مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلسطين
تاريخ النشر: 6th, July 2025 GMT
انطلقت مساء السبت فعاليات الدورة 79 من مهرجان أفينيون المسرحي في جنوب فرنسا، أحد أبرز الأحداث المسرحية الدولية، بعرض راقص هزلي أثار تباينًا في ردود فعل الجمهور، تزامنًا مع إعلان المهرجان تضامنه مع الشعب الفلسطيني واحتفائه هذا العام بالثقافة العربية كضيف شرف.
وافتتح المهرجان في قاعة الشرف بقصر الباباوات بعرض "نوت" لمصممة الرقصات مارلين مونتيرو فريتاس من الرأس الأخضر، بمشاركة 8 راقصين وموسيقيين.
تفاعل الجمهور مع العرض كان متفاوتًا؛ فبينما غادر بعض الحضور القاعة مبكرًا، أطلق آخرون صيحات استهجان، في حين بادر عدد من المتابعين إلى التصفيق تعبيرًا عن إعجابهم.
تزامن انطلاق المهرجان مع بيان تضامني مع الشعب الفلسطيني وقعه 26 فنانًا ومدير المهرجان تياغو رودريغيز، نُشر في مجلة "تيليراما" الفرنسية. وجاء في البيان: "نطالب بإنهاء المذبحة الجماعية المستمرة التي أودت بعدد هائل من الأطفال، وندين السياسات التدميرية لدولة إسرائيل".
وحظي البيان بدعم عدد من مديري المسارح الفرنسية البارزين، مثل إيمانويل دومارسي-موتا، وكارولين غويلا نغوين، وجوليان غوسلان.
ونشر رودريغيز على حسابه في إنستغرام منشورًا بعنوان: "مهرجان أفينيون يبدأ بينما تستمر المجزرة في غزة"، وعبّر فيه عن إدانته للحكومة الإسرائيلية وجرائمها في غزة، داعيًا إلى عالم يمكن أن تُقام فيه المهرجانات من جديد في غزة بسلام وحرية.
اختار منظمو المهرجان اللغة العربية ضيف شرف الدورة الحالية، بعد التركيز في الدورات السابقة على اللغتين الإنجليزية (2023) والإسبانية (2024). ويشارك هذا العام نحو 15 فنانًا، معظمهم من مصممي الرقص والموسيقيين العرب، في فعاليات تسلط الضوء على غنى التراث العربي وتنوع إبداعه المعاصر.
إعلانودعا رودريغيز الجمهور إلى "الاستمتاع بالجمال والفرح والشعر، وفتح الأعين على المظالم وعدم المساواة في العالم".
ضمن أبرز فعاليات هذا العام، تُقام في 18 يوليو/تموز أمسية مسرحية تستعرض تفاصيل محاكمة "اغتصابات مازان" التي شغلت الرأي العام الفرنسي بعد كشف قضية المرأة الفرنسية جيزيل بيليكو التي خدرها زوجها لسنوات وسلمها لرجال غرباء لاغتصابها.
كما سيُخصَّص يوم 9 يوليو/تموز لقراءة نصوص الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الذي يقضي حكمًا بالسجن مدته 5 سنوات بتهمة "المساس بوحدة الوطن". ووصف رودريغيز اعتقال صنصال بأنه "غير مقبول"، مضيفًا أن الكاتب "مسجون فقط بسبب أفكاره".
تُقام فعاليات أفينيون هذا العام في ظل أزمة ثقافية متصاعدة في فرنسا، وسط احتجاجات على تخفيضات الميزانية المخصصة للثقافة. ورفع فنانون مشاركون في المهرجان لافتات كُتب عليها "ثقافات في صراع"، مطالبين "باستقالة وزيرة الثقافة رشيدة داتي"، وفق اتحاد CGT للفنون المسرحية.
وقال نائب الأمين العام للاتحاد ماكسيم سيشو خلال وقفة احتجاجية أمام بلدية المدينة: "إذ إنها تحرمنا من الثقافة، فلنحرمها من كل شيء".
ورغم أن الوزيرة لم تُعلن عن نية زيارتها لأفينيون خلال جولتها في المنطقة، فإن النقابة دعت الفنانين إلى رفض المشاركة في أي عروض رسمية بحضورها أو بحضور أي من أعضاء حكومة فرانسوا بايرو.
أُسّس مهرجان أفينيون عام 1947 على يد جان فيلار، ويُعد اليوم من أهم المهرجانات المسرحية العالمية إلى جانب مهرجان إدنبره. ويحول المهرجان مدينة أفينيون إلى مسرح مفتوح خلال يوليو/تموز من كل عام، بمشاركة مئات العروض والفرق الفنية.
وإلى جانب مهرجان "إن" In الرسمي، تنطلق بالتوازي فعاليات مهرجان "أوف" Off الذي يُعد أكبر سوق للفنون المسرحية في فرنسا، ويستقطب سنويا أكثر من 1700 عرض مستقل.
ورغم التحديات، يبقى المهرجان فضاء للاحتفاء بالإبداع، ومنصة للتعبير الحر والانفتاح الثقافي في قلب أوروبا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات یولیو تموز هذا العام
إقرأ أيضاً:
مهرجان الحمامات الدولي في تونس يستعد للانطلاق بمشاركة واسعة
كشف مهرجان الحمامات الدولي بتونس عن تفاصيل برنامج دورته لهذا العام والتي تقام تحت شعار "نبض متواصل" في الفترة من 11 تموز/ يوليو الجاري إلى 13 آب/ أغسطس وتشمل 36 عرضا ضمن 33 سهرة من بينها 18 عرضا تونسيا.
وتشهد الدورة التاسعة والخمسون مشاركة فنانين من كل من تونس وفلسطين والجزائر والمغرب وسوريا ولبنان والسودان والأردن ومالي وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وكولومبيا والولايات المتحدة.
وأكد نجيب الكسراوي مدير الدورة التاسعة والخمسين للمهرجان أن دورة هذا العام تأتي برؤية متجددة، لافتا إلى تنوع العروض والأنماط الموسيقية من الراي والكناوة إلى الفلامنجو والسالسا والجاز والإلكترو، وصولا إلى الموسيقى الكلاسيكية والسيمفونية والطرب الأصيل.
وقال في مؤتمر صحفي الخميس "برمجة المهرجان اعتمدت مقاربة فنية تعكس ثراء المشهد الثقافي المحلي والدولي ليواصل المهرجان نهج الانفتاح على ثقافات العالم".
وأضاف أن المهرجان "يمثل أيضا محطة ثقافية مهمة للفنان التونسي، لذلك يكون هناك حرص على أن يكون للفنان التونسي النصيب الأوفر من العروض من خلال برمجة 18 عرضا تونسيا منها خمسة عروض مسرحية وعرضا للفنون الكوريجرافية و12 عرضا موسيقيا".
وينطلق المهرجان بالعرض التونسي (رقوج) للمخرج عبد الحميد بوشناق فيما ستحيي الفنانة التونسية نبيهة كراولي حفل الاختتام الذي يتزامن مع الاحتفال بعيد المرأة التونسية.
وقال بوشناق لرويترز إن "الصعود على مسرح الحمامات بما يتميز به من خصوصية فخر كبير ومسؤولية أكبر"، مشيرا إلى أن العرض يقدم بمشاركة 120 فنانا من ممثلين وراقصين وموسيقيين.
وأضاف أن العرض هو تكريم لمغني الراب التونسي الراحل كافون.