جريمة الأصدقاء بالحوامدية.. مسجل خطر ينهي حياة صديقه طعنًا لرفضه رد مبلغ مالي
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق.. هذا هو المثل السائد والمتعارف عليه في الشارع المصري، ولعل القاعدة تكون بتقديم المساعدة للآخرين كلما استطعت ولكن النشوز هو أن تقابل تلك المساعدة بالأذي والضغينة.
هناك في مدينة الحوامدية جنوب محافظة الجيزة قام مسجل خطر يعمل مبيض محارة بإقراض صديقه أيضا مسجل خطر، مبلغا ماليا طلبه منه، ولكنه لم يعلم بأن جميله هذا سوف يزج به خلف القضبان ينتظر طبلية عشماوي بعدما تلوثت يداه بدم ذلك الصديق الخائن للأمانة.
مع تكرار مطالبة مبيض المحارة لصديقه برد المبلغ بعد خروجه للعمل بالتوك توك الخاص به وتحسن أحواله المادية، بدأ السائق في التنصل منه وعدم الرد علي هاتفه والهروب من مقابلة دائنه، حتي تقابلا صدفه ذات مرة فقرر المبيض عدم الحديث في الشارع، وطلبه للصعود إلي شقته للحديث "تعالي يا صاحبي نطلع فوق نشرب شاي ونتكلم.. لم يرفض السائق بل رحب بالفكرة فهو لم يعد يحاول الهروب بل أنهي أمره بالا يعطي صديقه الأموال مطلقا .."يلا بينا".
بمجرد الدلوف إلي الشقة بدأ مبيض المحارة معاتبا صديقه "بقي كده يا صاحبي ده ذنبي اني سلفتك وقت زنقتك.. هتديني الفلوس أمته؟".. ليرد السائق "اديني فرصة لسه يدوب شغال ومعملتش فلوس".. فقاطعه المبيض "وأنا مالي يا صاحبي.. انت بتهرب وأنا عاوز فلوسي وقتي".. "بقولك أصبر عليا .. طاب طالما كده ملكش حاجه عندي.. مفيش فلوس.. اعتبرني كلتك وأعلي ما فخيلك اركبه".. استشاط المبيض غضبا عندما سمع تلك الكلمات من صديقه ولم يشعر بنفسه إلا عندما استل سلاحا أبيض سكين من المطبخ وغرزه في بطن صديقه.. "مفيش خيل اركبه يا صاحبي أنا هقتلك.. ارتاح مش عاوز فلوس عاوز اخدك عمرك".
سقط السائق علي الأرض ينازع الموت داخل شقة صديقه وأمام عينيه في مشهد مفزع دفع القاتل لترك شقته بداخلها جثة ولاذ بالفرار فكل الصور أمام عينيه لحبل المشنقة، وعلم بأن نهايته طبلية عشماوي، في حالة ذعر خرج إلي الشارع .. "أروح فين وأهرب لأمته؟.. أنا خلاص ضعت".
علامات الريبة وتركه باب شقته مفتوحا وصوت آهات المجني عليه ينازع الموت وحيدا كشف ملابسات وتفاصيل الجريمة وأبلغ الأهالي غرفة النجدة وحضرت قوة من مباحث قسم شرطة الحوامدية إلي الشقة التي تحولت إلي مسرح جريمة بداخلها ضباط إدارة البحث الجنائي وخبراء الأدلة الجنائية لرفع البصمات.
لك يأخذ الأمر وقتا طويل في البحث والتحري ولما لا فالشقة ملك القاتل بداخلها جثة بالطبع كل أصابع الاتهام توجهت نحوه، مأمورية أمنية برئاسة المقدم عبدالباقي أمين رئيس وحدة المباحث بقسم شرطة الحوامدية أوقعت بالقاتل بعد ساعات قليلة والذي خر بالاعتراف بارتكاب جريمته.
وأقر المتهم بارتكابه جريمة قتل صديقه وقرر بأن المجني عليه مدينا له مبلغ مالي ودائم التهرب منه ويوم الواقعة قام باصطحابه إلي الشقة وعند مطالبته برد المبلغ حدثت بينهما مشادة كلامية تحولت إلي مشاجرة قام خلالها المتهم بالتعدي علي صديقه بسلاح أبيض سكين مما تسبب في إصابته التي أودت بحياته.
وبالعرض علي النيابة العامة بجنوب الجيزة والتي واجهت المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها وارتكاب الجريمة بدافع الانتقام من صديقه لعدم رده مبلغ مالي قام باقتراضه منه وتنصله من الدفع، وعلي انتقل فريق من النيابة العامة لمناظرة جثة المجني عليه وأمرت بانتداب طبيبا شرعيا لتشريح جثة المجني عليه وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن.
طلبت النيابة صحيفة الحالة الجنائية للمتهم وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات وجدد قاضى المعارضات حبسه 15 يوما واصطحب فريقا من النيابة العامة المتهم إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة.
ونصت الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات، على أنه "ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية "أى جناية القتل العمد"، بالإعدام، إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى"، وأن هذا الظرف المشدد يفترض أن الجانى قد ارتكب، إلى جانب جناية القتل العمدى، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، ما يعنى أن هناك تعدداً فى الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.
يشترط لتشديد العقوبة على القتل العمدى فى حالة اقترانه بجناية أخرى ثلاثة شروط، وهى: أن يكون الجانى قد ارتكب جناية قتل عمدى مكتملة الأركان، وأن يرتكب جناية أخرى، وأن تتوافر رابطة زمنية بين جناية القتل والجناية الأخرى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشارع المصري جنوب محافظة الجيزة خلف القضبان طبلية عشماوي محافظة الجيزة مبيض محارة مدينة الحوامدية مسجل خطر مبلغ مالي حبل المشنقة اقتراض أصدقاء التوك توك المجنی علیه جنایة أخرى
إقرأ أيضاً:
السجن المؤبد لتاجر خردة قتل صديقه بالحسينية
قضت الدائرة الثانية الاستئنافية بمحكمة جنايات الزقازيق، في جلستها المنعقدة اليوم، بمعاقبة أحد تجار الخردة بالسجن المؤبد، بعد إدانته بقتل صديقه إثر خلافات مالية نشبت بينهما داخل نطاق مركز الحسينية بمحافظة الشرقية.
وجاء الحكم بعد اطلاع المحكمة على التحقيقات وتقارير الطب الشرعي وما سجلته أقوال الشهود، والتي أكدت جميعها مسؤولية المتهم عن ارتكاب الجريمة.
عُقدت الجلسة برئاسة المستشار سامي عبد الحليم، وعضوية المستشارين وليد محمد مهدي، وحازم بشير أحمد، والدكتور أحمد عبد الفتاح، وأمانة سر حاتم إمام.
وشهدت الجلسة استعراضًا دقيقًا لظروف الواقعة وكيفية ارتكابها والدوافع التي دفعت المتهم للإقدام على قتل صديقه، في جريمة أثارت ردود فعل واسعة داخل المجتمع المحلي لما بين الطرفين من صداقة ممتدة انتهت بمأساة دامية.
وتعود تفاصيل القضية رقم 13673 لسنة 2024 جنايات مركز الحسينية، والمقيدة برقم 3740 لسنة 2024 كلي شمال الزقازيق، إلى العام الماضي، حين أحالت النيابة العامة المتهم البالغ من العمر 36 عامًا، والمقيم بدائرة المركز، إلى المحاكمة الجنائية، بعد أن وجهت إليه تهمة قتل المجني عليه «محمد ج» والذي تربطه به علاقة صداقة تعود لسنوات طويلة.
ووفقًا لما ورد في التحقيقات، فقد نشبت بينهما خلافات مالية تطورت سريعًا حتى وصلت إلى مشادة حادة دفعتهما للخروج إلى منطقة بعيدة عن الأنظار، وهناك بدأت الجريمة تتشكل.
وأثبتت النيابة العامة في أمر الإحالة أن المتهم عقد العزم وبيت النية للتخلص من صديقه، وأنه أعد سلاحًا أبيض من نوع مطواة قرن غزال قبل لقائه بالمجني عليه، وما إن سنحت له الفرصة وظفر به منفردًا حتى باغته بطعنات متتالية أصابته في مناطق حيوية من جسده، وفق ما جاء في تقرير الصفة التشريحية الذي أكد أن الإصابات كانت قاتلة ومباشرة وأدت إلى وفاته في الحال.
وبعد وقوع الحادث، جرى إخطار الأجهزة الأمنية التي حضرت على الفور إلى مكان الواقعة، وتم نقل الجثمان إلى المشرحة والتحفظ عليه لحين العرض على الطب الشرعي، بينما باشرت المباحث الجنائية جمع التحريات التي أكدت صحة الاتهامات الموجهة للمتهم، وأن سبب الجريمة خلاف مالي لم يتمكن الطرفان من حله.
كما جرى ضبط المتهم بعد تقنين الإجراءات، ليعترف بجانب من تفاصيل الواقعة خلال التحقيقات الأولية قبل أن تتم إحالته للنيابة العامة التي استكملت التحقيق وأحالته بدورها إلى محكمة الجنايات.
وبعد سلسلة من الجلسات ومراجعة مجمل الأدلة، أصدرت المحكمة حكمها بالسجن المؤبد، ليغلق بذلك ملف قضية قتل صديق بسبب نزاع مالي تحول إلى جريمة مأساوية هزت أرجاء مركز الحسينية.