فارق كبير بين رئيس يفكر دون خيال، ويعمل دون رؤية، ورئيس لديه حلم ورؤية وقدرة على تحقيقها، الأول قد ينجح لكنه لا يحقق إنجازًا ولا يترك بصمة، والثانى قادر على صناعة النجاح وإحداث نقلة كبيرة فى بلده، وإقناع شعبه برؤيته، والرئيس السيسى من هذا النوع الثانى، لأنه ليس تقليديًا، لم يقبل أن يحصر نفسه فى حدود ما فرض عليه من تحديات وأولويات بعضها إرث تاريخى، وإنما خرج عن حدود الدائرة المتاحة وقرر أن ينطلق ببلده بعيدًا، رفض أن يستسلم لما فرض عليه وأن يتحدث بصيغة «ليس فى الإمكان أفضل مما كان» وإنما حارب ليغير الواقع، وأن يتحدى المحن، طموحه بلا حدود، والأهم أنه لا يكتفى بالطموح بل يصر على تحقيقه، منذ أن تولى المسئولية لا يرى المصريون منه قولًا بل فعلًا على الأرض، وتحركات غير نمطية، وفتح لملفات كان ممنوعًا الاقتراب منها باعتبارها شائكة، لم يلتفت للخلف، ولم يتوقف كثيرًا عند المعوقات على كثرتها، ولم يستسلم للتحديات رغم صعوبتها، بل أصر على الانطلاق بالبلد إلى الطريق الذى تستحقه كدولة صاحبة حضارة وتاريخ، فكانت النتائج ملموسة من الجميع، مشروعات بطول الوطن وعرضه، وتنمية على امتداد خريطة مصر، ومواطنة ينضوى تحتها كل المصريين، وحياة كريمة لكل المواطنين، عمل على استعادة دولة المؤسسات واستثمار ثرواتها، فخلق مساحات واسعة من التنمية، نجح فى تحديث قدراتها العسكرية وتطوير جيشها ليحتل مكانة عالمية فاستطاع ان يفرض ارادة الدولة على الجميع، ويرسم خطوطها الحمراء بوضوح ملزم لكل من يفكر فى المساس بأمنها القومى أو مقدرات شعبها، لهذا لم يكن غريبا أن نجد هذا العدد غير المسبوق من المصريين، أكثر من ٤٤ مليون مواطن، ينزلون إلى الصناديق ليقفوا بجانبه ويطالبون باستمراره قائدًا ورئيسًا لست سنوات قادمة، قد يكون جزءًا من الأمر رد الجميل من شعب يعرف الفضل، لكن الجزء الأكبر والأهم كان وعى المواطن وإدراكه أن مصر تحتاج للرئيس السيسى فى هذه الفترة العصيبة إقليميًا ودوليًا وعلى كل المستويات، لأنه من يملك القدرة على قيادتها للعبور بها من منطقة الخطر وضمان الاستقرار.
لقد منح الشعب ثقته من جديد للسيسى لأنه استحقها بالعمل والإخلاص، وفوضه من جديد لأنه خبرة قادر على تحمل المسئولية وتحقيق تطلعاتهم فى الأمان والتنمية والعمران، ويقينًا ستكون السنوات الست القادمة استكمالًا لمسيرة بناء الجمهورية الجديدة التى تعهد بها الرئيس، جمهورية ديمقراطية مدنية حديثة، والسيسى كما قال لا يعد إلا بما يستطيع تحقيقه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صناعة النجاح حدود مشروعات
إقرأ أيضاً:
من قلب الجدار القديم .. نافذة مفتوحة على إنسانية بلا حدود
في مساحة فنية ضمن معرض للصور المتصورة بالمحمول ، خطفت إحدى الصور المعلّقة الأنظار بقدرتها على تجسيد روح الحياة البسيطة في لحظة عميقة وهادئة.
تنقل الصورة مشهداً نابضاً بالواقعية لامرأة تطل من نافذة بيت تقليدي، في لقطة تنضح بالعفوية والدفء الإنساني.
تبدو الشخصية في الصورة غارقة في تفاصيل يومية صغيرة، يديها تمتدان نحو قطعة قماش تتدلّى من حبال الغسيل، بينما ينساب الضوء على الجدار الطيني القديم ليصنع لوحة تجمع بين البساطة وطيبة القلب .
ما يلفت الانتباه هنا ليس المشهد في حد ذاته، بل الروح الهادئة التي تنبعث من الصورة، وكأنها لحظة التقطتها الحياة قبل أن تلتقطها الكاميرا.
يُشيد الزوار بهذه اللقطة لما تحمله من صدق شديد؛ فهي ليست مجرّد صورة، بل حكاية تختزل علاقة الإنسان بمكانه، وتبرز جانباً أصيلاً من الحياة في البيوت الشرقية. النافذة المفتوحة، الجدران القديمة، ضوء الشمس الذي يعانق الظلال، كلها عناصر تجعل الصورة أقرب إلى مشهد سينمائي مكتمل، لكنها تحتفظ بروحها الخام دون أي تكلّف.
اختيار هذه الصورة لعرضها في معرض دولى لهواوى العالمية يعكس رغبة القائمين على المعرض في تقديم أعمال تلامس الإنسان قبل أن تدهشه تقنياً. فهي تذكّر المشاهد بأن الجمال الحقيقي قد يوجد في لحظة عابرة، في حركة يومية بسيطة، أو في نظرة شاردة تحمل ما هو أعمق من الكلمات.
بهذه التلقائية التي لا تُصطنع، نجحت الصورة في أن تكون واحدة من أكثر الأعمال تأثيراً في المعرض، لأنها ببساطة تُعيد تعريف الفن بوصفه مرآة للحياة، لا تحتاج سوى لعين صادقة تلتقطها.