بوابة الوفد:
2025-07-13@10:08:11 GMT

المهرجان السنوي

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

ليس من الضروري دائمًا «التطابق» أو حتى «التوافق» مع أفكار ومفاهيم ومواقف جماعية، خصوصًا عندما تتعارض مع «مشروعية إعمال العقل»، لأنها قد تمثل نوعًا من العبث، أو ما يمكن تسميته بـ«ثقافة الضجيج»!

من هذا المنطلق، يكون الحياد «ممنوعًا»، والموضوعية «فرضًا»، والنقد البنَّاء «جائزًا»، وإيثار السلامة «غير مستحب»، ومواجهة مَسَبَّات وتُّهم «المؤلفة قلوبهم» أمرًا «مندوبًا».

قبل أيام، بدأ «المهرجان السنوي» المتكرر، مع «بَيْعَةُ التحريم»، بشأن تهنئة «أشقاء الوطن»، بذكرى ميلاد نبي الله عيسى عليه السلام، لنشهد جدالًا «سخيفًا» على مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، يتبارى فيه «متحذلقون أدْعياء» ومَن ناصَرهم.

مناسبة عظيمة، لا تخلو من غوغائية المتاجرة بالدين، على منابر التكفير والتطرف والمغالاة، لزرع الفتن وخلق الفوضى، وتقديم «صورة خَشِنَة» عن سماحة الإسلام، الذي يُعاني من آثار تغلغل «الدِّين الوهابي»!

هؤلاء «الأوصياء على الدين» لا يكتفون فقط بـ«نَعْت» المهنئين بالجهل، بل يمنحون صكوك الكُفر والضلالة على كل مَن يهنئ أشقاءنا في الوطن والإنسانية، لكنهم في المقابل يحتفلون بالأعياد والمناسبات الوطنية، باعتبارها «أيام عبادة وشكر لله»!!

جدل عقيم يتجدد كل عام، يمكننا ملاحظته بسهولة، من خلال انقسام الفتاوى بين مدرستين تمثلان «الأزهرية الأشعرية» و«الوهابية السلفية»، ومَن لحق بهما.. فجاءت فتاوى علمائهما متناقضة، وآراء أتباعهما متضاربة!

مدرسة ترى جواز التهنئة، لأنه «يتوافق مع مقاصد الدين الحنيف ويُبرز سماحته ووسطيته»، فيما تعتقد الأخرى أنه «مُحرّم بالاتفاق، لأنه نوع من موالاة (الكفار) وتشجيعًا لهم على الكفر»، ولذلك «لا يجوز مشاركة (النصارى) في أعيادهم، لأنه مَن تشبّه بقومٍ فهو منهم». 

«اختلاف» قد يراه البعض مرونة وسِعَة وحيوية في الفقه الإسلامي، لكننا نراه دليل أزمة، خصوصًا إذا كانت الفتاوى متناقضة في مسألة واحدةٍ وزمان واحدٍ، ما يُحَتِّم بالضرورة تغليب الفتوى للمصلحة العامة، ومراعاة واقع الناس وأعرافهم.

يقينًا، يجب ألا تتضمن تلك المراعاة خللًا في عملية الاستدلال بالقواعد الفقهية، بل الاعتدال بالفتوى، دون تساهلٍ يُضْعِف، أو تشدد يفتن الناس في دينهم، لأنه إذا كان تطويع الفتاوى للواقع السيئ المُخالف للإسلام بمثابة أحد مظاهر أزمة الفتوى، فإن التشدد وعدم مراعاتها للواقع هما مظهرها الأخطر.

لذلك، من غير المقبول استدعاء فتاوى قديمة وانتزاعها من سياقها التاريخي، أو استحضار أخرى من عصور سابقة وإخراجها من إطارها الاجتماعي، دون تمحيص، أو إسقاطها على واقعنا، دون مراعاة مقاصد الشريعة وروح الدين.

أخيرًا.. إن الانشغال المتكرر بالقضايا «الهامشية»، التي تثيرها «ثقافة الضجيج»، تُبدل الأعمال بالأقوال، والتجديد بالتقليد، والإبداع بالاتباع، لذلك نحتاج جهدًا كبيرًا من العلماء المُعْتَبَرين، لكي تكون الفتاوى حاكمةً للواقع لا محكومةً له، وأن تراعي واقع الناس لا مُبَرِّرَةً له.

فصل الخطاب:

يقول الإمام عليّ: «الناس صِنفان.. إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عيد الميلاد المجيد محمود زاهر

إقرأ أيضاً:

المقاومة تفرض واقعًا جديدًا في غزة رغم ترويج الاحتلال للتقدم الميداني

صراحة نيوز- في حين تحاول المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الترويج لتقدم ميداني في قطاع غزة بعد أكثر من 20 شهرًا من الحرب، كشفت تقارير عبرية، أبرزها من موقع “والا”، عن واقع معاكس تمامًا. التقارير تشير إلى تصاعد قدرة المقاومة الفلسطينية على إدارة المعركة بكفاءة عالية، مستندة إلى معلومات استخباراتية دقيقة واستنزاف متواصل في صفوف جيش الاحتلال.

أبرز مؤشر على ذلك كان كمين بيت حانون، الذي أودى بحياة خمسة جنود وإصابة 14 آخرين، بينهم جرحى بحالة حرجة. ووصف تحقيق عسكري إسرائيلي العملية بأنها من أعقد الكمائن التي تعرضت لها القوات في شمال القطاع، حيث تم تفجير ثلاث عبوات ناسفة متتالية، تلتها هجمات نارية مكثفة من عدة محاور بأسلحة خفيفة ومتوسطة.

التحقيقات أظهرت أن القوات الإسرائيلية تحركت في محور “مهيأ” مسبقًا بقصف جوي ومدفعي مكثف، في منطقة زُعم أنها تخضع لسيطرة عملياتية عالية، مما يثير تساؤلات جدية حول فعالية منظومة الرصد والتأمين الإسرائيلية.

تقرير موقع “والا” أكد أن حركة حماس تدير منظومة استخباراتية فعالة تتيح لها رصد تحركات القوات الإسرائيلية بدقة متناهية. وبحسب تقديرات أمنية إسرائيلية، تجمع المقاومة معلومات عبر مراقبة مستمرة تُترجم ميدانيًا إلى عمليات قنص، زرع عبوات ناسفة، وإطلاق صواريخ موجهة، في تنسيق دقيق بين الوحدات القتالية ومراكز القيادة رغم الضربات الجوية المستمرة.

كما أظهرت المعلومات قدرة حماس على تعيين قادة ميدانيين جدد ضمن تسلسل هرمي صارم يضمن استمرارية العمليات. وبفضل قدرات تقنية متقدمة، تشمل أجهزة رؤية ليلية ووسائل مراقبة حديثة، تمكنت المقاومة من تنفيذ كمين معقد في منطقة مليئة بالألغام وتحكم إسرائيلي جوي مستمر.

ونقل التقرير عن ضابط احتياط إسرائيلي بارز تحذيره من تأثير الظروف المناخية القاسية في غزة، حيث تؤدي الحرارة والرطوبة العالية إلى إرهاق جنود الاحتلال، مما يفتح المجال أمام المقاومة لشن هجمات مباغتة في لحظات ضعف القوات. هذا الإرهاق، إلى جانب تآكل جاهزية الوحدات خاصة القيادات الميدانية، يفاقم تحديات الجيش الإسرائيلي في حرب استنزاف طويلة بلا اختراقات حاسمة.

وفي سياق متصل، سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشر خبر مقتل الجندي الاحتياطي أڤراهام أزولاي في خان يونس، خلال محاولة أسر نفذها مقاومون خرجوا من نفق أرضي. هذا الهجوم يؤكد استمرار اعتماد المقاومة على تكتيكات الأنفاق والهجمات الموضعية ضد القوات والآليات الإسرائيلية، رغم مرور ما يقارب العامين على العمليات البرية التي فشلت في تحييد هذه البنية التحتية الحيوية للمقاومة.

مقالات مشابهة

  • لحماية التقاليد والخصوصية.. فرق خاصة تضبط هواتف الضيوف في حفلات الزواج!
  • فوائد التين الطازج قبل النوم
  • الأردن في مرآة الأدب العالمي من التشخيص إلى الإنقاذ
  • قراءة استراتيجية في انعكاسات نتائج الحرب الإسرائيلية الإيرانية على المنطقة واليمن خصوصًا .. ما بعد هزيمة إيران..
  • الدمج في المدارس الأردنية واقع متصور ومستقبل مدروس
  • عدن.. وفرة في الأسواق وأزمة في القدرة الشرائية
  • مقتل ملاكم عراقي على يد شقيقه يهز كركوك
  • المقاومة تفرض واقعًا جديدًا في غزة رغم ترويج الاحتلال للتقدم الميداني
  • ياسمين الخطيب تشيد بعمرو دياب: علم جمهوره احترام الخصوصية
  • المؤبد للمتهم بترويج وتعاطي المخدرات بالخصوص