تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع بولاية الجزيرة
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
ود مدني – تجددت المواجهات لليوم الثالث على التوالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شرق مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة (جنوب الخرطوم).
وذكرت مصادر للجزيرة نت أنه تم سماع دوي انفجارات واستخدام الأسلحة الثقيلة مع قصف مدفعية الجيش تمركزات الدعم السريع شرق المدينة، وتحليق الطيران الحربي.
وقال شاهد عيان في مدينة ود مدني -للجزيرة نت- إن الجيش يسيطر على المدينة، "ونسمع أصوات دوي إطلاق المدافع والطيران".
من جهتها، قالت لجان مقاومة حنتوب إنه في ظل تواصل الاشتباكات في حنتوب شرق ود مدني تشهد المدينة انقطاع المياه والكهرباء لليوم الثالث على التوالي.
وقام الطيران الحربي للجيش السوداني بتنفيذ طلعات جوية مكثفة منذ هجوم قوات الدعم السريع أمس الأول الجمعة في مناطق شرق ود مدني.
وأعلنت حكومة ولاية الجزيرة حظر التجوال داخل الولاية وإغلاق المحال التجارية والمقاهي من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا.
كما أغلقت السلطات مداخل العاصمة وجسر حنتوب الذي يربط ود مدني بشرق الجزيرة، وأغلقت اللجان الأمنية عددا من الأسواق المحلية في بعض القرى جنوب الجزيرة.
ومنذ توغل قوات الدعم السريع في مناطق أم عليلة وأبو حراز وحنتوب، تشهد ود مدني نزوح الآلاف إلى ولاية سنار وسط السودان التي تبعد نحو 100 كيلومتر من ولاية الجزيرة.
وتضم منطقة أم عليلة، التي تبعد حوالي 12 كيلومترا شرق مدينة ود مدني، مستودعات الوقود الرئيسية لولاية الجزيرة عبر الخط الناقل للبترول.
وصرح مصدر عسكري للجزيرة نت بأن قوات الدعم السريع تستهدف بتحركاتها الحصول على الإمداد.
وبانتقال القتال بين الجيش والدعم السريع إلى ولاية الجزيرة، برزت المخاوف من تمدد رقعة الحرب إلى ولايات وسط السودان.
ترويع السكانوقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان إن استهداف مليشيا الدعم السريع المعلن لعدد من القرى والمناطق شرق ولاية الجزيرة، التي تخلو من أيّ أهداف عسكرية، وترويع سكانها، وتهديد الأنشطة الإنسانية والعاملين فيها يمثل جريمة ضد الإنسانية يحاكم مرتكبوها أمام القضاء الدولي.
ووصفت -في بيان- قوات الدعم السريع بأنها "إرهابية" بسبب "استهدافها المعلن لعدد من القرى والبلدات الآمنة شرق ولاية الجزيرة التي تخلو من أي أهداف عسكرية".
وكانت قوات الدعم السريع قالت الجمعة الماضية عبر موقع "إكس" إنها "تطمئن" المواطنين بولاية الجزيرة وفي ود مدني خاصة أنها تستهدف معاقل الجيش.
وتبعد مدينة ود مدني نحو 180 كيلومترا جنوب الخرطوم، ونزح إليها -إثر القتال بين الجيش والدعم السريع منتصف أبريل/نيسان في الخرطوم- أكثر من 86 ألف شخص من بين 500 ألف نزحوا إلى ولاية الجزيرة، وفقا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وأودت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بحياة أكثر من 12 ألف شخص، وتسببت في نزوح أكثر من 5.4 ملايين شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى نحو 1.5 مليون شخص فروا إلى دول مجاورة.
وبعد فتح جبهة قتال جديدة بالسودان، دعت الخارجية الأميركية قوات الدعم السريع إلى وقف تقدمها بولاية الجزيرة فورا، والامتناع عن مهاجمة ود مدني، كما حثت الجيش السوداني على تجنب الاشتباكات والأعمال الأخرى التي تعرض المدنيين للخطر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة مدینة ود مدنی بین الجیش
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تفرض عقوبات على قيادات قوات «الدعم السريع» في السودان
فرضت المملكة المتحدة اليوم عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع في السودان، بعد الاشتباه بارتكابهم انتهاكات جسيمة تشمل القتل الجماعي، والعنف الجنسي، والاعتداء المتعمد على المدنيين في مدينة الفاشر.
ووفق البيانات الرسمية، من بين المستهدفين بالعقوبات عبد الرحيم حمدان دقلو، أخ ونائب قائد قوات الدعم السريع الفريق أول حميدتي، إلى جانب ثلاثة قيادات أخرى يُشتبه في ضلوعهم بالجرائم المذكورة.
وتشمل العقوبات تجميد أرصدة المستهدفين ومنعهم من دخول المملكة المتحدة، في خطوة تهدف إلى مساءلة المسؤولين عن الانتهاكات وحماية المدنيين من المزيد من الانتهاكات.
وفي تعليقها على الإجراءات، قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إن الفظائع التي ارتُكبت في السودان مروعة وتشكل وصمة في ضمير العالم، مؤكدة أن عمليات الإعدام الجماعي، والتجويع، واستخدام الاغتصاب كسلاح حرب لن تمر دون محاسبة.
تقرير مروع يوثق أكثر من ألف حالة اغتصاب وعنف جنسي ضد النساء في السودان
وثقت شبكة نساء القرن الإفريقي “صيحة” أكثر من 1294 حالة مؤكدة من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في 14 ولاية سودانية، خلال الفترة من 2023 وحتى 2025.
وأشارت الشبكة في بيانها إلى أن “قوات الدعم السريع مسؤولة عن الغالبية العظمى من الانتهاكات، حيث نسبت إليها 87% من الحالات التي تم فيها تحديد هوية الجناة”.
وأضافت “صيحة” أن العنف الجنسي في النزاع السوداني ممنهج، وليس مجرد أضرار جانبية، ويتبع تحركات النزاع ويعكس التحولات في السيطرة الإقليمية. وأظهرت البيانات أن 77% من الحالات التي توفرت عنها معلومات تفصيلية كانت جرائم اغتصاب، بينما وثقت الشبكة 225 حالة لأطفال، معظمهم فتيات تتراوح أعمارهن بين 4 و17 عامًا، يمثلون 18% من إجمالي الحالات الموثقة.
وأشار البيان إلى أن الجيش اعتقل أكثر من 840 امرأة في مناطق سيطرته مثل ود مدني بولاية الجزيرة، والقضارف، وبورتسودان بولاية البحر الأحمر.
كما ركز البيان على الاستهداف العرقي، حيث تعرضت النساء والفتيات من قبائل دارفور مثل المساليت، البرتي، الفور، الزغاوة للاستهداف المباشر، إضافة إلى نساء جبال النوبة المقيمات في الخرطوم اللواتي تعرضن للإهانة والعنصرية.
وذكرت الشبكة أن العنف المنهجي يسير عبر ثلاث مراحل متصاعدة تتبع تقدم القوات، تبدأ بالاستيلاء على المنازل ونهبها بالتزامن مع ارتكاب جرائم الاغتصاب، ثم المرحلة الثانية التي تستهدف النساء علنًا في الشوارع والأماكن العامة، والمرحلة الثالثة الأشد قسوة، وتشمل احتجاز النساء لفترات طويلة داخل المنازل أو المعتقلات، حيث يتعرضن للتعذيب والاغتصاب الجماعي والزواج القسري.