إبراهيم عثمان: مفارقات حربية
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
□ لا يقيم المتمردون في مناطق “سيطرتهم” نماذج يتوفر لها أدنى قدر من الجاذبية التي تغري سكان المناطق الأخرى بالترحيب بتقدمهم إليها، أو على الأقل تقنعهم بأن تقدمهم إليها لن يكون أم الكوارث.
□ هذا متوقع ومفهوم، لكن غير المفهوم أن يخاطب إعلاميو التمرد – كالمدعو عبد المنعم الربيع على سبيل المثال – المناطق الآمنة بلغة التهديد والوعيد، وبأن سكانها ( سيرون من الدعم السريع عند وصوله إليهم ما لم يروا مثله من قبل)، وفي كذب فاجر مستفز يقول بأنهم ( لن يحتاجوا إلى اغتصاب النساء لأنهن سيكن متاحات لهم، طوعاً ورغبةً، كما كان غيرهن في الخرطوم ومدني ) !
□ بدون تواجد للجيش في ( بعض ) المناطق، وبدون قتال معه، يحولها المتمردون إلى ساحات حرب إجرامية على المواطنين لا التزام فيها بأي قانون، حتى قانون الحرب، وتشهد القتل، والاغتصاب، والخطف، والسلب والنهب، والنزوح والتهجير، والتخريب الشامل، وتبدو وكأنها شهدت حرباً ضروساً أُستُعمِلت فيها أفتك الأسلحة ! هذه ( حقيقة مطلقة ) يقوم كل خطاب قحت المركزي على فكرة تحويلها إلى ( حقيقة نسبية ) هامشية باهتة تكفي إزاءها الإدانات المتأخرة الباردة المصحوبة بدعوات التعايش!
□ من شدة لصوصية ضباط وجنود الدعم السريع، والمرتزقة الأجانب، فإن اقترابهم من منطقة، يعني لكافة المواطنين، حتى القحاطة منهم، اقتراب الحرامية.
□ لا تأتي قحت المركزي على سيرة الحرب الأهلية والإثنية مقرونةً بأي قول أو فعل للمتمردين، ولا تحذر من تحول الحرب إلى حرب أهلية وإثنية عندما ( يستبيح ) المتمردون القرى الآمنة المسالمة، ويرهبون أهلها وينهبونهم ويفعلون بهم الأفاعيل، لكن بمجرد تفكير سكان هذه القرى في حماية أرواحهم وأعراضهم وأموالهم تبدأ العويل والتحذير من هؤلاء المواطنين ( المجرمين أصحاب الأجندة السياسية ) الذين يريدون ( تحويل ) الحرب إلى حرب أهلية وإثنية!
□ أقوى وأظهر تجسيد لـ ( جاهزية سرعة حسم ) : يأتونك في بيتك، يكسرون بابه بضربة صاعقة، وينتشرون ( بسرعة ) في أنحاء المنزل وبنادقهم مصوبة إلى الرؤوس، وأعينهم تنطق بالشر، و( جاهزيتهم ) لقتل سكان المنزل ليست محل شك، يطلبون ( بحسم ) مفتاح السيارة إن كانت هناك سيارة، ويطلبون الذهب والمال، ولا يقبلون أي زعم بعدم وجودهما، فتعطيهم المتوفر، وتسمح لهم بالتفتيش الدقيق ليتأكدوا من أنك لست لصاً قد خبأ منهم بعض الأموال!
□ في مداخلة تلفزيونية قال مستشار الدعم السريع يوسف عزت ( هناك تصخيم، فمن يحتلون البيوت لن يأخذوها معهم )، لن نبهت الدعم السريع ولن نتجنى عليه إن قلنا: لولا قوانين الطبيعة التي تمنعهم من أخذ الأرض والجدران ونقلها، لما ردعهم قانون، أو لجمتهم قيمة، أو منعهم مبدأ من أخذها، تماماً كما أخذوا محتوياتها!
□ الفرق الأساسي بين عامة المواطنين وجماعة المركزي هو أن المواطنين قد اختبروا وعود الدعم السريع في هذه الحرب، ووصلوا إلى قناعة تامة بأنه كاذب في كل وعوده، خاصةً وعده بتأمينهم وحفظ أرواحهم وأعراضهم وأموالهم، بينما تركز قحت المركزي على وعده بتسلبمها السلطة، وترى أن مناط الحكم النهائي على الدعم السريع يجب أن يتركز على هذا الوعد!
إبراهيم عثمان
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يتوعد بـطرد الدعم السريع من كردفان ودارفور
توعد إبراهيم جابر مساعد قائد الجيش السوداني بطرد ما وصفها بالمليشيا من كردفان ودارفور، وذلك في أعقاب تأكيدات عسكرية سودانية باستعادة مدينة "الدبيبات"، بولاية جنوب كردفان، من قوات الدعم السريع.
وقال جابر إنه سيتم حسم وطرد ما وصفها بمليشيا الدعم السريع من كردفان ودارفور كما حدث في سِـنّار والجزيرة والخرطوم، مؤكدا أنه لا تفاوض مع الدعم السريع، وأن القوات المسلحة حققت المطلوب، ولن تفاوض.
وقد أكدت القوة المشتركة، التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، استعادة مدينة "الدبيبات" بولاية جنوب كردفان من قوات الدعم السريع، في حين توعد جابر بطرد ما وصفها بالمليشيا من كردفان ودارفور.
وأوضحت القوة المشتركة لحركات "الكفاح المسلح" أنها استولت على أسلحة وذخائر ومركبات قتالية خلفتها قوات الدعم السريع في المنطقة بولاية جنوب كردفان.
كما نشر جنود تابعون للقوة المشتركة مقاطع مصورة لسيارات قتالية وذخائر لأسلحة ثقيلة، وقالوا إن قوات الدعم السريع هربت من مدينة الدبيبات تاركة عتادها الحربي.
وكان الجيش السوداني والقوات المساندة له قد أعلنوا استعادتهم السيطرة أمس الجمعة على منطقة الدبيبات الإستراتيجية، الواقعة على مفترق طرق يربط بين ولايات إقليم كردفان الثلاث.
إعلانوكان الجيش السوداني قال إنه تسلم أجهزة ومعدات من مواطنين كانت مخزونة داخل منازلهم، التي تم استغلالها كقواعد عسكرية ومخازن للأسلحة من جانب الدعم السريع.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من إعلان السلطات السودانية السيطرة بالكامل على ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض، وخلوهما من قوات الدعم السريع.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة بدأت تتناقص مساحات سيطرة قوات الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتمددت انتصارات الأخير لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض.
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربا مستمرة بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح 13 مليونا، وتسبب بما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.