5 أفكار عملية تجعل عامك الجديد إضافة إيجابية لما قبله
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
أثبتت الدراسات والاستطلاعات أن "لوحة الرؤية" المُعلّقة في غرفتك أو مكتبك وقد امتلأت بالملصقات هي جزء من خطة نجاح 1 من كل 5 رواد أعمال، وأن محتواها من الصور يزيد من الوضوح والتركيز، ويُقلل من التوتر والشك، ويُمكّن من البقاء على المسار الصحيح.
واعتاد معظم الناس في أنحاء العالم أن يستقبلوا كل عام جديد بوضع "لوحة رؤية" كهذه، عليها تصور مختلف وشامل للعام المقبل، يزدحم برسومات ورموز وتخطيطات، تتضمن نيات عظيمة، وطموحات كبيرة، وأحلاما مثالية.
من هنا تأتي أهمية توصيات علماء النفس بالكف عن النظر إلى العام الجديد على أنه "بداية رحلة جديدة"، والتعامل معه باعتباره استمرارا لرحلة تعتمد على كل ما يفيد حمله من عام 2023 إلى عام 2024، "والتركيز على ما يُشعر الإنسان بالإنجاز، ويساعده على تخطي الأوقات الصعبة، ويجلب له السعادة".
تقول كريستا جارفيس، مديرة برنامج الطب النفسي بجامعة واشنطن، قبلما تضع خطة للعام المقبل، "فكر في الأشهر الـ12 الماضية، واحتفل بإنجازاتك واللحظات التي كنت فخورا بها، واصطحب العادات أو الأنشطة التي استمتعت بها، أو التي ترغب في تغييرها"، ويقترح الخبراء فعل ذلك باتباع 5 توصيات:
الحفاظ على التوازن الداخليلأن التوازن هو "عملية التنظيم الذاتي التي يمكن للشخص من خلالها الحفاظ على استقراره الداخلي، بموازاة التكيف مع الظروف الخارجية المتغيرة"، من المهم أن نستمر في جعل الحفاظ على التوازن الداخلي في مقدمة أهداف عام 2024، حتى عندما تكون الأمور خارجة عن نطاق تأثيرنا أو سيطرتنا.
ويمكن تحقيق ذلك التوازن من خلال "اتخاذ الخيارات الصحيحة على المستوى الشخصي، والعملي، والعائلي"، حسب مستشارة "الأعمال الصغيرة" مارلا تاباكا.
ورغم أننا ربما لا نكون قادرين دائما على التحكم في الأحداث اليومية، فإننا بالتأكيد نستطيع التحكم في طريقة تفكيرنا بشأنها، والبحث في أسبابها وملابساتها، وما قد تتضمنه من إيجابيات، بشكل يحقق لنا قدرا من التوازن الداخلي، ويُحدث فرقا كبيرا في صحتنا اليومية وسعادتنا، وفقا لدراسة أجرتها كلية "جونز هوبكنز كاري" للأعمال.
من الأهمية بمكان إعطاء الأولوية للاستمرار في شحن الطاقة وتجديد النشاط في العام الجديد، "بتخصيص مزيد من الوقت لنفسك ولعائلتك، واستغلال العطلات للابتعاد عن ضغوط العمل وتقليل التوتر وإعادة شحن الطاقة"، وفقا لتوصية دكتور جارفيس، التي تؤكد أن "أعظم هدية يمكن أن نقدمها لأنفسنا ولمن نحبهم، هي أن نكون يقظين بشأن أين وكيف ننفق طاقتنا"، والتركيز على الأشياء التي تجلب السعادة وتدعم الصحة الجسدية والعقلية بدلا من استنزافها، مثل:
التحدث مع الأصدقاء والعائلة، ومساعدة الآخرين، والتعرف على المحيطين وتقديرهم. تهدئة العقل بالنوم الجيد وقراءة كتاب جديد. أخذ استراحة من متابعة الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي. التغذية الصحية وتحريك الجسم بصعود الدرج أو الخروج في نزهة. الحرص على التعاونيقول جيك موسكوفيتش وبول بيف، الباحثان في علم النفس بجامعة كاليفورنيا، "إن من مقتضيات الحياة الحديثة أن يتعاون الناس مع بعضهم بعضا".
والتعاون يعني ألا يسمح الشخص لمصلحته الذاتية الضيقة أن تقف عقبة أمام مشاركة الوقت والجهد والموارد، مع شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص، "لتحقيق نتائج تعود بالنفع على الجميع".
كما أن القدرة على أن تكون عضوا نشطا في مجموعة اجتماعية يجيد إظهار الثقة والتعاطف، والتواصل المنتظم، والتفكير في رفاهية الآخرين، تزيد من فرص تحقيق التعاون في حياتك.
مع ملاحظة أنه رغم أن التعاون يمكن أن تغلب عليه سلوكيات الإيثار، فإنه يمكن أيضا أن يحقق المصالح الذاتية للمتعاونين أحيانا، وفقا لدراسة نُشرت عام 2016.
مواصلة تطوير الذات والنمويؤدي الانتظار حتى تتغير الأمور من تلقاء نفسها إلى نتائج عكسية، حسب وودارد، التي توضح أن "التطور ضروري للنجاح في الحياة، بما يتطلبه من مواجهة التحديات بمستوى متقدم من التعليم والخبرة والتطلعات والأفكار والعادات اليومية"، إذ تقول الكاتبة والناشطة في مجال الحقوق المدنية الأمريكية مايا أنجيلو "نحن نتعلم أفضل، لنفعل ما هو أفضل".
كما أن "تطوير الذات من خلال المعرفة واكتساب معلومات جديدة مهم من أجل النمو المستمر، والشعور بزيادة الطاقة، وتحسين جميع جوانب حياتنا"، كما تقول نانسي سولاري، المديرة التنفيذية والمتحدثة التحفيزية ومدربة الحياة، التي تنصح بالآتي:
تقسيم الأهداف الكبرى إلى خطوات واقعية يمكن إجراء تعديلات عليها في أثناء الرحلة. الحد من التوتر، وتنمية الثقة بالنفس، وتعزيز القدرات الذاتية. الاستمرار في التركيز على الأهداف وتقليل مصادر تشتيت الانتباه. زيادة الإنجاز من خلال وضع خطة والالتزام بها. التفاؤل والتشبث بالأمل.أشارت دراسة حول العلاج النفسي الإيجابي، نُشرت عام 2018، إلى أن التفاؤل هو طريقة للتفكير في الأحداث، تُلهم العمل وتحمي من اليأس، وأن المتفائلين ينظرون إلى النكسات باعتبارها مؤقتة، ويترقبون الفرص الجديدة.
ورغم أن التفاؤل قد يكون صعبا في بعض الأحيان، فإن المفكر الأميركي نعوم تشومسكي، قال في تغريدة على منصة إكس نشرت عام 2019، "إن التفاؤل إستراتيجية لصنع مستقبل أفضل، وما لم تؤمن بأن المستقبل يمكن أن يكون أفضل، فمن غير المرجح أن تتقدم وتتحمل مسؤولية تحقيق ذلك. وإذا افترضت أنه لا يوجد أمل، فلن يكون هناك أمل؛ كذلك إذا افترضت أن هناك فرصا لتغيير الأشياء، فستكون هناك فرصة لصنع عالم أفضل؛ الخيار لك".
ولتحقيق ذلك، تقول وودارد "وأنت تواصل رحلتك عبر الأعوام، فكّر في ما تريد أن تحمله معك من عام 2023، أو ما الذي تصبو إليه في عام 2024 ليجعلك إنسانا أفضل؟"، ومهما كانت النكسات والاحتمالات، كن متفائلا، واحتفظ بأكبر قدر ممكن من الأمل في تحقيق ما تريده خلال الأشهر القادمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
بين مفاخرة ترامب بإنهاء 8 حروب ونتائج وساطاته الفعلية.. ماذا تقول الوقائع الميدانية؟
رغم تكرار الرئيس الأميركي تأكيده أنه أنهى ثماني حروب حول العالم، تُظهر مراجعة الأزمات التي تدخّل فيها أن معظم هذه النزاعات لم تتوقف فعليًا، أو أن اتفاقات وقف القتال المرتبطة بها لم تصمد على أرض الواقع.
يكرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أكثر من مناسبة أنه أنهى ثماني حروب في مناطق مختلفة حول العالم، ويقدم ذلك على أنه حصيلة وساطاته وتحركاته السياسية خلال الفترة الماضية. لكن عند التدقيق في النزاعات التي يشير إليها، يتبين أن بعض هذه الحروب لم يتوقف فعليا، وأن أربع نزاعات فقط شهدت هدنا أو خفوتا للقتال خلال الأشهر الأخيرة، بينما بقيت تسويات أخرى هشة أو مؤقتة أو عادت المواجهات فيها بعد فترة قصيرة. فهل تعكس هذه الصورة فعلا ما يصفه ترامب بأنه "إنهاء ثماني حروب"؟
غزة: الهدنة الأبرز والأكثر هشاشةيمثل وقف إطلاق النار في غزة أبرز الملفات التي ارتبطت بدور ترامب. فقد اندلعت الحرب عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وبفعل ضغوط أميركية ووساطة قطرية ومصرية، دخلت الهدنة حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر، ما سمح بانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وعمليات تبادل للرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
لكن أعمال العنف لم تتوقف بالكامل. فقد أدت الضربات الإسرائيلية اللاحقة إلى مقتل أكثر من 370 فلسطينيا، فيما قُتل ثلاثة جنود إسرائيليين أيضا. ومنذ الأربعاء، لم يبق في غزة سوى جثمان رهينة إسرائيلي واحد، بينما تطالب إسرائيل بإعادته لبدء المرحلة الثانية من خطة تثبيت وقف إطلاق النار.
لا يزال النزاع في أوكرانيا مستعرا رغم تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل وصوله إلى البيت الأبيض أنه قادر على إنهائه "في يوم واحد".
وحتى الآن، لم تتمكن الجهود الأميركية من تحقيق أي تقدم تفاوضي واضح، فيما تتواصل العمليات العسكرية على مختلف الجبهات بلا تغيير يذكر. وقبل يومين، قال ترامب إنه "لا يريد إضاعة الوقت على أوكرانيا"، في وقت لم ينجح فيه حتى اليوم في وقف الحرب أو تغيير مسارها الميداني.
في 4 كانون الأول/ديسمبر، وُقّع في واشنطن اتفاق بين الكونغو الديموقراطية ورواندا قدّمه ترامب كإنجاز كبير. لكن الواقع الميداني بقي على حاله، إذ لم يُحدث الاتفاق أي تغيير في شرق الكونغو الديموقراطية، وهي المنطقة التي تشهد نزاعات مستمرة منذ أكثر من 30 عاما. ودخلت مجموعة "أم 23" المتمردة، المدعومة وفق خبراء أمميين من ستة إلى سبعة آلاف جندي رواندي، مدينة أُفيرا الاستراتيجية. واعتبرت بوروندي، التي تقع عاصمتها الاقتصادية بوجومبورا على بعد 20 كيلومترا فقط من أُفيرا، أن هذا التطور يشكل "صفعة" لواشنطن.
قدّم ترامب الاتفاق الحدودي بين كمبوديا وتايلاند الموقع في 26 تشرين الأول/أكتوبر بوصفه "اتفاقا تاريخيا" لإنهاء نزاع متجذر يعود إلى الفترة الاستعمارية الفرنسية. وسبق ذلك في تموز/يوليو وقف لإطلاق النار أسهمت فيه الولايات المتحدة والصين وماليزيا بعد خمسة أيام من القتال أودت بحياة 43 شخصا على الأقل وتسببت بإجلاء أكثر من 300 ألف مدني.
لكن الاتفاق انهار بعد أسبوعين فقط. ففي 10 تشرين الثاني/نوفمبر، علّقت تايلاند العمل به بعد انفجار لغم أرضي قرب الحدود. وفي ما بعد، اندلعت اشتباكات جديدة خلّفت ما لا يقل عن 19 قتيلا، بينهم 10 مدنيين كمبوديين وتسعة جنود تايلانديين، وفق حصيلة رسمية. وأُجبر أكثر من 500 ألف شخص على إخلاء مناطق القتال، في تصعيد وصفه سكان محليون بأنه أكثر عنفا من مواجهات تموز/يوليو.
نفذت إسرائيل في 13 حزيران/يونيو هجوما غير مسبوق على إيران، معلنة أن الهدف منه هو منع طهران من امتلاك السلاح النووي. وخلال ليلة 21–22 حزيران/يونيو، انضمت الولايات المتحدة إلى العملية عبر قصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية.
وبعد 12 يوما من القتال، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى "وقف تام لإطلاق النار". غير أن استمرار التوتر حول البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب تأكيد المرشد الايراني خامنئي أن بلاده لن تتراجع في ملف تخصيب اليورانيوم، يجعل مستقبل هذه الهدنة غير مضمون.
الهند وباكستان: ما دور ترامب؟اندلعت في أيار/مايو مواجهة عنيفة بين الهند وباكستان استمرت أربعة أيام، وأسفرت عن أكثر من 70 قتيلا في الجانبين. أعلن ترامب بشكل مفاجئ عن وقف لإطلاق النار بين البلدين، وقد شكرت باكستان واشنطن على "تسهيل ذلك". لكن الهند أكدت أنها لم تتلق أي طلب من أي قائد أجنبي لإنهاء القتال، وأن التفاوض كان مباشرا بينها وبين إسلام آباد، وفق ما قاله رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
رغم أن البلدين لا يخوضان حربا، فإن التوتر بلغ مستويات عالية بسبب السد العملاق الذي بنته إثيوبيا على نهر النيل. وتعتبر مصر السد "تهديدا وجوديا" لأنها تعتمد على النهر لتوفير 97 بالمئة من مياهها. وتم تدشين السد في 9 أيلول/سبتمبر من دون أي دور مؤثر لترامب في تخفيف التوترات. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن المفاوضات وصلت إلى "طريق مسدود تماما".
Related رغم دعوة مصر ومقترح ترامب لانضمامها إلى اتفاقات أبراهام.. إيران أبرز الغائبين عن قمة شرم الشيخإنفانتينو أمام شكوى لدى محققي أخلاقيات "الفيفا" بسبب جائزة السلام الممنوحة لترامبقمة شرم الشيخ.. قادة الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا يوقعون وثيقة بشأن الاتفاق بين إسرائيل وحماس أرمينيا وأذربيجان: مشروع اتفاق لا يزال معلقافي البيت الأبيض، وُقّع في آب/أغسطس مشروع اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان لإنهاء عقود من النزاع حول إقليم ناغورني قره باغ، الذي استعادته باكو في عام 2023. لكن التوقيع النهائي للاتفاق لا يزال غير مضمون بسبب شروط تطرحها أذربيجان وتعتبرها يريفان محرجة.
في الولاية الأولى لدونالد ترامب عام 2020، جرى في البيت الأبيض توقيع اتفاق للتطبيع الاقتصادي بين صربيا وكوسوفو، في خطوة اعتُبرت آنذاك محاولة لتهدئة التوتر بين الطرفين. غير أن الاتفاق لم يكن بمثابة اتفاق سلام، ولم يغيّر من طبيعة الخلاف القائم منذ سنوات. فصربيا ما زالت ترفض الاعتراف باستقلال كوسوفو الذي أعلنته بريشتينا عام 2008، فيما تستمر التوترات السياسية والأمنية رغم وجود قوات دولية لحفظ السلام، ورغم جولات الحوار المتكررة التي أخفقت في معالجة إرث حرب 1998–1999.