وزير دفاع بريطاني سابق: تكتيكات نتنياهو تضعف إسرائيل
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
إن هزيمة أيديولوجيا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضرورية ولكن الأساليب الإسرائيلية لن تؤدي إلا إلى تعزيز تلك العقيدة، وإن ملاحقة حماس أمر مشروع، ولكن محو مساحات شاسعة من غزة ليس كذلك، وإن استخدام القوة المتناسبة أمر قانوني لكن العقاب الجماعي والترحيل القسري للمدنيين ليسا كذلك.
بهذه الجمل لخصت صحيفة صنداي تلغراف مقالا للنائب البريطاني بن والاس قال فيه إن الاعتقالات في أيرلندا الشمالية علمتهم أن "الرد غير المتناسب من جانب الدولة يمكن أن يكون أفضل وسيلة تجنيد لمنظمة إرهابية" وفق تعبيره، وبالتالي فإن مشاهدة الأحداث في قطاع غزة كل يوم تجعل الكثيرين يشعرون بعدم الارتياح أكثر فأكثر.
ومع أن الكاتب يدين حماس بالمطلق ويعتبرها من حيث المبدأ معادية للسامية وللديمقراطية وليست مهتمة بالتعايش السلمي مع إسرائيل ولا بحل الدولتين أيضا فإنه بالمقابل يؤمن بشدة أيضا بالالتزامات المترتبة على اتفاقيات جنيف ولا يقبل من جميع الموقعين عليها إلا أن يلتزموا بها.
ولذلك، يرى وزير الدفاع البريطاني السابق أن إسرائيل تقوض بنفسها السلطة القانونية الأصلية في الدفاع عن النفس من خلال أفعالها، وهي بذلك ترتكب خطأ فقدان سلطتها الأخلاقية إلى جانب سلطتها القانونية.
الغضب القاتل لن يصلح الأمور
ويرى بن والاس أن العار الذي يشعر به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب عدم توقعه هجمات طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عميق جدا، خاصة أنه قدم نفسه على أنه صقر أمني ورجل قوي، ولكنه مخطئ إذا ما ظن أن الغضب القاتل سيصلح الأمور، ولعل تكتيكاته سوف تغذي الصراع لمدة 50 عاما أخرى.
والنتيجة -بحسب الكاتب- هي أنه عندما ينتهي كل هذا وينسحب الجيش الإسرائيلي مما تبقى من غزة ستظل حماس موجودة، وما سيختفي هو صوت الفلسطينيين المعتدلين الذين يريدون حل الدولتين، وسيكون التعاطف الدولي قد انتهى وستضطر إسرائيل إلى العيش في حالة حصار أكبر.
ونفى بن والاس أنه يدعو إلى وقف إطلاق النار بشرط تغيير ميثاق حماس، ولكن "ما أقوله هو أن إسرائيل بحاجة إلى وقف هذا الأسلوب الفظ والعشوائي للهجوم، وعليها أن تحارب حماس بطريقة مختلفة"، وفق تعبيره.
لكن افتقار الجيل الجديد من الساسة الإسرائيليين إلى الحكمة -كما يقول الكاتب- دفعهم إلى أن يتصرفوا وكأنهم "ثور في متجر صيني"، وهم ينتقلون من أزمة إلى أخرى، وفي النهاية حل الدولتين هو "الحل منذ إنشاء إسرائيل الحديثة".
وخلص بن والاس إلى أن الطريق إلى السلام في الشرق الوسط هو نفس الحل في أيرلندا الشمالية، مما يعني المحاولة وبذل كل ما يمكن لـ"تهميش التطرف"، ومع اتفاقيات أوسلو اقتربنا من تحقيق حل الدولتين، والآن حان الوقت لإعادة تنشيط تلك العملية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بن والاس
إقرأ أيضاً:
800 محام وقاض بريطاني يطالبون ستارمر بفرض عقوبات على إسرائيل ويتهمونها بـ"الإبادة الجماعية" في غزة
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر من أكثر من 800 محامٍ وأكاديمي وقاضٍ كبير متقاعد، يطالبونه فيها بفرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية والنظر في تعليق عضويتها في الأمم المتحدة. اعلان
ورحب المحامون والقضاة بالبيان المشترك لبلادهم مع فرنسا وكندا، الذي كاد قد حذر من إمكانية "اتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل"، لكن موقعي الرسالة طالبوا "بتبني إجراء سريع في هذا الصدد لتخفيف الضغط على الشعب الفلسطيني في غزة".
وندد الموقعون ومن بينهم قضاة سابقون في المحكمة العليا مثل اللورد سامبشن واللورد ويلسون، وقضاة في محكمة الاستئناف وأكثر من 70 محاميًا بارزًا (KC)، بما وصفوه بأنه "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي في فلسطين." وأكدوا أن عدم فرض عقوبات على تل أبيب "يعرض القانون الدولي للخطر".
كما أشاروا إلى "تزايد الأدلة" التي تقول إن إسرائيل تقوم "بإبادة جماعية في غزة"، أو على الأقل تفاقم الخطر من حدوثها، مستشهدين بتصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين المتطرفين، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي ذكر أن دولته "سوف تمحو ما تبقى من غزة الفلسطينية".
بالإضافة إلى براهين على دعم حكومة نتنياهو للمستوطنات غير القانونية ومحاربة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تعتبر "العمود الفقري" لدعم الشعب الفلسطيني، وفق تعبيرهم.
Relatedبريطانيا تحقق في تصريحات فرقة "راب" ايرلندية حيّت حماس وحزب الله على المسرحبريطانيا: دعوى قضائية ضد حكومة ستارمر بسبب بيعها مكونات طائرة أف 35 إلى إسرائيلتصعيد دبلوماسي بين لندن وتل أبيب: بريطانيا تعلق مفاوضات التجارة وتفرض عقوبات على مستوطنينيأتي ذلك بعد أسبوع من إعلان وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، تعليق المفاوضات حول صفقة تجارة حرة جديدة مع إسرائيل، وفرض عقوبات على عدد من المستوطنين في الضفة الغربية، في خطوة اعتبرتها الحكومة البريطانية احتجاجًا على ما وصفته بـ"الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة".
غير أن رسالة المحامين والقضاة تقول إن لندن لا يجب أن تقف عند هذا الحد، بل يتعين عليها مراجعة مجمل العلاقة التجارية مع تل أبيب، وفرض عقوبات على الحكومة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد رفض تزايد الدعوات المشابهة، قائلًا: "إن الاتهام بالإبادة الجماعية الموجه لإسرائيل ليس فقط خاطئًا، بل فاضح، ويجب على الناس المحترمين في كل مكان رفضه."
كما انتقدت الخارجية الإسرائيلية القرارات البريطانية السابقة، مؤكدة أن "الضغوط الخارجية لن تثني إسرائيل عن مسارها في كفاحها من أجل وجودها وأمنها". وقد علق المتحدث باسم الخارجية قائلًا: "الانتداب البريطاني انتهى قبل 77 عامًا بالضبط"، مشيرًا بذلك إلى انتهاء الدور البريطاني وماضي لندن الذي يعتبره البعض "استعماريًا".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة