الإمارات تشارك في اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة بالدوحة
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
شارك معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، ممثلاً عن دولة الإمارات في اجتماع الدورة العادية رقم 26 للمجلس الوزاري العربي للسياحة، الذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف تعزيز آفاق التعاون السياحي خلال المرحلة المقبلة ودفعه لمستويات جديدة من النمو والازدهار، ومناقشة مجموعة من الملفات والموضوعات السياحية المشتركة، بما يدعم التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة للدول العربية.
وقال معالي عبدالله بن طوق في كلمته التي ألقاها خلال الاجتماع: “إن القطاع السياحي كان له دور بارز وملموس في تحقيق التعافي الاقتصادي للمنطقة العربية من بعد الجائحة، حيث إنه وفقاً لمؤشرات منظمة السياحة العالمية فإن منطقة الشرق الأوسط حققت نمو يصل الى 20% في عدد السواح مقارنة بمستويات 2019، وذلك بفضل النمو المتزايد للطلب السياحي في المنطقة، وهو ما يؤكد أهمية هذا القطاع الحيوي في تعزيز نمو واستدامة الاقتصادات العربية، لا سيما في ظل الفعاليات الكبرى التي استضافتها منطقة الشرق الأوسط، والتي عززت من تنشيط حركة السياحة البينية على المستويين العربي والدولي”.
وأضاف معاليه: “إن اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة يمثل المنصة العربية الأبرز لمناقشة الملفات والموضوعات السياحية ذات الأهمية والأولوية لمنطقتنا العربية، والتي من شأنها وضع خطط جديدة للحفاظ على النمو المتزايد للقطاع السياحي العربي خلال الفترة المقبلة وجعله أكثر استدامة وازدهاراً، حيث تم التطرق من خلال هذا الاجتماع على مجموعة من الموضوعات السياحية ذات الأهمية والأولوية للدول العربية”.
وتابع معاليه: “تحرص دولة الإمارات على دعم الجهود العربية المشتركة في تطوير وتنمية القطاع السياحي على مستوى المنطقة، وتعزيز التعاون في القطاعات والأنشطة السياحية وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات السياحية، بما يدعم التنمية السياحية المستدامة لدولنا العربية”.
واستعرض معاليه مجموعة من المحاور التي يمكن أن تسهم في تسريع العمل السياحي العربي المشترك خلال المرحلة المقبلة، والتي تتضمن:
تحفيز الاستثمار في المشاريع السياحية المستدامة والتي تحقق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.و الاستفادة من المقومات السياحية لتطوير الوجهات العربية بشكل تكاملي وتنسيقي للوصول الى قطاع سياحي أكثر شمولاً وتنوعاً. وتوطين التكنولوجيا في القطاع السياحي العربي من خلال الاعتماد على التقنيات المتقدمة والتطبيقات الرقمية والذكاء الاصطناعي في تطوير البنية التحتية السياحية والمشاريع السياحية المتنوعة. إضافة على
التركيز على محاور الاستدامة والمحافظة على البيئة وتطوير التشريعات التنافسية حيث إن الاستدامة مهمة لتطوير قطاعات مستقبلية داعمة للاقتصادات الوطنية بما يسهم في تعزيز الاستدامة البيئية.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة لديها تجربة سياحية رائدة قائمة على أفضل الممارسات العالمية، حيث أطلقت “الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031″، والتي عززت من تطوير وتنمية القطاع السياحي الإماراتي، من خلال 4 محاور رئيسية وهي تعزيز الهوية السياحية الوطنية، وتطوير وتنوع المنتجات السياحية المتخصصة، وبناء القدرات السياحية وتشجيع دخول الكوادر الوطنية للقطاع السياحي، وزيادة الاستثمارات في مختلف القطاعات السياحية.
واستعرض معالي بن طوق، أبرز المؤشرات والأرقام التي تؤكد النمو المستمر لقطاع السياحة في دولة الإمارات، ومنها تحقيق المنشآت الفندقية إيرادات بقيمة 26 مليار درهم خلال الشهور السبعة الأولى من عام 2023 بنمو 24% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وارتفاع معدل الإشغال الفندقي في إمارات الدولة إلى 75% خلال أول 7 أشهر من العام الحالي بنسبة زيادة بلغت 5% بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، و150 مليار درهم إيرادات متوقعة للقطاع السياحي في الدولة خلال عام 2023، و62.79 مليون مسافر عبر مطارات الإمارات خلال النصف الأول لعام 2023 بنمو 46% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وقال معالي بن طوق: “إن الاستدامة في القطاع السياحي تعد من أهم العوامل الرئيسية لتعزيز النمو المستدام لهذا القطاع خلال الفترة المقبلة، لذلك أؤكد أهمية التعاون المشترك وإطلاق المبادرات والفعاليات الداعمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.
وسلط معاليه الضوء على الحدث العالمي مؤتمر الأطراف ” COP28″، الذي استضافته دولة الإمارات مؤخراً، ودوره الحيوي في تعزيز الاستدامة للقطاع السياحي على مستوى المنطقة والعالم، حيث شهد هذا المؤتمر إدراج إعلان غلاسكو بشأن العمل المناخي في قطاع السياحة ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) كأحد المبادرات في مناهج العمل العالمي للمناخ.
وأوضح معاليه أن المؤتمر لعب دوراً بارزاً في تبادل أفضل الخبرات والممارسات في القطاع السياحي، ومناقشة الآليات والطرق الداعمة لتقليل الانبعاثات الكربونية لقطاع الطيران وتعزيز استخدام الوقود المستدام. مشيراً إلى أهمية الاستفادة من “COP28 ” في تعزيز التعاون العربي المشترك، والتركيز على الفرص والممكنات التي ستدعم ريادة ونمو قطاعنا السياحي.
وأكد معالي بن طوق أن دولة الإمارات كانت من أوائل الدول إقليمياً وعالمياً، التي تبنت ملف الاستدامة في القطاع السياحي، ودعمت التحول نحو صناعة طيران أكثر اخضراراً واستدامة عبر الاعتماد على وقود الطيران منخفض الكربون، حيث وضعت الدولة مستهدفاً بإنتاج 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام “ساف” سنوياً بحلول عام 2030، وذلك في إطار خريطة الطريق الوطنية لخفض انبعاثات الكربون في مجال الطيران.
وأشار معاليه إلى أن القطاع السياحي الدولي يشهد تطوراً ملحوظاً ويسير بخطوات ثابتة لاستعادة مستويات ما قبل الجائحة خلال عام 2024، على الرغم من التحديات الاقتصادية التي يشهدها العالم، حيث إنه وفقاً لمؤشرات منظمة السياحة العالمية، استعادة السياحة الدولية 87% من مستويات ما قبل الجائحة خلال الفترة من يناير حتى يوليو 2023 مقارنةً بعام 2019، وذلك بفضل استمرار الطلب السياحي المتزايد في الربع الثالث من عام 2023.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
تكريم عمر خيرت في افتتاح مهرجان الأوبرا العربية بالدوحة.. الليلة
بعد موافقة الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة وفى حدث فنى يجسد الريادة الحضارية للوطن تحل دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام كضيف شرف على الدورة الأولى لمهرجان الأوبرا العربية التى تحتضنها دولة قطر وتعقدها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الإليسكو) بالتعاون مع المؤسسة العامة للحى الثقافى كتارا تحت إدارة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطى وتقام فى الفترة من 8 حتى 10 ديسمبر الجارى وذلك باعتبارها أقدم داراً للأوبرا فى الوطن العربى .
وقال الدكتور علاء عبد السلام رئيس الأوبرا إن إختيار الأوبرا المصرية ضيف شرف الدورة الأولى من مهرجان الأوبرا العربية بوصفها الأعرق عربيا يبرز عمقً العلاقات بين الأشقاء ويعكس التطلعات لمستقبل أكثر إشراقا للفنون فى المنطقة، وتابع إن احتضان دولة قطر الشقيقة للمهرجان خطوة ثقافية رائدة تعكس تقديرها للمسار الفنى العربى، كما يبرز مدى أهمية تلاقى التجارب والمؤسسات الفنية فى فضاء واحد تُصاغ فيه مشروعات جديدة وتُفتح فيه آفاق رحبة للتعاون والإبداع، وأضاف أن مشاركة الأوبرا المصرية تعكس الإرث الممتد من التجارب والخبرات والذى يتاح لخدمة هذا المشروع القومى العظيم إيمانًا بأن الفنون تزدهر حين تتقاطع وتتحاور وتتشارك رؤاها، مؤكداً إن الفعاليات بما تشمله من أنشطة وورش عمل تمثل بداية مسار ثقافى عربى يعمل على تعزيز المشهد الفنى ويمنحه طاقة متجددة، وثمن جهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمؤسسة العامة للحى الثقافى (كتارا) فى الإعداد لهذا الحدث الفريد، وتوجه بخالص الشكر لدولة قطر لاستضافة إصداره الأول .
تبدأ الفعاليات على مسرح دار أوبرا قطر مساء الاثنين 8 ديسمبر بتكريم الموسيقار عمر خيرت تقديرا لعطائه وعرفاناً بدوره الرائد فى إثراء ساحة الإبداع العربى، ثم يقدم أوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة المايسترو أحمد عاطف حفلاً يتضمن مجموعة من المؤلفات المصرية الخالصة لكل من على إسماعيل، فؤاد الظاهرى، يوسف شوقى، عمار الشريعى، حسن أبو السعود، عمر خيرت، وأندريا رايدر، كما يقدم حفلاً آخر مساء الاربعاء 10 ديسمبر بمشاركة أوركسترا قطر الفيلهارمونى يضم مجموعة من المعزوفات الكلاسيكية العالمية إضافة إلى عدد من مؤلفات موسيقيين قطريين .
جدير بالذكر إن مهرجان الأوبرا العربية وُلد على ضوء قرار مؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في دورته 24 الذى عقد بالرباط ( المغرب ) فى يناير 2025، واعتمد توصيات إجتماع مسارح الأوبرا العربية الذي نُظم بالدوحة ( قطر ) فى ديسمبر 2024، وتم إختيار دار الأوبرا المصرية لتحل ضيف شرف على دورته الأولى بالنظر إلى الأسبقية التاريخية حيث أسست مصر أول داراً للأوبرا فى الوطن العربى وكذلك ترشيح أوركسترا القاهرة السيمفونى للمشاركة بصفته أقدم الفرق العربية المتخصصة .
المعروف إن رحلة الأوبرا فى مصر بدأت عام 1869 عندما قرر الخديو إسماعيل إنشاء داراً للأوبرا تقام بها احتفالات إفتتاح قناة السويس، وبعد ما يزيد عن قرن من الزمان مثلت خلاله الأوبرا الخديوية المنارة الثقافية الوحيدة فى الشرق الأوسط وإفريقيا إحترق مبناها فى أكتوبر عام 1971 فى مشهد مأسوى أصاب المصريين بالقلق على مستقبل الثقافة والفنون، ومع إزدياد الحاجة الى ايجاد مركز تنويرى يهدف الى تقديم الفنون الرفيعة بالإضافة إلى إحياء التراث الفنى المصرى فى مختلف مجالاته قامت وزارة الثقافة بالتنسيق مع هيئة التعاون العالمية اليابانية ( JICA) لإنشاء دار الأوبرا المصرية بمنحة تبرز أواصر الصداقة والتعاون بين الشعبين المصرى واليابانى وتم اختيار أرض الجزيرة لتكون مقراً لها والاتفاق على تصميم معمارى إسلامى حديث لتُفتتح فى 10 أكتوبر عام 1988 وتصبح أحدث معالم القاهرة الثقافية آنذاك وأول دار للأوبرا فى المنطقة العربية .