بقلم: أياد السماوي ..

قبل يومين نشرت وسائل الإعلام خبرا أنّ مجلس القضاء الأعلى قد ناقش مشروع قانون المحكمة الاتحادية رقم ٣٠ لسنة ٢٠٠٥ المعدل ، وقد تمّ إقرار المبادئ الأساسية لمشروع التعديل .. وبمجرد الإعلان عن الخبر في وسائل الإعلام حتى انتشر كالنار في الهشيم في الأوساط السياسية والقانونية ، متسائلين لماذا هذا التعديل في هذا الوقت تحديدا ومن يقف وراءه وما هو المغزى من هذا التعديل ؟؟ ولماذا لا تذهب السلطة التشريعية لإقرار قانون المحكمة الاتحادية المعطّل منذ ثمانية عشر عاما ؟؟ وهل التعديل الجديد يرمي إلى إعطاء المحكمة الاتحادية المزيد من القوّة والاستقلالية ، أم أنّ مشروع التعديل الجديد يراد منه أن تكون المحكمة الاتحادية العليا مجرّد هيئة تابعة لمجلس القضاء الأعلى ، ورئيسها مجرّد عضو في مجلس القضاء الأعلى ؟؟؟ .

.
تسريبات مشروع التعديل الجديد تفيد أنّ التعديل يهدف إلى جعل المحكمة الاتحادية العليا هيئة من ضمن هيئات مجلس القضاء الأعلى ، وأنّ رئيس المحكمة عضوا في مجلس القضاء الأعلى ، وهنالك فقرة خطيرة في مسودّة مشروع التعديل تفيد أنّ مجلس القضاء الأعلى ومجلس القضاء في الإقليم هو من يرّشح في اجتماع مشترك يعقد في مجلس القضاء الأعلى ، رئيس ونائب الرئيس وأعضاء المحكمة من بين قضاة الصنف الأول ممن لا تقل خدمته عن ١٥ عاما ..
وإن صحّت هذه التسريبات فهذا يعني أنّ الهدف الأساسي من هذا التعديل ليس لإعطاء المحكمة ورئيسها المزيد من القوّة والاستقلالية خصوصا بعد القرارات التاريخية التي تبنتها هذه المحكمة في السنتين الأخيرتين ، بل وكما يبدو من نسخة التعديل المسرّبة ، أنّ الهدف من هذا التعديل هو استبدال رئيس وأعضاء المحكمة الحاليين ..
الغريب في هذا التعديل المقترح ، أنّه مخالف لقانون مجلس القضاء الأعلى نفسه رقم ( ٤٥ ) لسنة ٢٠١٧ ، فرئيس المحكمة الاتحادية العليا في المادة ( ٢ ) من هذا القانون ليس ضمن أعضاء مجلس القضاء الأعلى الذين حددهم القانون في هذه المادة وهم ( رئيس محكمة التمييز الاتحادية رئيساً .. نواب رئيس محكمة التمييز أعضاء .. رئيس الادعاء العام عضوا .. رئيس هيئة الإشراف القضائي عضوا .. رؤساء محاكم الاستئناف أعضاء .. رؤساء مجالس القضاء في الأقاليم .. ) ، وهذا يعني أن مشروع تعديل قانون المحكمة الاتحادية المقترح يحتاج إلى تعديل قانون مجلس القضاء الأعلى رقم ٤٥ لسنة ٢٠١٧ أولا ، ويحتاج إلى تعديل المادتين ( ٨٩ ، ٩٤ ) من الدستور العراقي ، ومن جانب آخر أنّ حصر ترشيح رئيس ونائب الرئيس وباقي أعضاء المحكمة ليس من صلاحيات مجلس القضاء الأعلى وكما ورد في المادة ( ٣ ) من قانون مجلس القضاء الأعلى رقم ( ٤٥ ) لسنة ٢٠١٧ وكذلك المادة ( ٩١ / ثانيا ) من الدستور العراقي .. وخالف احكام المادة ٩٢ من الدستور والتي تنص على أنّ المحكمة الاتحادية هيئة قضائية مستقلة ماليا وإداريا وهذا الاستقلال هو الذي جعل قرارتها باتة وملزمة ، كما ان الفقرة ثالثا من المادة ٩٣ من الدستور أعطى للمحكمة صلاحية النظر في القضايا الناتجة عن تطبيق القوانين الاتحادية وما يصدر من السلطات الاتحادية
وان اعتبارها تابعة لمجلس القضاء الأعلى يخالف كل المواد الدستورية المذكورة ، فإذا كانت المحكمة الاتحادية العليا هي هيئة من ضمن هيئات مجلس القضاء الأعلى ، فكيف تكون قراراتها باتة وملزمة للسلطات كافة كما ورد في المادة ٩٤ من الدستور العراقي ؟؟ .. كما أنّ هنالك من المراقبين من يعتقد أنّ مشروع التعديل المقترح هو مشروع غير وطني ويمّثل رغبة أمريكية وإقليمية وداخلية من جهات تضررت من قرارات المحكمة ، وإن رئاسة الجمهورية التي تقدّمت بهذا المشروع قد خضعت لإملاءات أربيل التي تضررت من قرارات المحكمة الاتحادية ، ويبدو من خلال هذا المشروع أنّ أربيل تريد قطف الثمار من خلال هذا التعديل المقترح .. ولكن يقيننا ثابت أنّ السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى المحترم لن ولن ينحني لمثل هذه المشاريع المشبوهة ، وسيقف لها بالمرصاد ..
أياد السماوي
في ٢٦ / ١٢ / ٢٠٢٣

اياد السماوي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات المحکمة الاتحادیة العلیا قانون المحکمة الاتحادیة مجلس القضاء الأعلى مشروع التعدیل هذا التعدیل من الدستور من هذا

إقرأ أيضاً:

القضاء الأعلى يعيّن قاضيتين في مناصب قيادية بعدن

أصدر مجلس القضاء الأعلى، الأحد، قرارات بتكليف قاضيتين لتولي مناصب قيادية بمحاكم الاستئناف في العاصمة عدن، في خطوة تعكس توجهًا متصاعدًا نحو تمكين المرأة اليمنية وتعزيز حضورها في مواقع صنع القرار داخل الجهاز القضائي.

وخلال اجتماعه قرر المجلس تكليف القاضية أميمة سعيد عبدالله عريشي برئاسة الشعبة المدنية الثانية في محكمة استئناف عدن، وتكليف القاضية دنيا زاد قائد محمد توكل برئاسة الشعبة الشخصية الثانية في المحكمة ذاتها، في إطار عملية تدوير وتجديد داخل السلطة القضائية.

كما أقر المجلس نقل عدد من القضاة إلى محاكم عدن وحضرموت، بينهم القاضي رواء عبدالله مجاهد عبدالله للعمل عضوًا في الشعبة الشخصية الثانية بعدن، والقاضي يوسف محمد عبيد محمد إلى المحكمة الجزائية المتخصصة بعدن. كما أقر المجلس نقل القاضي سالم أبوبكر سالم الهدار، للعمل عضواً احتياطياً في الشعبة التجارية بمحافظة حضرموت، ونقل القاضي سالم محمد سالم العماري، عضواً احتياطياً في الشعبة الجزائية المتخصصة بمحافظة حضرموت، وندب القاضي رأفت عمر عبيد باشامخة، للعمل رئيساً لمحكمة شرق المكلا الابتدائية.

ويرى مراقبون أن هذه التعيينات تمثل تأكيدًا لنهج الإصلاح القضائي الذي يسعى إلى إشراك الكفاءات النسوية في مراكز صنع القرار داخل المحاكم، بما يعزز مبدأ العدالة والمساواة، ويفتح آفاقًا أوسع أمام المرأة اليمنية للمشاركة في الحياة العامة.

وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة تعيينات مماثلة خلال العامين الماضيين شملت عددًا من القاضيات في محاكم محافظات أخرى، ما يعكس التزام الحكومة اليمنية بتنفيذ سياسات تمكين المرأة وتضييق الفجوة بين الجنسين، رغم التحديات التي ما تزال تواجه عمل المؤسسات العدلية في ظل الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة التي تمر بها البلاد.

وأكدت مصادر قضائية أن مجلس القضاء الأعلى سيواصل دعم مشاركة المرأة في المناصب القضائية والإشرافية، باعتبارها ركيزة أساسية في إصلاح منظومة العدالة وبناء دولة القانون والمؤسسات.


مقالات مشابهة

  • ورشة عمل لاتحاد مجالس الدولة والمحاكم العليا الإدارية الإفريقية بعنوان «مبدأ الأمن القانوني في القضاء الإداري»
  • المحكمة الإدارية العليا تنتصر للمغاريز.. والقرار واجب التنفيذ فوراً
  • الحبس 3 أشهر عقوبة تحريض المارة على الفسق بإشارات أو أقوال بالقانون
  • رئيس محكمة النقض يتوجه لزيارة رئيس المحكمة الدستورية
  • رئيس محكمة النقض يزور المحكمة الدستورية العليا.. صور
  • توقيع بروتوكول تعاون بين المحكمة الدستورية العليا ومحكمة النقض
  • نواب يقترحون تعديل قانون الضمان الاجتماعي لتعزيز استقلالية الصندوق وآلية استثمار أمواله
  • القضاء الأعلى يكلّف عدداً من القضاة للعمل في محاكم عدن وحضرموت
  • القضاء الأعلى يعيّن قاضيتين في مناصب قيادية بعدن
  • هذه تفاصيل مشروعي قانوني إحداث أوسمة عسكرية