موقع 24:
2025-06-06@23:52:21 GMT

غطرسة القوة الأمريكية

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

غطرسة القوة الأمريكية

استمرار التدمير الإسرائيلى فى غزة مشهد ليس جديداً على مواطنى الدول العربية.

فمنذ عقود طويلة ساند الاستعمار زرع الكيان الصهيونى ليكون طليعة استعمارية ثابتة ومتوسعة تغنى الغرب عن شن الحملات المتواصلة للسيطرة على المنطقة وثرواتها. تدمير غزة وغيرها من دول المنطقة يتم بأسلحة أمريكية. تجرب الترسانة الأمريكية أسلحتها فى قتل شعوبنا.

وتطبق أمريكا علينا سياسة الإذعان. لم ترَ الشعوب العربية خاصة وشعوب الشرق الأوسط عامة أى خير من أمريكا. بل وجدت منها القتل والتدمير وخلقت عداء دائماً بينها وبين المسلمين الذين ينتظرون الفرصة للانتقام مما فعلته ببلادهم.
تتعامل أمريكا مع السياسة الدولية بمنطق الغطرسة واستخدام القوة المفرطة لتحقيق أهدافها ومصالحها. بعض الأخيار من الأمريكان من أصحاب الرؤية الواضحة يعرفون أن إداراتهم المتعاقبة فى الحكم تكرر الأخطاء مما يفقد هذه القوة العظمى التى كان يمكن لها أن تصلح العالم بنسبة كبيرة، الكثير من المكاسب الإيجابية.
يقول وليم فولبرايت، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ فى ستينات القرن العشرين فى كتاب له بعنوان «غطرسة القوة»: «إن الكثير من الإمبراطوريات الكبرى فى الماضى انهارت لأن زعماءها لم يمتلكوا الحكمة ولا الحصافة لاستخدام قدرات بلادهم على النحو الصحيح. وقد وصلنا اليوم -ستينات القرن العشرين- إلى نقطة تاريخية تواجه فيها الدولة الكبرى خطر فقدان الرؤية بشأن ما يدخل فى نطاق قدراتها وما لا يدخل. وفى القرون الماضية شرعت الأمم التى واجهت نفس اللحظة التاريخية الحرجة فى القيام بما يفوق قدراتها، وبسبب التوسع المبالغ فيه انحسرت قوتها وانهارت». يتحدث «فولبرايت» منذ ما يقرب من ستين عاماً وكأنه يراقب مشهد السياسة العالمية حالياً وتصرفات الإدارة الأمريكية.
شهدت أمريكا تراجعاً فى أدائها وفى تعاملها فى ملفات المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية وخسرت نقاطاً كثيرة سياسية، توجت بالمصالحة التى عقدتها الصين بين إيران والسعودية وهى بمثابة ضربة عنيفة لأمريكا من اثنين من الأطراف تعدهما فى خانة الخصوم إن لم يكن الأعداء، بينما تعد السعودية من أقرب حلفائها. ومن قبل فشلت أمريكا فى إحياء الاتفاق النووى مع إيران، كما أنها انسحبت من أفغانستان انسحاباً مخزياً. وعلى الصعيد العربى فشلت فى تنفيذ وتفعيل ما سمى بالاتفاق الإبراهيمى أو الديانات الإبراهيمية، حيث رفضت الشعوب العربية وبقية الدول هذا التوجه مدركين أنه ستار مكشوف للتطبيع مع إسرائيل.
أشعلت أمريكا الحرب فى أوكرانيا لتحقيق مكاسب اقتصادية فى الأساس وربما تصل إلى استنزاف روسيا لكنها لم تحقق أهدافها السياسية والاستراتيجية، كما أنها تعادى الصين بشأن تايوان التى اشترت منها أسلحة فى الفترة الماضية بمليارات الدولارات، ورغم ذلك قال الرئيس الصينى علانية وبحزم خلال لقائه مؤخراً بالرئيس الأمريكى إن الصين ستسترد تايوان وتضمها للصين الأم فى كل الأحوال، فمن الأفضل أن تنضم سلمياً بدلاً من استردادها عسكرياً.
ركزت السياسة الأمريكية على مدى عقود على ما يجب منعه.. لا ما يجب دعمه، سعت بكل قواها لمنع التغلغل السوفيتى وأشعلت الحرب بين إيران والعراق وبين العراق والكويت لاستنزاف الجميع وخصصت اعتمادات مالية ضخمة لمحاربة ما أطلقت عليه مسمى الإرهاب.
اتبع صناع القرار فى أمريكا مبدأ القوة الغاشمة والمفرطة فى تطبيق سياساتهم الخارجية خاصة مع شعوب المنطقة العربية والشرق الأوسط، فى الوقت الذى لا يملكون فيه معرفة حقيقية بالمنطقة ولا يملكون بصيرة منطقية استراتيجية لتحقيق الأهداف بدون إيذاء الدول والشعوب بهذا الشكل.
إن أمريكا تطبق سياسات مثيرة للعداء فى الوقت الذى تتمتع كل من الصين وروسيا فى هذه المناطق بعلاقات دافئة وتستعدان إن لم يكن لإزاحة أمريكا ذات المقعد القطبى الواحد، فعلى الأقل لاحتلال مقعديهما فى قمة النظام العالمى، وهو ما يعيد رسم السياسات والخرائط من جديد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال: تحققنا من خلو المبنى قبل مقتل 4 جنود في خانيونس

#سواليف

قالت إذاعة #جيش_الاحتلال الإسرائيلي إن التحقيقات الأولية في حادثة مقتل أربعة من #جنود #الجيش فجر اليوم الجمعة في #خانيونس، أظهرت أنه تم تنفيذ الإجراءات اللازمة للتأكد من خلو #المبنى من #المتفجرات قبل اقتحامه.

وأوضحت الإذاعة، في تقرير لها، أن عملية التأكد من سلامة المبنى نُفذت باستخدام طائرات مسيّرة، وكلاب وحدة “عوكتس”، وجرافات ومعدات هندسية، بالإضافة إلى أسلحة #تفجير مخصصة لهزّ المباني وتفجير العبوات قبل دخول القوة.

وبيّنت التحقيقات الأولية أن “مقاتلي لواء الكوماندوز، الذين استهدفتهم المقاومة فجر اليوم، كانوا ينفذون هجومًا ليليًا في بلدة بني سهيلا بخانيونس، تخلله مداهمة عدد من المباني التابعة لـ “حماس””.

مقالات ذات صلة من الأرشيف .. أرجوحة العيد 2025/06/06

وأضاف التقرير أنه “بعد دقائق قليلة من دخول القوة إلى المبنى، وتحديدًا حوالي الساعة 6:10 فجرًا، انفجرت عبوة ناسفة داخله، ما أدى إلى انهياره فوق عناصر القوة”.

وأسفر انفجار العبوة الناسفة وانهيار المبنى عن مقتل أربعة جنود وإصابة خمسة آخرين، أحدهم في حالة خطيرة، بينما وُصفت إصابات الآخرين بالمتوسطة، وفق رواية جيش الاحتلال.

من جهتها، أعلنت وسائل إعلام عبرية، صباح اليوم الجمعة، عن مقتل وإصابة 12 جنديًا من قوات الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة تفجير مبنى أثناء عملية اقتحام نفذتها قوة مشاة خاصة في مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة. وتواصل فرق الإنقاذ الإسرائيلية عمليات البحث وسط أنباء عن وجود جنود عالقين تحت الركام.

وبحسب مصادر إعلامية قريبة من المقاومة، نقلًا عن منصات تابعة للمستوطنين، فإن وحدة إسرائيلية من النخبة وقعت في “كمين قاتل وخطير” نصبته المقاومة في أول أيام عيد الأضحى، ما أدى إلى انهيار المبنى فوق القوة المتوغلة داخل أحد أحياء #خانيونس.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال: تحققنا من خلو المبنى قبل مقتل 4 جنود في خانيونس
  • المعادن النادرة بين السياسة والصناعة.. كيف هزت الصين الأسواق العالمية؟
  • أكاديميون يناقشون أزمة السياسة والأحزاب في المغرب.. أزمة فعل أم أزمة صورة
  • الصين: الرسوم الجمركية الأمريكية على المعادن تعرقل سلسلة الإمداد
  • ترامب يرشح الأدميرال براد كوبر لقيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط والفريق أندرسون لإفريقيا
  • حزب الوعي: زيارة الرئيس السيسي للإمارات رسالة بثبات السياسة الخارجية لمصر
  • الخارجية الأمريكية: النزاع في السودان يهدد المنطقة ولا حل عسكرياً
  • مدبولي: السياسة النقدية وسعر الصرف المرن يحققان نتائج إيجابية تفوق التوقعات
  • أمريكا توافق على انضمام إيران لتخصيب اليورانيوم خارج أراضيها والمملكة مرشحة كمركز إقليمي
  • FT: يفضل ترامب لغة التهديد في السياسة الخارجية.. ويتراجع عن التنفيذ