اجتاحت الحروب والكوارث الطبيعية منطقة الشرق الأوسط بشكل متزايد طوال عام ٢٠٢٣، مما زاد من الضغط على البلدان المتضررة بالفعل من تدهور الظروف الاقتصادية والمتأثرة بالطقس القاسى الذى يغذيه تغير المناخ.

وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إنه بحلول نهاية العام، اجتمع عدد كبير من رؤساء الدول لحضور محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، COP٢٨، فى دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة.

فيما تتواصل الحرب المشتعلة فى قطاع غزة بين إسرائيل وحماس. وفى الوقت نفسه، كانت آثار الصراعات الأخرى وعدم اليقين السياسى تغلى فى جميع أنحاء الشرق الأوسط الأوسع.

الحملات العسكرية الأكثر تدميرًا فى التاريخ الحديث
ففى قطاع غزة شنت إسرائيل خلال الأيام الماضية ضربات مكثفة فى وسط وجنوب القطاع، بعد توسيع هجومها ضد حماس ليشمل المزيد من المناطق التى طلب فيها الجيش من الفلسطينيين البحث عن مأوى فى وقت سابق من الحرب.

وأفاد السكان عن قصف عنيف على مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، يوم الأربعاء الماضي، وفى مدينة خان يونس الجنوبية وبلدة رفح الجنوبية، وهى مناطق لجأ إليها عشرات الآلاف بعد أن تم قصف جزء كبير من شمال غزة وتحول إلى أنقاض؛ إذ قال رامى أبو مصعب، متحدثًا من مخيم البريج، "لقد كانت ليلة الجحيم.. حيث كان يحتمى منذ فراره من منزله فى شمال غزة.. لم نشهد مثل هذا القصف منذ بداية الحرب".

ومع تسوية جزء كبير من شمال غزة بالأرض، يخشى الفلسطينيون أن ينتظرهم مصير مماثل فى مناطق أخرى، بما فى ذلك خان يونس؛ إذ شنت القوات الإسرائيلية عمليات برية فى أوائل ديسمبر، ومجموعة من مخيمات اللاجئين المبنية فى وسط غزة حيث تحول التركيز هذا الأسبوع.

ويعد هذا الهجوم أحد أكثر الحملات العسكرية تدميرًا فى التاريخ الحديث؛ إذ قتل أكثر من ٢١١٠٠ فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، من بينهم ما يقرب من ٢٠٠ شخص خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية، وفقا لوزارة الصحة فى غزة التى تسيطر عليها حماس، ولا يفرق العدد بين المدنيين والمقاتلين.

ويقول مسئولون فى الأمم المتحدة إن ربع سكان القطاع يتضورون جوعا فى ظل الحصار الإسرائيلى الذى يسمح بدخول القليل من الغذاء والماء والوقود والأدوية وغيرها من الإمدادات.

وفى الأسبوع الماضي، دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تسريع عملية تسليم المساعدات على الفور، لكن لم تظهر أى علامات تذكر على التغيير. ولم يكن لدعوات الولايات المتحدة لإسرائيل للحد من الخسائر فى صفوف المدنيين، والضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار، أى تأثير يذكر.

وتلقى إسرائيل باللوم على حماس فى ارتفاع عدد القتلى المدنيين فى غزة لأن المسلحين ينشطون فى مناطق سكنية كثيفة. ويقول الجيش إنه قتل آلاف المسلحين، دون تقديم أدلة، وإن ١٦٤ من جنوده قتلوا منذ بدء الهجوم البري.

ركود اقتصادى بسبب الحرب 
وذكرت الوكالة الأمريكية أن الحرب فى غزة أدت إلى ركود اقتصاد الشرق الأوسط وهددت بإشعال صراع إقليمى أوسع، مع انتشار الاحتجاجات بجميع أنواعها حول القتال فى جميع أنحاء العالم.

زلزال مدمر يضرب سوريا وتركيا
وبدأت الأحداث المدمرة فى عام ٢٠٢٣ مع برد الشتاء يوم ٦ فبراير، حيث ضرب زلزال بقوة ٧.٨ درجة سوريا وتركيا، أعقبته سلسلة من الهزات الارتدادية القوية لعدة أيام.

وقدرت الأمم المتحدة فى وقت لاحق أن الهزات الأرضية أودت بحياة نحو ٥٠ ألف شخص، غالبيتهم العظمى فى تركيا. كما أدى الزلزال إلى سقوط آلاف المبانى وزاد من البؤس فى المنطقة التى دمرتها الحرب الأهلية المستمرة منذ ١٢ عاما فى سوريا وأزمة اللاجئين.

وألقى الكثيرون باللوم على قوانين البناء المتساهلة فى تركيا، فضلًا عن استجابة الحكومة البطيئة هناك، فى تفاقم الأزمة.

زلزال بقوة ٦.٨ درجة جبال الأطلس المغربية
وفى ٨ سبتمبر ٢٠٢٣، ضرب زلزال بقوة ٦.٨ درجة جبال الأطلس المغربية، مما أسفر عن مقتل أكثر من ٢٩٠٠ شخص.

وتركت المنازل المبنية من الطوب اللبن فى المنطقة أولئك المحاصرين تحت القليل من الهواء، مما أعاق عمليات الإنقاذ.

عاصفة مطيرة شديدة فى ليبيا
وفى ليبيا المجاورة، غمرت عاصفة مطيرة شديدة يوم ١١ سبتمبر سدين وأرسلت المياه إلى مدينة درنة الشرقية، كما جرفت أحياء بأكملها مليئة بالناس إلى البحر الأبيض المتوسط.

وتحدث مسئولون حكوميون ووكالات إغاثة عن أعداد مختلفة من القتلى تراوحت بين نحو ٤٠٠٠ وأكثر من ١١٠٠٠. فيما تظاهر متظاهرون غاضبون ضد المسئولين الحكوميين فى ليبيا التى لا تزال مقسمة بعد أحداث الربيع العربى عام ٢٠١١ ومقتل معمر القذافي، قائلين إن المشاكل فى السد كانت معروفة قبل وقوع الكارثة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشرق الأوسط تغير المناخ قطاع غزة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

القتل بين الجدران.. موجة جرائم أسرية مرعبة تجتاح اليمن (تقرير)

تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة الجرائم الأسرية في اليمن، وباتت حوادث قتل الأقارب تتكرر بشكل مروّع، لاسيما في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية.

وتشير الإحصائيات إلى تصاعد ملحوظ في جرائم العنف الأسري التي يقف خلف الكثير منها عناصر ومقاتلو الحوثي، ممن تأثروا ببرامج التعبئة والدورات الطائفية التي تغذي مفاهيم العنف والكراهية، في ظل غياب المعالجات والدعة النفسي والاجتماعي، وسط أجواء حرب شاملة وانقسام داخلي يفاقم حالة الفوضى ويمزق النسيج الاجتماعي.

وترتبط هذه الجرائم بعدة عوامل، من أبرزها نهب مليشيا الحوثي لرواتب الموظفين واتساع رقعة الفقر، وانعدام فرص العمل جراء استمرار الحرب، وانتشار المخدرات والإدمان، بالإضافة إلى انخراط بعض الشباب في صفوف الميليشيا، فضلًا عن الخلافات الأسرية المتراكمة.

وأكد أحد الأخصائيين الاجتماعيين أن غياب العدالة، وانهيار مؤسسات الدولة وعلى رأسها القضاء والشرطة، منذ انقلاب الحوثيين، ساهم في تفشي هذه الجرائم بشكل غير مسبوق، ما يُنذر بأزمة اجتماعية خانقة.

وفي ما يلي أبرز جرائم القتل الأسرية التي تم رصدها في المناطق المحررة والخاضعة لسيطرة الميليشيا الحوثية، منذ مطلع مايو وحتى الأسبوع الأول من يونيو 2025:

6 يونيو 2025 (أول أيام عيد الأضحى):
أقدم الشاب (رائد عبدالله بوصيان العقيلي)، المصاب باضطرابات نفسية، على اقتحام منزل عمه في جراذان بمديرية حريب، محافظة مأرب، وفتح النار على أفراد أسرته أثناء تجمعهم للتهنئة بالعيد ما أسفر عن مقتل ثلاثة من أعمامه وطفل، وإصابة ثلاثة آخرين. وتدخّل الأهالي وتمكنوا من قتل الجاني ميدانيًا. الحادثة خلفت خمسة قتلى من أسرة واحدة في يوم يُفترض أن يكون يوم فرح.

4 يونيو 2025 – محافظة حجة:
أطلق عنصر حوثي يُدعى (حافظ حسن عمر الخميسي) 12 رصاصة على زوجته الحامل في شهرها الثامن، ما أدى إلى مقتلها على الفور، وذلك في مديرية خيران. أصيب الجاني في قدمه بعد ارتداد إحدى الرصاصات.

31 مايو 2025 – محافظة إب:
قُتل المواطن (صادق عبده عبدالله شمس الدين) ونجله (علي) برصاص نجل أخت الأول، في جريمة وقعت بإحدى بلدات مديرية فرع العدين.

31 مايو 2025 – محافظة تعز:
أقدم شاب يُدعى (س. ص. ح) على طعن والدته حتى الموت باستخدام سلاح أبيض، وأصاب شقيقه الأصغر، وذلك في منطقة شرعب، وسط ظروف غامضة.

30 مايو 2025 – محافظة عدن:
ذبح المواطن (عايد سمير أحمد ناصر) زوجته عبير (27 عامًا) أمام طفليها بسكين حادة، إثر خلاف أسري يتعلق بتحضيرات العيد، ثم فرّ بمساعدة شقيقه.

30 مايو 2025 – محافظة شبوة:
أقدم الشاب (عبدالكريم ملح) على قتل والده في قرية الحَرْجة بمديرية بيحان، في ظروف غامضة.

26 مايو 2025 – محافظة حجة:
عنصر حوثي يُدعى (عمار إبراهيم علي قربان) عاد من دورة طائفية، هاجم والده المسن بالضرب، ثم أطلق النار على شقيقيه، فقتل أحدهما (عادل) وأصاب الآخر (هاشم).

20 مايو 2025 – محافظة إب:
قتل والد ابنه (مأمون بدر لطف) بأداة حادة في قرية الكُدْف بعزلة الشرائي، مديرية جبلة، بعد مشادة أسرية.

18 مايو 2025 – محافظة إب:
عنصر حوثي يُدعى (بسام محمد علي محمد السادة) أطلق عدة طلقات نارية على والده البالغ من العمر 75 عامًا عقب صلاة الفجر، في عزلة العربيين بمديرية السياني.

18 مايو 2025 – العاصمة صنعاء:
أقدم شاب حوثي يبلغ من العمر 15 عامًا، يُدعى (محمد عبدالله حسان)، على ذبح والده داخل منزلهما في مديرية التحرير، بعد عودته من مركز صيفي طائفي.

18 مايو 2025 – محافظة لحج:
طعن شاب والده بخنجر في مديرية طور الباحة إثر خلاف عائلي بدأ برفض الابن إحضار الماء، وانتهى بجريمة قتل بشعة.

17 مايو 2025 – محافظة حضرموت:
أطلق شاب ثلاثيني النار على والدته (67 عامًا) في مدينة المكلا، ما أدى إلى إصابتها بجراح خطيرة.

17 مايو 2025 – محافظة إب:
أقدم الشاب (بسام محمد علي) على قتل والده السبعيني في مديرية السياني، دون معرفة الأسباب.

10 مايو 2025 – محافظة إب:
طعن الشاب (علي هادي) شقيقه (ردفان هادي) عدة طعنات قاتلة بمنطقة الشعاب، مديرية المشنة، إثر خلاف عائلي.

8 مايو 2025 – محافظة ريمة:
أقدم (حيدر الدسنمي) على قتل والده وخالته (زوجة أبيه) في قرية الحَضّة بعزلة بني الدون، ثم أخفى جثتيهما داخل حظيرة مواشٍ أسفل المنزل.

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية الألماني يكشف عن أرقام مقلقة للجماعات المتطرفة في بلاده: نحتاج إلى رد حازم
  • من الأندلس إلى الشرق الأوسط.. المستعرب الإسباني إغناطيوس غوتيريث يقدم رؤية نقدية تجاه الاستشراق الجديد
  • الأردن من أفضل دول الشرق الأوسط بنمو عدد السياح الدوليين
  • تقرير دولي: الدبلوماسية المصرية تزداد توهجًا ونشاطًا مع تعقُّد أزمات الشرق الأوسط
  • زاخاروفا تسخر من زيلينسكي.. يتوسل العالم للحصول على السلاح
  • «السوربون أبوظبي» تستضيف مؤتمر «جمعية محاضري القانون البيئي»
  • القتل بين الجدران.. موجة جرائم أسرية مرعبة تجتاح اليمن (تقرير)
  • مسؤول بصندوق النقد: التوترات التجارية تخلق طبقات جديدة من التعقيد بالشرق الأوسط
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره التركي تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط
  • الإمارات مركز بارز للتكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط