الفيوم تستعد للاحتفال بتعامد الشمس على معبد قصر قارون الخميس المقبل
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
بدأ العد التنازلي على انطلاق الاحتفال بظاهرة فلكية فريدة، وحدثًا عالميًا تشهده محافظة الفيوم كل عام، في أحد المعابد الأثرية المهمة، إذ تستعد لرصد والاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون صباح الخميس المقبل، والذي يستمر لدقائق معدودة فقط، مُعلنًا بدء الانقلاب الشتوي، وانتهاء موسم الصيف رسميًا.
وتنظم منطقة آثار الفيوم، احتفالية بتعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون، برعاية أحمد عيسى وزير الآثار، والدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وتحت إشراف الدكتور عادل عكاشة رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطى، والدكتور علي البطل مدير عام آثار الفيوم.
وتستعد محافظة الفيوم، لاستقبال ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون بمركز يوسف الصديق، بتشكيل لجنة مشتركة من الآثار والسياحة وقوات الأمن، والأجهزة التنفيذية، وذلك استعدادًا لإقامة احتفالية أثناء ظاهرة التعامد، إذ تفقدت اللجنة المعبد والمنطقة المحيطة به، ووضعت خطة الاحتفال.
ظاهرة فريدة ومهمةوأوضح سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم السابق، في بيان صحفي، إنّه جرى اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون عام 2003، ومنذ ذلك الوقت، تحرص المحافظة على الاحتفال بتلك الظاهرة، وتوليها أهمية كبرى، نظرًا لكونها ظاهرة فريدة ومتميزة، مثلها مثل ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد الكرنك في الأقصر.
وأشار إلى أنّ تنظيم الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون، يأتي في إطار جهود المحافظة والآثار، في تنشيط حركة السياحة، وتعريف السياح بالأماكن السياحية والأثرية والبيئية والثقافية التي تحتضنها، إلى جانب الاكتشافات الأثرية الهامة التي أدت إلى زيادة حركة السياحة، وأبرزها افتتاح حجرة الدفن الملكية في هرم سنوسرت الثاني بمنطقة اللاهون.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محافظة الفيوم ظاهرة التعامد تعامد الشمس قصر قارون معبد قصر قارون قصر قارون بالفيوم
إقرأ أيضاً:
بين التمرد والتجريد: قراءة نقدية لمقال خالد كودي عن ظاهرة القونات
بين التمرد والتجريد: قراءة نقدية لمقال خالد كودي عن ظاهرة القونات
راني السماني
(من سلسلة: تفكيك الظاهرة- القونات، تمرد مُعلَن أم توظيف مُبطّن؟)
في مقاله الممتد بعنوان “بين الطار والعار: القونات يقئن الحمل على صلف النخب عند عتبات الخراب السوداني”، يقدم الأستاذ والفنان التشكيلي خالد كودي دفاعاً صريحاً وواسع النطاق عن ظاهرة “القونات”، بوصفها تمرداً فنياً أصيلاً، وساحة احتجاج جمالي على أنقاض الوطن المكسور، ويُلبسها أردية الهامش والمقاومة، ويضعها في قلب اشتباك جمالي مع النخبة، كما يُحمّلها أبعاداً احتجاجية تتجاوز المحلي، لتتصل بسرديات التمرد العالمي:من الدادائية إلى الهيب هوب، ومن الريغي إلي البوتو، بل ويضعها على تماس مع حلقات الذكر.
يُعيد كودي تموضع “القونة” لا كمجرد مؤدّية، بل كرمز مقاوم.
يكسوها لغة شعرية وفضاءً تمثيلياً كثيف الدلالات، كأنها تنهض من تحت الركام لتعيد للهوامش لغتها الخاصة، وللجسد دوره في مواجهة السلطة.
الطرح جريء، مشغول بهمّ إعادة الاعتبار لجماليات مُهمّشة، ومكتوب بلغة نَفَسية، مشبعة بالمجاز والانفعال الجمالي.
لكنه، برغم زخمه، يُطل برأسه من مرآة ضبابية: نلمح من خلاله صوراً لامعة، ولكننا لا نُمسك تماماً بالبُنية التي تربط تلك الصور، ولا بالسياق السوداني الذي يُفترض أن يحتضنها.
تمجيد الجسد أم تفكيك السلطة؟في رغبته الواضحة والمشروعة لهدم خطاب النخبة المُحافِظة، يكاد كودي يُبرّئ الظاهرة برمّتها من أي مساءلة.
فكل انتقاد يُقرأ كتواطؤ برجوازي، وكل تحفظ يُفكك كامتداد أخلاقي سلطوي، وكل أداء جسدي يُستقبل كنص احتجاجي.
لكن هل يمكن للرمز أن يعفي الظاهرة من المراجعة؟
هل يُغني الاحتجاج وحده عن وجود رؤية متماسكة؟
وهل يقف الجسد وحده شاهداً دون خطاب يرفده، ومشروع يُنظّمه، ومرجعية تُنقّيه من التوظيف؟
تلك أسئلة لا يُجيب عليها المقال صراحة، لكنها تلوح من بين سطوره، كإيقاع خفي في نصّ يحتفي بالمخاطرة.
عن المقارنة القلقة: من “الدادائية” إلى “الزنق”يربط المقال بين “فن القونات” وحركات احتجاجية كونية، وهو ربط يُحسب له من حيث الجرأة، لكنه يحتاج إلى عناية أكبر بالسياقات.
فهل يمكن فعلاً مقارنة ظاهرة سريعة التشكل، تنتج أحياناً في مناخ ترندات متقلبة، بحركات نشأت من معسكرات اللجوء، أو من جحيم الحرب العالمية، أو من شوارع السود الأميركيين المحاصرين بالقمع؟
قد تتقاطع الظواهر في الشكل، في الجسد، في الصوت، لكن السياقات لا تتشابه:
لا من حيث البنية الطبقية،
ولا الخلفية السياسية،
ولا أدوات الإنتاج الفني نفسها.
وهنا، لا نرفض المقارنة، ولكننا نُشير إلى الحاجة لتثبيت الفروق، كي لا تنقلب رمزية “القونة” إلى صورة جاهزة، تُعلّق على كل ثورة، وتُعلّب في كل مشهد احتجاجي دون تفصيل.
غياب المشروع الجمالي: سؤال لم يُطرح بعدفي خضم الاحتفاء بالشكل، لا نجد في المقال كثير تأمل في المضمون:
ما هو مشروع القونات فعلياً؟
ما مضامين أغانيهن؟
ما لغتهن الفنية؟
ما أدواتهن الجمالية؟
هل نحن أمام حركة تحمل خطاباً تحويلياً، أم مجرد تكرار جاذب لشكل اختُبر في أماكن أخرى؟
ربما لا يسعى المقال إلى الإجابة عن هذه الأسئلة، وربما أراد أن يفتح الباب فقط، لا أن يُغلقه بإجابات حاسمة.
لكن مع ذلك، فالقارئ يخرج وفي قلبه فراغ صغير، يتساءل فيه:
من أين يبدأ الفن؟ من الشكل أم من الموقف؟
عن النخبة: هل كل نقد خيانة؟
المقال يعامل “النخبة” بوصفها جداراً واحداً، لكنه لا يُفكّك مكوناتها.
فيتساوى من صمت مع من قاوم، ويُدان من انتقد دون أن يُمنح فرصة التوضيح.
والحال أن النخبة في السودان، كما في أي مكان، متباينة:
هناك من غطّى القمع بشهادته،
وهناك من غنّى للمعتقل،
وهناك من صمت، وهناك من قاوم بالكلمة والموقف.
لهذا، يحتاج نقد النخبة، كي يكون عادلاً، أن يكون تفكيكياً لا تبسيطياً.
أن يفرّق بين الحارس والساكت، بين المتواطئ والمتحفّظ، بين من باع ومن انسحب ليحفظ ما تبقى من كرامته.
خاتمة: تمهيد لسؤال أعمقلا يسعى هذا المقال إلى الردّ أو النفي، بل إلى فتح أبواب قراءة موازية، تُضيء ما غاب، وتضع بعض إشارات استفهام على خريطة كودي الثريّة.
وربما نحتاج، بعد هذا التقديم، إلى تفكيك أعمق للغة المقال، لمقولاته، لافتراضاته الجمالية والسياسية، وهو ما سيأتي لاحقاً في مقال منفصل، بعنوان:
بين الاحتجاج والتسليع
رد نقدي على مقال خالد كودي:”.
وما بين التمجيد والرفض، تبقى المساحة الرمادية هي الأكثر حاجةً للضوء.
مايو 2025
الوسومالحرب العالمية الزنق السودان القونات خالد كودي راني السماني معسكرات اللجوء