اختتام العام التدريبي 2023م بقوات خفر السواحل بحضرموت
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
المكلا (عدن الغد) خاص:
اختتمت قوات خفر السواحل بحضرموت، اليوم في مديرية الريدةوقصيعر، العام التدريبي 2023م، بالدورة التنشيطية والتأهيلية لأفراد القطاع الشرقي، برعاية قائد قوات خفر السواحل بحضرموت العقيد محمد عمر بامهير.
وتلقى المشاركون في الدورة التي استمرت من 13 وحتى 27 ديسمبر، تدريبات في اللياقة البدنية والقوة الجسمانية وتدريبات ومناورات عسكرية، بالإضافة إلى تدريبات في مجال الإخلاء والإنقاذ، وكيفية حماية المناطق البحرية، وطرائق تأمين السواحل من أي تهديدات أمنية، وكذا محاضرات توعوية في المفاهيم العسكرية لتعزيز روح الانتماء والوطنية لدى الأفراد.
وتخلل حفل الاختتام عرضًا عسكريًا قدمه الأفراد المشاركين في الدورة، مجسدين خلال العرض لوحة تؤكد جاهزية القوات واستعدادها لتنفيذ المهام العسكرية، ومدى تلاحمهم واصطفافهم خلف قيادتهم الرشيدة.
ونقل قائد القطاع الشرقي الرائد ايراد باحشوان تحيات العقيد محمد عمر بامهير قائد قوات خفر السواحل بحضرموت، واشادته بنجاح الدورة النوعية، وبالجهود التي يبذلها قيادة وأفراد القطاع الشرقي على مختلف المستويات لحماية وتأمين المدخل الساحلي الشرقي للمحافظة.
وعبّر الرائد باحشوان عن خالص شكره وتقديره للمدربين والمشاركين في الدورة وكل من أسهم في إنجاحها، حاثًا المشاركين على الاستفادة القصوى من المعارف والمفاهيم العسكرية وعكسها على الجانب العملي، ونقلها إلى جميع الأفراد بالقطاع.. منوهًا بالمهام التي تقع على عاتق منتسبي قوات خفر السواحل، وكفاءة الأفراد وتلاحمهم، ما أدى لتحقيق الإنجازات والنجاحات العسكرية.
إعلام خفر السواحل
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: قوات خفر السواحل بحضرموت
إقرأ أيضاً:
مفارقة التقتير: حين يتحوّل الادخار إلى تهديد اقتصادي
في الثقافة المالية ننادي دائمًا بالادخار والتوفير الذي يعد سلوكًا محمودًا يدل على الحصافة وبُعد النظر. فحين يُحجم الفرد عن الاستهلاك المفرط، ويوجه دخله نحو الادخار أو الاستثمار؛ فإنه غالبًا ما يجني ثماره مستقبلًا من خلال بناء ثروة شخصية تؤمّن له الاستقلال المالي والاستقرار على المدى الطويل.
لكن هذه الفكرة -رغم صحتها على المستوى الفردي- لا تسري بالكيفية نفسها على المستوى الجماعي، وهنا يظهر ما يُعرف في الاقتصاد بـ«مفارقة التقتير» أو Paradox of Thrift، وهي المفارقة التي وثّقها لأول مرة الاقتصادي البريطاني الشهير جون ماينارد كينز خلال تحليله لأسباب الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين.
تتمثل المفارقة في أن محاولة كل فرد في المجتمع زيادة مدخراته عن طريق خفض استهلاكه تؤدي -إذا عُمّمت- إلى انخفاض الطلب الكلي على السلع والخدمات، وهذا الانخفاض في الطلب ينعكس سلبًا على الإنتاج والمبيعات، ما يؤدي بدوره إلى تراجع الأرباح، وتسريح العمال، وانخفاض الدخول، وبالتالي انخفاض قدرة الأفراد على الادخار، أي أن محاولتهم للتوفير قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
الفكرة الأساسية التي تنطلق منها هذه المفارقة هي أن «إنفاق شخص هو دخل شخص آخر». عندما تعمل مشروع صيانة لمنزلك -على سبيل المثال- فأنت بذلك تفتح باب رزق لسلسلة غير نهائية من الأفراد والمؤسسات، من موردين ومزوّدي خدمة، ومهندسين، وبنّائين، وسبّاكين، وكهربائيين، ومورّدي مواد بناء...إلخ. فعندما تشتري خدمة أو منتجًا فإنك تسهم في دخل الشركة أو الفرد الذي قدّمه، ما يحرّك عجلة الاقتصاد. وإذا توقّف الجميع عن الاستهلاك جفّت مصادر الدخل، وأُصيب الاقتصاد بالركود أو الكساد.
لا تعني هذه المفارقة أن الادخار سلوك خاطئ، بل تؤكد أهمية التوازن؛ فبينما يحتاج الأفراد إلى بناء احتياطي مالي للمستقبل يحتاج الاقتصاد إلى دوران المال وتحريكه بشكل مستمر. لذا؛ فالتخطيط المالي الصحي لا يقتصر على التوفير فقط، بل يشمل الإنفاق الواعي، والمساهمة في الاقتصاد المحلي.
وفي النهاية؛ تُذكّرنا مفارقة التقتير بأن السياسات الاقتصادية الفعالة يجب أن تراعي السلوك الفردي ضمن السياق الجمعي، وأن التوازن بين الادخار والاستهلاك هو مفتاح الاستقرار، سواء على مستوى الأسرة أو مستوى الدولة، وصدق عز من قائل: «وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا».
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية