البوابة نيوز:
2025-05-09@21:11:42 GMT

الأب رومانوس الكريتي يفسر أيقونة الميلاد

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

يقول الأب رومانوس الكريتي راعي كنيسه الروم الارثوذكس في اليونان، ان وجود الثور  و "الحمار" في أيقونة الميلاد الأرثوذكسية، حيث يظهر خلف المذود، ثورٌ وحمار، نراهما يتطلّعان إلى المسيح الطفل المُضطجع فيه. وجودهما في الأيقونة ليس لمجرد الإشارة إلى أن المسيح ولد في مغارةٍ وضيعة فيما بين البهائم، التي قد تكون إحتوت على حيواناتٍ أخرى كالخِراف والماعز والدجاج وغيرها.

لماذا إذًا هذين الحيوانين بالذات؟

لطالما كانت الأيقونة الأرثوذكسية "مدرسة لاهوتية" بكل ما تحتويه من تفاصيل، فترمي إلى أخذنا إلى أعماقٍ بعيدة من وراء الحدث، وتهدف إلى تعليمنا حقائق لاهوتية وكتابية عبر كل ما تكتبه لنا بألوانها، وتسمو بنا إلى التأمُّل في عظمة السرّ الإلهي المُعلَن لنا. فوجود "الحمار والثور" هنا بالذات، له مدلولٌ روحي ولاهوتي عميق، لأنهما يشيران إلى نبؤة أشعيا النبي في العهد القديم، الذي عاش في القرن السابع قبل الميلاد، وكتب في نبؤته يقول:

«عَرفَ الثورُ قانِيهِ، والحمار مَعلفَ صاحِبه، أمّا شعبي فلم يعرف وإسرائيل لم يَفهم» (أشعيا 1: 3).

وهذه الآية فيها توبيخٌ لبني إسرائيل الذين بغالبيتهم رفضوا المسيح، وتنكّروا له ولم يؤمنوا به "جاءَ إِلَى خَاصَّتِهِ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ" (يوحنا1: 11) فيقول لهم الربّ على لسان النبي أشعيا، أن "الثور والحمار" يستطيعان أن يعرفا الإنسان الذي يمتلكهما ويهتمّ باطعامهما، أما أنتم يا بني إسرائيل فقد أُغلِقَت عيونكم عن رؤية وإدراك الفداء والخلاص الذي صنعته لكم، وتقَسَّت قلوبكم عن معرفتي أنا الإله الذي ظهر على الأرض متجسّدًا، والذي كُتِبَ عني في الناموس الذي عندكم، وتنبّأ عني الأنبياء الذين تؤمنون بهم وتقرؤون أسفارهم...

هذا التوبيخ الموجّه لليهود من جهة، يمكننا أيضًا أن نرى فيه توبيخًا لكل واحد منا على قساوة قلبه، وذلك عندما نتنكّر لكل إحسانات الرب لنا في حياتنا، وتنغلق أذهاننا عن فهم كل ما يُدبّره ويصنعه باستمرار من أجل خيرنا وخلاصنا، فنقابل مراحمه وإحسانه لنا بالنكران والجحود والابتعاد عنه، عندئذٍ تصبح البهائم غير العاقلة، حافظةً للجميل أكثر منا نحن البشر المخلوقين على صورة الله ومثاله!

ومن جهة أخرى يشير الثور إلى الناموس وذبائح العهد القديم التي كانت تُقدّم في هيكل أورشليم، والتي كانت الثيران أشهرها، بالتالي يرمز "الثور" إلى أمّة اليهود المرتبطة بالله عبر شريعة موسى وذبائح الناموس الطقسية، بينما يشير "الحمار" إلى الأمم الوثنية التي لم تكن تعرف الله، والذين كانوا سالكين في عبادة الأصنام وعمل الرجاسات الكثيرة، حيث أن الحمار كان من الحيوانات "النجسة" والمحرّم أكلها بحسب شريعة موسى (لاويين 11) وهذا ما يُبيّنه لنا القديس غريغوريوس النيصَصي في قوله: "الثور إشارة إلى اليهود المرتبطين بالناموس، والحمار إشارة إلى الأمم الرازحين تحت وطأة عبادة الأوثان."

هكذا فإن المسيح بميلاده يدعو الجميع، من اليهود والأمم لكي يعرفوه متجسدًا آتيًا إلى العالم لخلاص الكل، ويوحّدهم ويجمعهم معًا في كنيسة واحدة، وهذا ما رأينا التعبير عنه في أيقونة الميلاد الأرثوذكسية، حيث جاء الرعاة يُمثّلون باكورة شعب اليهود، وجاء المجوس من بلاد الفُرس يمثّلون باكورة الوثنيين.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط

إقرأ أيضاً:

سعره يصل 15 ألف دولار| نقيب الفلاحين لـ “صدى البلد”: لابد من حظر تصدير جلود الحمير

كان الحمار جزءاً لا يتجزأ من الحياة الريفية في مصر، شاهداً على تفاصيل العمل اليومي للفلاح، ومساعداً لا يُستغنى عنه في الحقول والطرق الوعرة، إلا أن هذا الحيوان، الذي لطالما ارتبط بالكفاح والبساطة، يواجه اليوم خطر الانقراض ليس فقط في مصر، بل في العديد من دول العالم.

وفي هذا السياق، تحدث حسين عبد الرحمن أبو صدام، في تصريحات خاصة لصدى البلد، نقيب عام الفلاحين، عن الأسباب الحقيقية وراء تراجع أعداد الحمير، والتحديات التي تهدد بقاءه، وطرق حماية هذا الكائن من الزوال.

انخفاض مستمر منذ التسعينات

وأكد أبو صدام أن انخفاض أعداد الحمير في مصر ليس وليد اللحظة، بل بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي. وأرجع السبب الرئيسي إلى تراجع الاعتماد على الحمار كوسيلة نقل في القرى والأرياف، خاصة بعد تطور البنية التحتية وتمهيد الطرق، ما جعل من الصعب على الحمار التأقلم مع الطرق الحديثة الممهدة.

وأضاف أن الفلاحين كانوا يعتمدون بشكل كبير على الحمير في التنقل ونقل المحاصيل بسبب وعورة الطرق القديمة، لكن مع توفر وسائل النقل الحديثة، بدأ دور الحمار يتراجع تدريجياً، وبدأ كثير من الفلاحين في التخلص منه بسبب ارتفاع تكاليف رعايته وتغذيته.

ذبح الحمير والتجارة بجلودها

من أبرز الأسباب التي أسهمت في انخفاض أعداد الحمير، وفق ما أوضحه أبو صدام، هو ذبح الحمير بغرض الاستفادة من جلودها التي تُصدَّر إلى بعض الدول، وعلى رأسها الصين، حيث تُستخدم في تصنيع أدوية باهظة الثمن. كما أن بعض الدول الإفريقية تستهلك لحوم الحمير بشكل طبيعي، على عكس الدول الإسلامية التي تحرِّم ذلك.

وأشار إلى أن هناك دولاً قامت بإنشاء مزارع خاصة بالحمير لاستخلاص حليبها، الذي يُستخدم في تصنيع أنواع نادرة وباهظة من الجبن. هذا الاستخدام التجاري للحمار أدى إلى تراجع أعداده عالمياً، مما ينذر بخطر بيئي حقيقي.

خسارة بيئية لا تُعوّض

ورغم أن انخفاض عدد الحمير لا يمثل هذا خسارة اقتصادية فحسب بل رأي أبو صدام أن الأثر البيئي لا يمكن تجاهله. فالحمار يلعب دوراً بيئياً هاماً، إذ يساعد في الحفاظ على التوازن البيئي، ويُعد روثه من أفضل أنواع السماد الطبيعي.

وأضاف: "عندما ينقرض أي حيوان، يشعر العالم بالحزن، ويجب أن نولي الحمار نفس القدر من الاهتمام"، مشيراً إلى أن الحمار ليس غبياً كما تصوره بعض الصور النمطية الخاطئة، بل حيوان ذكي ومفيد وله وظائف بيئية لا يمكن إنكارها.

خطوات مقترحة للحفاظ على الحمير

أبو صدام شدد على أهمية نشر الوعي حول دور الحمير وفوائدها، وضرورة تصحيح الصورة الذهنية السلبية التي تلاحق هذا الحيوان. ودعا إلى منع تصدير جلود الحمير للحد من ظاهرة ذبحها.

دعم المربين وتصدير الحمير الحية

في ختام حديثه، طالب نقيب الفلاحين بدعم مربي الحمير، مشيراً إلى أن أسعارها منخفضة في السوق المحلي، حيث يتراوح سعر الحمار بين 5,000 و15,000 جنيه مصري. بينما يمكن أن يُباع الحمار حياً بأسعار قد تصل إلى 15,000 دولار عند تصديره إلى الخارج، وهو ما يمثل فرصة اقتصادية كبيرة لمصر، إذا تم استغلالها بالشكل الصحيح.

وأكد على أهمية تدخل جمعيات الرفق بالحيوان لدعم هذا التوجه، ومنع ذبح الحمير العشوائي، حفاظاً على هذا الكائن الذي لطالما كان شريكاً أساسياً في حياة الريف المصري.

كائن بسيط.. يحمل عبء التوازن البيئي

ورغم بساطة هذا الحيوان، إلا أن دوره في حياة الإنسان والطبيعة لا يُستهان به. وربما آن الأوان لأن ننظر إلى الحمار بعين التقدير، لا السخرية، وأن نعمل بجد لحمايته من خطر الانقراض الذي يهدده، حفاظاً على التنوع البيولوجي، واحتراماً لرفيق درب لطالما خدم الإنسان بصمت وتفانٍ.

طباعة شارك مصر فلاح الحمير أدوية الفلاحين الحيوان

مقالات مشابهة

  • برج الثور حظك اليوم السبت 10 مايو 2025.. صوتك مسموع وتأثيرك واضح
  • تونس: زيارة معبد الغريبة ستقتصر على اليهود المقيمين في البلاد
  • ذكرى الميلاد والوفاة معا.. أسرار من حياة الشيخ محمد رفعت كروان الإذاعة
  • شاهد | منازل الفلسطينيين يفجرها اليهود كمسابقة قنص بـ الإف 16
  • سعره يصل 15 ألف دولار| نقيب الفلاحين لـ “صدى البلد”: لابد من حظر تصدير جلود الحمير
  • عبد المسيح: الايمان هو الدواء الأوّل
  • برج الثور .. حظك اليوم الخميس 8 مايو 2025: تسوية الخلافات العاطفية
  • مختص يفسر حركات رونالدو بعد خسارة النصر .. فيديو
  • فخري عودة.. أيقونة العطاء والوفاء
  • حساب المواطن يوضح الطريقة الصحيحة لإدخال تاريخ الميلاد الخاص بالهوية