لجريدة عمان:
2025-07-05@13:04:55 GMT

الوظيفة أُخت الفقر الشقيقة

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

بعد التخرج مباشرة وربما قبله كانت غالبية الطلاب تبحث عن وظائف «حكومية» إلا من كانت الوظائف تنتظر تخرجهم.

ما طبيعة هذه الوظائف؟ وأين ستكون؟ وما مميزاتها؟ فذلك مما لم يكن يعنيهم كثيرًا، فتأمين مكان لهم تحت الشمس «حتى في غير مجال التخصص» والتمتع بالاستقلالية المالية كانتا حينها هي الغاية وأُم الأمنيات.

لم يكن لدى معظم الطلاب خارطة طريق لما يجب إنجازه من أولويات ولا يمتلكون أية أفكار يمكن تنفيذها مستقبلًا لتأسيس حياة مستقرة ماديًا، فحماس دخول عالم الوظيفة كان كفيلًا بحجب الضوء عن زوايا مُعتمة من بينها خطر الاعتماد اللامحدود على الوظيفة التي سيتبين مع الأيام أنها تقود إلى الفقر والحاجة كون دخلها وحده يقود للاقتراض من أجل الإيفاء بمتطلبات الحياة، بدءا من السيارة وانتهاء بتأثيث المنزل «إلا ما رحم ربي».

في تلك المرحلة لا أتذكر أن أحد الأصدقاء أتى يومًا على ذكر أنه ينوي تأسيس مشروع خاص مستقل به أو شراء عقار أو الدخول في شراكة تجارية مع أحد ولو بشكل محدود، فحلم الظفر بوظيفة حكومية كان غاية الغايات وهذا الوضع طبعًا لا ينطبق على آخرين ممن كانت أسرهم تفكر خارج الصندوق «بحكم وضعهم الاجتماعي».

لقد كان للوظيفة الحكومية بريقها.. أليست هذه الوظيفة هي التي خولت للبعض قيادة سيارة تحمل رقمًا حكوميًا «يتفشخر» بها أيام الأعياد والمناسبات الاجتماعية ويستخدمها في «الترفيه والترويح» عن أسرته عندما يخرجون سوية لتفقد جريان الأودية فترة هطول الأمطار والذهاب في نزهات لا يحملون فيها هَمّ وقود سيارتهم كتلك التي تأخذهم إلى قمم الجبال والمرتفعات أو عندما يقررون افتراش الصحاري.

إذا كانت الإجابة بنعم، فإن مبرر اللهاث خلف ذلك الحلم يصبح مشروعًا لطالب حديث التخرج ينتمي لأسرة محدودة الإمكانات أقصد «فقيرًا».

ورغم أن بعض الطامحين قبضوا على وظائف حكومية كما كانوا يحلمون، إلا أنهم اُختطفوا من قِبل تلك الوظائف بما أحاطتهم به من وهج وأهمية مفتعلة، فلم ينتبهوا إلى بناء أنفسهم بالبحث عن مصادر دخل مساندة ولم يلتفتوا إلى أن الوظيفة تظل مؤقتة وأنهم مُعرضون لفقدانها ربما لعوارض صحية أو نتيجة لتغير القوانين أو بسبب الأزمات الاقتصادية. يصحو الكثير ممن سرقت أعمارهم الوظيفة واكتفوا بما توفره لهم من دخل وحضور مجتمعي بعد انتهاء الخدمة على حالة من الفقر والعوز والوضع المادي والنفسي المتردي.. يصحون بعد التقاعد على واقع جديد مؤلم ، سمته الضعف المالي والانكسار المعنوي الذي لا سبيل لجبره.

آخر نقطة..

على الجيل الجديد الاستفادة من تجارب الذين سبقوه وأن لا يُعوِل على وظيفة قد تعصف بها الظروف. إن الذين رهنوا مستقبلهم بوظيفة مقيِدة للطموح خرجوا فقراء منها، وإن بمستويات متفاوتة، فهي بلا شك أُخت الفقر الشقيقة.

عمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

فيريرا: مفاوضات الزمالك كانت سريعة وسنقاتل من أجل الجمهور

قال البلجيكي يانيك فيريرا المدير الفني الجديد لفريق الزمالك إن مفاوضات الأبيض معه كانت سريعة للغاية، وسارت الأمور بشكل جيد، لأنه هو والنادي كانا يرغبان في العمل معاً.

وواصل المدير الفني في تصريحاته للمركز الإعلامي:" الزمالك فريق كبير، وأحد أفضل الأندية في مصر، وقرأت أنه الأفضل في القرن العشرين".

وأضاف يانيك فيرير قائلاً:" نأمل الآن أن نحاول جعله الأفضل في القرن الحادي والعشرين".

وتابع المدرب البلجيكي قائلاً:" أولاً وقبل كل شيء، أعتقد أن الأهم هو أن نسير جميعًا في نفس الاتجاه، وإذا استطعنا تحقيق ذلك، فأعتقد أن النتيجة ستكون الانتصارات".

وواصل:" لن آتي إلى هنا وأكذب وأقول: "معي ستفوزون"، وما يمكنني قوله هو "معي، سنعمل بجد، وسنقاتل، وسنتقاسم نفس القيم التي يحملها الجمهور، وأعتقد أنه إذا فعلنا ذلك جميعًا، فإن الفوز سيكون نتيجة طبيعية لذلك.

لكن لا يجب أن نتحدث الآن عن الفوز، وعلينا أن نتحدث عن ما يجب علينا فعله لنصل إليه ونأمل أن نصل إليه لاحقًا".

ووجه يانيك فيريرا رسالة للجماهير قائلاً:" يمكنني أن أعدكم بشيء واحد، اللاعبون سيقاتلون بقوة من أجلكم من اليوم الأول وحتى اليوم الأخير، وهذا وعد أستطيع أن أقدمه لكم.

مقالات مشابهة

  • 3 سنوات سجن وعزل من الوظيفة لموظف بدمياط اختلس مستلزمات طبية وزور مستندات
  • الصبيحي يكتب .. الضمان في مواجهة الخطر الاجتماعي
  • في يوم عاشوراء.. هذا العمل يقيك الفقر وضيق الرزق فهل تعرفه؟
  • فيريرا: مفاوضات الزمالك كانت سريعة وسنقاتل من أجل الجمهور
  • «عالم أزهري»: المرأة تؤجر على صدقتها من مال زوجها إذا كانت مأذونة.. والبيت بيتها شرعًا
  • العراق يواجه الفقر المائي رغم الزيادة التركية الطارئة
  • عاجل. مساعد الرئيس الأوكراني يُعلن إجراء محادثة بين ترامب وزيلينسكي: كانت غنية وبالغة الأهمية
  • ارتفاع مستوى الفقر في أوكرانيا ليصل إلى 25.2%
  • خالد الجندي: قريش كانت تعرف يوم عاشوراء وتعظمه قبل الإسلام
  • إسرائيل تقصف مدرسة كانت تؤوي نازحين في غزة