توقع كاتب في مقال نشرته وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأميركية أن تواجه الديمقراطية في العالم عام 2024 اختبارا ليست مستعدة له.

وقال ميهير شارما -وهو كاتب عمود في الوكالة وأحد كبار الباحثين في مؤسسة أوبزرفر للأبحاث- إنه من المقرر أن تُجرى العام المقبل انتخابات عامة في أكبر 4 كتل ديمقراطية على مستوى العالم، وهي الهند والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإندونيسيا، وذلك للمرة الأولى منذ بزوغ فجر عصر الإنترنت.

وربما يتوجه نحو مليار شخص السنة المقبلة على امتداد شهورها إلى صناديق الاقتراع، وسط عاصفة من المعلومات المضللة والتلاعب الرقمي على نحو لم يشهد له العالم مثيلا.

ويعتقد الكاتب أن المخاطر ذات تبعات بالغة الأهمية بشكل استثنائي بالنسبة للديمقراطية نفسها. ففي الولايات المتحدة، هناك احتمال أن ينعم المرشح المفضل في الانتخابات بفرصة تتيح له أن يصبح "دكتاتورا".

وفي الاتحاد الأوروبي، يتجه اليمين المتطرف لتحقيق طفرة على نطاق القارة برمتها، بحسب شارما الذي يضيف أن المرشح الأوفر حظا في انتخابات إندونيسيا جنرال سابق اتُّهم ذات يوم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وفي الهند، تواجه المعارضة "المتعثرة" فرصتها الأخيرة للتصدي لاحتمال أن تتحول البلاد إلى حكم الحزب الواحد.

ويضيف أن العالم أدرك منذ 2016 على الأقل أن الانتخابات في العصر الرقمي معرضة على نحو غير اعتيادي للتلاعب، ولطالما ظل المشرفون على نزاهة الانتخابات يعملون بجد منذ ذلك الحين، إلا أنهم اليوم يخوضون "حربهم الأخيرة".

وقال الكاتب إن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 تأثر آنذاك بالروايات المفبركة بعناية عبر برمجيات إلكترونية تديرها الروبوتات. فكان أن ظهر "جيش صغير من متقصي الحقائق" في جميع أنحاء العالم، وتضاعفت الآليات المخصصة لمنع وصول "الأخبار المزيفة" إلى الصحافة الرسمية.

وتعتبر الهند أكبر مختبر في العالم للممارسات الانتخابية "الرديئة"، والتي تضم في الوقت نفسه أكبر عدد من الناخبين.

أقطاب اليمين المتطرف الأوروبي في لقاء قمة بألمانيا (الجزيرة) المعلومات المضللة

ويمضي الكاتب إلى القول إن المعلومات المضللة المستندة على الذكاء الاصطناعي بدأت تنتشر بالفعل، ويصعب اكتشاف أنها مزيفة مع مرور كل شهر.

ومن الغريب أن الحيلولة دون انتشار مثل هذه الرسائل على نطاق واسع يكون أصعب عندما لا تبدو على الفور أنها عدائية أو موجهة لطرف بعينه.

وفي إندونيسيا على سبيل المثال، شوهد مقطع فيديو على تطبيق تيك توك ظهر فيه وزير الدفاع والمرشح الرئاسي برابوو سوبيانتو وهو يتحدث العربية، ملايين المرات.

ووفق شارما، فإن المقطع كان عبارة عن تزييف عميق تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي بغرض تعزيز أوراق اعتماده الدبلوماسية، وربما الإسلامية.

وإذا كان ثمة شيء واحد تعلمناه من حرب المعلومات التي رافقت الحرب الإسرائيلية ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، فهو أن من نشؤوا في عصر الإنترنت ليسوا مهيئين بشكل أفضل للتعرف على ما تحويه تلك المعلومات من دعاية واضحة، كما يقول شارما.

ويضيف أن هؤلاء الأشخاص أقل قدرة على ما يبدو على التمييز بين الحقيقة والخيال، لذلك فإن الخطر الذي يتهدد الديمقراطية عابر لحدود الدول والمنصات المستخدمة عالمية، وكذا الرسائل التي تُنشر.

لذا، فإن الدفاع عن الديمقراطية لا يمكن أن يكون محليا، "لسبب واحد، هو أنها مهمة لا تستطيع أي حكومة التصدي لها بمفردها". لكن لكل دولة أساليبها الخاصة المختلفة عندما يتعلق الأمر بتأمين انتخاباتها، وقد استفاد كل من المتلاعبين المحتملين والمنصات التي يستغلونها من هذا الاختلاف.

ويؤكد الكاتب أن مستوى التضليل الذي سيظهر العام المقبل سوف يمحو دفاعاتنا المنفردة ما لم نتبن نهجا أكثر إستراتيجية وأساليب موحدة.

ويختم بالقول إن العالم بحاجة إلى تضافر الجهود قبل كل شيء، ذلك لأن الدفاع عن الديمقراطية ظل دوما أحد دواعي العمل المتعدد الأطراف، وينبغي أن يتضمن هذا الدفاع حماية الانتخابات الوطنية خلال العام المقبل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إندونيسيا

إقرأ أيضاً:

جنايات الإسكندرية تقضي بالسجن المؤبد لعاطل للاتجار بالمواد المخدرة

أصدرت محكمة جنايات الإسكندرية حكمها بالسجن المؤبد على متهم بالاتجار في المواد المخدرة، بالإضافة إلى إلزامه بتحمل المصاريف الجنائية ومصادرة المخدرات المضبوطة وقد صدر الحكم برئاسة المستشار ياسر أبو العينين بركات، وعضوية المستشارين أشرف عبد الرحمن حسان، خالد محمد صقر، وزكريا رمضان عامر، مع سكرتير محكمة الجنايات محمود بلال.

تعود أحداث القضية التي تحمل رقم 28934 لعام 2024، والمقيدة بجنايات قسم شرطة العامرية أول، إلى تلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية إشعارًا من ضباط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات يفيد بضبط المتهم وبحوزته مواد مخدرة داخل نطاق القسم.

أظهرت التحقيقات أن المدعى عليه ع.ع.م، وهو عاطل عن العمل، يقوم بممارسة نشاط غير قانوني في مجال الاتجار بالمخدرات. بناءً على ذلك، تم الحصول على إذن من النيابة العامة، وعقب تنفيذ هذا الإذن، تم القبض عليه. durante عملية الضبط، عُثر في حوزته على حقيبة، وبفحص محتوياتها، تبين أنها تحتوي على عدد من اسطوانات مخدر الهيروين. كما أسفرت عملية التفتيش الشخصي عن ضبط مبلغ مالي وهاتف محمول بحوزته.

عند مواجهته، اعترف بحيازته للمواد المخدرة بقصد الاتجار، بالإضافة إلى الأموال الناتجة عن عملية البيع والهاتف المحمول الذي استخدمه للتواصل مع عملائه. تم تحرير محضر بالحادثة، وتولت النيابة العامة التحقيقات، التي قررت إحالة القضية إلى محكمة جنايات الإسكندرية. وقد أصدرت المحكمة حكمها في الجلسة المنعقدة.

مقالات مشابهة

  • بلومبيرغ: زيارة ترامب تدفع قطر إلى إبرام صفقة كبرى مع بوينغ
  • غزل المحلة يؤجل مفاوضات انتقال الجزار للأهلي بسبب صراع الهبوط
  • شيخ الأزهر يلتقي وفد الكلية الملكية لدراسات الدفاع بالمملكة المتحدة
  • جنايات الإسكندرية تقضي بالسجن المؤبد لعاطل للاتجار بالمواد المخدرة
  • هل تقضي خدمات وزارة العدل الإلكترونية على الفساد في العراق؟
  • قبل الامتحانات.. سورة تقضي على النسيان وتفتح خلايا مخك رددها وسترى العجب
  • هل تنجح الشاشة في تصوير سرد الكاتب؟
  • 14 قتيلاً على الأقل جراء أمطار غزيرة في ولاية غوجارات الهندية
  • إعلام عبري: “إسرائيل” لم تفق من الصدمة واليمن نجح في عزلها عن العالم
  • الديمقراطية تتجسد في انتخابات الصحفيين.. التجديد النصفي يعيد شبانة ويمدد عضوية الزناتي وعبد المجيد