قالت سمر إبراهيم الكاتبة المتخصصة في الشأن السوداني، إن بيان وزارة الخارجية المصرية بمطالبة المصريين في السودان بالمغادرة لاستشعارها بالخطر جاء في محله.

السودان.. الدعم السريع بأعمال نهب السيارات والمنازل في ود مدني البحث عن ملجأ .. "ذعر تام" فى السودان مع تحرك القوات شبه العسكرية جنوبًا

وأكدت سمر إبراهيم خلا مداخلة هاتفية مع برنامج "التاسعة"، المذاع القناة "الأولى"، مساء الأربعاء: "مع زيادة حالة الاستنفار والتحفيز الشعبي  في السودان هناك خطورة أن يتحول الأمر لحرب أهلية وذلك بعد دخول الدعم السريع مدينة ود مدني والوضع ينذر بخطر كبير.

الوضع بلغ مرحلة شديدة التعقيد والخطورة

وأكدت أنه كلما مر الوقت كلما ضاعت فرص السلام، فالوضع بلغ مرحلة شديدة التعقيد والخطورة، موضحة أن هناك  حالة استنفار وتحشيد شعبي في السودان  ودخول قبائل على خط الصراع  والدعم السريع يحاول الاعتماد على حاضنته الاجتماعية.

ولفتت إلى أن قبائل الشرق تحاول أن تدافع عن نفسھا خوفا من قوات الدعم السريع لأنها حينما تدخل أي مكان تقتل وتنهب وتغتصب النساء وتنتهك البيوت.

دفعت الحرب الدموية، بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع شبه العسكرية، في الخرطوم خلال الأشهر الثمانية الماضية نصف مليون شخص إلى البحث عن ملجأ جنوبا، في هذه الولاية الزراعية التي كانت حتى وقت قريب بمنأى عن العنف.

ولكن في الآونة الأخيرة، بدأت قوات الدعم السريع ، التي تسيطر على معظم العاصمة، تتقدم على طول الطريق السريع الذي يربط العاصمة بود مدني، وتستولي على قرية تلو الأخرى وترهب سكانها.

في 15 ديسمبر/كانون الأول، هاجموا ود مدني، مما أجبر أكثر من 300 ألف شخص على الفرار مرة أخرى، داخل ولاية الجزيرة ولكن أيضا إلى ولايتي سنار والقضارف المجاورتين، وفقا للأمم المتحدة.

ومنذ ذلك الحين، واصلت قوات الدعم السريع، انحدارها بلا هوادة جنوبا.

وشوهدوا السبت "على بعد 15 كيلومترا شمال سنار"، و140 كيلومترا جنوب ود مدني، بحسب ما أفاد شهود عيان وكالة فرانس برس.

نهب الأسواق وإطلاق النار العشوائي

وأفاد شهود آخرون أن "طائرات الجيش قصفت تجمعات قوات الدعم السريع في شمال المدينة.

منذ البداية المفاجئة للصراع في 15 نيسان/أبريل، لعب الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان بشكل أساسي ورقته الرابحة الجوية.

من ناحية أخرى، يفضل الدعم السريع محمد حمدان دقلو القوات المتنقلة التي تطفو على شاحنات صغيرة.

في كل مكان يذهبن إليه، تخشى النساء والفتيات "العنف الجنسي، وهو تهديد متكرر" في السودان، حسب منظمة إنقاذ الطفولة غير الحكومية.

وفي سوق الحساهيسة، تفتح أبواب الأكشاك وتنتشر البضائع التي لا تهم اللصوص على الأرض، بحسب صحافي في وكالة فرانس برس.

"هل جاءت قوات الدعم السريع لمحاربتنا، نحن المواطنين، أم لمحاربة الجيش؟" سأل عمر حسين البالغ من العمر 42 عاما وكالة فرانس برس ، حيث تم نهب أو تدمير متاجر ومركبات تابعة لعائلته.

وفي سوق آخر، هو تامبول، في منتصف الطريق بين الخرطوم ود مدني، اقتحمت القوات شبه العسكرية السوق وأطلقت النار عشوائيا، حسبما أفاد شهود.

"تم تفتيش كل غرفة"

ووفقا للأمم المتحدة، أودى الصراع بحياة 12,000 شخص، وهو رقم من المؤكد أنه تم التقليل من شأنه إلى حد كبير بالنظر إلى مدى عزل مساحات كاملة من البلاد عن بقية العالم.

كما أدى إلى نزوح 7.1 مليون شخص، بينهم 1.5 مليون في البلدان المجاورة، حسبما قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الخميس، واصفا "أكبر أزمة نزوح في العالم".

والجمعة، أعرب مجلس الأمن الدولي عن "قلقه" إزاء تصاعد العنف في السودان، بينما "أدان بشدة" الهجمات ضد المدنيين وامتداد النزاع "إلى المناطق التي تستضيف أعدادا كبيرة من النازحين".

ومنذ بداية الحرب، تبادل المعسكران المتنافسان الاتهامات بمهاجمة المدنيين.

وهكذا، تقول رباب، التي أخفت أيضا لقبها، عندما "أطلقت القوات شبه العسكرية الرصاص أمام المنزل قبل الدخول، شعرنا جميعا بالذعر".

وقالت لوكالة فرانس برس "لم يغادروا إلا بعد تفتيش كل غرفة".

وفوجئ الطيب، وهو من سكان قرية بالقرب من الحساهية، عندما سألته القوات شبه العسكرية "سؤالا غريبا: أرادوا أن يعرفوا كيف حصلت على المال لبناء منزلي، الذي ورثته عن والدي وبنيته قبل 35 عاما".

إجابة ، على أي حال ، لن تهم المقاتلين كثيرا.

والسبت، قتل ثمانية أشخاص برصاص قوات الدعم السريع في قرية أرتادهوا لأنهم عارضوا النهب، بحسب ما أفاد شهود عيان وكالة فرانس برس.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السودان أزمة السودان حرب السودان الخرطوم بوابة الوفد القوات شبه العسکریة قوات الدعم السریع وکالة فرانس برس فی السودان ود مدنی

إقرأ أيضاً:

الأبيض: خطوات هاربة من حرب لا تهدأ ومدينة تقترب من الهاوية

منتدى الإعلام السوداني

أمل يحيى

الأبيض، 10 ديسمبر 2025 (شبكة إعلاميات)- شهدت مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، نزوحًا متكررًا للمدنيين في الأيام الماضية، وسط حالة هلع وخوف من استمرار الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع. وبعد سقوط مدينة الفاشر غربي البلد، ازدادت مخاوف المدنيين، خاصة في ثنايا أحداث مدينة بارا التي وقعت على بعد كيلومترات قليلة من مديمة الأبيض.

أجبرت هذه الأحداث العديد من الأسر على ترك منازلها والبحث عن الأمان في مدن أخرى. بعضهم توجه إلى ولاية النيل الأبيض، مدينة كوستي، بينما اتجه البعض الآخر إلى العاصمةالخرطوم برغم ما فيها من متاعب.

يروي النازحون قصصًا عن الخوف والهلع الذي عاشوه في مدينة الأبيض، حيث تعرضت المدينة لهجمات متكررة من قبل قوات الدعم السريع. يقول أحد النازحين: “تركنا كل شيء وراءنا، فقط لنجد الأمان”.

وأفادت إسراء إبراهيم، وهي نازحة من مدينة الأبيض وأرملة، بعد أن فقدت زوجها قبل خمسة أشهر إثر مسيّرة أطلقتها قوات الدعم السريع، أنها لجأت إلى منزل والدتها عقب الحادثة. وأضافت أنه خلال الشهر الماضي كثّفت قوات الدعم السريع ضرباتها على المدينة بالتزامن مع دخولها إلى مدينة بارا وسقوط الفاشر، مما أدخل الرعب في نفوس السكان ودفعهم لاتخاذ قرار الفرار.

تقول إسراء: “قررنا الخروج لأننا ندرك أنه كلما تقدّم الجيش، ازدادت الضربات الجوية على المدينة. كما نعلم أننا نعيش في حرب تتغير معطياتها كل يوم”. وأوضحت أنها توجهت إلى منطقة الكلاكلة، الدخينات،بالخرطوم حيث تقطن ابنة عمها، بحثًا عن الأمان.

أدى التصعيد العسكري إلى موجات نزوح واسعة وسط السكان، إضافة إلى صعوبات كبيرة في التنقّل نتيجة الانفلات الأمني

إيناس محمد، ربة منزل وأرملة، نازحة من مدينة الأبيض إلى الخرطوم، روت قصتها لشبكة إعلاميات، قائلة إنها قررت السفر إلى الخرطوم خوفًا من الضرب المستمر للمسيرات وازدياد خوفها بعد أحداث بارا. “قررت النزوح خوفًا على نفسي وعلى أطفالي، خاصة بعد انتشار أخبار عن دخولهم لبعض قرى الأبيض”، قالت إيناس، التي فقدت زوجها في الضربة الأخيرة بمدينة الأبيض.

سليمان علي، نازح من الأبيض، قال “شاهدنا ما حدث في الفاشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما جعلني أعتقد أن الأبيض هي الهدف التالي. الوضع في الأبيض أصبح لا يطاق، الخدمات توقفت والوضع الاقتصادي في الحضيض. لذلك قررت الخروج مع أسرتي في رحلة نزوح عكسي، بعد أن كنت قد نزحت من الخرطوم إلى الأبيض في بداية الحرب، والآن أعود إلى الخرطوم مرة أخرى.

جهود مستمرة لتقديم الخدمات

قالت مندوبة من منطقة الكلاكلة – فضّلت حجب اسمهاإن المحلية، بالتنسيق مع قسم الرعاية الاجتماعية، أصدرت توجيهات ببدء حصر وتسجيل النازحين القادمين من بارا والفاشر والأبيض، بهدف توفير الخدمات الضرورية لهم. وأضافت أن مناديب قطاع الكلاكلة شرعوا في تنفيذ عملية المسح الميداني وتسجيل الأسر النازحة، مشيرة إلى أن العملية ما تزال متواصلة حتى الآن.

ذكرت الحاجة نعيمة، من سكان الكلاكلة، أن معظم أهالي الحي يبذلون جهودًا كبيرة لمساعدة النازحين القادمين من بارا والأبيض. وأوضحت أن بعض السكان يوفرون لهم الأثاث وأدوات المطبخ الأساسية، مشيرة إلى أن عددًا من النازحين يقيمون في منازل أصحابها غير موجودين حاليًا، حيث يتولى أهل الحي مساعدتهم في العثور على المنازل الخالية المناسبة لإيوائهم. كما تمت توعيتهم بمداخل المنطقة وأسواقها لتسهيل اندماجهم وتلبية احتياجاتهم اليومية.

واقع ميداني معقد يتفاقم يوما بعد يوم

تدهورت الأوضاع المدنية في مدينة الأبيض بشكل حاد في ظل القصف المكثف الذي تنفّذه قوات «الدعم السريع» وتصاعد العمليات العسكرية في محيط المدينة. هذا التصعيد أدى إلى موجات نزوح واسعة وسط السكان، إضافة إلى صعوبات كبيرة في التنقّل نتيجة الانفلات الأمني. وتعيش الأبيض حالة من التوتر المتصاعد مع تزايد الحشود العسكرية لـ«الدعم السريع» حولها، بينما تفيد تقارير محلية بأن الجيش السوداني يواصل عمليات الدفاع عن المدينة في محاولة لصدّ الهجمات.

حتى الآن، تعيش مدينة الأبيض حالة من التوتر المتصاعد مع تزايد الحشود العسكرية وتدفع سكانها إلى النزوح المهين

في الأشهر الماضية كثّفت قوات الدعم السريع ضرباتها الجوية على مدينة المدنية، ما أدّى إلى وقوع حالات قتل نتيجة استهدافها بالطائرات المسيّرة. ففي مطلع نوفمبر، أسفرتإحدى هذه الهجمات عن مقتل 40 شخصًا كانوا يشاركون في مراسم عزاء، وذلك وفق ما أعلنته الأمم المتحدة.

مع تزايد العمليات العسكرية في محور شمال كردفان، تبقى مدينة الأبيض هدفًا استراتيجيًا للطرفين نظرًا لأهميتها الميدانية. ومع استمرار الحصار، تعاني المدينة من ارتفاع أسعار السلع ونقص حاد في الخدمات، إضافة إلى حالة من الخوف والقلق بين السكان، مصحوبة بموجات نزوح متواصلة.

ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد (شبكة إعلاميات). تعكس المادة تدهورت الأوضاع في مدينة الأبيض في ظل القصف المكثف الذي تنفّذه قوات «الدعم السريع» وتصاعد العمليات العسكرية في محيط المدينة.

 

الوسومآثار الحرب في السودان مدينة الأبيض منتدى الإعلام السوداني ولاية شمال كردفان

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تفرض عقوبات على قيادات قوات «الدعم السريع» في السودان
  • بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع
  • بريطانيا تفرض عقوبات على 4 قادة في الدعم السريع بينهم شقيق حميدتي
  • بريطانيا تفرض عقوبات على قادة الدعم السريع بسبب عمليات قتل جماعي في السودان
  • المملكة المتحدة تفرض عقوبات على قيادات من "الدعم السريع" بالسودان
  • هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟
  • واشنطن تعاقب شبكة تجند مقاتلين كولومبيين للقتال مع الدعم السريع في السودان
  • الأبيض: خطوات هاربة من حرب لا تهدأ ومدينة تقترب من الهاوية
  • اتهامات أمريكية للدعم السريع.. جرائم واعتداءات صادمة
  • الدعم السريع تسيطر على حقل هجليج للنفط والسلطات تغلق الحقل واجلاء الشركات الصينية والعاملين “فيديو”