بعد ثورانه في آيسلندا.. تطبيق جديد يتيح لك سماع صوت البراكين
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
تأكدت المخاوف الأيسلندية مساء الاثنين عندما ثار بركان بعد أكثر من شهر من ظهور علامات التحذير، فقد شهد ثوران البركان في شبه جزيرة ريكيانيس، شمال بلدة جريندافيك التي تم إخلاؤها، تدفقات برتقالية زاهية من الحمم البركانية المتدفقة من الشقوق.
الآن يمكن الاستماع إلى الأصوات المشؤومة التي ألمحت إلى أن الأمر على وشك الحدوث، وذلك بفضل التطبيق الذي يحول الترددات الزلزالية غير المسموعة إلى نغمات مسموعة، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
تعمل أداة Earthtunes، التي طورتها جامعة نورث وسترن، على تحويل الخطوط المتعرجة المخدوشة عبر مخطط الزلازل إلى موسيقى تصويرية 'مخيفة' تستحق فيلم رعب، وفي أحدث مقطع من Earthtunes، يمكن للمستمعين سماع أصوات تتكثف في وقت قريب من بدء الثوران يوم الاثنين (18 ديسمبر).
فعندما دقت الساعة 22:17 ليلة الاثنين أعقب الزلزال ثوران بركاني أدى إلى فتح شق يبلغ طوله 2.5 ميل (4 كم)، وأنطلقت أنهار من الحمم البركانية من الشق، متعرجة إلى الأسفل، وانفجرت في نوافير من الصخور المنصهرة الحمراء والذهبية.
في المقطع الجديد، عندما يكتمل الشق يوم الاثنين، تصبح الأصوات أكثر هدوءًا، وخلال هذه الفترة الأكثر هدوءًا، لم تعد قشرة الأرض تتكسر، مما يسمح للصهارة بالتدفق بحرية.
وقالت عالمة الزلازل في نورث وسترن سوزان فان دير لي، التي شاركت في تطوير Earthtunes: "النشاط هائل ومثير ومخيف، فقد فعلت أيسلندا الشيء الصحيح من خلال إجلاء السكان في غريندافيك القريبة ومحطة سفارتسينجي للطاقة الحرارية الأرضية القريبة، وهي واحدة من أقدم محطات الطاقة الحرارية الأرضية في العالم".
وأضافت:"هذا المستوى من الخطر غير مسبوق بالنسبة لهذه المنطقة من أيسلندا، ولكن ليس بالنسبة لأيسلندا ككل"، ويقدر مكتب الأرصاد الجوية الأيسلندي أن مئات الأمتار المكعبة من الحمم البركانية انفلتت من البركان في الثانية في أول ساعتين من ثوران البركان، على الرغم من أن النشاط قد تراجع بشكل ملحوظ بحلول يوم الثلاثاء.
وقال الدكتور فيليب كولينز من قسم الهندسة المدنية والبيئية بجامعة برونيل بلندن، إن الأمر قد يستغرق أسابيع أو ربما أشهر قبل أن يتوقف النشاط أخيرًا، وقال الدكتور كولينز: "لا تزال الصهارة تتحرك نحو السطح عند شق الثوران وربما في المنطقة المحيطة".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
بركان يستيقظ بعد 250 ألف عام.. هل يشهد العالم ثوراناً جديداً؟
بدأ بركان أوتورونكو في بوليفيا، الذي يُعرف بـ"بركان الزومبي"، في إظهار نشاط مثير بعد أكثر من 250 ألف عام من السكون، ما دفع العلماء للتساؤل حول احتمالية ثورانه مجدداً أو ما إذا كانت هناك تفاعلات جيولوجية أخرى تحدث في عمق الأرض.
بركان خامد منذ 250 عاميُعد أوتورونكو، الذي يتربع على قمة جبال الأنديز الوسطى، أحد البراكين التي كان يُعتقد أنها خامدة لفترة طويلة، إلا أن مؤشرات مثل تصاعد الغازات والنشاط الزلزالي أعادت فتح التساؤلات حول وضعه الحالي.
قبل نحو عقدين، كشفت صور الأقمار الصناعية عن ارتفاع وانخفاض في منطقة قطرها 150 كيلومتراً حول قمة أوتورونكو، مما شكل ما يشبه القبعة المكسيكية "السومبريرو".
في الآونة الأخيرة، أجرى العلماء دراسة معمقة جمعت بين بيانات الأقمار الصناعية، وتحليل النشاط الزلزالي، ونماذج حاسوبية لتشريح البنية الداخلية للبركان.
ونشرت نتائج الدراسة في مجلة "Proceedings of the National Academy of Sciences"، حيث أوضح الباحثون أن النشاط الزلزالي والتشوهات الجيولوجية ناتجة عن تفاعل الصهارة والغازات والسوائل المالحة داخل شبكة هيدروليكية معقدة تحت البركان.
خزان ضخم من الصهارةاكتشف العلماء أن بركان أوتورونكو يحتوي على خزان ضخم من الصهارة على عمق يتراوح بين 10 و20 كيلومتراً، يُعرف بجسم الصهارة ألتيبلانو-بونا، وهو الأكبر من نوعه في قشرة الأرض ويمتد لمسافة 200 كيلومتر.
1,700 زلزال صغير بين عامي 2009 و2012وخلال الدراسة، تم تسجيل أكثر من 1,700 زلزال صغير بين عامي 2009 و2012، مما مكن الباحثين من رسم خريطة تفصيلية للقنوات والتجاويف تحت البركان، حيث تنتقل الغازات والسوائل الساخنة، مسببة اهتزازات وارتفاعات سطحية تُقدر بسنتيمتر واحد سنوياً.
الباحثون أكدوا أن هذه النشاطات الجيولوجية لا تشير بالضرورة إلى ثوران وشيك، يقول الدكتور مايك كيندال، أستاذ علوم الأرض بجامعة أكسفورد: "لا نرى زيادة في النشاط الزلزالي الذي يشير إلى تحرك الصهارة نحو السطح. ما نرصده هو إطلاق للغازات والبخار، دون علامات واضحة على ثوران قادم".
من جانبه، أشار الدكتور بنيامين أندروز، مدير برنامج البراكين العالمي في متحف سميثسونيان، إلى أن الجمع بين تقنيات متعددة لتحليل النشاط الجيولوجي كان مفتاحاً لفهم طبيعة هذا البركان الزومبي. وأضاف: "نتائج الدراسة تقدم رؤية واضحة حول تفاعل السوائل والصهارة داخل البركان، ما قد يساعد في تقييم أخطار براكين مشابهة حول العالم".
برنامج البراكين العالميجدير بالذكر أن برنامج البراكين العالمي يرصد نحو 50 بركاناً من نوع "الزومبي"، أعمارها تتراوح بين 12,000 و2.6 مليون عام. ويشير العلماء إلى أن الاكتشافات الحديثة قد تساهم في تحديد أي من هذه البراكين قد يصبح نشطاً مجدداً، بالإضافة إلى استغلالها كمصادر للطاقة الحرارية الجوفية أو المعادن الثمينة.