اختتمت هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة، أكبر مهرجان "للبشت الحساوي"، في قصر إبراهيم التاريخي في حي الكوت وسط مدينة الهفوف التاريخي في محافظة الأحساء "شرق السعودية"، أنشطته المتنوعة من البرامج الثقافية والتراثية، التي سلطت الضوء على تميز الأحساء في صياغة وحياكة وتطريز البشوت، وتوارث أسرها منذ القدم في إنتاج بشوت بدقة وإتقان عاليين، وذلك بمشاركة دولية، تمثلت في مصانع ومعامل لصياغة البشوت لـ4 دول، وهي: البحرين، قطر، الإمارات، العراق، واستمر لمدة 10 أيام خلال الفترة المسائية.

الإرث الحضاري والتاريخي

استقطب المهرجان، الذي عكس الإرث الحضاري والتاريخي، والقيمة الثقافية للأحساء، أعدادًا كبيرة من الزوار من داخل وخارج الأحساء، فاقت كل التوقعات، وضمت أركانه مجموعة من "نوادر" البشوت، المصاغة في الأحساء، وصاغتها أيدي أحسائية، تجاوز أعمار بعضها الـ 100 عامًا، بجانب مجموعة واسعة ومتنوعة من البشوت اليدوية والآلية، ومنتجات البشوت من الحقائب اليدوية، والشالات، والسديريات، والأساور، وحامل البطاقة، وفاصل الكتاب، وغيرها من منتجات حرفية مستوحاة من البشوت الحساوي والزري باللونين الذهبي والفضي، والتعرف على طريقة صياغة البشوت اليدوية "الشتوية، والصيفية"، وإنتاج البشوت الآلية.             

جوائز قيمة  

وفرت اللجنة المنظمة للمهرجان، جلسات داخل وخارج القصر، ومجموعة من مطاعم الوجبات السريعة والمقاهي داخل القصر، لزوار المهرجان، وساعدت الأجواء المناخية، التي شهدتها الأحساء طوال أيام المهرجان، في توافد الزوار إلى موقع المهرجان، والاستمتاع بالتجول في أجنحة وأركان المهرجان، والاطلاع على النقشات والألوان المتعددة للبشوت، بجانب مشاركة مجموعة من الفرق الشعبية، وأداء العرضة السعودية، بعض الفلكلورات الشعبية الأخرى، وتقديم مسابقات ثقافية متنوعة وتوزيع جوائز قيمة على الفائزين والزوار.   

الألوان والأيام 

وتعرف زوار المهرجان، خلال جولتهم في أجنحة المهرجان على رحلة صياغة البشت، التي تمتد لأسبوعين عمل "يدويًا"، وكذلك التعرف على الطريقة الصحيحة والمثلى في ارتداء البشت، والألوان والأيام المناسبة لارتداء البشت، وركن "قادة وبشت"، الذي عرض صور شخصية بالبشت للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه)، وأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله (رحمهم الله)، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء (حفظهما الله). 

المعهد الملكي

تضم أجنحة المهرجان، أركانًا لتقنيات صناعة البشت الحساوي، وأنواعه، والمواد المستخدمة في حياكته، وخياطته، وركن للحرف التقليدية، وهي: حرف الخرازة، وصناعة العقل، وثياب النشل والسديري والطواقي، وركن للعطور والبخور والعود، بجانب مشاركة المعهد الملكي للفنون التقليدية، بدورات تدريبية، تحت إشراف متخصصين في صناعة منتجات مبتكرة ومستوحاة من البشت، وهدف المعهد من خلال مشاركته في المهرجان إلى تعزيز القيمة الثقافية للبشت الحساوي، وخلق الوعي لدى الجمهور المحلي والعالمي، وتعليم الحرفة من خلال حرفيين متخصصين، بالإضافة إلى ورش عمل مخصصة للأطفال عن الفنون التقليدية لصناعة البشت، كما يقدم مسابقات وجوائز وعروضًا فلكورية تقليدية.

الركن القطري 

في دلالة وتأكيدًا على عمق الموروث القطري الأصيل للبشوت، عرض أقدم "بشت" في المهرجان، إذ يتجاوز عمره أكثر من 150 عامًا، ولا يزال محتفظًا بجودته العالية في كافة التفاصيل، ويتضح أن هناك اختلافًا محدودًا بين الصياغتين للبشت القطري والحساوي، وذلك في نقوش الزري، إذ لا يتجاوز عرض الزري في البشت القطري عن 1.5 بوصة، بينما البشت الحساوي أكبر من ذلك، وقد يصل إلى 2.5 بوصة، وهناك تقارب كبير في الأسعار بينهما.

الركن البحريني

اشتهرت البحرين قديمًا في حياكة الأقمشة، ونقل الركن تجربة البحرين في صياغة البشوت في البحرين، ولقرب البحرين من الأحساء، فكثير من صائغي البشوت البحرينيين، تنحدر أصولهم إلى الأحساء، وأقاربهم في الأحساء، لذا هناك تقارب في نقوش البشت بين البحرين والأحساء، وكثير في طريقة وتفاصيل صياغته، وبجودة عالية.

الركن الإماراتي

شهد الركن عرض جانب من منتجات البشوت في الإمارات، اليدوية والآلية، والتعريف بخياطة البشوت في المصانع الإماراتية، وأنواعها والمواد المستخدمة في حياكتها وخياطتها، والفوارق بين النقشات المختلفة في البشوت الإماراتية.  

الركن العراقي

شهد الركن، عرض أقمشة البشوت المصنوعة من "الوبر" الصوف (غزل وحياكة يدوي)، والتعرف على أنواع الأقمشة وطرق حياكتها، إذ أن المعامل والمصانع في محافظات العراق، اشتهرت بصناعة الأقمشة الصوفية، واستطاعت أن تحتل الصناعة العراقية لأقمشة بشوت الصوف، مكانة مرموقة في أسواق مختلف الدول العربي، وأن السوق السعودي، يعج حاليًا ببشوت الأقمشة العراقية.

مهرجان البشت الحساويمهرجان البشت الحساويمهرجان البشت الحساويمهرجان البشت الحساوي

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: وزارة الثقافة هيئة التراث البشت الحساوي البشت الحساوی

إقرأ أيضاً:

وزير الثقافة: مهرجان شرم الشيخ مساحة حيّة تُجسّد طاقات الشباب

أعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن بالغ سعادته بالمشاركة في ختام فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، مشيرًا إلى أن هذا الحدث بات مساحة حيّة تتجلى فيها الطاقات الإبداعية الشابة، وتُفتح عبره آفاق واسعة للحوار والتفاعل بين المسرحيين من مختلف دول العالم.

 

وقال الوزير: «يسعدني أن أشهد هذا الحدث الاستثنائي الذي يفتح مساحات رحبة أمام الشباب للتعبير عن رؤاهم الفنية وتجاربهم، ويقدّم نماذج ملهمة تثري المشهد المسرحي العربي والدولي. فاختيار مدينة شرم الشيخ يمنح المهرجان بعدًا إنسانيًا فريدًا، ويتجاوز المسرح هنا حدود الخشبة ليصبح منصة للسلام والتلاقي بين الشعوب».

 

وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو أن دعم وزارة الثقافة لهذا المهرجان يأتي في إطار رؤية الدولة المصرية لتعزيز دور الفنون في بناء الوعي وتنمية الإبداع، مشددًا على أن قطاعات الوزارة كافة تكاتفت لتقديم دورة تليق بمكانة مصر الثقافية وريادتها الفنية. وأوضح أن العمل المتناغم بين المؤسسات الشريكة أسهم في خروج الحدث بصورة احترافية تعكس عمق التجربة المسرحية المصرية وقدرتها على احتضان الطاقات الشابة.

 

ووجّه الوزير تحية تقدير للقائمين على المهرجان، وفي مقدمتهم المخرج مازن الغرباوي، مؤكدًا أن ما تحقق خلال السنوات العشر الماضية يمثل شهادة نجاح لرؤية واعية وقدرة تنظيمية متميزة جعلت من المهرجان منصة دولية يُحتفى بها. وأضاف أن الدورة العاشرة ليست مجرد محطة احتفالية، بل بوابة تفتح آفاقًا أرحب أمام شباب المسرح، وتؤكد أن هذا الفن العظيم لا يزال قادرًا على جمع الشعوب عبر لغة واحدة هي الإبداع.

 

واختتم وزير الثقافة كلمته قائلاً: «نحتفل اليوم بالمسرح، ونحتفل بالشباب، ونؤكد أن مصر ستظل دائمًا داعمة لكل مبادرة تُعلي من شأن الفن والثقافة، وتمنح الأجيال الجديدة فرصة لصياغة مستقبل أكثر إشراقًا». 


وحضر حفل الختام كوكبة كبير من المسؤولين من بينهم وزير الشباب والرياضة  أشرف صبحي  واللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء والنجمة إلهام شاهين والفنانة هالة صدقي والفنان هاني رمزي وكوكبة من النجوم والفنانين والاعلاميين.

 

يقام مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برعاية وزارة الثقافة المصرية برئاسة الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو، ووزارة السياحة والآثار برئاسة الوزير شريف فتحي، والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي برئاسة المهندس أحمد يوسف، تأكيدًا على دعم الدولة للفعاليات الثقافية التي تبرز الوجه الحضاري لمصر وتعزز مكانتها على خريطة السياحة العالمية، في إطار تكامل البعدين الثقافي والسياحي لخدمة أهداف التنمية الشاملة.

 

كما يحظى المهرجان بدعم كامل من محافظة جنوب سيناء بقيادة اللواء الدكتور خالد مبارك، في إطار التعاون بين المؤسسات الوطنية لتحقيق التنمية الثقافية والسياحية المتكاملة.

 

وتتولى إدارة الدورة العاشرة الدكتورة إنجي البستاوي، وتحمل الدورة اسم الفنانة الكبيرة إلهام شاهين تكريمًا لمسيرتها الفنية الثرية ودعمها المستمر لقضايا المسرح والفنون، فيما يرأس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان، وتحمل الرئاسة الشرفية للمهرجان سيدة المسرح العربي الراحلة سميحة أيوب.

مقالات مشابهة

  • إعلام عالمي يسلط الضوء على نجاح المسيرة “قزل ألما” في إصابة هدف جوي
  • وزير الثقافة: مهرجان شرم الشيخ مساحة حيّة تُجسّد طاقات الشباب
  • 22 فناناً في مهرجان «ويكندز» بجدة
  • برنامج "حديث القاهرة" يسلط الضوء على خبر بوابة الوفد حول قضية الأكيلانس وفيديو تلوث المياه
  • القائمة الكاملة لجوائز مهرجان الدوحة السينمائي
  • مازن الغرباوي يكشف رحلة تأسيس مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي
  • مسابقات رياضية ومناشط ثقافية في "مهرجان ذوي الإعاقة".. الاثنين
  • الليلة.. اختتام فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الفيوم الدولي لأفلام البيئة
  • "تكريم" يسلط الضوء على الإنجازات العلمية والتكنولوجية في العالم العربي
  • الغرباوي يكشف عن فعالية لأول مرة في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي