مستشفى الحريري والجرب: اصطياد في الماء العكر.. وهكذا تحمون أنفسكم من المرض
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
لم يكن مستغرباً ما أحدثته اخبار انتشار مرض الجرب في مستشفى رفيق الحريري الحكومي من بلبلة بين اللبنانيين، فهؤلاء بعد ان ذاقوا المرّ من وباء "كورونا"، جاءتهم المناوشات مع العدو الاسرائيلي جنوباً لتعيد إلى أذهانهم لوعة حرب تموز وتضعهم في خندق "الطوارئ" مع خطة موقتة بوجه "حرب مفتوحة"، تتزامن مع كلّ ما يعانونه من أزمات اقتصادية واجتماعية.
الجرب بحدّ ذاته لم يعد ذاك "المرض المخيف" ومراحل المعافاة منه لا تستغرق أكثر من أيام معدودة، ما يجعل "الضجّة" المثارة بشأن العدوى موضع تساؤل حول خلفيّاتها والهدف من التصويب نحو مستشفى بيروت في هذا التوقيت.
ما قصّة المئتي إصابة بالجرب في المستشفى؟
"هناك من يحاول الاصطياد في الماء العكر"، هذا ما أكّده مدير مستشفى الحريري، الدكتور جهاد سعادة في اتصال مع "لبنان 24"، لافتاً الى أن في المستشفى 850 موظفاً وقد يكون أحد الناقمين لأسباب شخصيّة اشاع هذا الخبر" ومؤكداً أن المستشفى لا يضمّ 200 مريضاً في الوقت الحالي، نافياً بذلك رواية المئتي إصابة التي "خضت" الأوساط في الأيام الماضية.
ويقول سعادة: "في وقت نجهّز فيه المستشفى لاي طارئ في حال حصلت الحرب مع إسرائيل ونحضّر طوابقاً تحت الأرض لاستقبال الجرحى والمرضى تحسّباً لأي استهداف معاد لها على غرار ما حصل لمستشفيات غز، هناك من يصطاد في الماء العكر ويشرب من البئر ويقذفه بحجر"، مشدداً على أن "مستشفى الحريري رائدة في الامراض المعدية ولدينا خبرة في التعامل مع هذه الحالات واخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة ولا استهتار في هذا الموضوع".
وعن حالات الجرب في مستشفى الحريري، يشير الى أن الإصابتين سجلتا قبل حوالى عشرين يوماً من تداول الخبر في الإعلام. ويروي لـ"لبنان 24" ان "مريضة تعاني من التهاب الرئة وصلت الى المستشفى وتبيّن انها تعاني من الجرب. وبعد تشخيص حالتها وتأكيد اصابتها بالمرض، تواصلنا مع وزارة الصحة التي سارعت الى امدادنا باللقاحات اللازمة خلال ساعتين".
ويكمل سعادة: "تمكّنا في اليوم نفسه من إعطاء اللقاح لنصف الموجودين في المستشفى والنصف الاخر حصل عليه في اليوم التالي. كما انه تم عزل المريضة المصابة بالجرب لمدة 3 أيام وتماثلت للشفاء وغادرت المستشفى في وقت لاحق".
أمّا عن الإصابات في صفوف الطاقم الطبي، فيوضح أن "موظفين اثنين او 3 من الطاقم شعروا بعوارض المرض لكنه لم يتم التأكد من اصابتهم بالعدوى، وطلب منهم حجر نفسهم في منازلهم ليومين ثم عادوا الى حياتهم الى مزاولة عملهم وحياتهم الطبيعية".
هذا ما عليكم معرفته عن "الجرب": لا مبرر للهلع!
على عكس ما يعتقد البعض، ليس الجرب فيروساً بل هو كائن طفيلي يخترق جلد الإنسان ويعتمد عليه في التغذية كي يبقى على قيد الحياة. هذا الطفيل، العث، يحفر انفاقاً في طبقات الجلد العليا ويضع البيض فيها. كردة فعل تحسسية للجسم تجاه هذا الأمر، تحدث حكّة شديدة وهي العارض الأبرز والأكثر شيوعاً للإصابة بالجرب.
ويوضح الدكتور سعادة، أنه يمكن لكثير من الأمراض الجلدية مثل الأكزيما التسبب بالحكة ولكن ما يميّز الجرب هو وجود العث تحت الجلد وظهور نقاط سوداء تحت الجلد وقشور وحراشف على الجلد.
من جّهتها، تشير الاختصاصية في العلوم المخبرية، ايليان بطرس، لـ"لبنان 24" الى أن الاصابة بالجرب ليست دليلاً على سوء النظافة، مؤكدة أنه يمكن لأي شخص التقاط العدوى بغضّ النظر عن مستوى عنايته بنظافته الشخصية غير أن احتمال الاصابة بهذا المرض الجلدي يزداد في الأماكن المكتظة والتي تفتقر الى المياه النظيفة.
وعن طريقة انتقال الجرب، توضح بطرس أنه ينتقل عبر الاتصال الجسدي المباشر، لافتة الى أن المصافحة السريعة لا تنقل العدوى كما أن الحيوانات الأليفة لا تنقلها أيضاً. وتنبّه من مشاطرة الأشياء كالملابس والفراش مع المصاب، لأنّه يمكن للعث أن يعيش لمدة تتراوح بين يومين و3 أيام على الأسطح، خارج جسم الانسان.
هل تنجح العلاجات المنزليّة؟
يعدّ الجرب من أكثر الأمراض الجلدية انتشارا في العالم، غير أن بطرس تؤكّد أن الاصابة به لا تستدعي الخوف والقلق إذ أنه باستخدام الأدوية والمراهم المناسبة يمكن علاج هذا الطفح الجلدي بعد تشخيصه، مشيرة الى أنه من الممكن الاصابة بهذا المرض في كلّ مرّة يلامس المرء شخصاً مصاباً به مطوّلاً.
وفي حين يلجأ البعض للعلاجات المنزلية كالاستحمام في دقيق الشوفان، وضع منشفة مبللة وباردة على مناطق الحكة، تطبيق الصبار أو نبتة الألوفيرا على الخدوش الناتجة عن الحكة أو حتى تطبيق بعض الزيوت على الجلد المتوهّج، تشير بطرس الى أن هذه العلاجات قد تخفف أعراض الجرب لكنها لن تقتل العثّ المسبب له.
كذلك، تحذّر بطرس من بعض العلاجات المتداولة غير الفعّالة والمؤذية، كاستخدام الكاز على الجسم. وتقول بهذا الشأن: "تكثر نصائح اعتماد علاجات القمل للجرب، ويأتي من يعطي ارشاداً بمسح الجسم بمادة الكاز، إلا أن هذا الأمر شديد الخطورة اذ ان هذه المادة تسبب التسمّم عند تنشّقها". وتضيف: "لا تقضي أدوية علاج القمل على حشرة العث لأنها تفتقر للمواد الكيمائية اللازمة لذلك".
وتنصح في سياق حديثها لـ"لبنان 24" قبل كل شيء باستشارة طبيب أو صيدلي للكشف على الطفح الجلدي والحصول على الغسول المخصص للجرب في حال تأكيد الإصابة. كما تنصح بالاستحمام بصابون الزيت والماء الساخن يومياً في المساء وارتداء ملابس مغسولة بالماء الساخن بعد ذلك.
لتخفيف الشعور بالحكة، تنصح باستخدام كريمات مضادة للهيستامين او الاستحمام بالماء والملح، وتشير الى أن هذا الشعور سيبقى مستمرا الى حين اختفاء الطفح الجلدي.
الجرب ضمن الأجندة الأممية لعام 2030
استجابةً لطلبات الدول الأعضاء وتوصيات الفريق الاستشاري الاستراتيجي والتقني المعني بأمراض المناطق المدارية المهملة، أدرجت منظمة الصحة العالمية الجرب وسائر الطفيليات الخارجية ضمن أمراض المناطق المدارية الجلدية المهملة في عام 2017. وقد أدرجت المنظمة مؤخراً، عقار الإيفرمكتين على قائمتها للأدوية الأساسية للجرب وقد خضع عدد من الموردين لاختبار المنظمة المسبق للصلاحية.
وفي ما يخصّ الأجندة الأممية، تشمل الأهداف العالمية للمنظمة لعام 2030 الخاصة بالجرب، إدراج التدبير العلاجي للجرب ضمن حزمة الرعاية الصحية الشاملة في البلدان؛ كما حثّ التدخّل الحكومي لإعطاء الأدوية بشكل جماعي في المناطق التي يبلغ معدل الانتشار فيها 10% أو أكثر.
وتعمل المنظمة مع الدول الأعضاء والشركاء لوضع استراتيجيات لمكافحة الجرب وخطط للاستجابة لفاشياته.
كذلك، توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة أن تكون استراتيجيات مكافحة الجرب جزءاً من نهج متكامل لمكافحة أمراض المناطق المدارية الجلدية المهملة، ويجري تكييفه بما يلائم الأمراض الموجودة في بلد معين من أجل تسهيل الاستيعاب السريع والعالي المردود للاستراتيجية.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
البنك الزراعي يوقع بروتوكول تعاون لدعم مستشفى أهل مصر لعلاج مصابي الحروق
في إطار دوره الوطني ومسئوليته المُجتمعية، وقع البنك الزراعي المصري ومؤسسة أهل مصر للتنمية، بروتوكول تعاون لدعم مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، بما يعكس حرص البنك على دعم المبادرات الرائدة للنهوض بالمجتمع لرفع مستوى معيشة المواطنين وتحسين جودة حياتهم، تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
ووفقاً للبروتوكول، يقوم البنك الزراعي المصري بتقديم الدعم اللازم للمساهمة في تجهيزات غرفة الفرز بقسم الطوارئ وغرفة انتظار المرضى بالعيادات الخارجية بمستشفى أهل مصر لعلاج مصابي الحروق، بما يسهم في تعزيز جهود المستشفى للقيام بدورها الحيوي في تقديم خدمة صحية عالية الجودة بالمجان لإنقاذ حياة مرضى الحروق في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا.
وقع البروتوكول محمد أبو السعود، الرئيس التنفيذي للبنك الزراعي المصري، والدكتورة هبة السويدي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة أهل مصر للتنمية، بحضور سامي عبد الصادق، وغادة مصطفى، نائبا الرئيس التنفيذي للبنك الزراعي المصري، وغادة توفيق، وكيل مُحافظ البنك المركزي المصري للمسئولية المُجتمعية، وعدد من قيادات البنك ومسئولي المؤسسة ومستشفى أهل مصر.
وعلى هامش مراسم توقيع البروتوكول، قام وفد البنك الزراعي المصري بجولة تفقدية داخل أروقة المستشفى؛ للاطلاع على الخدمات التي تقدمها المستشفى لمرضى الحروق، كما استمع وفد البنك إلى شرح مفصل من الأطقم الطبية حول آليات العمل داخل المستشفى والخدمات الطبية المتطورة التي تُقدم للمرضى على مدار الساعة.
وخلال الزيارة، أكد محمد أبو السعود، الرئيس التنفيذي للبنك الزراعي المصري، أن توقيع هذا البروتوكول يمثل تجسيداً للدور الوطني للبنك، ومن منطلق مسئوليته المجتمعية والتي من بين أهدافها المساهمة في دعم المبادرات الرائدة لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، كما أن هذا التعاون يأتي استكمالاً لدور البنك في دعم قطاع الرعاية الصحية بهدف رفع مستوى الخدمات الصحية والمساهمة في تيسير حصول المواطنين عليها.
وأوضح أبو السعود، أن البروتوكول يستهدف تعزيز فعالية واستدامة خدمات الرعاية الطبية لمستشفى أهل مصر التي تُمثل صرحاً طبياً يعمل على تقديم خدمات الرعاية الطبية العاجلة لإنقاذ حياة الآلاف من المواطنين من مصابي الحروق، مثمناً جهود إدارة المستشفى والأطقم الطبية بالمستشفى في توفير متطلبات الرعاية الصحية الشاملة التي تقدمها مجاناً لمرضى الحروق في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا، والتزامها بتحقيق أعلى معايير الجودة في رعاية المرضى؛ بما فيها الجوانب النفسية والعلاج الطبيعي.
وأشار إلى أن مساهمة البنك تركزت على تجهيز غرفة الفرز بقسم الطوارئ والتي تستقبل نحو 3500 مريض سنوياً، بالإضافة إلى تجهيز غرفة انتظار المرضى بالعيادات الخارجية والتي يقصدها نحو 22 ألف مريض وعائلاتهم سنوياً، وهو ما يعظم استفادة المستشفى من الدعم الموجه من البنك ويساعدها على القيام بدورها الحيوي في تقديم خدمات صحية عالية الجودة، نظراً لأهمية خدمات الطوارئ في إنقاذ حياة مصابي الحوادث والحروق الذين غالباً ما يفقدوا أرواحهم، نتيجة عدم توافر أقسام طوارئ مجهزة في أغلب المستشفيات ولا يمكن وضعهم على قوائم انتظار مثل أي مريض آخر .
من جانبها، قالت الدكتورة هبة السويدي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة أهل مصر:" أعبر عن امتناني لهذا التعاون البنّاء مع البنك الزراعي المصري، ودعمه لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، الذي يعكس روح المسؤولية المجتمعية والتكاتف من أجل خدمة مرضى الحروق وتحسين جودة الرعاية الصحية".
وأشارت إلى أن توقيع هذا البروتوكول يُعد خطوة مهمة تدعمنا بشكل كبير في تكملة المرحلة الثانية من المستشفى، والتي سوف تمكننا من استقبال عدد أكبر من المرضى وإنقاذ حياتهم موجهة الشكر للبنك الزراعي على ثقته وشراكته الحقيقية في دعم العمل الإنساني.
فيما أكدت غادة توفيق، وكيل مُحافظ البنك المركزي المصري للمسئولية المُجتمعية، على الدور الهام الذي يقوم به القطاع المصرفي في دعم جهود التنمية المستدامة من خلال دعم مشروعات التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي، والتي من شأنها إحداث تنمية بشرية متكاملة لبناء المواطن المصري وصولاً لتحقيق رؤية مصر2030، مُثمنة جهود التعاون بين البنك الزراعي المصري ومستشفى أهل مصر، ما يسهم في تقديم خدمات الرعاية الصحية العاجلة لإنقاذ حياة الآلاف من مصابي الحروق.