الاحتفال بعيد الاستقلال كان محل إجماع في الربوع السودانية ماعدا الذين يرون أنه لم يتحقق شيء منذ أن غادرت جحافل من الجيش البريطاني محطة قطار الخرطوم وهؤلاء الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب والذين يكثرون من الانتقاد من غير فكر وقاد ويريدون من الغير أ
عندما كنا حديثي عهد بذكري الاستقلال كان المواطن يهتم برفع العلم علي سارية منزله هذا العلم الذي يمثل الأرض البكر والزرع الأخضر والماء العذب وكان يوم الذكري نفسه محبب للنفوس خاصة الأطفال يمرحون في الحدائق العامة والمنتزهات والدولة مازالت توفر هذه الخدمات الضرورية لفلذات الاكباد حيث لم تكن هنالك تصنيفات لبشر ولا عنصرية ولا أنانية من أي نوع ولا جشع ولا مجتمع استهلاكي يبيعك شواطئ النيل بالتذاكر المبالغ في سعرها وقد زحف إليها التجار بمساعدة المحليات البائسة التي عجزت عن رفاهية المواطن وصارت تعذبه وتؤجر هذه الأماكن العامة التي هي ملك خاص لابن البلد ليفوز بالعطاء من ليس في قلبهم ذرة رحمة أو شفقة أو حتي قليل من الوطنية وحياء ويبيعون لك زجاجة البيبسي وساندوتش الطعمية بأسعار مبالغ فيها أما إذا أردت المشويات عندهم فلا بد أن تدفع من دمك ولحمك وشحمك والذي يغيظ أنهم يحولون شاطيء النيل الجميل الي كانتونات محاطة بالاسوار ويحرمون السائحين قرب النيل من التمتع بمنظره البديع ويريدون لهم أن يدخلوا الي هذه الأسوار ليوجعوهم بالاسعار العالية لماكولاتهم التي لا تستحق كل تلك المغالاة !!.
وفي ليالي الاستقلال تقام الندوات بهذه الذكري الأثيرة لدي شعبنا الأبي ويبدع السياسيون في إلقاء ماعندهم من شعر ونثر رصين وفي المدارس والجامعات يتفاعل الطلاب بما لديهم من جمعيات أدبية ومسرح وتربية وطنية وتذكر للاباء المؤسسين ومن مهروا بالدم أرواحهم رخيصة من أجل العزة والكرامة والحرية والعدالة !!..
وكانت الأعلام ترفرف فوق اعمدة الكهرباء في طول العاصمة وعرضها وعواصم المديريات مع زحمة الوان ومحبة وسلام من غير عصبية أو جهوية بل السائد كان الاحترام المتبادل من حلفا الي نمولي !!..
ودخلت الايديلوجيات الي بلادنا الوادعة فهذا يميني وذاك يساري كلاهما يريد أن يوجه السفينة لاسياده خارج الحدود وعليه تلقي التعليمات من غير نقاش ولو امروه بالابادة الجماعية لأهله وذويه لفعل وهو مغمض العينين !!..
كانت لنا أحزاب عالية المؤسسية وبها رجال ونساء قمة في التميز وكانت الجماهير سعيدة بهم ينالون منها الاحترام ويردون لها التحية باحسن منها ...
وجاء العسكر المؤدلج منهم وغير المؤدلح وهجموا علي كل الموروث من الإنجليز من أعمال طيبة وحولوها بسبب جهلهم وغفلتهم و كراهيتهم للشعب والديمقراطية الي مسخ مشوه وهجموا علي الأحزاب السياسية وقادتها واشبعوهم سجنا وتشريدا واختراقا حتي صارت مانراه عليها اليوم من تشرزم وقابلية للشراء وعدم برامج وخواء حتي انطبق عليها قول فاقد الشيء لا يعطيه !!..
والي قبيل حرب الجنرالين اللعينة العبثية كان يحتفل بعيد الاستقلال ولو من باب الكذب والنفاق ولكن في هذه الذكري ٦٨ للاستقلال صار الوضع مختلف فلاعلم نرفعه ولانشيد نصدح به ولا ذكري عطرة نتضمخ بها فقد اصبحنا تحت سيطرة الجنجويد !!..
اللهم ألطف بنا في ماجرت به المقادير ونسألك يا الله العلي القدير أن تلم شعثنا وتفك أسرنا وتزيل همنا بحولك وقوتك وعظمتك وجبروتك ياحي يا قيوم يابديع السموات والأرض ( آمين يارب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه اجمعين ) .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
لاجيء بمصر .
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
لقطات تكشف سماح القسام لأسرى بالاحتفال بعيد يهودي (شاهد)
بثت وسائل إعلام عبرية، لقطات زعمت أن جيش الاحتلال عثر عليها في أحد الأنفاق، لاحتفال 6 من أسرى الاحتلال داخل أحد الأنفاق بعيد الحانوكاه اليهودي.
وتظهر اللقطات، إحضار كتائب القسام مستلزمات الاحتفال بالعيد اليهود من شموع ومواد أخرى للأسرى، الذين كانوا معا، وأدوا طقوس العيد الخاص بهم وأشعلوا الشموع.
وكانت كتائب القسام، في أيلول سبتمبر 2024، حذرت الاحتلال في حينه من تصعيد العدوان على مدينة رفح، وأن توسيع الهجوم سيؤدي لمقتل أسراه، وهو ما حدث بالفعل.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال في الأول من أيلول/سبتمبر 2024، عثور الجيش على جثث 6 أسرى في أحد أنفاق مدينة رفح.
اظهار ألبوم ليست
وذكر الناطق السابق باسم الجيش دانيال هاغاري أنه وخلال عملية نفذها جيش الاحتلال تم انتشال جثث الأسرى هيرش غولدبرغ بولين، وآدن يروشالمي، وكرمل جات، وألموغ ساروسي، وألكس لوبانوف، وأوري دانينو من نفق في رفح.
وقال إن العثور على جثث الأسرى، وأحدهم ضابط في جيش الاحتلال، جاء على بعد مسافة ليست بعيدة عن النفق الذي عثر فيه على الأسير فرحان القاضي، وهو من بدو النقب، والذي تركته المقاومة وعاد حيا إلى عائلته.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن إحدى الجثث تعود لأسير يحمل الجنسية الأمريكية، وهو هيرش غولدبرغ بولين.
وشكل إعلان العثور على جثث ست أسرى غضبا عارما لدى الاحتلال، في حينه حيث خرجت عائلاتهم بشكل غاضب وأغلقوا طرقا رئيسية في تل أبيب للضغط على الحكومة للتوصل إلى صفقة مع المقاومة.
وقال نشطاء إن المقطع يؤكد زيف مزاعم أسرى للاحتلال، خرجوا في صفقة التبادل من غزة، حول تعذيبهم والاعتداء عليهم.
وقالوا إن المقطع يؤكد بيانات القسام، التي تحدثت عن معاملة الأسرى بأخلاقيات وبطريقة حسنة، وتقديم ما يتوفر داخل الأسرى.
دائمًا ما تدعي إسرائيل أن المقاومة تحارب اليهود وتريد إبادتهم ، ولا تحارب الاحتلال. لكن الغريب أن إسرائيل نشرت توثيقًا تم العثور عليه أثناء احتفال ستة أسرى إسرائيليين بعيد الحانوكا داخل الأنفاق في رفح ، قبل أن يقتلهم الجيش الإسرائيلي أثناء القصف الهمجي القطاع.
هذا المقطع لم… pic.twitter.com/uBroGA4Bnr — Tamer | تامر (@tamerqdh) December 11, 2025