عبد العزيز الزبير باشا يكتب – الإدراك و الاستباق
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
و الآن بعد أن شارف التمرد الإرهابي الغادر الخائن على نهايته المستحقه بالسحق سواء بالحسم العسكري أو الاستلام الكامل وفق شروط القوات المسلحة السودانية الباسلة.
لكن المزعج في الأمر بعض الأفواه المزعجه التي تتحدث و كأنها بطوليه و أكثر حرصا على الوطن ضاربة الشعب ومؤسساته أرض الحائط لتحقيق مصلحة انتهازيه ضحلاء.
ليعلم الجميع ان ما بعد الخامس عشر من أبريل ليس كسابقه.
لذلك قيمة الإدراك و الحفاظ على مقدرات الوطن و مكتسباته لا تتحقق إلا عبر الإرادة و التلاحم الوطني و ترجمته فعليا في الراهن العصيب و قد انصب ذلك في عبارة جيش واحد شعب واحد.
لذلك من منطلق هذا الإدراك لابد من إعلان الهرم القيادي الأعلى للدولة إلا و هو «المجلس الأعلى للقوات المسلحة السودانية الباسلة».
اما الاستباق فذلك يعني قيام دوله حقيقه عبر مؤسسات المختصه في المعلومات الوقائية و ذلك يعني ضرورة تفعيل القوانين و صلاحيات جهاز المخابرات العامة.
و هذا يقود إلى نجاح الخطط المستقبلية و الراهنه و الحلول الاقتصاديه الطارئه و تعزيز الجهاز التنفيذي و الخدمي والإنتاجي و العمل بشكل متناغم و متسلسل مع المؤسسات المختصه نتيجة وجود عصب الاستباق الوقائي كما أشرت إلى ذلك آنفا.
السيد القائد العام للقوات المسلحه السودانية الباسلة
انت الأمين و المستأمن على الدوله و ليس الحكومه نظرا بأنك من رحم المؤسسة الوطنية الرصينه التى لا تقبل الحياد ولا تخوين.
اقدم من أجل الوطن على إنهاء التمرد الإرهابي الغادر الخائن وسحقه تماما بلا اي رحمه ، ولا عزاء للخونه و المتربصين والجبناء أينما حلوا.
الله اكبر و العزة والشموخ للسودان و جيشه الباسل الابي.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الزبير باشا عبد العزيز يكتب
إقرأ أيضاً:
أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية
أحمد زيور باشا، هذا الاسم الذي يلمع في صفحات التاريخ المصري، ليس مجرد شخصية سياسية عابرة، بل هو رمز للإصرار والعطاء والتفاني في خدمة وطنه.
ولد زيور باشا في الإسكندرية عام 1864 في أسرة شركسية تركية الأصل، كانت قد هاجرت من اليونان، لكنه بالرغم من جذوره الأجنبية، حمل قلبه وروحه على مصر، وجعل منها مسرحا لحياته المليئة بالعطاء والمسؤولية.
منذ نعومة أظافره، أظهر أحمد زيور براعة وحسا عميقا بالواجب؛ فقد التحق بمدرسة العازاريين، ثم واصل دراسته في كلية الجزويت ببيروت، قبل أن يتخرج من كلية الحقوق في فرنسا، حاملا معه العلم والخبرة ليخدم وطنه الغالي.
طفولته لم تكن سهلة، فقد كان صبيا بدينا يواجه العقوبات بحساسية شديدة، وكان العقاب الأصعب بالنسبة له مجرد “العيش الحاف”، لكنه تعلم من هذه التجارب الأولى معنى الصبر والمثابرة، وكان لذلك أثر واضح على شخصيته فيما بعد، إذ شكلت بداياته الصعبة حجر أساس لصقل إرادته القوية وعزيمته التي لا تلين.
عندما عاد إلى مصر بعد دراسته، بدأ أحمد زيور مسيرته في القضاء، ثم تقلد مناصب إدارية هامة حتى وصل إلى منصب محافظ الإسكندرية، وبدأت خطواته السياسية تتصاعد بسرعة.
لم يكن الرجل مجرد سياسي يحكم، بل كان عقلا مفكرا يقرأ الواقع ويفكر في مصلحة الوطن قبل أي اعتبار شخصي، تولى عدة حقائب وزارية هامة، منها الأوقاف والمعارف العمومية والمواصلات، وكان يتنقل بين الوزارات بخبرة وإخلاص، ما جعله شخصية محورية في إدارة شؤون الدولة، وخصوصا خلال الفترة الحرجة بعد الثورة المصرية عام 1919.
لكن ما يميز أحمد زيور باشا ليس فقط المناصب التي شغلها، بل شخصيته الإنسانية التي امتزجت بالحكمة والكرم وحب الدعابة، إلى جانب ثقافته الواسعة التي جعلته يجيد العربية والتركية والفرنسية، ويفهم الإنجليزية والإيطالية.
كان الرجل يفتح صدره للآخرين، ويمتلك القدرة على إدارة الصراعات السياسية بحنكة وهدوء، وهو ما جعله محل احترام الجميع، سواء من زملائه السياسيين أو من عامة الشعب.
عين رئيسا لمجلس الشيوخ المصري، ثم شكل وزارته الأولى في نوفمبر 1924، حيث جمع بين منصب رئاسة الوزراء ووزارتي الداخلية والخارجية، مؤكدا قدرته على إدارة الأمور بيد حازمة وعقل متفتح.
واستمر في خدمة وطنه من خلال تشكيل وزارته الثانية، حتى يونيو 1926، حريصا على استقرار الدولة وإدارة شؤونها بحنكة، بعيدا عن أي مصالح شخصية أو ضغوط خارجية.
زيور باشا لم يكن مجرد سياسي تقليدي، بل كان رمزا للفكر المصري العصري الذي يحترم القانون ويؤمن بالعلم والثقافة، ويجمع بين الوطنية العميقة والتواضع الجم.
محبا لوالديه، كريم النفس، لطيف الخلق، جسوره ضخم وقلوبه أوسع، كان يمزج بين السلطة والرقة، بين الحزم والمرونة، وبين العمل الجاد وروح الدعابة.
هذا المزيج الفريد جعله نموذجا للقيادة الرشيدة في وقت كان فيه الوطن بحاجة لمثل هذه الشخصيات التي تجمع بين القوة والإنسانية في آن واحد.
توفي أحمد زيور باشا في مسقط رأسه بالإسكندرية عام 1945، لكنه ترك إرثا خالدا من الخدمة الوطنية والقيادة الحكيمة، وأصبح اسمه محفورا في وجدان المصريين، ليس فقط كوزير أو رئيس وزراء، بل كرجل حمل قلبه على وطنه، وبذل كل ما في وسعه ليبني مصر الحديثة ويؤسس لمستقبل أفضل.
إن تاريخ زيور باشا يعلمنا درسا خالدا، أن القيادة الحقيقية ليست في المناصب ولا في السلطة، بل في حب الوطن، والعمل الدؤوب، والوفاء للعهود التي قطعناها على أنفسنا تجاه بلدنا وشعبنا.
أحمد زيور باشا كان نموذجا مصريا أصيلا، يحكي عن قدرة الإنسان على التميز رغم الصعاب، ويذكرنا جميعا بأن مصر تحتاج دائما لأمثاله، رجالا يحملون العلم والقلب معا، ويعملون بلا كلل من أجل رفعة وطنهم وشموخه.
ومن يقرأ سيرته، يدرك أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تصنع التاريخ، وأن من يحب وطنه حقا، يظل اسمه حيا في ذاكرة شعبه، مهما رحل عن الدنيا، ومهما تبدلت الظروف.