جريدة الوطن:
2025-06-03@14:42:22 GMT

شراكة هندية عمانية فـي الطموح والعمل

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

شراكة هندية عمانية فـي الطموح والعمل

باعتماد سلطنة عُمان وجمهوريَّة الهند وثيقة رؤية مشتركة بعنوان «شراكة من أجل المستقبل»، تشمل رؤية مشتركة لقيادتَي البَلدَيْنِ وتآزرًا لافتًا بَيْنَ رؤية «عُمان 2040» وأهداف التنمية في الهند تحت «أمريت كال» فإنَّ هذه الشراكة من أجْل المستقبل تتبلور في محورَيْنِ رئيسَيْنِ هما الطموح والعمل من أجْل تحقيق هذا الطموح.


فالخطط الطموحة لرؤية (عُمان 2040) تتكامل في العديد من القِطاعات مع طموحات (أمريت كال) وهو مصطلح يشير إلى السنوات الَّتي تسبق عام 2047 عِندما تبلغ الهند عامها المئة، حيث إنَّ هناك طموحًا بأنَّ الهند بحلول ذلك الوقت ستكُونُ من بَيْنِ أكثر الدوَل ازدهارًا وضِمن قائمة أكثر الدوَل تقدُّمًا في العالَم.
وجاءت وثيقة الرؤية المشتركة «شراكة من أجْل المستقبل» لِتؤكِّدَ التزام البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ بتسخير التكاملات لتعميق الشراكة بَيْنَهما.
وتمَّ بموجب الرؤية بَلْوَرة هذه الشراكة بأُطر عمليَّة، حيث تمَّ تحديد مجموعة من المجالات في الرؤية مِثل التَّعاون البحري والتواصل، وأمن الطَّاقة والطَّاقة الخضراء، والفضاء، والتقنيَّات والتطبيقات، والمدفوعات الرَّقميَّة والتعاون المالي، والتجارة والاستثمار، والصحَّة، والسِّياحة والضيافة، وتكنولوجيا المعلومات والابتكار، بالإضافة إلى الزراعة والأمن الغذائي مع نقاط عمل محدَّدة كجزء من خريطة الطريق المستقبليَّة لتعميق الروابط بَيْنَ البَلدَيْنِ للتنفيذ. وهذه المجالات تلامس القِطاعات الَّتي تمَّ تحديدها في رؤية (عُمان 2040) لِتقودَ توجُّهات التنويع الاقتصادي، سواء بالقِطاعات الرئيسة مِثل القِطاع اللوجستي والسِّياحة والأمن الغذائي، إضافة بالطبع إلى قِطاع تخطو فيه سلطنة عُمان خطوات حثيثة، وهو قِطاع الطَّاقة الخضراء وكذلك قِطاعات أخرى مِثل تقنيَّة المعلومات وأيضًا قِطاع الفضاء والَّذي تمَّ الاتِّفاق فيه على توسيع التعاون بعد الإمكانات الواسعة للتعاون في مجالات متعدِّدة، بما في ذلك الاستشعار عن بُعد، وإطلاق الأقمار الصناعيَّة والاتِّصالات، والتطبيقات العمليَّة لتكنولوجيا الفضاء.
ويأتي إعراب القيادتَيْنِ العُمانيَّة والهنديَّة عن ثقتهما بأنَّ وثيقة الرؤية المشتركة ستعمل كخريطة طريق لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات متنوِّعة وستقودُ الشراكة العُمانيَّة ـ الهنديَّة إلى آفاقٍ جديدة لِيدفعَ بمسارات التنفيذ نَحْوَ إدراك الإنجاز.

هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري
Aydi007@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ق طاعات

إقرأ أيضاً:

"منظومة إجادة" من منظور علمي.. بين الرؤية والتأمل (2- 4)

 

د. سالم بن محمد عمر العجيلي **

 

ويُعَدّ الأسلوب العلمي في تنفيذ واتخاذ القرارات الفنية والإدارية، وخاصة بالإنتاجية، مهمًا، ويجب أن يكون هناك تكامل بين تصميم الخدمات والمنتجات والأداء المتحقق منها. وهناك العديد من المعايير والمواصفات العلمية الخاصة بها، أهمها في إدارة الجودة الأساليب الإحصائية، التي تُساهِم في ضبط الجودة، بجانب التحسين والتطوير، والوقاية من الأخطاء قبل وقوعها، لأن تكلفتها ستكون أقل من معالجتها.
والجودة تعتمد على الرقابة المستمرة للأداء لتفادي الخطأ، ويتطلب وجود معايير مقبولة لقياس جودة الخدمات والمنتجات أثناء الإنتاجية بدلاً من تطبيقها بعد وقوع الأخطاء. كما أن توجيه وتدريب العاملين يعتمد على تحفيز وإطلاق جميع الطاقات لممارسة الأعمال وزيادة شعورهم بالولاء للمؤسسة، ومنحهم بعض الامتيازات كالتأمين الاجتماعي والأمن الوظيفي والتأمين الصحي، بجانب توفير المناخ الملائم للعمل التنظيمي القائم على الثناء والتقدير وحرية التعبير والمشاركة والتطوير؛ فهي عملية جماعية شاملة تعتبر التدريب والاستمرارية في التحسن والتطوير أساسيات لتطوير عملية الإنتاجية والنجاح.
ويؤدي ذلك إلى تطبيق قواعد وأدوات الجودة وتبسيط الإجراءات والفاعلية التشغيلية، لتحسين مستوى العمل والأداء وتطور المؤسسة لأعلى درجات الجودة.
وإدارة الجودة تُشكِّل أهمية كبيرة وتعطي قيمة هائلة للعملية الإنتاجية وأنشطة المؤسسة في أعين عملائها، وترفع من معنويات العاملين وتزيد من ولاء العملاء لها. وقد ينجح البعض في تطبيقها وقد يفشل غيرهم، فهناك العديد من المشاكل والأخطاء تقف أمام حلم تطبيقها، فهي مقياس مهم لتطوير أداء المؤسسة والعاملين بقطاعاتها، ينعكس على مستوى الخدمات والسلع ويرفع من قيمتها.
ويجمع خبراء الجودة والتميز في العالم على أن توظيف أي خطة رؤية ناجحة للمستقبل لا بد له من رؤية ورسالة وأهداف رئيسية وفرعية وقيم. وتمتلك الرؤية الجيدة للمؤسسة ورسالتها أهمية كبيرة في نموها ونجاحها المستقبلي، بصرف النظر عن نوعها أو حجمها أو طبيعة عملها؛ فالرؤية والرسالة تعملان معًا على توجيه الأعمال والموظفين، وتساعدان في تسويق العلامة التجارية للمؤسسة. والرسالة تُساهِم في توجيه الرؤية والخطة الاستراتيجية مستقبلاً، ولكل منهما وصف ووظيفة؛ فالرؤية تركز على الغد وما ستكون عليه، والوضع الذي ترغب الشركة أو المنشأة أو المنظمة أن تصل له في المستقبل.
أما الرسالة فتركز على الوقت الحاضر والأعمال التي تنفذها من أجل تحقيق أهدافها، والحالة والأهداف التي ترغب بتنفيذها في الوضع الراهن، وكلاهما يوجهان أهداف المؤسسة إلى ما تطمح إليه.
الرؤية (Vision) تعني الحلم والتصورات أو التوجهات لما يجب أن تكون عليه المنظمة في المستقبل البعيد، أي تحديد إلى أين تتجه المنظمة، فهي صورة تخيلية ذهنية أو حلم تصبو إليه المنظمة مستقبلاً، والريادة في نشر وتطبيق مفهوم الجودة الشاملة في شتى العمليات، وتمتاز بأنها طموح عالٍ يرتقي بوضع المنظمات إلى ما هو أفضل؛ فهي تحدد الوضع المستقبلي الذي تطمح إليه، وتبقى ثابتة ولا تتغير مع مرور الوقت، والتي لا تعتمد على رؤية لن يدوم نجاحها طويلاً، فهي تساعدها على تحقيق أهدافها بمشاركة جميع الأعضاء الموجودين فيها، وتساعد الموظفين على فهم طبيعة عملهم على المدى الطويل، وأن تتصف بالوضوح والبساطة والإيجاز وتعابير جذابة تصف المستقبل المشرق لها، تحتوي على تطلعات وطموحات واقعية قابلة للتنفيذ والتحقيق، والملاءمة بين القيم التي تحتوي عليها وثقافة المؤسسة، وعلى بنود تهتم بالوقت المناسب لتحقيق الأهداف المطلوبة، وتُعتَبَر قاعدة أي تطور تسعى المؤسسة لتحقيقه بتعاون أعضائها والتزامهم بعملهم.
وتكمن أهميتها في أنها خطوة مهمة من خطوات التخطيط الاستراتيجي، والدليل الذي يُسترشَد به على تنفيذ الخطة بطريقة جيدة.
أما الرسالة (Mission)؛ فالسبب في وجود المنظمات الاستراتيجية يرجع في الأساس إلى الرسالة، وهي عبارة عن مستند ضروري لتأسيس المنظمة وإقامتها، وكتابة توجيهاتها الهامة من خلال اتخاذ القرارات، والركيزة والإطار لتميّزها عن نظيراتها، وعنصرًا مهمًا تستند عليه لتحدد رؤيتها والغاية منها ووصف هدفها الشامل، وغرس ونشر ثقافة تطبيق معايير الجودة والتطوير المستمر في كافة نشاطاتها، لتحقيق الرؤية لها ولأهدافها الاستراتيجية والتخطيط بفاعلية.
وتُعبّر عن أهدافها التنظيمية التي يجب إنجازها، وتعكس جوانبها كاملة لتعزيز مهارات الكوادر البشرية (الموظفين) بالتدريب والتحفيز، والعملاء، والخدمات، والتكنولوجيا، وجودة إنتاجها، وموقف قوتها أو ضعفها في السوق، وقدرتها على الاستمرار، والتأكد من تطبيق نظام إدارة الجودة وفق المعايير العالمية المعتمدة.

** خبير الجودة والتميز المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يبحث مع وفد هندي رفيع تعزيز الشراكة والتضامن ضد الإرهاب
  • حالة الطقس.. شبه انعدام مدى الرؤية على الشرقية ومكة والمدينة
  • أمانة التنظيم المركزي بالجبهة: نسعى للتوسع التنظيمي وتأهيل الكوادر والحشد السياسي والعمل المؤسسي والتفاعل الوطني
  • بتكليف من الرئيس تبون..وزيرا الصحة والعمل في زيارة إلى جمهورية سلوفينا
  • "منظومة إجادة" من منظور علمي.. بين الرؤية والتأمل (2- 4)
  • المديرس: معسكرات الكشافة تغرس قيم التطوع والعمل في نفوس الفتية والشباب
  • وزير الخارجية يبحث مع مدير وكالة الطاقة الذرية البرنامج النووي الطموح لمصر
  • خالد الغندور: رمضان الطموح ابن النادي جاب إفريقيا
  • تتويج 3 فرق طلابية عمانية بجوائز عالمية
  • كلب يتولى منصب “مسؤول السعادة” في شركة هندية