إنّ للصلاة شأناً عظيماً في ديننا الحنيف، ويعدّ الالتزام بها وأداؤها في أوقاتها من أجلِّ وأسمى ما يتقرّب به المسلم إلى الله، كما ورد في حديث عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: "سَأَلْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ"، وقوله عليه السلام :"الصلاة على وقتها"؛ أي أداؤها في أوّل الوقت، فيتضح من الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- عدّ أداء الصلاة في أوّل وقتها والمبادرة إليها من أفضل الأعمال البدنيّة التي يتقرّب بها المسلم إلى الله تعالى وعليه فإن ترك المسلم صلاته لآخر الوقت يعدّ تهاوناً وتقصيراً منه في حق الصلاة، إلا إذا كان عنده عذرٌ مقبول.
وهناك فضل عظيم عند أداء صلاة العصر في وقتها ليس فقط لأنها إحدى الصلوات الخمس اليومية المكتوبة، وإنما كذلك لأن صلاة العصر هي الصلاة الوسطى لها مكانة خاصة، حيث ورد الحث بالمحافظة عليها في القرآن الكريم، فقال تعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة، بما يدل على أن فضل صلاة العصر في وقتها عظيم ، وقد لا يعرفه البعض لذا يتهاونون في هذه الصلاة ويؤخرونها، لانشغالهم بأمور الدنيا. فضل صلاة العصر في وقتها
1- من يُصلي الفجر والعصر حاضرًا لن يدخل النار.
2- سيدخل الجنة مباشرة دون سابقة عذاب ولا عقاب، ففي صحيح مسلم عن عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» - يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ .
3- صلاة العصر هي الصلاة الوسطى ، التى قال تعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة ، لأن الناس إذا شُغلوا عن الفجر بنومهم ، شُغلوا عن العصر بمعاشهم.
4- من صلى العصر في جماعة كتبته الملائكة من الساجدين الراكعين المُصلين القائمين الخاشعين، وصعدت إلى الله تعالى تقول: يارب عبدك فلان جئناه وأتيناه وهو يُصلي، وتركناه وهو يُصلي، حيث تتناوب الملائكة في هذين الوقتين، في صلاة العصر والفجر. 5- صلاة العصر تجعل الملائكة تشهد لك عن الله سبحانه وتعالى. 6- والدعاء بعد صلاة العصر مستجاب، حيث إن الدعاء بعد الصلوات المكتوبة مستجاب ، وصلاة العصر أوسطها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فضل صلاة العصر في وقتها فضل صلاة العصر صلاة العصر الحنيف الفجر ى الله
إقرأ أيضاً:
هل أصلي سنة الفجر في البيت أم المسجد؟.. كثيرون لا يعرفون
لاشك أن يجري الاستفهام عن هل أصلي سنة الفجر في البيت أم المسجد ؟، بعقول أولئك الحريصين على صلاة الفجر ونيل ثوابها كاملاً، وكذلك الذين يدركون فضلها العظيم، حيث إن ركعتي سنة الفجر بحسب وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم - هي خير من الدنيا وما فيها ، وهو ما يوجب التوقف عندها كثيرًا ومعرفة أفضل كيفية لأدائها ومن ثم معرفة هل أصلي سنة الفجر في البيت أم المسجد ؟، فإذا كانت فريضة الفجر - الصبح - في المسجد فلا تزال أحكام السُنة فيها كثير من الاستفهامات منها هل أصلي سنة الفجر في البيت أم بالمسجد؟.
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن صلاة سنة الفجر هي سنة مؤكدة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولم يكن يتركها في السفر أو الحضر.
وأوضح "عثمان" في إجابته عن سؤال: هل أصلي سنة الفجر في البيت أم المسجد ؟، أنه قد تركنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على المحجة البيضاء ، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ومن ثم نجد في الأثر إجابة سؤال هل أصلي سنة الفجر في البيت أم المسجد .
وأضاف أنه النبي -صلى الله عليه وسلم - كان يصلي سُنة الفجر بعد الأذان في بيته، ثم يأتي فتقام الصلاة -عليه الصلاة والسلام-، يصلي ركعتي الفجر، ويضطجع بعدها على جنبه الأيمن بعض الشيء.
وتابع: ثم يتوجه للصلاة -عليه الصلاة والسلام-، ويقول: إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم كان إذا طلع الفجر، وأذن المؤذن صلى ركعتين -عليه الصلاة والسلام- خفيفتين، ثم يضطجع بعدها ضجعة خفيفة، ثم يتوجه إلى المسجد -عليه الصلاة والسلام-.
صلاة سنة الفجروجاء أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لسنة الفجر بأنها خفيفة، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان، ويخففهما. رواه مسلم.
وفي الصحيحين عنها أيضًا أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح، حتى إني لأقول هل قرأ بأمِّ الكتاب؟ وأم الكتاب هي الفاتحة.
و قال الحافظ ابن حجر في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري): مَعْنَى قَوْل عَائِشَة: هَلْ قَرَأَ فِيهِمَا بِأُمِّ الْقُرْآن ـ أَيْ مُقْتَصِرًا عَلَيْهَا، أَوْ ضَمَّ إِلَيْهَا غَيْرهَا؟ ـ وَذَلِكَ لِإِسْرَاعِهِ بِقِرَاءَتِهَا, وَكَانَ مِنْ عَادَته أَنْ يُرَتِّل السُّورَة، حَتَّى تَكُون أَطْوَل مِنْ أَطْوَل مِنْهَا. اهـ.
ومن هذا الحديث استفاد المالكية استحباب الاقتصار على قراءة الفاتحة فقط في سنة الفجر، وإن كان الجمهور يستحبون القراءة فيها بعد الفاتحة بسورة الكافرون في الركعة الأولى، وبسورة الإخلاص في الركعة الثانية؛ وذلك لما ثبت في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ.
ويظهر من وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لسنة الصبح بأنها خفيفة، أنه كان لا يطيل ركوعها وسجودها، وإنما يقتصر فيهما من الأذكار على المجزئ أو أدنى الكمال؛ لأن هديه صلى الله عليه وسلم في صلاته عموما أنها قريبة من السواء.
ويتحقق فيها التوازن والتناسب في الزمن الذي يستغرقه أداء كل ركن، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -رضي الله تعالى عنه- أنه قَالَ: رَمَقْتُ الصَّلَاةَ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْتُ قِيَامَهُ، فَرَكْعَتَهُ، فَاعْتِدَالَهُ بَعْدَ رُكُوعِهِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ مَا بَيْنَ التَّسْلِيمِ وَالِانْصِرَافِ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.
قال الحافظ ابن حجر في شرحه لصحيح البخاري: وَأَجَابَ بَعْضُهُمْ عَنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ، أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ: (قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ) لَيْسَ أَنَّهُ كَانَ يَرْكَعُ بِقَدْرِ قِيَامِهِ، وَكَذَا السُّجُودُ وَالِاعْتِدَالُ، بَلِ الْمُرَادُ أَنَّ صَلَاتَهُ كَانَتْ قَرِيبًا، مُعْتَدِلَةً، فَكَانَ إِذَا أَطَالَ الْقِرَاءَةَ، أَطَالَ بَقِيَّةَ الْأَرْكَانِ، وَإِذَا أَخَفَّهَا، أَخَفَّ بَقِيَّةَ الْأَرْكَانِ. انتهى.
وورد عن سنة الفجر، السنة فيها التخفيف، فيقرأ الإنسان في الركعة الأولى: { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } [الكافرون:1] وفي الثانية: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [الإخلاص:1] أو يقرأ في الأولى: { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة:136] الآية في سورة البقرة، وفي الثانية: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } [آل عمران:64].
وفي الركوع يخفف أيضاً، فيقتصر على أدنى الكمال، ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم. وفي السجود كذلك. وفي التشهد أيضاً لا يطيله. هذه سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ....." اهـ.
ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم مع تخفيفه لهذه الصلاة، لم يكن يُخِلُّ فيها بالطمأنينة؛ لأنها ركنٌ، وتبطل الصلاة بدونها، وللفائدة انظري ما تستحب القراءة به بعد الفاتحة في صلاة سنة الفجر.
صلاة الفجرتعد صلاة الفجر أو صلاة الصبح هي أوّل الصلوات الخمس المفروضات على جميع المسلمين، وهي صلاة جهرية تتكوّن من ركعتين مفروضة وركعتين سنة قبلها وتسمّى سنة الفجر أو ركعتا الفجر وهي سنة مؤكّدة واظب عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم-.
وقد سُمّيت صلاة الفجر بهذا الاسم نسبةً إلى وقتها من الصبح الذي ينجلي فيه الظلام وينتشر الضوء في جميع الآفاق فقد سٌمّي فجرًا لانفجار الضوء وزوال العتمة والليل.
فضل صلاة الفجر1. تجلب الرزق الواسع يقول عليه الصلاة والسلام: «اللهم بارِكْ لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سَرِيَّةً أو جيشًا بعثهم أولَ النهارِ، قال : وكان صخرٌ تاجرًا فكان يبعثُ في تجارتِه أولَ النهارِ فأثْرَى وكثُرَ مالُه».
2. تطرح البركة في الرزق.
3. طيب النفس وصفائها.
4. حصد الحسنات صلاة الفجر في وقتها وفي جماعة لها فضل وثواب عظيم كما أنها من أسباب تحصيل الأجر الجزيل العظيم.
5. الحفظ في ذمّة الله، فهو ضمان الله -سبحانه وتعالى- وأمانه وعهده، وليس لأحدٍ أن يتعرّض للمصلّي بسوء.
6. شهادة الملائكة له وتشريف من الملائكة برفع أسماء من صلّى الفجر لله عز وجل.
7. دعاء الملائكة واستغفارها لمن يصلي الفجر.
8. أجر قيام الليل فصلاة الفجر تعدل قيام ليلة كاملة.
9. دخول الجنة لمن يصلّي الفجر، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ).
10. أجر حجة وعمرة .
11. صلاة الفجر تجعل الإنسان في ذمه لله طوال اليوم.
12. رؤية الله سبحانه وتعالى فصلاة الفجر لها في الإسلام مكانةٌ عظيمةٌ؛ فهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى، فـ صلاة الفجر تُظهر قُرب المسلم من خالقه؛ حين يقوم وينهضُ من نومه في وقت الفجر «وهو وقت يكون الناس فيه نيامًا»، فيقوم ويتوضّأ ويَخرج في هذا الوقت في ظُلمةِ الليل متجاوزًا برد الشتاء وحر الصيف؛ ليُطيع الله تعالى، وليقوم بما أمره به ربُّ العزة تبارك وتعالى من صلاة الفجر .
13. هي خير من الدنيا وما فيها إذا التزم المسلم بها؛ وذلك لِعِظَم فضلها وأجرها عند الله سبحانه وتعالى، فقد وَرَدَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ركعَتا الفَجْرِ خَيرٌ مِنَ الدُنيا وما فيْها ».
14. صلاة الفجر في جماعة أنها النّور التّام للعبد المسلم المؤمن يوم القيامة، وهذا الفضل والأجر لمن يشهد صلاة الفجر مع الجماعة، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «بشّرِ المَشائيْنَ فيْ الظُلمِ إلى المَسَاجدِ بالنُور التّامِ يومَ القيْامَة».
15. صلاة الفجر تجعل المسلم بحماية الله ورعايته، فقد رُوِيَ عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: «مَنْ صَلّى الصُبحَ فَهوَ فيْ ذِمَة الله».
16. صلاة الفجر من أسباب النّجاة من النّار.
17. فيها البشارة بدخول الجنّة؛ فقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: «مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ»، متفق عليه، والمقصود بالبردين هنا هما صلاتي الصّبح والعصر، وقد ثبت الترغيب في أن يؤدّي المسلم صلاة الصّبح في جماعة.
18. أنها ضمانُ للمسلم -بالتزامه بـ صلاة الفجر - بقاءه في صفّ الإيمان والأمن من النفاق.
19. تقي من عذاب الله وغضبه وعقابه.
20. الدعاء بعدها مستجاب ، حيث إنها من الصلوات المكتوبة ، كما أن لها فضل خاص.