في مشهد يجمع بين الثقافة والإنسانية، أطلق الأزهر الشريف اليوم السبت، مبادرة توعوية فريدة تحت عنوان «عيون أطفالنا مستقبلنا»، وذلك من داخل جناحه المشارك في فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.

و تهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على صحة عيون الأطفال، باعتبارها حجر أساس في بناء جيل سليم بدنيًا ونفسيًا، وقادر على التعلم والإبداع.

وقد لاقت المبادرة تفاعلًا لافتًا من الزوار، خاصة العائلات، التي توقفت أمام هذا الركن التوعوي داخل جناح الأزهر، حيث التقت المعلومات الطبية بالرسائل التربوية.

وقالت إحدى المشرفات على الركن إن المبادرة تسعى لتوصيل رسالة بسيطة وفعّالة مفادها أن "حماية نظر الطفل مسؤولية تبدأ من الأسرة"، مؤكدة أن التوعية تمثل الخطوة الأولى للوقاية لافته أن الركن تضمن توجيهات علمية مبسطة للأهالي حول السلوكيات اليومية التي تؤثر على صحة العين، مثل تقليل التعرض للشاشات، وتشجيع اللعب في الهواء الطلق، والالتزام بالتغذية السليمة الغنية بالفيتامينات، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية الفحص الدوري للعين، والإضاءة الجيدة، ووضعية الجلوس الصحيحة أثناء المذاكرة.

وأعرب عدد من الزوّار عن تقديرهم لهذه الخطوة التوعوية، مشيرين إلى أن المعلومات التي اطّلعوا عليها من خلال المعروضات والأنشطة المصاحبة ساهمت بشكل فعّال في رفع مستوى وعيهم تجاه سلوكيات أبنائهم اليومية مؤكدًا بعض أولياء الأمور أن الرسائل المباشرة والمحتوى المبسط جعلهم يعيدون التفكير في أنماط التربية داخل منازلهم، ودفعهم لإجراء تغييرات فورية في الروتين اليومي للأسرة، من بينها تخصيص وقت للحوار مع الأبناء، و مراقبة المحتوى الذي يتعرضون له، إلى جانب تبني أساليب تربوية أكثر وعيًا وتفهّمًا لاحتياجاتهم النفسية والسلوكية.

تأتي هذه المبادرة في إطار الرؤية الشاملة التي يتبناها الأزهر الشريف، التي تتجاوز حدود التعليم الديني التقليدي، لتشمل مختلف جوانب بناء الإنسان المتكامل، جسدًا وروحًا وعقلًا. إذ يسعى الأزهر، من خلال برامجه ومبادراته المتنوعة، إلى ترسيخ مفاهيم العناية بالصحة الجسدية والنفسية جنبًا إلى جنب مع القيم الأخلاقية والدينية، انطلاقًا من إيمانه العميق بأن النهضة الحقيقية تبدأ من الإنسان.

وتعكس هذه الجهود الدور الحضاري والوطني الذي يضطلع به الأزهر في خدمة المجتمع المصري، عبر مبادرات عملية تُسهم في الارتقاء بجودة حياة المواطنين وتعزيز وعيهم العام في مختلف المجالات و يواصل جناح الأزهر جذب الأنظار في المعرض من خلال برامجه المتنوعة، التي تجمع بين التثقيف، والتوعية، والحوار المباشر مع الجمهور، في تجسيد عملي لشعار المعرض: "الثقافة حق للجميع".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية معرض الكتاب جناح الأزهر الشريف معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب مبادرة عيون أطفالنا مستقبلنا

إقرأ أيضاً:

«أدب الطفل الرقمي».. ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

نظّمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "أدب الطفل الرقمي" ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة العشرين من معرضها الدولي للكتاب، بمشاركة ثلاث من الكاتبات المتخصصات في أدب الطفل، هن: الدكتورة سماح الصحفي، وداليا والي، وسمر الوكيل، وأدارت الندوة الدكتورة علياء إبراهيم، الباحثة المتخصصة في أدب الأطفال واليافعين، وسط حضور وتفاعل لافت من الجمهور المهتم بالكتابة الرقمية الموجهة للناشئة.

واستهلت الدكتورة علياء إبراهيم النقاش بالتأكيد على أهمية أدب الطفل في تنمية الخيال وتعزيز القيم، مشيرة إلى أن القصة تُعد مساحة توحد الطفل مع أبطالها وتُسهِم في تشكيل وجدانه، داعية إلى تعزيز التفاعل الأسري مع المحتوى القصصي لما له من أثر مضاعف، وأشارت أن "المحتوى الرقمي" امتداد طبيعي لوسائط سردية قديمة كالراديو، غير أن تحوله التقني يطرح تساؤلات حول مدى احتفاظه بروحه الإبداعية.

من جانبها، استعرضت الدكتورة سماح الصحفي، الأستاذ المساعد بكلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية، تجربتها الشخصية في الانتقال من المجال العلمي إلى أدب الطفل، مدفوعة برغبتها في إيجاد أبطال أدبيين محليين يعكسون الهوية والثقافة العربية.

وقدمت نموذجًا لتجربتها في إصدار قصص مصوّرة تعليمية، منها "علّمني كيف أُصلّي"، مؤكدة أن الكتابة للأطفال تتطلب وعيًا خاصًا واهتمامًا بالتفاصيل البصرية واللغوية. أما الكاتبة داليا والي، فتحدثت عن نشأتها في مركز برج العرب غرب الإسكندرية، وارتباطها المبكر بالقراءة من خلال زياراتها لشارع النبي دانيال، ما أطلق شغفها بالكتابة، وأشارت إلى انتقالها من التدوين الإلكتروني إلى التأليف، حيث بدأت مشوارها في أدب الطفل عبر تطبيق رقمي، ولديها حاليًا خمس روايات للكبار، وشددت على أهمية الفكرة في مخاطبة الفئات العمرية المختلفة، قائلة: "اكتب كثيرًا، فالممارسة تدرب العقل."

وسلطت الكاتبة سمر الوكيل، خريجة كلية الفنون الجميلة، الضوء على تجربتها في الدمج بين الرسم والقصص المصورة منذ طفولتها، وأشارت إلى تأثرها بالموسوعات المصوّرة التي صاغت خيالها.

وأوضحت أن تجربتها كأم ألهمتها لتقديم أعمال تعكس اهتمامات الأطفال وتتناسب مع عالمهم، مؤكدة أن الكتابة للطفل "مسؤولية عميقة تتطلب صدقًا وإبداعًا"، ووجهت نصيحة للكتّاب الشباب: "لا تعتمد على الذكاء الاصطناعي.. .اكتب من قلبك، واقرأ كثيرًا، واكتب أكثر."

يُذكر أن الدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، والتي تستمر حتى 21 يوليو الجاري، تُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادي الناشرين المصريين والعرب، وتُقدم خلالها 79 دار نشر أحدث إصداراتها، إلى جانب أكثر من 215 فعالية ثقافية تشمل ندوات وأمسيات وورشًا متخصصة، بمشاركة نحو 800 مثقف وباحث من مختلف التخصصات.

مقالات مشابهة

  • الأزهر يطلق مبادرة «عيون أطفالنا مستقبلنا» في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
  • حوارات الثقافة والصحافة..ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • الأزهر يطلق مبادرة «عيون أطفالنا مستقبلنا» في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
  • «أمسية شعرية عامية» على هامش معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • الأزهر يواجه التطرف بـ10 إصدارات في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
  • «صحتي في غذائي» و«احلم بمهنتك».. مبادرات لـ الأطفال بجناح الأزهر بـ معرض الكتاب
  • إقبال جماهيري كبير على ركن الفتوى بالأزهر في معرض الإسكندرية للكتاب: حوار مباشر مع العلماء لترسيخ الوسطية
  • «أدب الطفل الرقمي».. ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • ركن الخط العربي بجناح الأزهر يجذب جمهور معرض الإسكندرية للكتاب