فهم أعماق اضطرابات الشخصية: تحليل شمولي للصفات والتحديات
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
تعد اضطرابات الشخصية مظهرًا فريدًا ومعقّدًا للصفات والتصرفات التي تميّز فردًا عن غيره، وذلك سواء كانت هذه الصفات نابعة من البيئة المحيطة به أو وارثة بطبيعته. يُطلق على الحالة التي تجمع بين أكثر من صفة اضطرابية اسم "الشخصية السيكوباتية"، والتي تمتاز بتوجيه الفرد للأذى إلى الآخرين بطريقة لا تلتقي بأخلاقيات المجتمع.
وفي هذا السياق، نجد الشخصية السيكوباتية تتسم بالفخر والسعادة عند تسببها في الأذى للآخرين أو دفعهم نحو المشاكل.
أنماط الاضطرابات الشخصيةتظهر أنماط الاضطرابات الشخصية بأشكال متنوعة، ومنها:
الشخصية الفصامية وشبه الفصامية: حيث يغلب الانطواء والتأثر العميق على الشخصية، وتميل للعزلة عن المجتمع.الشخصية المرتابة: تتسم بالشك الدائم والريبة، وتفتقد للثقة بالآخرين، مما يؤدي إلى ملاحقة تصرفات المعارف وربما إلحاق الضرر بهم بعد الشك بخيانتهم.الشخصية الحدية: تتسم بتقلّب المزاج، حيث يتغير المزاج فجأة دون مبرّر واضح.الشخصية العدائية: تميل للابتزاز وتعارض أي قوانين ونظم، ولا تحترم أحدًا.الشخصية النرجسية: شخصية مغرورة تحس بالتفوق وتسعى لكسب القيمة والأهمية بلا اكتراث للآخرين.الشخصية الهستيرية: تتطلع للانتباه والاهتمام، وتسعى للتفاخر بوجودها.الشخصية الاعتمادية: تعتمد بشكل كبير على الآخرين للشعور بالأمان.الشخصية الوسواسية: تميل لحب الكمال والانتباه لأدق التفاصيل.الشخصية المضطربة: شخصية دائما مضطربة، تعاني من تدهور في العمل والوظيفة.الشخصية الاكتئابية: ترفض كل شيء بسبب شعورها الدائم بالاكتئاب غير المبرّر.الشخصية شديدة الحساسية: تعيش في جو من التألم والشعور بأن الجميع يخونها.معالجة اضطرابات الشخصية تعد تحديًا صعبًا، حيث لا يكفي العقوبة والتأنيب للتغلب على هذه الصفات التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الشخصية. يتطلب علاجها التدخل المختص من قبل الخبراء النفسيين، مثل العلاج الجماعي وتكوين وعي أخلاقي، مع فحص جذور المشكلة ومعرفة أسباب ظهورها.
في نهاية هذه الرحلة المفصلة داخل عالم اضطرابات الشخصية، ندرك أن هذه الصفات والأنماط السلوكية تشكّل لوحة فنية معقدة لا يمكن فهمها ومعالجتها بسهولة. إن اختلاف الشخصيات والسياق الذي ينشأ منها يبرز التحديات التي يواجهها الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الشخصية.
إن التعاطي مع هذه الحالات يفرض تحديات كبيرة على المجتمع وعلى الأفراد المتأثرين بها. فالعقوبة وحدها لا تكفي، وإنما يتطلب الأمر فحصًا دقيقًا لجذور المشكلة وفهم الأسباب العميقة التي أدت إلى تشكيل هذه الشخصيات.
من خلال الجلسات الجماعية والتفاهم النفسي، يمكن توجيه الأفراد نحو فهم أعمق لأنفسهم وتأثيرات ماضيهم. يتعين تكوين وعي حول القيم والأخلاق وضرورة التأقلم مع المجتمع بشكل صحيح.
الإضطرابات النفسية تعرف على التحديات وسبل للوقاية والعلاج السلام النفسي: بناء جسر إلى عافية الروح والعقلفي النهاية، تظل العملية العلاجية متكاملة وتتطلب التزامًا وصبرًا، ولكنها تمثل فرصة للتحول وتحقيق التغيير. فالفهم العميق والمساعدة المتخصصة يمكن أن تساهم في إعادة تشكيل الشخصيات وتحسين جودة حياتهم، وبالتالي، تختم هذه الرحلة ببوابة من الأمل والتحول نحو مستقبل أفضل.
جدول مباريات اليوم - تغطية مباشرة لحظة بلحظةالمصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الشخصية السيكوباتية اضطرابات الشخصية اضطرابات الشخصية الشخصية السيكوباتية الشخصیة ا
إقرأ أيضاً:
تحليل عسكري إسرائيلي: الإنجاز ضد إيران لا يلغي إخفاقات 7 أكتوبر
تحدثت تقارير إسرائيلية عن إنجازات واضحة حققتها تل أبيب تجاه القوة العظمى في إيران وذراعها في لبنان، لكن هذه الإنجازات لا تطمس أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، والتي لا تزال تلاحق آثارها الإسرائيليين.
دان أركين الكاتب في مجلة يسرائيل ديفينس للعلوم العسكرية، أكد أنه "رغم كثرة الأحداث التي تتوالى كل بضع دقائق، فمن المفيد أن يأخذ الاسرائيليون بضعة آلاف من الأقدام في مخيّلاتهم كي يروا الصورة الكبيرة من الأعلى، لأن ما حدث بالفعل هنا في الأسابيع الماضية، يُظهر في الصورة دولتين، إحداهما صغيرة ومحاطة بالأعداء، تقاتل على سبع جبهات ضد قوة عظمى قوية، وهي إيران".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الدولتين تضرّرتا، خاصة الصغيرة منهما، بشدة من قبل نظام إسلامي ديني يبلغ عدد سكانه تسعين مليون نسمة، مما يهدد الدولة الصغيرة والعالم الحر بقنبلة ذرية، هذا ما حدث، دون أن تكتمل عملية تقييم الأضرار بعد، ولا توجد معلومات دقيقة حول ما حدث في أعماق "فوردو وأصفهان ونطنز"، ففي طهران جرت جنازات لعشرات القادة العسكريين والعلماء النوويين، ويصعب الاعتياد على جملة مثل "فتحت القوات الجوية الإسرائيلية ممرا لدخول المجال الجوي الإيراني، ويمكنها الطيران بحرية فوقها".
وأشار أن "الضرر الذي لحق بالمعنويات والوعي الوطني والفخر والشرف في إيران لا يمكن قياسه، فعلى مدى سنوات، دارت نقاشات حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة أو تجرؤ على مهاجمتها بمفردها، واليوم لابد من معاقبة عدد لا بأس به من الخبراء الاسرائيليين على خطيئة واحدة مفادها استبعادهم لقدرة إسرائيل على تنفيذ الهجوم لوحدها، فيما ظهرت ردود الفعل في العالم قديمة الطراز وغير مواكبة للعصر، ولا تتضمن أدنى قدر من الفكر الجديد، ورديئة، التي أعلنت أن مهاجمة إيران تشكل "انتهاكاً للقانون الدولي".
وأشار إلى أننا "رغم ما حققناه في إيران، فلا نزال نواجه صعوبات لا تطاق، وعلى رأسهم المختطفون الذين لم يعودوا لمنازلهم بعد، وهذه هي القضية التي تحجب كل إنجاز، فلن يكون هناك أي إصلاح أو بداية جديدة قبل عودة آخر المختطفين الأحياء والأموات لديارهم، لأنه بعد الإنجازات ضد إيران وحزب الله والقضاء على نظام الأسد، يمكننا أن نلاحظ اتجاهاً لا يطاق يتمثل بمحاولة لإضعاف أو طمس أو حتى نسيان تفاصيل كارثة السابع من أكتوبر".
وأكد أنه "يمكننا أن نسمع أصواتاً بالفعل من قبيل كان ذلك اليوم رهيباً، لكننا تغلبنا عليه، قاتلنا بنجاح على سبع جبهات، هزمنا، انتصرنا، سيطرنا، قضينا على البرنامج النووي الإيراني، قادة حزب الله، والنظام في دمشق، كل قادة حماس، لكن هذا اتجاه خبيث نحو نسيان الأمر الأول وهو فشل أكتوبر 2023، بزعم أن الحديث عن موجات الانتصارات والإنجازات، كفيلة بإخفاء أسباب كل ما حدث، وإخفاء دور وذنب من جلبوا كل هذا الشر علينا، بحيث لا يتم إنشاء لجنة تحقيق حكومية تحت أي ظرف، وقد تتمكن لجنة تحقيق حكومية من تحديد المذنبين والمسؤولين الذين سيتم تذكرهم للأبد، وقد يواجهون المحاكمة أيضًا".
وأوضح أنه "ابتداءً من السابع من أكتوبر، أظهر الجيش قدرة على التعافي، وانتقل من الهزيمة والإذلال إلى الهجوم، مع تحقيق نجاحات عسكرية، وهوما حدث بعد حرب 1973، إلا أن الحرب لم تستمر حينها سوى بضعة أسابيع، وانتهى الفشل باتفاقية السلام، وبالطبع بعودة جميع السجناء، وهذه الحرب مستمرة منذ ما يقرب من عامين، والمختطفون ما زالوا بعيدين عن منازلهم، صحيح أن الإشادات تتوالى بما حدث منذ الثامن من أكتوبر، ولكن لا يوجد أي غفران أو عفو عما حدث حتى ذلك اليوم بالنسبة للمستوى السياسي والعسكري".
وأضاف أن "القيادة العسكرية أعربت عن أسفها لما حصل، واستقال كبار مسؤوليها، في حين لم تحرك القيادة السياسية ساكناً، وهذه هي المستويات التي تسعى الآن لجعل الرأي العام ينسى ما سبق السابع من أكتوبر، والجمهور متعب، وتتزايد التساؤلات حول "ماذا نفعل في غزة"، وهناك بدايات لمنظمات أمهات الجنود النظاميين، ويعاني الكثيرون من صعوبات اقتصادية ومعيشية، وأصبح الآلاف بلا مأوى، ولن تأتي الحلول إلا بعد سنوات، وهناك عائلات المختطفين والمهجرين وعائلات تنعي أبناءها القتلى في غزة".
وحذر من "عمل آلات السمّ على خلق آليات لنسيان كارثة السابع من أكتوبر، وإخفاء ما حدث بالضبط، وتشويه الأحداث، لكن الزعماء الحقيقيين في الرأي العام ووسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية أن يتحركوا ضد هذا الاتجاه، فهناك من يريد أن ينسينا ما حدث بالضبط في السابع من أكتوبر، ولا يريدون سوى أن تبقى لنا ذكرى ضبابية وغير واضحة، وليس ذكرى تشير للجناة الحقيقيين، وتحكم عليهم بالعار، ولا ينبغي أن نسمح بحدوث هذا".