ملتقى استدامة يستعرض تحدّيات المنظومة الصحية وسبل حلها
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
د. هلال السبتي: السجل الإلكتروني لمرضى السكري واللامركزية أبرز المنجزات -
افتتحت وزارة الصحة بفندق راديسون بلو- صحار اليوم الملتقى الرابع للقيادات الصحية بوزارة الصحة " استدامة" لاستعراض ومتابعة المنظومة الصحية في سلطنة عمان والتحديات التي تواجهها وسبل حلها، تحت رعاية معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة، الذي أكد على أهمية تعزيز أوجه التعاون والتكامل الصحي المشترك والتشاور وتدارس القضايا الصحية والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة وإبداء الملاحظات وطرح المقترحات والحلول لتذليل الصعوبات التي تواجه العمل الصحي وعرض المبادرات الرامية إلى تطوير المنظومة الصحية وأثنى على الجهود المبذولة في سبل الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة.
وأضاف معاليه: إن الوزارة تسعى إلى تذليل التحديات التي يواجهها القطاع الصحي بشكل عام بإنشاء قاعدة بيانات لرصد التحديات التي تستوجب إجراء التدخلات من الجهات المركزية والقطاعات الأخرى وستُعرض خلال الملتقى ليتمكن الجميع من المشاركة ومناقشة الأوضاع الراهنة واقتراح الحلول وتنفيذها حسب أولويات التحديات.
واطلع معاليه على تقرير متابعة المشاريع التي أُنجزت، والتي تتطلب الاستمرارية في متابعة نتائجها مثل السجل الوطني الإلكتروني لمرضى السكري ومشروع اللامركزية في تبسيط الإجراءات الإدارية ومشاريع تحسين حوكمة الموارد البشرية والموازنة الذكية وإمداد ومبادرة نجدد ومعايير احتياج الموارد البشرية ووجه معاليه بالعمل على تسريع التنفيذ لما خطط له مسبقا لرؤية نتائج وأثر هذه المبادرات والمشاريع على أرض الواقع خلال الملتقى القادم مشيرا إلى أهمية تعزيز التكاملية في الخدمات التخصصية بين المحافظات لضمان توفرها وتعزيز التعاون المشترك بين المحافظات، لأثره الإيجابي في جودة الخدمات المقدمة.
وتطرق إلى التطبيق الأمثل "للإستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية" بزيادة فعالية تقنية المعلومات وتمكين التعامل الرقمي لتطوير قطاع الصحة وتنمية الموارد البشرية لتحسين الأداء والفعالية والقدرات التنافسية، حيث أن وزارة الصحة بالتعاون مع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 والجهات المختصة الأخرى وعلى مدار أشهر في طور تنفيذ الورشة التطويرية للموارد البشرية من أجل الصحة وتهدف هذه الورشة إلى دراسة وضع الموارد البشرية الصحية وتحديد الاحتياجات وسبل تعزيز كفاءتها واستغلالها ووضع سياسة عامة لها.
وذكر معاليه، أن تشجيع الابتكار والتفكير بطرق مختلفة وإدخال التقنيات الحديثة في كافة المجالات الصحية والطبية لمواكبة المتغيرات الحاصلة في العالم يساعد على تطوير العمل في المجال الصحي.
من جانبه قدم الدكتور خالد بن سعيد السعدي مدير عام الخدمات الصحية بمحافظة شمال الباطنة عرضا مرئيا عن مبادرة أفضل مؤسسة رعاية صحية أولية (تميز) هدف العرض إلى التعريف بالجهود المجيدة والممارسات الخلاّقة في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية وتقييم ما يتم على أرض الواقع من إجراءات وأنشطة ذات هدف واضح لتحسين الخدمات الصحية المقدمة بالمحافظة لترسيخ ثقافة الصحة مسؤولية الجميع.
كما استعرض الدكتور ماجد المقبالي مدير عام الخدمات الصحية بمحافظة البريمي في محاضرة له حول تحديات وفرص التكامل الصحي بين المحافظات خطط وتجارب ناجحة.
وقدم الدكتور بدر العلوي مدير مكتب متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 عرضا عن مواءمة البرامج الإستراتيجية لوزارة الصحة مع مستهدفات رؤية عمان 2040.
كما استعرض الملتقى عددًا من المشاريع السابقة التي نفذتها الوزارة ونوقشت التحديات الراهنة والمشاريع الجديدة المقترحة.
ونفذت خلال اليوم الأول حلقة عمل حول الابتكار والتفكير التصميمي حاضر خلالها كل من الدكتور عبدالله بن علي المنيري مستشار الصحة العامة بوزارة الصحة والدكتور حمد بن مبارك البطاشي من المديرية العامة لشؤون التمريض مدرب ومقيّم معتمد من الأكاديمية السلطانية للإدارة تناولت تعزيز القيادات الصحية بأهم مهارات التفكير وعمليات حل المشكلات واتخاذ القرار وذلك باستخدام إستراتيجيات التفكير التصميمي والابتكار.
كما نوقشت أساسيات الأداء العالي في المؤسسات ومهارات تحليل التحديات المعقدة في النظام الصحي وإستراتيجيات إيجاد حلول تتناسب مع طبيعة التحديات والمؤسسات الصحية مصحوبة بمجموعة من الأنشطة التي تركزت على تحديات واقعية يواجهها القطاع الصحي في سلطنة عمان حيث عمل المشاركون على تحليل تلك التحديات بطريقة شاملة تعينهم على فهم وتحديد احتياجات المؤسسات الصحية وتصميم مشاريع تسهم في تحسين ممارسات النظام الصحي واستدامة عملية تقديم الخدمات الصحية بما يتلاءم مع الأهداف والمؤشرات المستهدفة.
وتخلل الملتقى تكريم 10 من المشاركين في المبادرة، حضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب السعادة وكلاء الوزارة ومديري عموم الخدمات الصحية ومديري المستشفيات بمحافظات سلطنة عمان المختلفة ومديري الدوائر بديوان عام وزارة الصحة وذلك على مدى يومين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الموارد البشریة الخدمات الصحیة
إقرأ أيضاً:
مدير مجمع الشفاء لـعربي21: يجب وقف المجزرة في غزة وإنقاذ المنظومة الصحية
قال مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، إن وضع المنظومة الصحية في قطاع غزة كارثي، ويزداد سوءا وكارثية بعد استئناف العدوان الإسرائيلي وإغلاق المعابر.
وأكد أبو سلمية في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المعدات الطبية والأدوية والسماح للجرحى بالسفر خارج القطاع للعلاج، هو بمثابة حكم إعدام عليهم جميعا.
كما طالب العالم والدول العربية والإسلامية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر والسماح للمرضى والجرحى بالخروج للعلاج خارج قطاع غزة، كذلك السماح بالدخول الطواقم الطبية وما يلزم القطاع الصحي من معدات ومستهلكات طبية.
وأوضح أن الاحتلال يهدف من استهدافه للمستشفيات والكوادر الطبية دفع سكان القطاع لمغادرته والتشرد خارجه، فالمستشفيات هي الأمل الوحيد لهم للبقاء على قيد الحياة.
وتاليا نص الحوار كاملاً:
كيف هو حال القطاع الصحي في غزة في ظل القصف الشديد والمتواصل منذ عودة الحرب؟
الوضع الصحي في قطاع غزة يمر بأسوأ حالاته الآن في ظل غياب كل ما يلزم القطاع الصحي من مستلزمات طبية وأدوية وأجهزة التخدير وغرف العناية المركزة ومع عدم وجود أسرة كافية في المستشفيات والنقص الكبير في أجهزة الاشعة ومحطات الأكسجين.
أيضا منذ ما يقرب من 70 يوما أو أكثر لم يدخل إلى قطاع غزة ولا حبة دواء واحدة، كذلك يأتي الجرحى إلى المستشفيات ويموتوا أمام اعيننا ولا نستطيع تقديم الخدمات الطبية لهم ليس لعجز الأطباء ولكن لعدم وجود الإمكانيات اللازمة، فحتى أبسط الأشياء غير متوفرة الآن في قطاع غزة.
فمثلا المعدات الجراحية اللازمة لتثبيت الكسور غير متوفرة ولذلك نستخدم الأخشاب عوضا عنها، بالتالي القطاع الصحي في قطاع غزة يمر الآن بوضع صعب جداً جداً في ظل غياب أدنى مقومات الحياة الصحية وانهيار كامل المنظومة الصحية هنا.
كذلك هناك أزمة وقود حاليا تعصف بالقطاع الصحي لعدم إدخال الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية للمستشفيات، وهذا يؤثر على تشغيل محطات الأكسجين وغرف العمليات وأقسام العناية المركزة وغسيل الكلى وحضانات الأطفال الخُدج، لذا زادت نسبة الوفيات في قطاع غزة بشكل كبير بسبب ما ذكرته من نقص في المعدات والمستلزمات الطبية.
كيف يؤثر نقص الكوادر الطبية والمعدات والمستلزمات الطبية على إنقاذ حياة الجرحى والمرضى؟
للأسف نضطر لأن نقوم بالمفاضلة بين الجرحى لإنقاذ أكبر عدد ممكن منهم، ولكننا نخسر الكثير من الجرحى ولا نستطيع تقديم الرعاية الطبية لهم لأن الاحتلال دمر كل مستشفياتنا في قطاع غزة.
فالاحتلال منذ بداية العدوان شن حرب بلا هوادة على المستشفيات، حيث دمر مستشفيات - الرنتيسي، والنصر للأطفال، والعيون، والصحة النفسية، ومجمع الشفاء الطبي وهو الأكبر في قطاع غزة - ، كذلك دمر مستشفيات أبو يوسف النجار، وبيت حانون، والهلال الإماراتي.
والاحتلال لم يكتف بتدمير جميع المستشفيات تقريبا في قطاع غزة، بل أيضا قتل الكثير من الكوادر الطبية وقتل أطباء يُعتبرون من مفاصل العمل الطبي، مثلا الدكتور رأفت لُبد مدير قسم الباطني في مجمع الشفاء.
كذلك قتل الاحتلال الدكتور همام اللوح والذي كان بمثابة العمود الفقري لمشروع زراعة الكلى في قطاع غزة، كما قتل الدكتور محمد دبور والدكتور حسام حمادة الذي يُعد من أهم استشاري علم الأنسجة.
أيضا قتل الاحتلال الدكتور عمر فروانة، وتعمد قتل الكثير من الأطباء، حتى يحرم أهلنا في قطاع غزة من المنظومة الصحية، والتي هي أصلا خرجت عن الخدمة تماماً بعد استشهاد هؤلاء الكوادر الطبية.
كما اعتقل الاحتلال عدد كبير من الكوادر الطبية وما زال أكثر من 300 شخص منهم موجودين داخل السجون الإسرائيلية، منهم الطبيبين حسام أبو صفية، ومحمد أبو عبيد الذي يُعد من الركائز الأساسية في عمليات الكسور.
ومن الأطباء الذين لا زالوا في الأسر الدكتور غسان أبو زُهري وهو من أهم وأفضل الكوادر الطبية في قطاع غزة فهو رئيس قسم العظام في مستشفى ناصر الذي كان يعمل على عمليات زراعة المفاصل، كذلك لا زال الاحتلال يعتقل الدكتور أكرم أبو عودة رئيس قسم العظام في المستشفى الإندونيسي.
لقد قتل الاحتلال الكثير من ركائز العمل الطبي، حيث قتل أكثر من 1400 كادر طبي، منهم الدكتور عدنان البُرش والدكتور إياد الرنتيسي اللذان قتلهما الاحتلال داخل المُعتقلات الإسرائيلية في تحدِ صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
تعمد الاحتلال اعتقال وقتل رموز وكوادر القطاع الطبي في غزة.. من بينهم انت دكتور .. لماذا يلاحق الاحتلال القطاع الطبي رغم أنه جهة مدنية تقدم خدمة إنسانية تحت غطاء القوانين الدولية؟
تعمد الاحتلال إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة في قطاع غزة وخصوصا في مدينة غزة وشمال القطاع بشكل كامل تماما، حيث كان لدينا هناك حوالي 2000 سرير في المستشفيات، الآن يوجد فقط حوالي 300 سرير.
أما بالنسبة لغرف العمليات والعناية المركزة، فقد كان لدينا حوالي 50 سرير بينما الآن يوجد 10 أسرة فقط، أيضا كان يوجد أكثر من 100 جهاز لغسيل الكلى الآن يتوفر 30 جهاز فقط، كما كان هناك 100 من حضانات الأطفال لكن الآن لا يوجد في كل مدينة غزة وشمال قطاع غزة سوى 30 حضانة فقط.
وبالتالي هناك خطر حقيقي على هؤلاء المرضى من - الأطفال الخُدج ومرضى غسيل الكلى والمرضى المحتاجين لعمليات جراحية وغرف عناية مركزة -، والاحتلال عندما أراد تدمير المنظومة الصحية كان هدفه إخراج الناس وتشريدهم من شمال القطاع إلى جنوبه.
وذلك لأن المستشفيات هي عامل رئيسي لدعم المواطن الفلسطيني والأمل الذي كان يرتكز عليه، وكان هناك هجمة ممنهجة من الاحتلال، والكل كان يشاهد الهجمة الكبيرة على مجمع الشفاء الطبي.
أيضا الكل شاهد كيف ضخم الإعلام الإسرائيلي مجمع الشفاء وكأنه مجمع يرعى الإرهاب كما يقولون، وثبت بالدليل القاطع عندما خرجنا من السجن بدون أي محاكمة أنه كان فقط يخدم المرضى والجرحى.
وبالتالي كان تدمير المستشفيات هو عنوان من عناوين هذه الحرب، في تحدِ صارخ للقوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، وهذا ليس بشهادتنا نحن بل بشهادة كل المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزه مثل منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي والأونروا، حيث كلها تحدثت عن أن هناك تدمير ممنهج للمنظومة الصحية في قطاع غزة.
ما نسبة تواجد المنظمات الطبية الدولية في قطاع غزة حاليا مثل منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود؟ وهل لديكم تواصل معها؟
طبعا نحن على تواصل تام مع جميع المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة - منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي والأونروا – ولدينا تواصل يومي معهم.
ولكن الاحتلال أيضا يمنع هذه المنظمات من إدخال المواد اللازمة لعملهم، وتحدثت منظمة الصحة العالمية عن أن هناك مئات من الأطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية موجودة على المعابر ولا يسمح الاحتلال بدخولها.
كذلك الأمر بالنسبة لأطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي والأونروا، هم أيضا تحدثوا إلينا بأن هناك مستشفيات ميدانية والكثير من المعدات الطبية والأدوية ما زالت على المعابر ولكن الاحتلال لا يسمح بدخولها.
أيضا في تحدِ أخر يمنع الاحتلال دخول الطواقم الطبية التي يتم التنسيق لها عبر منظمة الصحة العالمية سواء القادمة من أوروبا أو أمريكا أو من الدول العربية، والذين كانوا يأتون إلى قطاع غزة لمساعدة الأطباء في علاج الجرحى.
لكن منذ استئناف الحرب على قطاع غزة يمنع الاحتلال هذه الوفود من الدخول إلى القطاع، ويحدث هذا في ظل النقص الكبير في الكوادر الطبية، والتي كانت طوال 18 شهراً تعمل دون كلل أو ملل رغم أن لديهم الكثير من المشاكل وهموم هذا البلد كما بقية أبناء شعبنا.
فالطواقم الطبية الآن تقريبا استهلكت واستنفذت كل قواها لكنها ما زالت تعمل ولا زالت باقية مع أهلنا وشعبنا تقوم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجرحى، ومنهم ما كان يستقبل وهو على رأس عمله أحد أفراد أسرتها أو كلها شهداء، وبالتأكيد هذا يؤثر على نفسيتهم، ولكن مع ذلك طواقمنا الطبية ما زالت تُقدم كل ما لديها حتى تُنقذ حياة أهلنا في قطاع غزة.
كم عدد الجرحى والمرضى الذين هم بحاجة للعلاج خارج غزة؟
لدينا أكثر من 14 ألف مريض وجريح بحاجة إلى العلاج بالخارج، منهم جرحى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومرضى – السرطان، والقلب، والفشل الكلوي، ومرضى الدم، والأعصاب – كلهم بحاجة إلى إخلاء طبي عاجل حتى نتمكن من علاجهم خارج القطاع بسبب عدم وجود أي إمكانيات لعلاجهم هنا.
ولكن للأسف المعابر مغلقة وبالتالي لم يخرج منهم أحد، ويوميا يستشهد العشرات من هؤلاء المرضى وهم ينتظروا العلاج اللازم والدواء، خاصة مرضى السرطان الذين لا يتوفر لهم العلاج الكيمياوي في قطاع غزة.
كذلك الجرحى الذين يحتاجون لعمليات متقدمة في جراحة المخ والأعصاب وجراحة الأوعية الدموية وترميم العظام، هؤلاء كلهم يعانون الآن، فمنهم من يستشهد ومنهم من يلتهب جروحه ومن أصبح عاجزاً غير قادر على التحرك، ومنهم أيضا من أصيب بالشلل نتيجة لعدم القدرة على إخراجهم خارج القطاع لتلقي الرعاية الطبية.
وبشكل عام المنظومة الصحية تعيش الآن أيام صعبة جداً جداُ، فبالإضافة للمرضى والجرحى هناك أيضا الأطفال الراقدين على أسرة مجمع الشفاء والذين يعانون من سوء التغذية، ونحن نقدم لهم المحاليل اللازمة لهم في ظل عدم وجود التغذية اللازمة لهم.
وهذه المشاهد التي نراها من سوء تغذية عند الأطفال الذين أصبحوا عبارة عن جلد على عظم لم نراها ولم نعهدها في قطاع غزة منذ سنوات كثيرة، يعني انا على مدار 25 سنة من العمل في القطاع الصحي لم أرى من هذه المشاهد من سوء التغذية عند الأطفال وحتى كبار السن أيضا.
ولا يقتصر سوء التغذية على الأطفال بل أيضا النساء الحوامل يعانين مثلهم، فلدينا 50 ألف امرأة حامل يعانين من سوء التغذية، بل حتى الاجنة الذين يولدوا الآن يكون لديهم بعض التشوهات الخلقية أو يولدوا قبل موعدهم وهذا يدل على أن الاحتلال يستخدم أسلحة مُحرمة دوليا لم نعهدها من قبل.
ومن التشوهات التي نراها عند المواليد حديثا والتي أصبح حجمها كبير، مثلا عدم وجود الرأس وهناك من يُولد ليس له أطراف ومن لديه مشاكل في القلب أو البطن، بالتالي نحن أمام كارثة صحية حقيقية.
أخيرا، ما المخاوف لديكم حال استمر الحصار وإغلاق المعابر؟ وماذا تقول للعالم أجمع؟
إذا لم يُدخل الاحتلال خلال أيام قليلة المستهلكات الطبية والأدوية والوقود سنكون أمام حالة كارثية بالفعل، نحن الآن أصلا في حالة كارثية ولكنها ستزداد كارثية وسوء وسيكون هناك أعداد من المرضى والجرحى يموتون أمام أعيننا ولا نستطيع تقديم الرعاية الطبية لهم.
نحن الآن في وضع مأساوي لم نعهده من قبل على مدار هذه الحرب المجنونة حرب الإبادة على قطاع غزة، فبالتالي الآن مرضانا وجرحانا هم على المحك وهم يموتون يومياً ولا نستطيع تقديم ما يلزم لهم.
وفي حال لم يدخل الوقود ستتوقف المستشفيات وستكون عبارة عن مقابر جماعية، لأنها لا يمكن أن تعمل بدون كهرباء، - العناية المركزة وغسيل الكلى والحضانات وغرف العمليات الجراحية وأجهزة الاشعة، والمختبر وبنك الدم - كل هذه الأقسام لا يمكن أن تعمل بدون كهرباء، وبالتالي سنكون أمام حالة كارثية تماماً وسيكون لدينا أرقام غير مسبوقة من الشهداء والجرحى.
لذا نُطالب العالم الحر ودولنا العربية والإسلامية إن بقي في هذا العالم من الأحرار أن يضغطوا على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال المستهلكات الطبية والأدوية إلى قطاع غزة، كذلك إدخال المستشفيات الميدانية والطواقم الطبية في أسرع وقت ممكن، والأهم من هذا كله وقف هذه المقتلة والمجزرة التي امتدت وطالت على أبناء شعبنا.