في الوقت الذي أكد فيه وزير الدفاع السويدي على أن بلاده ستتعاون مع تركيا وتمنع أنشطة الأحزاب والحركات التي تصنفها تركية ودول أوروبية على أنها إرهابية، رفضت المحكمة العليا في السويد تسليم مطلوبَين لتركيا بحجة عدم وجود مسوغات قانونية لذلك.

حيث أكد وزير الدفاع السويدي بال جونسون عزم بلاده التعاون مع تركيا لمكافحة الإرهاب الدولي، وتكريس نفسها لمنع أنشطة تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كي كي).

وأشار جونسون أمس الخميس في تصريحات لصحيفة "أفتون بلادت" إلى اعتزام تركيا إحالة بروتوكول انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي "ناتو" إلى البرلمان للتصديق عليه، مشيرا إلى أن بلاده ستتعاون مع تركيا "في مكافحة الإرهاب الدولي، وسوف نكرس أنفسنا لمنع أنشطة بي كي كي الإرهابي في السويد، فهذا مهم لأمننا وأمن تركيا".

وامتنع جونسون عن الرد على سؤال عما إذا كانت السويد قد صنفت تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية (واي بي جي) الذراع السوري لـبي كي كي، ضمن قائمة الإرهاب، بموجب التفاهمات الأخيرة على هامش قمة الناتو.

وأشار الوزير إلى عدم مشاركته في المحادثات التي جرت على هامش قمة الناتو في ليتوانيا وأن وزير العدل غونار سترومر، هو الذي شارك فيها.

وأوضح جونسون أن قضية التنظيمات الإرهابية التي يجب محاربتها مذكورة أيضا في المذكرة الثلاثية التي وقعت عليها تركيا والسويد وفنلندا (بشأن عضوية البلدين الأخيرين في الناتو).

وشدد المسؤول السويدي على أن أنقرة وستوكهولم متفقتان على أن التعاون في مكافحة الإرهاب هو جهد طويل الأمد سيستمر إلى ما بعد انضمام السويد للناتو.

قرار قضائي

وتزامنت تصريحات وزير الدفاع مع قرار المحكمة العليا في السويد أمس الخميس القاضي بوجود عقبات قانونية تحول دون تسليم تركيين اثنين تقول أنقرة إنهما على صلة "بمنظمة إرهابية"، حيث ينتميان إلى حركة فتح الله غولن التي تحملها أنقرة مسؤولية محاولة الانقلاب عام 2016.

والحكومة السويدية هي من يتخذ القرار بشأن طلبات تسليم المطلوبين ولها الكلمة الفصل في هذا الأمر. لكن المحكمة العليا في البلاد قالت إن هناك عقبات قانونية تمنع الموافقة على طلب تركيا.

وكان الرئيس التركي قد أكد -الاثنين الماضي- أنه سيحيل طلب السويد الانضمام للحلف العسكري إلى البرلمان التركي عندما يستأنف جلساته في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لكن أنقرة لا تزال بحاجة لرؤية بعض الخطوات الملموسة لمكافحة الإرهاب من جانب ستوكهولم، مع كون عمليات تسليم المطلوبين أولوية.

وقال أردوغان أيضا إنه يتوقع من دول الاتحاد الأوروبي أن تتخذ بعض الخطوات لتحديث اتحاد جمركي والسفر من دون تأشيرة، ومن دول حلف شمال الأطلسي أن ترفع القيود عن مبيعات الأسلحة إلى تركيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: على أن

إقرأ أيضاً:

سفيرة الاحتلال السابقة في تركيا: علينا الحفاظ على خط اتصال مع أنقرة

أكدت السفيرة السابقة للاحتلال الإسرائيلي لدى تركيا ومصر، أميرة أورون، والباحثة الحالية في معهد دراسات الأمن القومي، في مقابلة مع صحيفة "معاريف"، أن العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي وتركيا شهدت تدهوراً كبيراً بعد حادثة "مافي مرمرة"، مشيرة إلى أن هذه العلاقات انتقلت منذ ذلك الحين إلى مسار متقلب من صعود وهبوط. 

وأوضحت أورون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتمد في أيديولوجيته على "حماية المسلمين أينما كانوا"، وأنه يعتبر الفلسطينيين في موقف مشابه لداود، بينما ترى إسرائيل في نفسها جالوت. 

ولفتت إلى أن الحرب الحالية في غزة قد أدت إلى تصعيد غير مسبوق في التوترات بين البلدين، معتبرة أن هذه الحرب تختلف عن غيرها من الحروب، وأنها "طويلة ودامية" وأن نتائجها ستكون وخيمة ومدمرة.

ورغم توقّع إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، إلا أن أورون أكدت أن استعادة العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي وتركيا لن تكون سهلة، حيث قالت إن "استعادة العلاقات ستستغرق سنوات عديدة". 

وأشارت إلى أن القدرة على المناورة ضد أردوغان تظل "محدودة للغاية"، ما لم يتغير الموقف الإسرائيلي بشكل جوهري بشأن الاتفاقات مع الفلسطينيين.

وعن شخصية أردوغان، وصفت أورون الرئيس التركي بأنه "شخص قوي جداً وصارم جداً"، معتبرة إياه مثالاً حياً على الإسلام السياسي. 


وأضافت أن أردوغان نجح في تغيير النظام في تركيا بشكل كامل على مدار 25 عاماً، حيث ألغى مبدأ فصل السلطات، ليحوز على "صلاحيات رئيس فوق الجميع"، وهو أمر تقول أورون إنه يصعب العثور على مثيل له في أي دولة أخرى٬ بحسب إدعائها. 

واعتبرت أورون أن أردوغان يشبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من حيث أن كليهما جاء لتغيير الأسس القائمة، وقاما بحملات انتخابية حادة تميزت بالقوة والتمرد على القواعد السياسية التقليدية.

وفي ظل هذه التوترات، أكدت أورون أن من الأهمية بمكان الحفاظ على قنوات الاتصال مع تركيا، مشيرة إلى ضرورة العمل على "خفض التصعيد" بين البلدين كما حدث مع روسيا في سوريا. 

وتوقعّت أنه لن يكون هناك عودة إلى العلاقات التي كانت قبل عام 2000، لكنها أوضحت أنه إذا حدث تغيير في القيادة في إسرائيل أو تركيا، فإن ذلك قد يؤدي إلى تقييم جديد للعلاقات. وفي الوقت الراهن، دعت أورون إلى التركيز على التنسيق بين البلدين لتفادي التصعيد والحفاظ على قنوات الاتصال الأساسية.

مقالات مشابهة

  • تركيا تبدأ تصدير الغاز إلى سوريا.. ملياري متر مكعب سنوياً لتلبية احتياجات الكهرباء
  • في تركيا.. شابة تلقي بنفسها من الطابق الرابع بعد إصرار أهلها على العودة لطليقها
  • قيدها ونحرها مع شقيقها.. سقوط مجرم هز تركيا
  • لقاء تاريخي بين رئيسي أركان تركيا ومصر في أنقرة
  • هل ينجح فيدان في كسر الجمود الأوروبي عن عضوية تركيا؟
  • تركيا.. اعتقال 16 متهمًا بالانتماء لتنظيم داعش في إسطنبول
  • السوداني مهتم بطريق التنمية مع تركيا أكثر من ملف شحة المياه في العراق
  • تركيا.. مباحثات ثنائية بين أردوغان والسوداني
  • الاتحاد الأوروبي: طريق تركيا لا يزال بعيدا عن الانضمام إلى التكتل
  • سفيرة الاحتلال السابقة في تركيا: علينا الحفاظ على خط اتصال مع أنقرة