لماذا تستدين مصر بأعلى فائدة من السوق المحلي؟ تعوم على بحر من الديون
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
سجلت أسعار الفائدة على أذون الخزانة المصرية أرقاما قياسية في أخر طرح للبنك المركزي المصري بلغت أكثر من 27 بالمئة لأجل السنة (364 يومًا).
وأذون الخزانة، التي يصدرها البنك المركزي نيابة عن وزارة المالية، هي من أدوات الدين قصيرة الأجل؛ حيث تتراوح آجالها بين 3 شهور وحتى 12 شهرا؛ لسد عجز الموازنة.
بالعودة إلى أسعار الفائدة في ذات الفترة من العام 2022 على أذون خزانة آجال 364 يوما (سنة) فقد بلغت نحو 18 بالمئة، أي أنها زادت نحو 9 بالمئة في عام واحد.
كم يكلف كل 1 بالمئة زيادة
كل 1 بالمئة زيادة في سعر الفائدة على أذون الخزانة يزيد عجز الموازنة العامة للدولة بنحو 32 مليار جنيه بسبب عبء تكلفة تمويل الدين، بحسب وزير المالية المصري.
وتلجأ الحكومة المصرية إلى السوق المحلي لتمويل عجز الموازنة العامة من خلال طرح سندات وأذون خزانة (أدوات دين) بـ سعر فائدة مغري، على الرغم من العائد المرتفع عليها، وتعتبر البنوك المحلية وخاصة الحكومية أكبر مشتري لها.
في آخر عطاء للبنك المركزي المصري، باع نحو 19,772 مليار جنيه لأجل السنة، بمتوسط فائدة 27.422 بالمئة.
رغم أسعار الفائدة المرتفعة، إلا أن الحكومة لا تنجح فى بيع أذون الخزانة التي ترغب في جمعها بشكل كامل؛ بسبب عزوف البنوك عن التورط في المزيد من أدوات الدين.
لماذا توسعت الحكومة في الاقتراض المحلي
اعتبر الخبير الاقتصادي، إبراهيم نوار، أن "ارتفاع أسعار الفائدة بنحو 10 بالمئة في عام واحد مؤشر خطير، ويؤشر على أنه لا خيار آخر للحكومة، والمشكلة الآن أن البنوك مكشوفة بنسبة 50 بالمئة أو أكثر على ديون الحكومة".
عن أسباب التوسع في بيع أدوات الدين محليا، أوضح لـ"عربي21": أن "الحكومة لابد أن تستدين من البنوك من أجل أن تدفع للبنوك مستحقاتها عن ديون سابقة"، "مشيرا إلى أن "الأسواق الدولية متوقفة تقريبا عن إقراض مصر انتظارا لفترة ما بعد الانتخابات واستكمال مفاوضات بين مصر والصندوق".
وبَيًن نوار أن "أكثر من 95 بالمئة من الاقتراض الحكومي يتم بالعملة المحلية".
وتوقع أن ترتفع أسعار الفائدة في ظل طلب البنوك فائدة أعلى، قائلا: "الحكومة تقترض الآن بسعر فائدة يتجاوز 27 بالمئة والبنوك تطلب حاليا 29 بالمئة ومن المتوقع أن تطلب 30 بالمئة خلال الأسابيع القليلة القادمة".
لكن لماذا يعد الاقتراض المحلي أقل سهولة مع أنه أكثر تكلفة على موازنة الدولة، هل يرجع لطبيعة قدرة الدولة علىا لطباعة النقود، يعتقد الخبير الاقتصادي أن ما يجري هو "تدوير الديون وطباعة مزيد من أوراق النقد مقابل احتياطي النقد الأجنبي.".
وصف نوار موازنة الدولة بأنها "في حالة يرثى لها؛ كل إيرادات الضرائب لا تكفي لخدمة الدبون، ومدفوعات خدمة الديون تقترب من ثلثي المصروفات العامة للدولة".
كيف يؤثر إقراض الحكومة على جدارة البنوك المحلية
قال أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر سابقا، أحمد ذكر الله، إن "رغبة تمويل عجز الموازنة يعد دافعا كبيرا لرفع أسعار الفائدة وإغراء البنوك المحلية على تقديم قروض متزايدة والتي باتت تمثل نسبة كبيرة من محافظها الاستثمارية المخصصة للإقراض، وهذا يؤثر على نشاط الشركات والمصانع التي ترغب في الاقتراض".
مضيفا لـ"عربي21": أن "الحكومة المصرية هي المدين الأكبر من البنوك المحلية، وتعتمد بشكل رئيسي على سداد عجز الموازنة من خلال الاستدانة محليا".
أما عن أسعار الفائدة على أذون الخزانة وتسجيلها أسعارا قياسية، أعرب ذكر الله عن اعتقاده: "أنه يوجد مجموعة من الأسباب؛ الأول هو تخفيض التصنيف الائتماني للديون المصرية بشكل عام، وتخفيض التصنيف الائتماني للبنوك الحكومية الرسمية جراء التوسع في إقراض الحكومة".
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن "هذا التخفيض الأول لمصر منذ أكثر من 10 سنوات يضع أعباء كبيرة على عملية التأمين على هذه البنوك، ومن المنطقي أن تطلب البنوك أسعار فائدة أعلى، كما أن انخفاض تصنيف البنوك في ذاتها يدفعها لتطبيق سياسة أكثر تشدددا؛ لأنها مرتبطة بنسبة محددة حتى لا تتعرض أصولها للتراجع أكثر".
التزامات خارجية كبيرة العام المقبل
تضاعفت ديون مصر الخارجية 4 مرات خلال العقد الماضي وبلغت 164.73 مليار دولار بنهاية حزيران/ يونيو الماضي، ويتعين عليها سداد خدمة دين خارجي بقيمة 29.23 مليار دولار في العام المقبل 2024 الذي يبدأ خلال أيام قليلة.
دين مصر بـ 52.9 مليار دولار لمؤسسات متعددة الأطراف، يمثل صندوق النقد الدولي 40 بالمئة منها، أو 21.2 مليار دولار، وفقًا للبيانات الصادرة عن البنك المركزي المصري.
ويتوقع محللون ماليون أن يتجه البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة بنحو 500 نقطة أساس خلال الشهور القليلة المقبلة مع خفض رابع مرتقب لقيمة الجنيه بنحو 40 بالمئة ليلامس حدود 50 جنيها لكل دولار، وهو متوسط معدل سعر الصرف الحالي في السوق الموازي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصرية سعر الفائدة الموازنة العامة ديون دولار مصر دولار ديون الموازنة العامة سعر الفائدة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البنوک المحلیة أسعار الفائدة عجز الموازنة أذون الخزانة ملیار دولار على أذون
إقرأ أيضاً:
قطاع الغذائيات يشهد انتعاشاً في حركة البيع خلال عيد الأضحى
دمشق-سانا
حظي قطاع الغذائيات خلال أيام عيد الأضحى المبارك بإقبال شديد من قبل المواطنين، حيث شهدت المبيعات في محال، الفروج الجاهز ومحامص المكسرات وبيع البوظة، انتعاشاً ملحوظاً في البيع، يعادل ضعف ما يتم بيعه في الأيام العادية.
وخلال جولة لمراسل سانا على عدد من المحال في مناطق متفرقة بدمشق أوضح أبو عدنان صاحب محل لبيع الغذائيات بمنطقة الفحامة، أن أكثر ما يتم الطلب عليه خلال فترة العيد، هو العصائر في الدرجة الأولى، ولا سيما مشروبات الطاقة، ومن ثم أكياس الشيبس، والبسكويت بشكل عام، لافتاً إلى أن أسعار تلك المواد انخفضت بحدود 10 بالمئة عما كانت عليه خلال أيام عيد الفطر الماضي.
الإقبال على الشراء عند أبو عدنان، هو ذاته عند أبو ربيع صاحب محمصة لصناعة وتحميص المكسرات والبزر بأنواعه في دمشق القديمة، الذي لفت إلى أن المكسرات والبزر باتت اليوم ركناً رئيسياً في ضيافة المهنئين بالعيد، وخاصة مع ارتفاع ثمن الحلويات، موضحاً أن أسعارها انخفضت بشكل ملحوظ بعد التحرير وصل إلى 30 بالمئة، وأصبح بالإمكان إحضار المواد اللازمة للتحميص بسعر مقبول، ما أسهم في انخفاض الأسعار.
وعادت محال الشاورما والفروج الجاهز لتشهد ازدحاماً هذا العيد، مع الانخفاض الواضح في أسعارها والذي تراوح بين 20 و 25 بالمئة، حيث أرجع أبو ياسر صاحب محل لبيع الفروج في منطقة باب مصلى الإقبال الشديد إلى انخفاض أسعار الفروج الحي، نتيجة توفر العلف والمحروقات لدى المربين، إضافة إلى التخلص من الحواجز والأتاوات، التي كانت تفرض بشكل يومي.
وتعد البوظة بمختلف أصنافها جزءاً أساسياً من حياة المواطنين، وملاذاً للهرب من وطأة حر الصيف، وفي هذا العيد عجت شوارع حي القيمرية بمرتادي بوظة الصاج، وكذلك الحال في سوق الحميدية على”بوظة الدق”، حيث يقول أبو هشام من أحد محال البوظة العربية: “الحمدلله هناك إقبال لافت على الشراء بعد معاناتنا في السنوات الأخيرة من العزوف بسبب الغلاء، واليوم مع انخفاض أسعار المحروقات والمواد الأولية، مثل السكر والحليب والمستكة، تحسنت الأسعار بالنسبة للزبائن، وبات الإقبال أكبر على الشراء”.
تابعوا أخبار سانا على