دراسة: الانفجارات الراديوية السريعة الغامضة في الفضاء تزداد غرابة.. ما السبب؟
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
(CNN)-- تُعد الانفجارات الراديوية السريعة، أو الومضات الساطعة التي يبلغ طولها ملي ثانية من موجات الراديو في الفضاء، واحدة من أكثر الألغاز استمرارية في الكون، وأصبحت أكثر غرابة بعض الشيء.
وتم اكتشاف أول انفجار راديو سريع، أو FRB، في عام 2007، ومنذ ذلك الحين، تم اكتشاف المئات من هذه الأحداث السريعة والمكثفة القادمة من نقاط بعيدة عبر الكون.
لكن علماء الفلك لا يفهمون ما الذي يسببها.
ولاحظ العلماء حاليا، نمطا غريبا لم يسبق له مثيل في انفجار راديوي سريع تم رصده حديثا، ويسمى FRB 20220912A. وتوضح دراسة نشرت، الأربعاء، في الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية تفاصيل هذا الاكتشاف.
ويوفر الاكتشاف أدلة مهمة للباحثين الذين يهدفون إلى تحديد مصدر الظاهرة مع تقديم ألغاز جديدة لكشفها.
واكتشف علماء الفلك الانفجار باستخدام مصفوفة تلسكوب ألين التابعة لمعهد SETI ومقرها كاليفورنيا، أو ATA، والتي تضم 42 هوائيا في مرصد راديو هات كريك في جبال كاسكيد.
واكتشف الفريق 35 نبضة راديوية سريعة من مصدر واحد على مدى شهرين.
وتطلق العديد من الانفجارات الراديوية السريعة موجات راديو تستمر لبضعة أجزاء من الميلي ثانية فقط على الأكثر قبل أن تختفي، مما يجعل من الصعب ملاحظة الانفجارات الراديوية السريعة. لكن من المعروف أن بعض الانفجارات الراديوية تتكرر وتطلق رشقات نارية تالية، مما أتاح لعلماء الفلك تتبع الإشارات إلى المجرات البعيدة.
وفي البداية، بدا FRB 20220912A مشابها لـ"أجهزة إعادة الإرسال" المعروفة الأخرى، وتحول كل انفجار مكتشف من ترددات أعلى إلى ترددات أقل.
لكن نظرة فاحصة على الإشارة كشفت شيئا جديدا وهو: انخفاض ملحوظ في التردد المركزي للانفجارات.
وأصبح الانخفاض أكثر وضوحا عندما حول الباحثون الإشارات إلى أصوات باستخدام النوتات الموسيقية على الإكسيليفون. وتتوافق النغمات المرتفعة مع بداية الدقات، بينما تعمل النغمات المنخفضة كنغمة ختامية.
وحاول الفريق تحديد ما إذا كان هناك نمط في التوقيت بين كل انفجار، على غرار بعض الانفجارات الراديوية السريعة المتكررة الأخرى المعروفة. لكن الباحثين لم يتمكنوا من اكتشاف انفجار لـFRB 20220912A، مما يشير أيضا إلى أن الأحداث السماوية يمكن أن تكون غير متوقعة كذلك.
وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية الدكتورة صوفيا سيخ وزميلة ما بعد الدكتوراه في مؤسسة العلوم الوطنية MPS-Ascend بمعهد SETI، في بيان: "هذا العمل مثير لأنه يقدم تأكيدا لخصائص FRB المعروفة، واكتشاف بعض الخصائص الجديدة".
وذكر الباحثون أن كل ملاحظة للانفجارات الراديوية السريعة توفر رؤى ثاقبة، كما تطرح المزيد من الأسئلة.
ويشتبه علماء الفلك في أن بعض الانفجارات الراديوية السريعة قد تنشأ من النجوم المغناطيسية. لكن أبحاثا أخرى أشارت إلى أن الاصطدامات بين النجوم النيوترونية الكثيفة أو النجوم الميتة، التي تسمى الأقزام البيضاء، قد تكون السبب.
وقالت صوفيا: "إننا نقوم بتضييق نطاق مصدر الانفجارات الراديوية السريعة على الأجسام الغريبة مثل النجوم المغناطيسية، ولكن لا يوجد نموذج قائم يمكنه تفسير جميع الخصائص التي تم رصدها حتى الآن".
كانت هذه الدراسة هي الأولى التي رصدت انفجارات راديوية سريعة باستخدام مصفوفة تلسكوب ألين، والتي كانت تخضع للتجديد في السنوات القليلة الماضية. ولن تسمح التحديثات المستمرة للمصفوفة لعلماء الفلك بتتبع سرعة تصرف الانفجارات الراديوية بترددات مختلفة فحسب، ولكن أيضا ستتيح البحث عن إشارات أكثر خفوتا.
وأضافت صوفيا: "يثبت هذا العمل أن التلسكوبات الجديدة ذات القدرات الفريدة، مثل ATA، يمكنها تقديم زاوية جديدة للأسرار البارزة في علم التدفقات الراديوية السريعة".
أمريكاالكونظواهر فلكيةنشر الجمعة، 15 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الكون ظواهر فلكية
إقرأ أيضاً:
فينجر: مستقبل كرة القدم يُبنى من الأكاديميات وليس بالنتائج السريعة
أبوظبي (وام)
أكد أرسين فينجر، رئيس قسم تطوير كرة القدم العالمية في الفيفا، والمدرب السابق لنادي أرسنال، أهمية تطوير الأكاديميات والشباب، معتبراً أن كل مؤسسة لكرة القدم تحتاج إلى خطة طويلة الأمد للوصول إلى كامل إمكانياتها، وأن التركيز على المدى القصير فقط لا يؤدي إلى التطور والنمو.
جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان «الإرث الذي يروي حكايتنا»، والتي استضافتها قمة بريدج 2025، حيث استرجع فيها فينجر محطات متنوعة من حكايته مع كرة القدم، وشارك جمهور القمة التحولات التي عاشها لاعباً ومدرباً ومحللاً رياضياً، وأدار الجلسة الإعلامي روبي لايل، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة RL Media.
وأشار فينجر إلى أنه لطالما اعتبر أن مهمته الأولى كانت تقديم النادي ككيان منظّم يمتلك خطة واضحة، وسعى لأن يكون جزءاً من هذه الخطة التي تؤثر في طريقة لعب كرة القدم على مستوى أوروبا، مشيراً إلى أن تركيزه كان دائماً منصباً على مصلحة النادي، ولم ينظر يوماً إلى الفرد أو المسار المهني للاعبين بمعزل عن المؤسسة ككل، مضيفاً أن الالتزام تجاه النادي كان أكبر منه شخصياً، وأن هذا الشعور كان يدفعه دائماً للتصرف وفق تلك الرؤية.
وتطرق فينجر للحديث عن الضغط الذي يرافق مهنة التدريب، مشيراً إلى أنه يأتي من عدم القدرة على التنبؤ بكل شيء، ومن الشعور الدائم بعدم السيطرة، خاصة عند مواجهة الصعوبات.
وقال: «توقعات الجماهير تجعل كل هزيمة نوعاً من الإهانة، وفي ظل الضجيج والنقد يصبح الثبات أمراً صعباً، ولذلك كنت ألجأ دائماً لاستخلاص أفضل ما لدى الفريق، مع استحضار كافة قدرتي على التركيز وسط الضغوط».
وأشار فينجر إلى تأثير المال في كرة القدم الحديثة، خصوصاً في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تصرف بعض الأندية مبالغ كبيرة على اللاعبين.
وحول إدارة الأزمات داخل الفرق، أوضح أن على المدير أن يتعامل بسرعة مع المشكلات.
وقال: «أكثر ما كان يثير دهشتي هو أن اللاعبين غالباً ما يعرفون مكامن الخلل دون أن يخبروني، وهذا علمني أن التواصل الجيد أمر أساسي»، مشيراً إلى أنه خلال 22 عاماً في التدريب لم يخسر أكثر من ثلاث مباريات متتالية، وأن كل خسارة كانت تدفعه إلى التفكير في الفوز بالمباراة التالية، رغم إيمانه بأن الرغبة الكبيرة في الفوز قد تؤدي أحياناً إلى التسرع وزيادة الإحباط.
وأكد فينجر أن الصبر قيمة أساسية في مسيرة أي مدرب، فهو يؤمن بالإنسان وأن التطور لا يحدث بالوتيرة نفسها عند الجميع، لافتاً إلى أن بناء الثقة داخل الفريق يحتاج إلى تواصل مستمر واتساق في السلوك.
وعن عمله الحالي في الفيفا، أوضح فينجر أن العديد من الأطفال في العالم لا يحصلون على فرصة لتطوير مواهبهم، ولهذا أنشأ نموذج الأكاديميات الذي يبدأ باختيار المواهب من عمر 12 عاماً وتدريبهم حتى سن 16 أو 17 عاماً، مشيراً إلى أن اختيار الدول يتم عبر معادلة محددة، وأنه يُرسل فريقاً تقنياً للتأكد من ملاءمة الظروف قبل إنشاء الأكاديمية، موضحاً أن الهدف هو الوصول إلى 60 أكاديمية في نهاية هذا العام، ضمن خطة أوسع نحو 100.
وفي ختام حديثه، عبّر فينجر عن قناعته بأن أرسنال قادر على الفوز بالبطولة هذا العام، معتبراً أن الفريق هو الأفضل، وأن المنافسة مع السيتي قائمة، لكن أرسنال يمتلك فريقاً قوياً.
ووجّه نصيحته للمدربين الشباب قائلاً: «أنتم تريدون الفوز، لكن ابنوا القيمة، لأنها ستبقى للأبد».