مَنْ يمنع التدحرج.. رسائل نارية متبادلة
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
بدأت المعارك في جنوب لبنان تخرج تدريجيا عن السيطرة، خصوصا في ظل حصول نوع من التدحرج المرتبط بنوعية الاهداف التي يقوم الطرفان بإستهدافها وبالمدى الجغرافي للعمليات العسكرية على جانبي الحدود، علما أن محاولات ضبط الاوضاع تراجعت ولم تعد كما كانت في المرحلة الاولى من الحرب، إما لأن القوى المعنية شعرت بإستحالة حصول تطور دراماتيكي او لانها شعرت بإستحالة الوصول الى نتيجة.
في الايام الماضية، ارسل "حزب الله" اكثر من رسالة نارية توحي بإستعداده للتصعيد، ولعل محاولة استهداف منصة كاريش لاستخراج الغاز في المياه الفلسطينية المحتلة القريبة من الحدود اللبنانية أبرز رسالة، وقد شبهتها مصادر متابعة بالمسيرات الثلاثة التي ارسلها الحزب خلال مرحلة المفاوضات على ترسيم الحدود البحرية.
اللافت ان الفصائل العراقية تبنت اطلاق مسيّرة واعلنت اصابتها لمنصة كاريش، ومن المعلوم ايضا ان هذه الفصائل تنسق بالكامل مع "حزب الله"، وعليه فإن تفلت الجبهات بات امراً ممكناً وقد يكون قريبا، في ظل استمرار الحرب وعدم وجود اي افق لتوقفها في غزة تحديدا ومحاولة اسرائيل الاستفادة من الوضع الحالي لضرب النتائج الميدانية التي تحققت ايضا في الضفة الغربية.
وتعتبر مصادر مطلعة ان رسائل" حزب الله" كانت تطال المستوطنين، اذ اطلق الحزب صاروخ بركان شديد التفجير على مناطق قريبة من المستوطنات بعد ان كان يطلقه مباشرة على المواقع العسكرية وفي ذلك حقق هدفين، الاول هو ايصال رسالة تقول بأنه قادر على اصابة منازل المستوطنين بصواريخ شديدة الانفجار وان لديه الارادة السياسية للقيام بذلك اذا استمرت الاعتداءات الاسرائيلية على منازل المدنيين في الجنوب.
اما الهدف الثاني فهو اظهار حجم القوة امام المستوطنين الاسرائيليين وليس فقط امام المؤسسة العسكرية، هذا يساهم اولا بزيادة التهجير من شمال فلسطين المحتلة بإتجاه مدن الوسط، وثانيا يؤدي الى ارتفاع منسوب الضغط على القيادة السياسية الاسرائيلية من قبل سكان مستوطنات الجليل الذين يعلنون بشكل مستمر عن امتعاضهم من إدارة الحرب على جبهتهم.
ترى المصادر ان التصعيد الذي يتم ارسال رسائل للتلويح به، قد يصبح امرا واقعا في حال حصل خطأ ما في الحسابات او في الخطوات الميدانية لذلك فإن التطورات اليومية باتت اكثر خطرا وتدفع بالمعركة الى مرحلة جديدة، وهذا ما ينطبق ايضا على الجانب الاسرائيلي الذي يوسع شعاع استهدافاته ويزيد من قصف المنازل بغض النظر اذا كانت مسكونة ام لا..
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
النساء على الخطوط الأمامية.. كيف قلبت الحرب الأخيرة موازين القوى في الجيش الإسرائيلي؟
في تحول غير مسبوق، باتت النساء تشكل اليوم 21% من القوات القتالية في الجيش الإسرائيلي، وسط مساعٍ حثيثة من السلطات لسدّ نقص المجندين في مواجهة حرب طويلة الأمد على جبهات متعددة، هذا الرقم القياسي يعكس نقلة نوعية في دور المرأة داخل الجيش، التي كانت سابقًا تقتصر مهامها على وظائف ثانوية أقل خطورة.
وكشفت تقارير أمريكية حديثة عن تفصيلات مهمة في هذا التحول، أبرزها مهمة إنقاذ بطولية في خان يونس حيث قضت فرقة إنقاذ، معظم أفرادها من النساء، ساعات طويلة في انتشال جثة جندي تحت الأنقاض.
وقالت إحدى الضابطات الشابة، ذات الـ25 عامًا والرتبة رائد، إنها “لم تكن تتخيل قبل عام ونصف أن تقود فرقة قتالية داخل لبنان أو غزة”، مؤكدة أن الحرب الحالية أثبتت كفاءة وقدرة النساء على خوض المعارك مباشرة.
يذكر أنه وقبل هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، كانت النساء تقتصر أدوارهن غالبًا على حراسة الحدود ونقاط التفتيش، ولكن بعد اندلاع الحرب، تغيّرت الصورة جذريًا، حيث أصبح يُكلفن بمهام قتالية مباشرة في ساحات غزة ولبنان وسوريا.
وتعكس الأرقام أن واحدة من بين كل خمسة جنود مقاتلين هي امرأة، وهي نسبة أعلى من كثير من الجيوش الغربية، مما ساعد في تخفيف الضغط على الجيش الإسرائيلي الذي يعاني من نقص حاد في الأفراد، خاصة بعد أشهر طويلة من القتال.
وفي محاولة لمواجهة الأزمة، لجأ الجيش الإسرائيلي أيضًا إلى تجنيد رجال الحريديم (اليهود الأرثوذكس المتشددين)، لكنهم يرفضون غالبًا الانضمام رغم الضغوط القانونية والدعم المجتمعي، مما يجعل دمج النساء في الخطوط الأمامية حلاً استراتيجيًا جزئيًا لكنه حيوي.
وتاريخيًا، دخلت النساء الجيش الإسرائيلي منذ عام 1948 بدافع الأيديولوجيا والضرورة، لكن أدوارهن تراجعت حتى التسعينيات، حين بدأت وحدات مثل حرس الحدود وسلاح الجو في فتح أبوابها أمامهن، والآن تحتل النساء أكثر من نصف الوظائف القتالية و90% من المناصب العسكرية بشكل عام.