جامعة الدول العربية: الاستقرار انهار في السودان والشعب وحده يدفع الثمن (فيديو)
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
قال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن الاستقرار انهار في السودان، والشعب السوداني وحده يدفع الثمن.
أستاذ العلوم السياسية: مصر تنتهج دبلوماسية القمة لحل المشكلات في السودان حرب غزة ونزيف السودان.. أحداث هزت المنطقة العربية في ٢٠٢٣
وأضاف حسام زكي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي خالد أبو بكر، ببرنامج كل يوم، المذاع على فضائية أون، مساء اليوم الجمعة : "حاولنا مع أطراف كثيرة تهدئة الأوضاع في السودان لكن الأمور صعبة”.
وتابع الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية: "أغلبية المدن والولايات حدثت بها مشكلات كبرى، وعندما جاءت حرب غزة، غطت على الأوضاع في السودان، لكن الوضع مازال كما هو في السودان".
وشهدت المنطقة العربية العديد من الأحداث المشتعلة والمتأججة في 2023، كان أبرزها وأكثرها ألمًا وأعمقها جراحًا الحرب في غزة عقب توالي انتهاكات العدوان على مخيمات القطاع مخلفة ورائها آلاف القتلى والمشردين.
ولم تكن الإجواء بعيدة الحال في السودان أيضًا، فالحروب الداخلية بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني جعلت الأوضاع مشتعلة على الساحة السودانية.
في السابع من أكتوبر الماضي، حين اخترقت قوات المقاومة الفلسطينيَّة الحاجز، وشنت هُجوماً برياً على غزة، فسُمعت صفارات الإنذار وهي تدوي في عشرات المستوطنات الإسرائيليَّة.
ونَشرت وسائل إعلام فلسطينيّة صور ومقاطع فيديو وثَّقت لحظة إطلاق فصائل المقاومة في قطاع غزّة عشرات الصواريخ نحو إسرائيل. سُرعان ما بدأ إسرائيليون في توثيق صواريخ المقاومة التي سقطَ بعضها في عسقلان، حيث أظهر مقطع فيديو من الأخيرة ألسنة لهبٍ ضخمة وهي تلتهمُ عددًا من السيارات جرّاء سقوط الصواريخ.
وقتها ألقى القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف بيانًا في تمام الثامنة صباحًا، وفيه أعلن وبصريحِ العبارة بدء عمليّة عسكرية سمَّاها "طوفان الأقصى" مؤكّدًا أنّ الضربة الأولى استهدفت مواقع العدو ومطاراته ومواقعه العسكرية وقد تجاوزت الـ5000 صاروخ.
ردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وفي أواخر نوفمبر أفرجت حماس خلال هدنة امتدت أسبوعا عن أكثر من 100 امرأة وطفل وأجنبي كانت تحتجزهم في غزة، مقابل الإفراج عن 240 امرأة وقاصرا.
وعلى مدار 83 يوما من الصراع التي لم تهدأ وطأة القتال فيه حتى هذه اللحظة، وظهرت فيه عدوانية الاحتلال في الرد بلغ عدد الشهداء 17177 وعدد المصابين إلى 46000 منذ بدء العدوان، فيما تسببت الحرب بمقتل نحو 1400 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخر.
اشتعال السودانفي 15 أبريل 2023 هزت العديد من الانفجارات العاصمة السودانية بالخرطوم، عقب أيام من التأجيل الثاني لتوقيع اتفاق نهائي بشأن العودة إلى الحكم المدني، بسبب خلاف على دمج قوات الدعم السريع في الجيش النظامي.
لذا تبادل كل من القوات شبه العسكرية والجيش، الاتهامات بالمسؤولية عن بدء الهجوم أولا.
وتقول قوات الدعم السريع إنها تسيطر على مطار الخرطوم والقصر الرئاسي ومواقع رئيسية أخرى، ويصر الجيش الذي يقول إنه نفذ ضربات جوية على قواعد قوات الدعم السريع، على أنه لا يزال يمسك بزمام السلطة.
وإلى الآن الحرب التي ما زالت مستمرة تخللتها انتهاكات واسعة من قبل الطرفين المتحاربين شملت القتل خارج نطاق القانون والانتهاكات الجنسية ضد النساء كما أكدت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية معنية، دون ظهور أفق للحل ووسط إحباط كبير في أوساط السودانيين مع ارتفاع عدد القتلى إلى نحو 10 آلاف والمشردين إلى ما يقارب 6 ملايين والخسائر المادية إلى أكثر من 60 مليار دولار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السودان أزمة غزة أزمة السودان الشعب السوداني بوابة الوفد قوات الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
أمريكا هي دولة عدوان ثابت ومستمر على السودان
الخارجية الأمريكية اجمعت مع الإمارات ومصر والسعودية بشأن الحرب في السودان وأصدرت بيانا أعادت فيه التأكيد على أن لا حل عسكري للصراع. أمريكا اعتبرت أن الصراع في السودان يهدد المصالح المشتركة لدول المنطقة ويقوض الاستقرار.
البيان تكلم عن ما أسماه الدور المحوري ل “الدول ذات التأثير المباشر على مسار الأزمة” في الدفع باتجاه التفاوض. والمقصود بهذه الدول الإمارات، السعودية ومصر.
باختصار، أمريكا تكرر دعوتها القديمة للتفاوض، وأن لا حل عسكري للحرب، وتساوي بين الأطراف الدولة والمليشيا، وأيضا تساوي بين الدول التي أسمتها “الدول ذات التأثير على الأزمة” فهي تضع الإمارات ومصر والسعودية على قدم المساواة؛ في حين أن الإمارات هي دولة متورطة بدعم مليشيا إجرامية تحارب الدولة والشعب.
أمريكا تنظر إلى الحرب في السودان كصراع، وتنظر إلى الدور الإماراتي في هذا الصراع بحيادية وواقعية: الإمارات طرف لديه مصلحة في دعم أحد أطراف النزاع لأسباب مفهومة بالنسبة لأمريكا، وعليه، فإن الحل هو في تسوية تحقق مصالح كل الأطراف.
لا توجد أحكام معيارية هنا. سيادة السودان كدولة لا محل لها من الإعراب؛ التدخل لدعم طرف متمرد على الدولة وضرب الاستقرار في السودان وتهديد كيان الدولة وكل الدمار والخراب الذي حل بالسودان، كل ذلك لا ينتظر إليه أمريكا من نفس المنظور الذي تنظر به الدولة السودانية؛ لا مكان للدولة السودانية هنا؛ لا توجد دولة، توجد أطراف نزاع وقوى لديها مصالح في هذا النزاع والجميع يجب أن يجلسوا من أجل التوصل إلى تسوية.
في الواقع، إذا كانت الإمارات هي دولة عدوان طارئ على السودان فإن أمريكا هي دولة عدوان ثابت ومستمر على السودان. هذه هي القاعدة الأولى في التعامل مع أمريكا.
وصحيح نحن لا نستطيع أن نحارب أو نعادي أمريكا، ولا مصلحة لنا في ذلك بحكم فارق القوة، ولكن يجب على الأقل أن نعرف عدونا لكي نعرف كيف نتعامل معه. كقاعدة، أمريكا هي دولة عدو وهي ضدنا وضد مصالحنا.
ومع ذلك، فنحن الآن في وضع أفضل بكثير من أيام منبر جدة ومنبر جنيف. إنتصرنا على العدوان. وإذا كان الكلام عن وقف الحرب فنحن في وضع يمكننا من فرض شروطنا في أي حوار.
الإمارات تحاول باستمرار الهروب من دور المعتدي إلى دور الوسيط. هذه نقطة في صالحنا. وهذه أول ركيزة في أي حوار أو تفاوض.
(1) الإمارات دولة عدوان وهي طرف في الحرب وليست وسيطا
البيان أمريكي أشار إلى “الدول ذات التأثير في مسار الحرب” كنوع من التلطيف للدور الإماراتي في دعم المليشيا الإجرامية، وهي تريد أن تقول هناك أطراف داعمة للجيش مثل مصر والإمارات داعمة للطرف الآخر. وهذا تغبيش يجب أن يرفضه السودان.
الأمر الثاني،
(2) توجد الآن حكومة مدنية في السودان. من يريد أن يتعامل مع السودان يجب عليه أن يتعامل مع هذه الحكومة.
الأمر الثالث والأهم هو
(3) أن تطرح الحكومة رؤيتها لإنهاء الحرب. من لا يريد إنهاء الحرب؟ ولكن كيف، هذا هو السؤال. نحن اللآن في وضع يمكننا من طرح رؤيتنا لإنهاء الحرب من موقف قوة أخلاقية وسياسية وعسكرية. قدمنا الآلاف من الشهداء والجرحى ودُمرت مدننا وعانى الشعب السوداني من الموت والدمار والتشرد؛ دفع السودان ثمنا غاليا ولكنه انتصر، ويجب أن تعكس رؤيته للحل كل ذلك. لا يمكن أن نحارب ونضحي ونخسر ثم ننتصر ثم في النهاية نعود لنفس نقطة ما قبل الحرب: الجلوس إلى التفاوض وعودة المليشيا المتمردة وحلفاءها ومعهم النفوذ الإماراتي في السودان وبشكل مقنن هذه المرة.
رؤيتنا لوقف الحرب يجب أن تكون رؤية المنتصر، وعلى المليشيا أن ترضخ لرؤية المنتصر، ومع ذلك فهذه الرؤية يجب أن تقدم الحل لمصلحة الشعب السوداني لا لمصلحة فئة معينة هي الفئة المنتصرة في الحرب. المنتصر هو السودان ويجب أن تكون رؤيتنا لإنهاء الحرب بهذا الاتساع، وهو لا يعني بأي حال من الأحول مجاملة الخونة أو التهاون مع المعتدين.
(4) بالنسبة للإمارات دولة العدوان، ما بنخلي حقنا.
حليم عباس