، وبإمكانها الاستغناء عنه، وذلك في استمرار للتوتر بين واشنطن وتل أبيب حول أكثر من ملف في المنطقة.

وأكد الكاتب في موقع "آي سي" عاميت تومار، أن "نتنياهو كشف خطة مستقبلية مفاجئة للعلاقات مع أعظم قوة في العالم وتتمثل بالتوقف عن الاعتماد على المساعدات الأمريكية، زاعما في جلسة استماع سرية في لجنة الشؤون الخارجية والأمن أننا نتلقى أربعة مليارات دولار مقابل الأسلحة، وسنضطر للتوقف عن الاعتماد على المساعدات الأمنية الأمريكية، كما توقفنا عن الاعتماد على المساعدات المدنية".


وأوضح تومار، في مقال ترجمته "عربي21" أن ذلك أتي "مع أن هذه المليارات تتلقاها إسرائيل سنويا في الأوقات العادية بدت قليلة قياسا بما وصل منذ اندلاع الحرب على غزة".

وأضاف أن "دراسة أجراها معهد واتسون الأمريكي كشفت أنه بعد عام واحد فقط من اندلاع الحرب، أنفقت الولايات المتحدة 22 مليار دولار على المساعدات العسكرية لإسرائيل، من الذخائر الهجومية ونشر حاملات الطائرات وبطاريات الدفاع الجوي، مما يعني أنها دفعت معظم الثمن الاقتصادي للحرب نيابة عنه، مما يدفع للسؤال عن سبب الإدلاء بمثل هذه التصريحات الآن، مع أنه ليس من قبيل الصدفة أن يطلق على الولايات المتحدة لقب أختنا الكبرى".

وأشار إلى أن "دولة إسرائيل كانت على مدى عقود من الزمن مرتبطة بالحبل السري المالي الأمريكي في كافة مجالات الحياة، ولم تتدفق المنح المالية فقط من أجل الأمن، بل أيضاً لتلبية احتياجات مثل تطوير المصانع وسداد الديون، وشحنات من المواد الغذائية والمعدات، وعندما أصبح نتنياهو رئيسا للوزراء، سارع للتصريح أننا كبرنا، وحان الوقت لقطع الحبل السري، وخفض مستوى مساعداتها الاقتصادية السخية تدريجيًا، لكن ما حصل فعلياً أن نتنياهو تنازل فقط عن المساعدات الاقتصادية المدنية، وذلك على المستوى الفني فقط".

واستدرك بالقول إنه "خلال السنوات التي تعهد بها نتنياهو للتقليص التدريجي للمنح الأمريكية، فقد زادت المساعدات الأمنية، مما يعني أن هذه الخطوة التي أعلنها لم يكن لها تأثير حقيقي في جيوب الإسرائيليين، لأنه في المرة الأخيرة التي تم فيها توقيع اتفاقية المساعدة العسكرية مع الأمريكيين، حطمت ميزانية الدعم السنوية التي تلقيناها منهم رقماً قياسياً آخر، مما يطرح السؤال على نتنياهو من أين سيحصل على الأموال البديلة".

وأوضح أن "دولة إسرائيل تمرّ بفترة اقتصادية صعبة للغاية، وحتى لو كان انتهاء الحرب مفيداً، فإن هذه الأزمة لن تنتهي قريباً، وستحتاج ميزانية الجيش لإضافة أكثر من 10 مليارات شيكل سنويا (2.9 مليار دولار) لمدة عقد مقبل على الأقل، مقارنة بالوضع قبل اندلاع الحرب، فيما شهدت الميزانيات المدنية تخفيضات منذ عامين، وقامت الحكومة بخفض أجور موظفي القطاع العام، ورفعت الضرائب وأسعار الخدمات الحكومية، دون أن تفعل شيئا لمعالجة موجة ارتفاع الأسعار، ولعل الاحتجاجات العنيفة للمعلمين والأطباء، تثبت حالة التوتر السائدة".


وأشار إلى أن "أي قرار إضافي يفرض على الاسرائيليين قد يؤدي للانهيار الاقتصادي، لأن المليارات الإضافية للأمن والجيش كل عام ليست قشًا، بل صخرة تزن أطنانًا، ومن أجل الاستغناء عن المساعدات الأمريكية بصورة ذاتية، يتعين على الدولة التخلّي عن ميزانيات التعليم العالي، ورفع ضريبة القيمة المضافة بنسبة 2 بالمئة، مما يجعل جميع المنتجات أكثر تكلفة". 

وكشف أنه "تم توقيع اتفاقية المساعدات الأخيرة مع الرئيس السابق باراك أوباما في 2016 لمدة عقد من الزمن، مما سيتعين على الرئيس دونالد ترامب قريبًا أن يقرر ما إذا كان سيعطينا الحصة التالية، وبناءً على التاريخ، فإن الأمريكيين سيواصلون الدفع، واستناداً لتاريخ الأخير، فهو لا يضمن أي شيء، ولا شيء مؤكد عنده، لأنه منذ عودته للبيت الأبيض، بدأ بخفض ميزانيات المساعدات الخارجية، وربما تكون هذه مجرد الطلقة الافتتاحية، وقد ينقلب علينا في أي لحظة".

وختم بالقول إنه "من الأفضل للإسرائيليين التخلص من الاعتماد على الولايات المتحدة، وينطلقون نحو الاستقلال الاقتصادي، لكن أعراض هذا الانسحاب ستكون مؤلمة، وفي واقع مليء بالتحديات الأمنية والاعتبارات السياسية الائتلافية، فمن المشكوك فيه أن يكونون قادرين على تحملها أيضاً".

مقالات مشابهة

  • لهذه الأسباب الصادمة: لا تفكر أبدًا في شراء مكيف شباك
  • مسؤول بإدارة بايدن يقر بارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة.. هكذا برر صمته
  • هل بإمكان إسرائيل الاستغناء عن المساعدات الأمريكية لتجنب تبعاتها؟
  • إسرائيل تمنع زيارة وفد عربي إسلامي إلى رام الله: الأسباب والدلالات
  • السلطات الأمريكية تكشف هوية منفذ الهجوم على مسيرة داعمة لإسرائيل
  • اللقطات الأولى لهجوم استهدف مسيرة داعمة لإسرائيل بولاية كولورادو الأمريكية
  • كم بلغت أعداد ضحايا آلية المساعدات الأمريكية الإسرائيلية في غزة؟
  • مجزرة مروعة في رفح.. الاحتلال يقتل 30 فلسطينيا قرب موقع للمساعدات الأمريكية
  • مجزرة مروعة في رفح.. الاحتلال يقتل 20 مدنيا قرب موقع للمساعدات الأمريكية
  • لهذه الأسباب لا تفكر في شراء مكيفات الشباك