يتابع السودانيين والسودانيات بكل إهتمام ما أسفر عنه اتفاق بين تنسيقية القوى المدنية للتحول الديمقراطي المعروفة بتقدم وقوات الدعم السريع، وفي في انتظار لقاء التنسيقية مع القائد العام للجيش السوداني. وقدمت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية رؤية للحل تتكون من أربعة محاور، تتمثل في الاتفاق على وقف إطلاق النار وفتح مسارات آمنة للسكان ومعالجة الأزمة الإنسانية ثم الدخول في عملية تشمل الإصلاح الأمني والعسكري وقضايا العدالة الانتقالية وإعادة البناء المؤسسي لأجهزة الدولة.
في هذه الفترة تنشط مجموعات الفلول والاسلاميين المتشددين في حشد الدعم الشعبي والاستنفار لتأجيج المزيد من نيران الحرب المستعرة في الأقاليم التي لم تطأها الحرب مثل الولايات الشمالية ونهر النيل وكسلا. كما يزعم الخبراء الاستراتيجيين والمحللين للرأي العام المنتمين للتيار الإسلامي بعدم تصديق أن قائد الدعم السريع حميدتي حي يرزق رغم ظهوره في أديس أببا في لقاء تقدم وقبله بكمبالا لدى لقائه موسيفيني. ويعتقد الايديولوجيين أنصار النظام السابق بأن صورته والفيديو ما هي إلا عملية ذكاء صناعي يقوم بها أنصاره لتأكيد صحة حياته من موته.
وبالأساس نجد أن مشكلة الحرب الدائرة الآن سببها تعدد الجيوش وبالتالي نجد أنه من الضروري القيام بعملية الإصلاح الأمني والعسكري، الذي يعتبر قضية حيوية في السودان، فهو يهدف إلى تطوير وتعزيز القوات الأمنية والعسكرية في البلاد ودمج الجيوش المتعددة في جيش وطني قومي واحد. تمتلك هذه الخطوة أهمية كبيرة في ضمان الاستقرار والأمن الوطني، والمساهمة في بناء دولة سودانية قوية وموحدة. تمت تجربة السودان بتشكيل العديد من الجيوش المستقلة في السنوات السابقة من حكم الديكتاتور عمر البشير وهذا التشتت والانقسام في الأجهزة الأمنية والعسكرية أدى إلى العديد من المشاكل والتحديات التي تعيق تقدم البلاد وتعزيز الأمن الداخلي. ومن أبرز هذه التحديات تأتي التمردات والصراعات المسلحة في عدة مناطق، وتهريب الأسلحة وتفشي ظاهرة التهريب الحدودي، وتفاقم أعمال العنف والجرائم المنظمة والإرهاب.
إن دمج الجيوش المتعددة في جيش وطني قومي واحد يقدم فرصة كبيرة للسودان للتغلب على تلك المشاكل والتحديات. من خلال الدمج، يتم توحيد وتنظيم القوات الأمنية والعسكرية في نهج واحد، مما يزيد من كفاءتها وقدرتها على التصدي للتحديات الأمنية المختلفة. كما يتيح الدمج أيضًا تحسين عمليات التدريب والتجهيز، وتقاسم الموارد والخبرات بين القوات المتحدة تلك، مما يؤدي بالنهاية إلى تحقيق أعلى مستويات من الاستدامة والفاعلية في تحقيق الأمن الوطني.
بالإضافة إلى ذلك يعزز دمج الجيوش المتعددة في جيش وطني قومي واحد الوحدة والانتماء الوطني بين القوات الأمنية والعسكرية. يتم تعزيز الرؤية المشتركة للمستقبل وتعزيز التعاون والثقة بين أفراد هذه القوات المختلفة. كذلك، يتم تعزيز الاندماج بين الأعضاء العسكريين والمدنيين في المجتمع، وتحقيق الاستقرار في العلاقة بين الجيش والمجتمع المحلي.
هُنَا صَوْتٌ يُنَادِينِي نَعَمْ لَبَّيْكِ أَوْطَانِي
دَمِي عَزْمِي وَصَدْرِي كُلُّهُ أَضْوَاءُ إِيْمَانِي
سَأَرْفَعُ رَايَةَ المَجْدِ وَأَبْنِي خَيْرَ بُنْيَانِ
هُنَا صَوْتٌ يُنَادِينِي تَقَدَّمْ أَنْتَ سُودَانِي
د. سامر عوض حسين
3 يناير 2024
samir.alawad@gmail.com
/////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الأمنیة والعسکریة
إقرأ أيضاً:
الإنتربول يبحث مع الكويت مكافحة الجريمة المنظمة والتحديات الأمنية العابرة للحدود
التقى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الداخلية، الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، بمدينة ليون الفرنسية، رئيس منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول"، اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي.
وذكرت وزارة الداخلية الكويتية، في بيان لها، أن اللقاء تناول عددا من الموضوعات والقضايا الأمنية المشتركة، وسبل تعزيز الجهود في مكافحة الجريمة المنظمة والتهريب الدولي، ومواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود، بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
كما استعرض الجانبان، بحسب البيان، أفضل الممارسات والتجارب الدولية في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية والتهريب الدولي، وسبل الاستفادة منها لتطوير الكوادر الوطنية ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية الكويتية.. وشددا على أهمية استمرار التنسيق وتبادل المعلومات بشكل مستمر بما يضمن سرعة الاستجابة لمختلف التهديدات الأمنية وحماية المصالح المشتركة على المستوى الإقليمي والدولي.
وأكد الشيخ فهد الصباح حرص الكويت على تعزيز علاقاتها مع الإنتربول منذ انضمامها للمنظمة عام 1965، مشيرا إلى أن الكويت حاضرة وفاعلة في مختلف المحافل، إيمانا منها بأن التعاون الدولي في المجال الأمني يشكل حجر الأساس لحماية المجتمعات من الإرهاب والجريمة المنظمة.
ولفت إلى ما أولته الكويت من أهمية بالغة للاستفادة من منظومة قواعد البيانات التي يوفرها الإنتربول، من خلال ربط جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية بالأنظمة المتقدمة للمنظمة؛ وهو الأمر الذي ساهم بدوره في تعزيز أمن الحدود والكشف المبكر عن الوثائق المسروقة والمطلوبة دوليا.. منوها بمساهمة الكويت في دعم منظمة "الإنتربول" من خلال إعارة عدد من ضباطها للعمل في الأمانة العامة بمدينة "ليون" ومركز الابتكار بـ"سنغافورة"، ومشاركتها في المشاريع التجريبية مثل مشروعي الذكاء الاصطناعي و"النشرة الفضية" لاسترداد الأصول.