الجزيرة:
2025-05-14@00:16:12 GMT

سوريا.. أسواق مناطق النظام تعاني والتجار ينسحبون

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

سوريا.. أسواق مناطق النظام تعاني والتجار ينسحبون

دمشق- يعاني التجار في مناطق سيطرة النظام السوري من تحديات وصعوبات جمة للحفاظ على أعمالهم وتجارتهم تحت وطأة الضغوط الاقتصادية والقانونية منذ سنوات، مما يدفع بعضهم إلى التخلي عن تجارته والانسحاب من السوق للحفاظ على رأس المال.

وتشهد الأسواق السورية واقعا تجاريا هو الأسوأ منذ بداية الأزمة الاقتصادية في البلاد قبل نحو 12 عاما، نظرا إلى الجمود المسيطر على حركة البيع والشراء، وتراجع القدرة الشرائية للسوريين، والقيود التي تفرضها القوانين الاقتصادية على التجار.

ويقول محمد (47 عاما)، وهو تاجر ألبسة في سوق الحريقة بدمشق "أوقات عصيبة تمر على التجار في أسواق دمشق مع انعدام حركة البيع".

ويضيف في حديث للجزيرة نت "لا يمكننا الحديث عن تجارة معافاة دون الحديث عن قدرة شرائية معقولة للمواطنين، فإذا كان العميل غير قادر على شراء السلعة، فلن يسعف التجار أي حل حكومي".

واعتبر محمد أن "انعدام القدرة الشرائية" للسوريين هو أبرز أسباب الركود في أسواق دمشق، لا سيما أن متوسط رواتب الموظفين لا يتجاوز 250 ألف ليرة (18 دولارا) وهو ما يكفي بالكاد لشراء مكونات وجبتين أو 3 من الطعام.

ويشير التاجر الدمشقي إلى سبب آخر للأزمة يتعلق بارتفاع أسعار البضائع المصنعة محليا، ويقول "إن المصانع تحمّل بضائعها كل التكاليف المضافة من كهرباء ووقود، ومواد أولية المستوردة بمعظمها غالية الثمن، وهذا كله يقضم من هامش الربح الذي نضعه نحن التجار، والذي أصبح اليوم هامشا ضئيلا جدا مقارنة بالأعوام السابقة."

الأسواق السورية تشهد واقعا تجاريا هو الأسوأ منذ بداية الأزمة الاقتصادية في البلاد قبل نحو 12 عاما (الجزيرة)

 

ويشكو التجار في دمشق وسائر مناطق سيطرة النظام من الرسوم الضريبية المرتفعة، والتكاليف المالية السنوي التي تفرضها وزارة المالية، والتي تتجاوز في بعض الأحيان مبلغ مليوني ليرة سورية (142 دولارا) لبعض المحال.

ويضاف إلى ذلك ارتفاع سعر الكهرباء التجارية بنحو 150% منذ سبتمبر/أيلول الماضي، والصعوبة البالغة في توفير وتداول العملات الأجنبية التي تخضع لقيود قانونية مشددة.

آليات تعيق التجارة وترفع الأسعار 

وكشف عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق ياسر أكريم عن خروج أكثر من 100 ألف تاجر من العمل التجاري في سوريا، معتبرا ذلك بمنزلة خسارة كبيرة للاقتصاد السوري.

وتحدث أكريم، في تصريحات -قبل أيام- عن غياب الدعم الحكومي للقطاع التجاري، وأكد أن هذا الدعم لا يكاد يذكر مقارنة بالدعم المقدم للقطاع الصناعي، مشيرا إلى التداعيات السلبية لهذا الوضع على الاقتصاد.

وأضاف أكريم أنه من أصل 110 آلاف سجل تجاري مسجل لدى وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام لا يوجد سوى 7 آلاف سجل فاعل وموجود في غرفة تجارة دمشق، مرجعا هذا الانكماش التجاري إلى "عدم وضوح القوانين التجارية".

وأوضح أكريم أن التاجر في سوريا بات اليوم في "أسوأ حالاته نتيجة عدم توجه الحكومة لدعمه والوقوف إلى جانبه بالشكل المطلوب".

وكان أكريم قد أشار في حديث لإذاعة شام المحلية، في سبتمبر/أيلول الماضي، إلى أن ضبط الأسعار غير ممكن في ظل عدم وفرة المواد الأولية، وارتفاع سعر الصرف وأسعار الطاقة والمحروقات.

من جهته، أرجع أبو يحيى (52 عاما)، تاجر أغذية وصاحب مستودع في منطقة الميدان بدمشق، ارتفاع الأسعار في الأسواق للسياسات الحكومية "غير المدروسة".

وأضاف التاجر في حديث للجزيرة نت "لا يمكننا كتجار تحديد كلفة المستوردات بدقة لعدم ثبات سعر الصرف من جهة، ولتأخر وصول المستوردات عبر المنصة (آلية حكومية لتنظيم استيراد البضائع من الخارج) شهرين و3 أشهر من جهة أخرى، وهو ما يضطرنا إلى تسعير السلع بأسعار أعلى مما قد تكون عليه لضمان عدم الخسارة".

ويشير أبو يحيى إلى أن بطء عمل منصة المستوردات ضاعف الأزمة حيث أدى إلى "حرمان السوق كثيرا من السلع والمواد الأولية والأساسية، وأدى إلى عجز التجار وأصحاب المصانع عن تأمينها، مما دفعهم في بعض الأحيان إلى إغلاق محالهم ومصانعهم".

من جهته، كشف عضو إدارة غرفة تجارة دمشق محمد حلاق في تصريح لإذاعة ميلودي المحلية، في سبتمبر/أيلول الماضي، عن عدم وجود آلية حكومية لخفض الأسعار أو تثبيتها، مشيرا إلى أن اللوائح السعرية التي يتم إصدارها من قبل الحكومة غير مطابقة للواقع.

وأكد حلاق أن القرارات الرسمية الصادرة عن الحكومة كإنشاء منصة المستوردات، وإقرار قانون حماية المستهلك أسهمت بإعاقة عمل التجار، وتسببت برفع الأسعار.

جانب من سوق العصرونية المتفرع عن سوق الحميدية بالعاصمة دمشق (الجزيرة)

ويرى اقتصاديون أن منصة المستوردات أعاقت حركة الإنتاج عبر تقييدها عملية الاستيراد وتمويل المستوردات، وحصرها بشركات الصرافة المحلية والمصرف المركزي، مما أدى إلى هروب رؤوس الأموال وبالتالي انكماش الاقتصاد.

وتجبر المنصة التجار على تسديد 50% من قيمة المستوردات للبنك المركزي مقابل منحهم إجازة الاستيراد شرط تسديد باقي المبلغ بعد شهر من وصول البضائع المستوردة، مما يكبد التجار خسائر ومصاريف إضافية مع تغير سعر الصرف، ويدفعهم للتحوط ورفع الأسعار، وهو ما يؤدي إلى غلاء السلع في الأسواق.

تضخم وخسائر اقتصادية

ويعاني الاقتصاد السوري منذ 12 عاما من أزمات متفاقمة جراء استمرار الصراع في البلاد، وبلغ معدل التضخم عام 2023 وحده 156% بحسب أستاذ الاقتصاد في جامعة حلب عبد الرؤوف نحاس.

وخسرت الليرة السورية نحو 100% من قيمتها خلال عام 2023، ليسجل سعر صرف الدولار 14 ألف ليرة في ديسمبر/كانون الأول الجاري مقارنة بـ 7 آلاف مطلع عام 2023.

ويشير تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن الخسائر الاقتصادية للحرب في سوريا قد بلغت نحو 1.2 تريليون دولار بحلول عام 2022، في حين يحتاج 13.4 مليون سوري إلى مساعدة إنسانية.

وتُقدَّر الخسائر المباشرة وغير المباشرة للقطاع النفطي وحده بنحو 112 مليار دولار مع نهاية عام 2022، بحسب بيان وزارة الخارجية في حكومة النظام السوري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد وساطة ولي العهد.. احتفالات في دمشق برفع العقوبات عن سوريا

احتشد سوريون في ساحة الأمويين بدمشق، احتفالا برفع العقوبات عن سوريا، بعد وساطة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
حسب وكالة الأنباء السورية "سانا"، حدثت تجمعات عفوية، في ساحة الأمويين بدمشق، ابتهاجا بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا.

#ولي_العهد الأمير #محمد_بن_سلمان يتصدر الترند الأول في منصة X على مستوى العالم، وذلك بعد إعلان رفع عقوبات #سوريا
أخبار متعلقة سوريا ترحب برفع العقوبات بعد تصريحات ترامب في الرياضبأكفان رمزية.. الهلال الأحمر الفلسطيني يطالب بحماية الطواقم الطبيةللمزيد | https://t.co/E5SOyHEFhv#القمة_السعودية_الأمريكية | #الرئيس_الأمريكي_في_المملكة | #القمة_الخليجية_الأمريكية | #٩٢_عاماً_من_الشراكة_والازدهار | #اليوم pic.twitter.com/PNwOoU8PA4— صحيفة اليوم (@alyaum) May 13, 2025رفع العقوبات عن سورياتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برفع العقوبات عن سوريا، وذلك بعد طلب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وقال الرئيس الأمريكي خلال كلمته بمنتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، في الرياض، إنه بعد المناقشة مع ولي العهد سيكون هناك لقاء بين وزير الخارجية الأمريكي ونظيره السوري.
وأوضح ترامب، أنه يأمل أن تنجح الحكومة السورية في إعادة الأمن لبلادها، وأن يكون رفع العقوبات فرصة جديدة لها.

مقالات مشابهة

  • بعد وساطة ولي العهد.. احتفالات في دمشق برفع العقوبات عن سوريا
  • أحمد موسى: رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا يساعد نظامها
  • ترامب يخطط لرفع العقوبات عن سوريا لمنحها بداية جديدة
  • اتصالات دمشق: استكمال نشر الخدمة الضوئية في العاصمة وتزويد مناطق ‏اليرموك وحي تشرين بالخدمات الهاتفية
  • كاتب أميركي زار حمص بعد 13 عاما فماذا وجد؟
  • استعادة رفات جندي إسرائيلي من سوريا.. هل تمت بعلم النظام؟
  • مهجرون سوريون يعودون إلى وطنهم عبر معبر باب الهوى بعد تحرير سوريا من النظام البائد
  • انخفاض حاد في أسعار العقارات بمناطق الزلزال في إسطنبول: هجرة إلى الأحياء الآمنة
  • افتتاح عدد من المدارس في الزبداني بعد إعادة تأهيلها ‏وترميمها ‏
  • هل تراجعت الأسعار؟.. اعرف متوسط أسعار الشقق في أهم 5 مناطق بالقاهرة