بعد تهديد الحرس الثوري.. كيف يمكن أن تصل الحرب إلى البحر المتوسط؟
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
تتواصل العمليات العسكرية الغاشمة على قطاع غزة والتي تسببت في استشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني وجرح وإصابة أكثر من 53 ألفا معظمهم من الأطفال والنساء.
اتساع نطاق الحربتشهد الحدود بين إسرائيل ولبنان توترًا مستمرًا، فضلاً عن مواجهات شبه يومية بين القوات الإسرائيلية و"حزب الله" اللبناني، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، أن حرب إسرائيل ضد ليست ضد شعب غزة، متهماً إيران بتمويل "حماس" و"حزب الله" و"أنصار الله".
وأضاف جالانت، في مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي، لويد أوستن، مؤخرا أن "التمويل لغزة كان يستخدم لبناء الأنفاق"، مؤكدا أن بلاده "نجحت في تدمير البنى التحتية لحماس وفككت الكتائب التي تعمل على الأرض"، على حد قوله.
وتابع: "سنخلق واقعا جديدا وسنستعيد الأمن في المنطقة وسندفع قوات "حزب الله" بعيدا عن حدودنا الشمالية"، مردفا: "أفعال الحوثيين (جماعة أنصار الله) تهدد الملاحة البحرية وإطلاق مسيراتهم نحو إسرائيل يهدد بتوسيع الحرب"، متعهدا بالانتصار على كل الجبهات.
كما أعلن زعيم جماعة "أنصار الله"، عبد الملك الحوثي، في 10 أكتوبر 2023 ، أن جماعته ستشارك بهجمات صاروخية وجوية و"خيارات عسكرية أخرى" إسنادًا للفصائل الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
ويشار إلى أنه قد هدد قائد في الحرس الثوري الإيراني بـ"إغلاق البحر الأبيض المتوسط وممرات مائية أخرى" بسبب الحرب على قطاع غزة، من دون أن يوضح كيف يمكن أن يحدث ذلك.
وقال مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية محمد رضا نقدي، إن البحر المتوسط قد يُغلق إذا واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ارتكاب "جرائم" في غزة.
وأوضح نقدي: "سيتعين عليهم قريبا انتظار إغلاق البحر المتوسط و(مضيق) جبل طارق وممرات مائية أخرى"، وفق وكالة أنباء "تنسيم" الإيرانية.
وتابع: "صار الخليج ومضيق هرمز كابوسا بالنسبة لهم، واليوم هم محاصرون في البحر الأحمر".
وهاجمت جماعة الحوثي على مدى الشهر الماضي سفنا تجارية تبحر في البحر الأحمر، ردا على الهجوم الإسرائيلي على غزة، مما دفع بعض شركات الشحن إلى تغيير مساراتها.
وفي وقت سابق من الجمعة، قال البيت الأبيض إن إيران "متورطة بشكل كبير" في التخطيط للعمليات ضد السفن التجارية بالبحر الأحمر.
وأكدت إيران، أن "إسرائيل لا تملك القدرة على العدوان دون الدعم غير المشروط من الولايات المتحدة الأمريكية".
وقال ممثل إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، في تصريحات صحفية، إن "إسرائيل أصبحت مكلفة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة؛ التكلفة المادية والسياسية، وقبل كل شيء، الأخلاقية والاعتبارية، لدى الرأي العام العالمي"، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
أكد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، الاثنين، "موقف أمريكا بدعم إسرائيل، والدفاع عن أمنها".
واتهم وزير الدفاع الأمريكي، إيران بدعم هجمات "أنصار الله" على السفن التجارية، بحسب قوله، مشيرا إلى أن أمريكا تقود قوة عمل متعددة الجنسيات لدعم حرية الملاحة بالبحر الأحمر.
وأعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، في وقت سابق من اليوم الاثنين، تنفيذ عملية نوعية ضد سفينتين مرتبطتين بإسرائيل، مؤكدة أن عمليات استهداف السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من أي جنسية مستمرة.
وجاء في بيان صادر عن "أنصار الله" اليمنية، أن "القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية، نفذت عملية عسكرية نوعية ضد سفينتين لهما ارتباط بالكيان الصهيوني الأولى سفينة "سوان أتلانتك" محملة بالنفط والأخرى سفينة "إم إس سي كلارا" تحمل حاويات وقد تم استهدافهما بطائرتين بحريتين".
وتابع البيان أن "عملية استهداف السفينتين جاءت بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية".
وأوضح البيان أن "القوات المسلحة اليمنية، تجدد طمأنتها لكافة السفن المتجهة إلى كافة الموانئ حول العالم عدا الموانئ الإسرائيلية، بأنه لن يصيبها أي ضرر وأن عليها الإبقاء على جهاز التعارف مفتوحًا".
وسائل ايران لتهديد مصالح إسرائيل وأمريكافي هذا الصدد قال الدكتور خالد شنيكات رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، إن ما تقوم به جماعة أنصار الله في اليمن و حزب الله في لبنان وكذلك الفصائل العراقية يهدف في الأساس إلى إيقاف الحرب والدفع بإسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة القبول بوقف اطلاق النار، مشيراً إلى أن الحرب تستهدف المدنيين والأبرياء والبنى التحتية و المستشفيات وتدمير المباني السكنية والاحياء .
وأضاف خلال تصريحات لــ "صدى البلد" حزب الله يقصف الأراضي اللبنانية المحتلة المحاذية للحدود كما أنه لم يوسع قصفه لمناطق في فلسطين، أي انه اقتصر على الأراضي اللبنانية المحتلة التي يتواجد فيها بعض المواقع المتقدمة للاستخبارات الإسرائيلية و المواقع العسكرية بالدرجة الأولى وهذا هدفه ، وفيما يخص اليمن هو يضغط برفع التكلفة على الإسرائيليين لدفعهم الى ممارسة المزيد من الضغوط لدفعهم القبول بإطلاق النار، وهم يتحدثون عن ذلك علناً وليس في الخفاء.
واستكمل : أما عن وسائل ايران لتهديد مصالح إسرائيل وأمريكا في البحر المتوسط ، فإن ايران لديها قدرة على ارسال طائرات بدون طيار وطائرات مسيرة، وقدرة ايران للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط متوافرة بسبب تواجد وكلائها في سوريا ولبنان وبالتالي لديها القدرة على الوصول للبحر الأبيض المتوسط بسهولة ، واذا توفرت لديها الإرادة فإنها قادرة على تقديم تهديدات جدية في الحرب.
وتساءل: الولايات المتحدة تقف بقوة خلف المجهود العسكري الإسرائيلي وفقا للتصريحات الأمريكية، فهل ستقوم الولايات المتحدة بضرب اليمن او جماعة انصار الله؟ مشيراً إلى أنه في حال تم الضرب فمن الممكن أن يؤدي إلى تصرف الحوثي لأبعد من ذلك وهذا قد يؤدي إلى اشتعال الحرب و امتداد الصراع سواء اليمن أو حزب الله او حتى الفصائل العراقية ، مؤكداً أن الامر يتوقف حالياً على الأمريكيين و كيف سيتعاملون؟.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حزب الله حماس انصار الله غزة إسرائيل الولایات المتحدة البحر المتوسط البحر الأحمر أنصار الله حزب الله قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الحظر على ميناء حيفا : تهديد غير مسبوق للملاحة شمال الكيان
بدأ سريان قرار الحظر البحري الشامل على ميناء حيفا، والذي أعلنته القوات المسلحة اليمنية بذات اليوم ، وكان للقرار الذي جاء في إطار الرد على التصعيد الإسرائيلي ، المتمثل بقرار حكومة المتطرفين والإرهابيين الصهاينة توسيع العمليات العدوانية على غزة، وفي إطار المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون الأبرياء من حصار وتجويع ومجازر مروعة من قبل الكيان الغاصب، كان له تداعيات وردود أفعال واسعة في الأوساط الصهيونية ، سواء داخل «إسرائيل» أو خارجها ، وذلك لما يمثله الميناء من أهمية استراتيجية وعالمية تمس اقتصاد وتجارة الكيان الصهيوني مع العالم الخارجي بشكل عام.. الأهمية والردود ،الأبعاد والتداعيات لإعلان الحظر على الميناء تقرأونها في الحصيلة التالية :
تصعيد كبير
ردود الأفعال والقلق والمخاوف الصهيونية بدأت في الظهور إلى العلن عقب إعلان قرار الحظر مباشرة ، وصداه بدى واضحاً من خلال تناول المحللين الصهاينة ، ووسائل الإعلام العبرية لخطورة تداعيات الحظر اليمني على ميناء حيفا الاستراتيجي ، حيث قال موقع «هابورا» العبري : إن الإعلان من اليمن بفرض حصار على ميناء حيفا يثير مخاوف كبيرة بشأن استمرار تشغيل التجارة البحرية عبر الميناء، أحد الموانئ الرئيسية في ‹إسرائيل» ، وأشار الموقع إلى أن توسيع نطاق العمليات إلى البحر الأبيض المتوسط وإعلان ميناء حيفا هدفًا، يشكّل تصعيدًا كبيرًا في أنشطة من أسماهم «الحوثيون» ضد «إسرائيل».
كذلك موقع «كيباه» العبري قال : «إن الحـوثـيـين» يعلنون ضم ميناء «حيفا» إلى قائمة أهدافهم ، وأن الإعلان يشكّل تهديداً غير مسبوق لحركة الملاحة في شمال إسرائيل ، وأشار الموقع إلى أن اليقظة تتزايد في الغرب خشيةً من تأثير اقتصادي كبير نتيجة التصعيد القادم من اليمن.
من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة «نوردن» للشحن «جان ريندبو»: « لم أشهد طوال 30 عاماً في الشحن شيئاً كهذا، وما يحدث الآن غير مسبوق!»
مؤكدا أن الوضع يزداد توتراً في البحر الأحمر والمتوسط، ومخاوف من شلل الملاحة وارتفاع التكاليف عالمياً.
ويعتبر ميناء حيفا أحد أقدم وأكبر الموانئ في فلسطين التاريخية، ويعد أهم وأكبر ميناء لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي اليوم، يليه ميناء أشدود، وميناء إيلات. ويعد ميناء حيفا ميناءً طبيعياً ذا مياه عميقة، ويعمل على مدار السنة، ويخدم كلاً من الركاب والسفن التجارية، وهو واحد من أكبر الموانئ في شرق البحر المتوسط، ويوصف بأنه «بوابة التجارة الإسرائيلية»، حيث تنقل حوالي 99 % من جميع البضائع من وإلى «إسرائيل» عن طريق البحر، ويملك ميناء حيفا حصة الأسد منها.
أرباح سنوية
وتوضح بيانات التقرير الرسمي لميناء حيفا أن الإيراد السنوي للميناء يصل إلى ما يقارب 800 مليون شيكل ما يعادل 230 مليون دولار 20 % يتحصل عليها من البضائع الجافة والسائبة ، وسفن السياحة والركاب وسفن النفط ، و80 % من سفن الحاويات ، ويصل صافي ربح الميناء قبل الفوائد والضرائب إلى 130 مليون شيكل ما يقارب 36 مليون دولار ، بينما إجمالي الأصول في الميناء يتعدى 3 مليار شيكل ، وتبرز الأهمية الاقتصادية لميناء حيفاء بالنسبة للكيان أنه يمثل نحو 50 % من إجمالي الواردات إلى الأراضي المحتلة، حيث يتم عبره تداول 28 مليون طن ، بنحو 1.4 مليون حاوية ، وتشكل ما نسبته 49 % من إجمالي واردات البحر للكيان الصهيوني ، ويعمل في ميناء حيفا 1025 موظفاً دواماً كاملاً، وقد حصل الميناء على جائزة navis للتميز عام 2015 و 2019.
ووفق تقرير منظمة الاقتصاد الدولية OECD يعتبر ميناء حيفاء هو رابع ميناء من حيث الفعالية في العالم.
تداعيات اقتصادية
بدوره الخبير والباحث الاقتصادي سليم الجعدبي أكد أن قرار الحضر اليمني سيكون له تداعيات اقتصادية واستراتيجية كبيره على العدو الصهيوني ، باعتبار أن الميناء يحتل الرقم واحد بين الموانئ الصهيونية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وله أهمية كبيرة في مجال الشحن البحري والتجارة الدولية بالنسبة للعدو مع العالم الخارجي ، لا سيما وأن 99 ٪ من التجارة الدولية لإسرائيل يتم التعامل معها عبر موانئها البحرية حيث يتم تداول 57 مليون طن من البضائع سنوياً عبر الموانئ ، وأكثر من 60 % من الناتج القومي الإجمالي للكيان يعتمد على التجارة.
كما يشكل ميناء حيفاء أهمية اقتصادية كبيرة من إجمالي الـ 57 مليون طن التي يتم تداولها ، والتي تتوزع على الموانئ الإسرائيلية وفق الخبير الاقتصادي سليم الجعدبي ، حيث يتصدر ميناء حيفا القائمة ، وعبره يتم تداول 28 مليون طن تشكل نسبة 49 % ، يليه ميناء أسدود 24 مليون طن بنسبة ، 42 % ، وبقية الموانئ إيلات وغيره يتم فيها تداول 5 ألف طن بنسبة 9 %.
منشآت حيوية
وأوضح الجعدبي أن ميناء حيفا يحتوي على مرافق ومنشآت اقتصادية، واستراتيجية حيوية، كمحطة توزيع النفط وخطوط الأنابيب والمصافي، منها مرافق شركة سونول بالقرب من ميناء حيفا، وتشمل محطة توزيع وقود مبتكرة تعمل 18 ساعة يوميًا، وتوزع 2,500,000 لتر يوميًا.
حظر شامل
وكان مركز تنسيق العمليات الإنسانية HOCC، قد أصدر قرارًا بفرض حظر شامل على حركة الملاحة البحرية من وإلى ميناء حيفا، وذلك بموجب إعلان القوات المسلحة اليمنية بتاريخ 19 مايو 2025 بفرض حظر بحري على الميناء.
وأوضح المركز أنه ووفقا للقرار يحظر على السفن التحميل أو التفريغ من وإلى ميناء حيفا سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر ومن ضمن ذلك النقل من سفينة لأخرى، وأن سريان القرار سيبدأ في 20 مايو 2025م.
ودعا المركز شركات الشحن إلى التدقيق وبذل العناية الواجبة في جميع تعاملاتها والتأكد من عدم وجود أي رحلات مباشرة للسفن إلى ميناء حيفا، وكذا التأكد من عدم وجود علاقة مباشرة أو غير مباشرة أو عن طريق طرف ثالث بأي معاملة تنتهك قرار الحظر، كون وجود أي سفن متجهة إلى ميناء حيفا أو لها علاقة غير مباشرة بذلك سيعرض الشركة واسطولها للعقوبات.