جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-13@03:57:33 GMT

الحفاظ على هويتنا العمانية

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

الحفاظ على هويتنا العمانية

 

محمد بن حمد البادي

mohd.albadi1@moe.om

 

الحادي عشر من يناير، يومٌ من أيام عُمان الخالدة، يومٌ سطّره العمانيون في سجلات تاريخهم المجيد بمدادٍ من ذهب، يومٌ تولى فيه جلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، ممسكًا جلالته- أيده الله- زمام المبادرة ليكون قائدًا ودليلًا لمسيرة النهضة المظفرة، متعهدًا بأن يرعاها حق رعايتها لتكون نجمًا لامعًا في سماء العز والفخر، مواصلًا البناء والعطاء في عهد سعيد تتبوأ فيه عمان مكانةً سامية بين الأمم؛ تليق بحضارتها وتاريخها الضارب بجذوره في أعماق التاريخ.

يومٌ استقبل فيه العمانيون سلطانهم بالولاء والعرفان لما توسمنا فيه من صفاتٍ حميدة وقدرات عظيمة تؤهله لحمل هذه الأمانة.

يومٌ بدأنا فيه عهدًا سعيدًا؛ ونهضة متجددة؛ كحكاية جميلة بدأنا كتابة أول فصل من فصولها في عام 1970م، وتحديدًا عند بزوغ فجر الثالث والعشرين من يوليو المجيد، ذلك اليوم السعيد الذي تولى فيه السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- مقاليد الحكم في البلاد، معلنًا للجميع أن عُمان دخلت عصرًا جديدًا ونهضة مباركة عنوانها البناء والتعمير.

تلك النهضة التي نفخر ونفاخر بها بين الأمم، والتي نعتز بما حققناه من خلالها من تقدم وازدهار في جميع المجالات، تلك النهضة التي نحافظ بها على قيمنا من الانحلال، ونحافظ بها على مبادئنا التي نشأنا عليها من الانحطاط، ونحافظ بها ومن خلالها على عقد عاداتنا وتقاليدنا من الانفراط، ونحافظ بها على سياستنا الداخلية والخارجية لتكون معتدلة لا تفريط فيها ولا إفراط، ونحافظ بها على رموزنا وشعاراتنا الوطنية من السقوط، ونحافظ بها على مُثُلنا العليا من أن تمسها أيدي العابثين.

تلك النهضة المتجددة التي نعتبرها قاموسًا شاملًا يحوي كل مفردات تراثنا المادي وغير المادي، تلك النهضة التي أكسبتنا اعتزازًا وفخرًا لا يوصف بهويتنا العمانية، نحلق بها إلى مراتب أسمى وفضاءاتٍ أرحب، مسارعين للمجد والعلا.

فكل عام وسلطاننا المفدى بألف خير، مجددين له الولاء والوفاء، وكل عامٍ وبلادنا الحبيبة في ازدهارٍ ورخاء، وكل عام وحسّنا الوطني في تجددٍ ونماء، وكل عام وهويتنا العمانية تكتسي نورًا وبهاء؛ وكل عام وانتماءنا الوطني يرتقي هام السماء، وكل عامٍ وأرض عمان في سلامٍ وصفاء، فيا عمان نحن من عهد النبي، أوفياء من كرام العربِ، فارتقي هام السماء واملئي الكون ضياء، واسعدي وانعمي بالرخاء.

إنَّ الارتقاء بعُمان إلى الذرى العالية من السمو والرفعة التي تستحقها لهو واجبٌ وطنيٌ، وأمانة عظيمةٌ، وعلى كل مواطن- أينما كان موقعه على الخريطة- دورٌ يؤديه في هذا الشأن، فلننفتح على العالم في توازن ووضوح، ولنتفاعل معه بإيجابية لا تفقدنا مثقال ذرةٍ من أصالتنا الإسلامية والعربية، ولا تنسينا هويتنا العمانية الأصيلة.

إن الهوية العمانية التي تبلورت من خلال تناغم فريد بين المبادئ والقيم الإسلامية والعادات والتقاليد العربية، لهي مظهر جلي من مظاهر الفخر والاعتزاز يفتخر به الإنسان العماني بين شعوب العالم.

من أجل ذلك كان لزامًا علينا اعتبار المبادئ والقيم والعادات والتقاليد وكل المفردات التي تشكل الهوية العمانية من الموروثات المادية الأصيلة التي استمدت أصالتها من أصالة الحضارة العمانية منذ القدم، إرثًا خالدًا متأصلًا تناقلته الأجيال جيلا بعد جيل.

ومما لا شك فيه أن من أبجديات الحفاظ على الهوية الوطنية عدم القبول بالقوانين الأممية والدولية التي تنشر بيننا أفكارًا تغريبية، كأن تفرض علينا ما نلبس وما نأكل وما نشرب وما نعتقد وما نأخذ وما نذر.

يجب أن نكون أصحاب فكرٍ عالٍ، وأن نكون في قمة اليقظة لمواجهة الاستعمار الثقافي الذي تشنه الدول التي تعتقد أنها شرطي العالم تقود الشعوب والمجتمعات نحو ما يحقق أهدافها الاستعمارية بصورة غير مباشرة.

وأخيرًا- وعبر هذا المقال- نبعث أسمى عبارات الشكر والتقدير والعرفان؛ نابعةً من أعماق القلب؛ لأولئك الذين لا يألون جهدًا في تعزيز الشعور بالانتماء الوطني لدى النشء؛ سواءً كان في المدارس أو في المنازل، وهم لا يزالون في سنواتهم الأولى، يستثمرون في عقولهم وأدبهم وبلاغتهم ورقيهم، يتعهدونهم تربيةً وتعليمًا وتثقيفًا؛ محافظين بذلك على نواة المجتمع من الانجراف وراء أفكار التغريب والتأثر بكل ما هو غربي، ومحافظين على الهوية العمانية من التغيير والتبديل.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ يؤثر على رحلات الطيور المهاجرة الملحمية

تستخدم مليارات الطيور المهاجرة مسارات عابرة للقارات لنقلها من مواطن غذائها وتكاثرها وإليها، وتعرف هذه المسارات باسم مسارات الطيران، وهي أشبه بالطرق السريعة في السماء، لكن هذه الرحلات الطويلة الملحمية باتت تتعرض لمصاعب في ظل التغيرات مناخية.

ويركز اليوم العالمي للطيور المهاجرة هذا العام، الذي يوافق يوم 10 مايو/أيار، على تهيئة وتكييف بيئات تدعم أسراب الطيور المهاجرة في جميع المجتمعات، من المدن المزدحمة إلى البلدات والمجتمعات الصغيرة، من خلال بناء موائل صحية، وتقليل التلوث، وتجنب استخدام الزجاج في المباني التي قد تصطدم بها الطيور.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4المانغروف.. كنز بيئي نادر تتهدده المشاريع الساحليةlist 2 of 4دراسة: 75% من أنواع الطيور بأميركا الشمالية في تراجعlist 3 of 4جوع وتغير مناخي.. سكان أوغندا يصطادون طيورا مهاجرة للبقاءlist 4 of 4"عصفور التين".. واحد من أهم طيور بلاد الشام تحت التهديدend of list

ويحتفل العالم باليوم العالمي للطيور المهاجرة مرتين في السنة: الأولى في شهر مايو/أيار والثانية في أكتوبر/تشرين الأول (في بداية الصيف وبداية الخريف)، تماشيا مع الطبيعة الدورية لهجرة الطيور في نصفي الكرة الأرضية.

وتقطع الطيور المهاجرة مسافات طويلة من مكان إلى آخر في أوقات منتظمة، وعادة ما تقطع هذه الطيور عشرات الآلاف من الكيلومترات في موعد سنوي مرتبط بالنمط الدوري للفصول، وتتميز الطيور بامتلاكها وسائل ذات كفاءة عالية تمكّنها من السفر بسرعة.

ويمكن للطيور المهاجرة بناء مخازن للدهون كمصدر للطاقة لاستهلاكها في الفترات الطويلة أثناء الرحلات الجوية، وعادة ما يكون للطيور المهاجرة أجنحة أطول ومدببة أكثر وأقل وزنا من الطيور غير المهاجرة.

إعلان

ووفقا لبيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن أغلب الطيور تهاجر من مناطق التكاثر الشمالية إلى الجنوب في فصل الشتاء، ولكن بعض الطيور التي تولد في الأجزاء الجنوبية من أفريقيا تهاجر إلى مناطق الشتاء الشمالية، أو بمحاذاة خطوط العرض للتمتع بالمناخ الساحلي الأكثر اعتدالا في فصل الشتاء.

الطيور تلعب دورا محوريا في الحفاظ على توازن الطبيعة (بيكسابي) مؤشرات بيولوجية

تلعب الطيور المهاجرة دورا محوريا في الحفاظ على توازن الطبيعة والبيئة. فبينما تتنقل من مكان إلى آخر تقوم بتلقيح النباتات ونشر البذور، ومكافحة الآفات عن طريق التهام الحشرات واللافقاريات الأخرى، وتساعد في الحفاظ على صحة النظام البيئي، مما يسهم في دعم الأمن الغذائي.

ويقول فرانسيسكو ريلا، عالم الأحياء البرية ومستشار الأمم المتحدة المعني بحماية الأنواع المهاجرة، إن الطيور المهاجرة تعد أيضا "مؤشرات بيولوجية"، فهي تميل إلى تجنب المناطق الملوثة، ومن ثم توفر تحركاتها معلومات مفيدة في تقييم جودة المياه والهواء.

وفي رحلاتها الملحمية في أرجاء العالم، تسترشد الطيور المهاجرة بالشمس والنجوم والسواحل والمسطحات المائية. لكن بعض المناطق التي تتوقف فيها للراحة والتزود بالطاقة على السواحل باتت تتغير بفعل الفيضانات الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه البحر.

(أسوشيتد برس)  مخاطر المسارات والموائل

تتعرض الطيور المهاجرة لمخاطر عديدة سواء في رحلتها أو بعد الوصول إلى موائلها الجديدة، فبعض أنواعها تكون عرضة للصيد الجائر والاتجار غير الشرعي في عدة مناطق.

ويمكن لتغير المناخ أن يؤثر على سلوك الطيور المهاجرة، فدرجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى ندرة الغذاء، مما يدفع الطيور إلى تقصير مساراتها أو عدم العودة إلى موطنها الأصلي على الإطلاق.

ويؤثر تغير المناخ أيضا على سلوك الطيور، فقد يؤدي إلى صراعات على الغذاء مع الحيوانات المقيمة.

إعلان

وبينما تبذل بعض الطيور المزيد من الطاقة لتجاوز التحديات، تفشل أنواع أخرى في التأقلم، مثل طائر الكروان ذي المنقار النحيل الذي أُعلن انقراضه في عام 2024 نتيجة فقدان موائله الطبيعية.

وفي وقت تواجه فيه القشريات الصغيرة، التي تعد مصدرا غذائيا مهما للطيور المهاجرة، صعوبة في بناء أصدافها في المحيطات التي أصبحت أكثر حمضية نتيجة امتصاصها المزيد من ثاني أكسيد الكربون، تتأثر الطيور بفقدان هذا المصدر الغذائي.

ومن دون الغذاء الكافي، تقلّ فرص الطيور في البقاء على قيد الحياة خلال الرحلات الشاقة أو التكاثر بنجاح، كما تتعرض الطيور لتهديدات متزايدة من الظواهر الجوية المتطرفة، كالرياح العنيفة والعواصف التي قد تؤدي إلى نفوقها.

ويعد التلوث الضوئي تهديدا كبيرا ومتزايدا للعديد من أنواع الطيور المهاجرة، ويسبب كل عام موت ملايين الطيور إذ يغير الأنماط الطبيعية للضوء والظلام في النظم البيئية.

ويمكن للتلوث الضوئي تغيير أنماط هجرة الطيور وسلوك البحث عن الطعام والتواصل الصوتي. فالطيور المهاجرة تنجذب بالضوء الاصطناعي ليلا، لا سيما عند وجود سحابة منخفضة أو ضباب أو مطر أو عند الطيران على ارتفاعات منخفضة.

وفي هذه الحالة يمكن أن ينتهي بها الأمر بالدوران في مناطق مضاءة تستنزف احتياطيات الطاقة لديها، فتتعرض لخطر الإرهاق والافتراس والاصطدام المميت بالمباني.

ويشكل التوسع الحضري والبيئات من صنع الإنسان أيضا تهديدات كبيرة لهذه الطيور، مما يؤدي إلى فقدان الموائل وزيادة مخاطر الاصطدامات المميتة بالمباني والزجاج.

ويقترح برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنشاء مزيد من المناطق الصديقة للطيور، فإذا بدأت الطيور المهاجرة بالاختفاء فقد يؤثر ذلك على الزراعة والسلسلة الغذائية والنظام البيئي بأكمله.

مقالات مشابهة

  • سمّاعات ذكية تترجم لعدة متحدثين في وقت واحد
  • التراث الشفهي.. وضرورة الحفاظ عليه
  • وفد دولي حقوقي يشيد بالتشريعات العمانية المتوافقة مع الأهداف الأممية
  • معرض «جسور» بعبري .. إبراز للهوية العمانية وقيم الإسلام
  • انطلاق الملتقى البحثي للجنة العمانية للرياضيات
  • تغير المناخ يؤثر على رحلات الطيور المهاجرة الملحمية
  • "العمانية لنقل الكهرباء" تُنافس على جوائز الاستدامة ضمن المشاركة في "أسبوع عُمان للاستدامة"
  • إثيوبيا تستحدث شرطة بحرية لحماية سد النهضة
  • كيف تنجح ثورة تونس الجديدة؟
  • خبير استراتيجي: الضربات اليمنية دفعت ترامب لطلب الوساطة العمانية