جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-09@04:50:33 GMT

فراعنة العصر

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

فراعنة العصر

 

علي بن حمد بن عبدالله المسلمي

aha.1970@hotmail.com

 

 

القيم الغربية التي يتشدق بها الغرب في العصر الحديث ويستلها ضد مناوئيه، ويستلهمها عنوانًا براقًا؛ ليستعطف بها السذج والمنقادين نحوه والمستضعفين في هذا الأرض بدعوى حقوق الإنسان والطفل والمرأة والحيوان والبيئة والمناخ عرتها حرب غزة العزة الصامدة العصية على الصهاينة الغاصبين، التي قال عنها إسحاق رابين: "أتمنى أن أصحو وأرى غزة يبتلعها البحر"، وشارون السفاح الذي اقتلع المستوطنات منها بالقوة لتبقى الأرض لأهلها عزيزة صابرة.

وها هي اليوم تُسطِّر ملامح الصمود ويُسطِّر مقاوموها حروف العزة والسؤدد ويعيدون للأمة بريقها بعد أن خفت سنين تحت وطأة الذل والمهانة رغم بشاعة ما أحدثه فراعنة العصر فيها من قتل للأطفال والنساء والشيوخ العزل، واقتلعوا الشجر والحجر ورموا بالقنابل الغبية المحرمة دوليًا دون اكتراث واحترام للقوانين والأعراف الدولية التي خطتها الأمم؛ لتكون نبراسًا وطريقًا لصالح البشرية جمعاء بعد حربين داميتين أودت بحياة كثير من بني البشر.

إنَّ الناظر لما تنقله شاشات التلفزة ووسائط التواصل الاجتماعي والصحف المقروءة والمكتوبة لحجم المأساة التي يعيشها أهل غزة تقشعر لها الأبدان، وتتفطر لها القلوب، وتدمع لها العيون، والصمت المطبق الذي يخيم على أمتنا العربية والإسلامية تجاه ما يحدث ما عدا الشجب والندب والتصريحات والقمم والمؤتمرات وقلة الحيلة لهو شيء يدعو إلى العجب ويندى له الجبين، بعد ما كان العرب قبل وبعد الإسلام أهل نجدة وحماة للضيم، ويتحالفون فيما بينهم ضد الظالم وينصرون المستضعفين.

كثير من قصص التاريخ تخبرنا عن ذلك، فها هو المعتصم بالله الخليفة العباسي يستنجد به أهل عمورية ضد الروم؛ فهدد قائد الروم بإرسال جيش أوله عنده وآخره معه. وكذلك الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي عندما استنجد به أهل البصرة ضد الفرس فنجدهم، والإمام الصلت بن مالك الخروصي عندما استنجدت به المرأة السوقطرية ضد الأحباش الوثنيين فلبى نداءها.

بينما نجد في الجانب الآخر من الشعوب الحرة تنتفض هنا وهناك وخاصة في الدول التي يشارك ساستها في دعم الصهاينة علنًا، كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا يطالبون بوقف هذه الحرب المجنونة المسعورة وهم يشاهدون أشلاء الأطفال الممزقة وإلقاء القنابل الفسفورية الحارقة، وهدم البيوت على ساكنيها وتجريف أماكن الإيواء التي يحتمي بها النازحون في المدارس والمستشفيات، وقتل ساكنيها ودفنهم أحياء.

وكذلك الموقف المشرف الذي وقفه الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيرتش الذي يدل على نزاهته ومهنيته، الذي دعا فيه مجلس الأمن الدولي وفق المادة 99 من القانون الإنساني لوقف هذه الحرب كهدنة إنسانية والذي صوتت عليه 153 دولة بالإجماع وأيدته، ما عدا دولة واحدة امتنعت عن التصويت وهي بريطانيا، بينما استخدمت الولايات المتحدة ضده حق النقض "الفيتو"، وقبل ذلك طالبت إسرائيل باستقالته وفق ما عبَّر عنه مندوبها في المنظمة الأممية، واتهمته بالتحيز لحماس.

وهاهم أبناء عز الدين القسّام اليوم وهم يرون ما يفعله الصهاينة في بيت المقدس وعموم فلسطين من تدنيس للمقدسات، والاعتداء على الحرائر، وقتل للأطفال والشيوخ ينتفضون يوم السابع من أكتوبر؛ ليلقنوا الجيش الذي لا يقهر والأخلاقي الذي يدعي إنه الأول في العالم في الأخلاق درسًا سيظل وصمة عار على العدو، ويسجل بأحرف من نور للمقاومة الباسلة، ويدرس في أرقى الجامعات والكليات العسكرية.

إنَّ فراعنة العصر لا يكترثون ولا يرعون إلًّا ولا ذِمّةً. ومن هذا المنطلق، يتعين على الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع،، دعم أهل غزة ونصرتهم، ووقف هذه الحرب المجنونة بما أُوتوا من قوة، ووقف الصهاينة عند حدهم، وتقديمهم للعدالة الدولية بما اقترفت أيديهم ضد أهل غزة وعموم فلسطين  من قتل للأطفال والنساء، ومنع للدواء والغذاء، وتشريد للسكان وفتح المعابر لذلك، وفك الحصار الظالم، وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة؛ لينعم أهلها بالسلام الدائم، والراحة والطمأنينة لهم وللأجيال القادمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

منتجات طبيعية تعكس التراث العُماني وتتواكب مع العصر

في عالم الجمال والعناية بالبشرة، تبرز شيماء اجهام الراعي بمشروعها المميز "براند شيماء الراعي لمنتجات العناية الطبيعية"، الذي يدمج بين التقاليد العمانية واحتياجات الأسواق الحديثة. ويقدم البراند منتجات طبيعية متنوعة تشمل الصابون ومنتجات علاجية باستخدام اللبان العماني، الذي يعد جزءًا أساسيًا من التراث العماني، ويتميز بخصائصه العلاجية الفعّالة.

تروي شيماء عن بدايات مشروعها: "بدأت رحلتي منذ تسع سنوات في تطوير منتجات تعتمد على اللبان وخصائصه العلاجية. كانت البداية صعبة، خاصة في توفير المكونات الأساسية لتصنيع الصابون، حيث اضطررت لطلب المواد الخام من الخارج لتسهيل عملية الإنتاج". ولكن رغم هذه التحديات استطاعت شيماء أن تجد طريقها نحو النجاح.

وتشير شيماء إلى أن منتجاتها تتنوع بين زيت اللبان ومستحضرات التجميل المخصصة للعناية الشخصية اليومية ومنتجات علاجية للبشرة، ما يجعلها خيارًا مثاليًا لأولئك الذين يبحثون عن العناية الطبيعية والمتخصصة.

وأكدت الراعي انه رغم التحديات التي واجهتها كان الدعم العائلي والتشجيع المستمر له دور كبير في تحفيز شيماء على المضي قدمًا في هذا المجال. تقول شيماء: "أهلي كانوا الداعم الأول لي، وأستاذتي فاطمة الراعي كانت دائمًا تشجعني وتوجهني".

وأضافت شيماء: شاركت في أكثر من 30 فعالية محلية بين مسقط وصلالة، كما كان لي حضور دولي في الكويت والبحرين. ورغم الإنجازات العديدة، تحرص شيماء على تكريم المبادرات المحلية التي تساهم فيها، حيث حصلت على العديد من التكريمات الداخلية لدعمها المستمر للفعاليات والمبادرات المجتمعية.

وتقول شيماء أطمح إلى أن يكون "براند شيماء الراعي" أحد الأسماء الرائدة في سلطنة عُمان في مجال صناعة منتجات اللبان ومستحضرات التجميل، مؤكدةً أن هدفها الأساسي هو تقديم منتجات طبيعية عالية الجودة تعكس تاريخ عُمان العريق وتواكب تطلعات السوق الحديثة.

مقالات مشابهة

  • شاهد | اهتزاز ثقة الصهاينة بـ ترامب بعد إعلانه وقف العدوان على اليمن
  • محافظ اللاذقية يبحث مع نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية لتعزيز السلم الأهلي
  • منتجات طبيعية تعكس التراث العُماني وتتواكب مع العصر
  • مصطفى الفقي: الصهاينة يعتبرون أن الجائزة الكبرى السيطرة على مصر
  • شاهد | الحصار الجوي اليمني للكيان الصهيوني يترك آثار عميقة على حياة الصهاينة
  • لماذا تقاطع الجزائر مناورات الأسد الأفريقي العسكرية التي تنظمها الولايات المتحدة؟
  • كاونتر بانش: فلسطين تكشف الأكاذيب التي يروجها الغرب للعالم
  • "الصهاينة غير مرحب بهم".. مطعم إيطالي يطرد عائلة إسرائيلية (فيديو)
  • مفوض حقوق الإنسان: الرعب الذي يتكشف في السودان لا حدود له
  • بعد ضرب بن غوريون..استعداد جنوبي للتطبيع مع الصهاينة