يأمل الكويتيون أن يبدأ أميرهم الجديد الشيخ مشعل الأحمد الصباح في دفع الدولة الخليجية الغنية بالنفط نحو تنويع اقتصادها، وهو مسار بدأته قبل سنوات بقية دول الخليج العربي، بحسب سينم جنكيز، في تحليل بـ"مركز دراسات الخليج" (Gulf Studies Center) ترجمه "الخليج الجديد".

وفي 20 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أدى الشيخ مشعل (83 عاما) اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة (البرلمان)، ليتولى إدارة شؤون البلاد، خلفا للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح (86 عاما).

وقالت جنكيز إنه "بينما تمر (بقية) دول مجلس التعاون الخليجي بتحولات تاريخية على المستويات المحلية نحو تنويع اقتصاداتها بعيدا عن النفط، ما تزال الكويت متخلفة كثيرا".

ويتألف مجلس التعاون الخليجي من 6 دول هي الكويت والسعودية والإمارات وقطر وسلطنة عمان والبحرين.

وعبر جذب استثمارات أجنبية، والاستثمار في قطاعات متنوعة بينها الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والسياحة والرياضة، تسعى دول خليجية، لاسيما السعودية والإمارات، إلى تنويع وتوسيع اقتصادتها بعيدا عن الاعتماد على النفط والغاز الطبيعي كمصدرين رئيسيين للإيرادات؛ في ظل تلقبات أسعارهما، وتحول العالم نحو الطاقة المتجددة غير الملوثة للبيئة.

وتمتلك الكويت، المتاخمة للسعودية والعراق، 7% من احتياطيات النفط الخام في العالم، وليس لديها سوى القليل من الديون، كما تدير أحد أقوى صناديق الثروة السيادية في العالم.

و"على الرغم من الثروة النفطية الوفيرة، أعرب الكويتيون عن عدم رضاهم عن الركود الواضح الذي تعانيه بلادهم في المجالين الاقتصادي والثقافي، ويأمل الكثيرون منهم أن يكون عهد الشيخ مشعل بمثابة فترة من الإصلاح والإنجاز في مختلف المجالات الإدارية والسياسية"، كما أضافت جنكيز.

وتابعت: "بالتالي، يجب أن يكون التركيز الأساسي على إدارة انتقال البلاد إلى عصر ما بعد النفط. ويبدو أن القيادة الجديدة تتماشى مع الاتجاهات الإقليمية، حيث يشير المحللون إلى أن الشيخ مشعل من المرجح أن يتبنى نهجا إصلاحيا (...) وأن تكون للأمور الداخلية الأولوية على شؤون السياسة الخارجية".

اقرأ أيضاً

تنتظره مهام صعبة.. هكذا سيحدد عمر ولي العهد المقبل اتجاه الكويت

ولي العهد

جنكيز قالت إنه "بعيدا عن الانتقال السلس للسلطة إلى الشيخ مشعل، فإن كل الأنظار تتجه نحو تعيين الوريث التالي، فالمهمة الرئيسية الأولى للشيخ مشعل كأمير هي اختيار ولي العهد، وهو قرار ذو أهمية كبيرة".

وأردفت" "وسط تكهنات حول ما إذا كان سيبدأ تحولا بين الأجيال طال انتظاره واكتمل بالفعل في بقية دول الخليج، فإن أمام الشيخ مشعل ما يصل إلى عام لتعيين خليفة له، ملتزما بالعملية الدستورية التي تشمل أيضا موافقة مجلس الأمة على المرشح".

واستدركت: "لكن الكويت تفتقر إلى نموذج محدد للخلافة يعتمد على اختيار المرشح الأكثر ملاءمة من بين أحفاد مبارك".

واستطردت: الكيفية التي سيتخذ بها الشيخ مشعل قراره، وما إذا كان سيختار تسليم الراية إلى ولي عهد أصغر سنا يمكنه الحكم لفترة أطول، قد يكون القرار الأكثر أهمية بالنسبة للكويت خلال فترة ولايته، فالأمير المقبل سيؤثر بشكل كبير على مسار واستقرار الكويت مستقبلا.

اقرأ أيضاً

الكويت وأمريكا.. الشيخ مشعل ينتظر الدعم وواشنطن تترقب من سيخلفه

رئيس الوزراء

في خطابه بعد أداء اليمين، وبخ الشيخ مشعل البرلمان والحكومة على الإضرار بالمصالح الوطنية،  وقدمت الحكومة استقالتها كأجراء معتاد، على أن تستمر كحكومة تصريف أعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.

وتعاني الكويت منذ عقود من نزاعات مستمرة بين البرلمان والحكومة، مما حال دون إقرار إصلاحات ضرورية لتنويع الاقتصاد، وازداد الوضع قتامة بسبب العجز المتكرر في الميزانية وتدني الاستثمار الأجنبي.

وقالت جنكيز إنه "يتعين على الشيخ مشعل أن يختار رئيسا للوزراء لتشكيل حكومة جديدة في خطوة ستحدد طبيعة العلاقات مع البرلمان الذي تقوده المعارضة، والذي يعتبر الأكثر نشاطا في منطقة الخليج".

وشددت على أن "إحدى المهام الأولى هي إبقاء الأمور على مسارها الصحيح في الداخل لضمان الاستقرار ومنع أي محاولة لإحداث الفوضى في الكويت".

اقرأ أيضاً

أمير الكويت الجديد أمام إرث من التحديات السياسية والاقتصادية.. ما هي؟

المصدر | https://thenewkhalij.news/

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الشیخ مشعل

إقرأ أيضاً:

هدنة الرسوم بين أميركا والصين.. الرابحون والخاسرون وماذا بعد؟

في خطوة مفاجئة ولكن لاقت ترحيبًا عالميًا، اتفقت الولايات المتحدة والصين على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة بشكل كبير، في ما وصفه مسؤولو البلدين بأنه "هدنة لمدة 90 يومًا" تهدف إلى إتاحة الفرصة لمفاوضات تجارية أوسع.

وتم الإعلان عن الاتفاق المؤقت اليوم الاثنين في مدينة جنيف السويسرية، ليشكل تراجعًا دراماتيكيًا في تصعيد تجاري هزّ الأسواق العالمية ورفع الأسعار وأثار حالة من عدم اليقين في التجارة الدولية.

وبحسب البيان المشترك الصادر عن المفاوضين:

ستقوم واشنطن بخفض الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية من 145% إلى 30%. ستقلص بكين الرسوم المفروضة على السلع الأميركية من 125% إلى 10%. ومن المقرر أن يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في 14 مايو/أيار الحالي ولمدة 90 يومًا كبداية لمفاوضات أوسع.

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في مقابلة مع شبكة "بلومبيرغ" إن الأمر لا يتعلق بالانفصال التام "نحن نقوم بفصل إستراتيجي في قطاعات تمس الأمن القومي مثل أشباه الموصلات والأدوية والصلب، لكن لا أحد يريد انفصالًا عامًا".

الرابحون والخاسرون والانتعاش المفاجئ

واستجابت الأسواق المالية بترحيب فوري وواضح، حيث:

قفزت العقود الآجلة لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 3.1%. ارتفع مؤشر "ناسداك" بنسبة 3.6%. صعد مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 2.4%. انتعشت الأسواق الأوروبية والآسيوية. سجل مؤشر "هانغ سنغ" في هونغ كونغ مكاسب عوضت كل خسائره منذ إعلان "يوم التحرير" في 2 أبريل/نيسان الماضي. الأسواق العالمية كانت المستفيد الأول من خفض الرسوم الجمركية المتبادلة (الفرنسية)

وقالت "بلومبيرغ" إن المستثمرين عادوا بقوة إلى الأسهم بعد تهدئة الحرب التجارية التي زرعت الفوضى في الأسواق العالمية، واصفة الاتفاق بأنه "سيناريو مثالي".

إعلان شركات التكنولوجيا التي تعتمد على سلاسل الإمداد الصينية مثل "آبل" و"أمازون" حققت مكاسب بنسبة 6.5% و7.6% على التوالي، بحسب "رويترز". ارتفعت أسهم شركات أشباه الموصلات مثل "إنفيديا" بنسبة 4.5% و"مايكرون" بنسبة 6.6%.

في المقابل:

سجلت أسهم شركات الأدوية تراجعًا، ليس بسبب الاتفاق التجاري، بل نتيجة إعلان ترامب خطة خفض أسعار الأدوية بنسبة قد تصل إلى 80%. تراجعت أسهم شركات مثل "فايزر" و"إيلاي ليلي" بأكثر من 2%، وفقًا لموقع "إنفستينغ دوت كوم". السلع تتفاعل.. النفط يقفز والذهب يتراجع

وشهدت أسعار النفط قفزة حادة في ضوء توقعات بتحسن الطلب من أكبر مستهلكين للنفط عالميًا. وارتفعت أسعار خام "برنت" بنسبة 3.3% لتصل إلى 66.03 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 3.5% ليبلغ 63.17 دولارًا.

وقال نايجل غرين، الرئيس التنفيذي لمجموعة "دي فير" -لوكالة "بلومبيرغ"- إن هذا النوع من التخفيف المنسق للرسوم يغيّر المشهد الاستثماري كليًا "ويمنح الشركات مساحة لإعادة تقييم نظرتها المستقبلية".

وفي المقابل، شهدت الأصول الآمنة تراجعًا كبيرًا، حيث هبط الذهب بنسبة 2.5% ليصل إلى 3265 دولارًا للأونصة، وهو أكبر تراجع يومي له منذ أشهر.

وأوضح جيمس ماكينتوش من صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الهبوط الحاد في الذهب يعكس عودة الثقة بالدولار الأميركي "وزيادة شهية المخاطرة".

العملات تتأرجح.. صعود الدولار وتراجع الين

وشهدت أسواق العملات تحركات كبيرة، حيث قفز مؤشر الدولار بنسبة 1.5%، وهو أعلى ارتفاع يومي له منذ انتخابات ترامب الأولى عام 2016، بحسب "فايننشال تايمز". كما ارتفع اليوان الصيني بشكل طفيف، بينما تراجع الين الياباني بنسبة 2%، والفرنك السويسري بنسبة 1.3%.

الدولار الأميركي المستفيد الأكبر من تراجعِ التوترات التجارية بين واشنطن وبكين (رويترز)

وقالت بوجا كومرا المحللة في بنك "تي دي سيكيوريتيز" إن الأسواق "تقوم الآن بإلغاء كل رهاناتها على الأصول الآمنة التي سادت منذ يوم التحرير".

إعلان داخل الاتفاق.. ما اتُّفق عليه وما تم تجاهله

ووصفت "بلومبيرغ" محادثات جنيف بأنها "ودية وغير معتادة" وشهدت "احترامًا متبادلًا" بين الطرفين. وأوضح الممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير "كل شيء قابل للتفاوض. لكننا توصلنا إلى نتيجة جيدة للولايات المتحدة، وجيدة أيضًا للصين".

ورغم التقدم، لم يتم رفع جميع الرسوم القطاعية، إذ لا تزال الرسوم على الصلب والألمنيوم والسيارات قائمة، وكذلك الرسوم الخاصة بالصين التي فُرضت خلال الولاية الأولى لترامب.

وفي المقابل، وعدت الصين بتعليق الإجراءات الانتقامية غير الجمركية مثل قيود تصدير "المعادن الأرضية النادرة" وهو ما اعتبرته واشنطن أولوية في المفاوضات، بحسب "فايننشال تايمز".

ونقلت وكالة "شينخوا" الصينية عن الحكومة تأكيدها على "الالتزام بالتعامل مع الولايات المتحدة وفقًا لمبدأ الاحترام المتبادل" وشددت على أن "الضغوط والتهديدات ليست الوسيلة الصحيحة للتعامل مع بكين".

فرصة مؤقتة أم سراب سياسي؟

ورغم الترحيب الواسع من الأسواق، لم يخلُ المشهد من التحذيرات. وقال لاري وهو كبير الاقتصاديين في شركة "ماكواري كابيتال" -لوكالة "بلومبرغ"-  إن ما تم تحقيقه اليوم خطوة إيجابية "لكنه مجرد نهاية البداية".

وفي تصريح لـ"فايننشال تايمز" قال تاي هوي كبير إستراتيجيي السوق في "جي بي مورغان" إن الـ90 يومًا قد لا تكون كافية للتوصل إلى اتفاق تفصيلي لكنها "تتيح فسحة للتنفس، وأحيانًا يكون ذلك كل ما تحتاجه الأسواق".

ويظل تنفيذ الاتفاق موضع شك، خاصة بعد فشل الصين في الالتزام باتفاق "المرحلة الأولى" الموقع عام 2020. وعندما سُئل بيسنت إن كان الاتفاق الحالي يعيد النظر في ذلك الإطار، أجاب "العالم تغير، المنتجات تغيرت، والمزيج الإنتاجي تغير.. لذلك كل شيء مطروح الآن".

بيسنت: الولايات المتحدة لا تسعى إلى انفصال عام عن الصين (الفرنسية) انعكاسات على التجارة العالمية.. أبعد من الأرقام

وقدّرت شركة "كابيتال إيكونوميكس" أن متوسط الرسوم الأميركية على السلع الصينية سيصل إلى حوالي 40%، في حين ستبلغ الرسوم الصينية على الواردات الأميركية نحو 25%.

إعلان

ورغم أن هذه الأرقام تمثل تراجعًا كبيرًا، إلا أنها لا تعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل عام 2018.

وتوقعت "بلومبيرغ إيكونوميكس" أن الرسوم الجمركية المتبقية "قد تؤدي إلى تقليص واردات أميركا من الصين بنسبة تصل إلى 70% على المدى المتوسط".

وفي الوقت ذاته، بدأت شركات الشحن في الاستعداد لزيادة في حركة التجارة عبر المحيط الهادي. وأكدت شركة "ميرسك" الدانماركية أن الاتفاق "خطوة في الاتجاه الصحيح" بينما قالت شركة "هاباغ-لويد" الألمانية إنها ستستخدم سفنا أكبر في خطوط الصين-الولايات المتحدة.

حسابات سياسية أم إستراتيجية اقتصادية؟

وانقسم المحللون حول الدوافع الحقيقية وراء الاتفاق. فبينما يرى البعض أنه إشارة إلى تحوّل دبلوماسي حقيقي، وصف آخرون الاتفاق بأنه "تراجع تكتيكي" من قبل واشنطن.

وكتب النائب الديمقراطي إريك سوالويل على منصة "إكس" أن ترامب "تراجع أمام الصين.. كما قلت لكم".

وفي المقابل، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مصدر في البيت الأبيض قوله إن الرئيس ترامب "تلقى تحديثات مستمرة خلال مفاوضات جنيف، لكنه ترك القرار النهائي لبيسنت" مضيفًا أن "ترامب قال إنها مسألة يقررها سكوت".

راحة مؤقتة لا تعني نهاية الخلاف

ورغم أن اتفاق الهدنة بين الولايات المتحدة والصين خفف من المخاوف الاقتصادية المباشرة ورفع المعنويات بالأسواق العالمية، فإن التوترات الأساسية -من حقوق الملكية الفكرية إلى الفنتانيل والعملات- لا تزال قائمة.

الهدنة الحالية ليست معاهدة سلام، بل مجرد توقف مؤقت يمنح العالم فترة قصيرة من الهدوء قبل الجولة التالية.

وكما قال لاري هو، إنها "ليست نهاية الحرب التجارية. إنها مجرد وقت مستقطع".

مقالات مشابهة

  • أمير الكويت يصحح نص ورد في كلمته بشكل خاطئ خلال القمة ويشكر ولي العهد على التنبيه.. فيديو
  • الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي جاسم بن محمد البديوي خلال القمة الخليجية الأمريكية في الرياض: نشكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قراره رفع العقوبات عن سوريا وننوه بجهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في هذا القرار الذي سينعكس إيجا
  • أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح خلال القمة الخليجية الأمريكية في الرياض: ضرورة تعزيز جهود المجتمع الدولي للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها
  • وصول أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح إلى الرياض.. فيديو
  • الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً
  • ما أجندة زيارة ترامب للسعودية وماذا تريد الرياض منها؟
  • «أميركا أولاً» تشمل إسرائيل أيضاً
  • هدنة الرسوم بين أميركا والصين.. الرابحون والخاسرون وماذا بعد؟
  • لاعب صيني عملاق يلفت الأنظار أثناء مصافحة أمير الكويت
  • تحول الملعب إلى حلبة مصارعة.. مشاجرة عنيفة خلال مباراة الكويت والعربي