كاتب إسرائيلي: اغتيال العاروري لن يغير الواقع
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
تناول كاتب إسرائيلي النتائج المحتملة لاغتيال صالح العاروري والقياديين بكتائب القسام سمير فندي وعزام الأقرع على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعلى إسرائيل، قائلا إنه سيضر بمفاوضات تبادل الأسرى بين الجانبين.
وقال الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنياع إن عملية الاغتيال بالضاحية الجنوبية في بيروت ستضر على المدى القصير بنشاطات حركة حماس في لبنان، لكنها لن تغير الواقع، "فحماس حركة أكبر من أي من شهدائها المحتملين، بمن فيهم يحيى السنوار"، وفق تعبيره.
وقال الكاتب في مقال له نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بعنوان "القضاء على العاروري مقامرة" إن السلطات المعنية في إسرائيل لديها عدد من الأسباب لهذا الاغتيال إلا أن الاغتيالات المركزة "لا تقاس فقط بالضربة التي يتلقاها العدو"، وتساءل عما يمكن أن تفعله هذه الخطوة بهم؟
وأجاب بأن من بين كل ردود الفعل المحتملة لحماس فإن الأكثر إثارة للقلق هو ما يتعلق بالمحتجزين لديها، مشيرا إلى أن الأرجح هو أن يؤدي ذلك إلى عرقلة وربما نسف عملية المفاوضات لإطلاق سراحهم.
وقال الكاتب: صحيح أن فرصة التوصل إلى صفقة كانت ضئيلة حتى قبل عملية الاغتيال لكن فيما يتعلق بحياة المحتجزين فإن أي تأخير قد يكون أمرا حاسما، وأن أي اغتيال قد يؤدي إلى اغتيال مضاد، وليس من المريح الاعتراف بذلك، "لكن قرار الاغتيال كان مقامرة على حياة المحتجزين وسيثبت الوقت ما إذا كان هذا الرهان مبررا أم لا".
حزب الله سيرد عاجلا أم آجلاكما رأى الكاتب أن حزب الله سيرد عاجلا أم آجلا، وستكون مساحة الرد لديه أكبر من تلك التي لدى (حماس)، لأنه يمكن أن يكسر قواعد الاشتباك المتفق عليها حاليا في تبادل إطلاق النار في الشمال ويخاطر بخوض حرب شاملة؛ كما يمكنه مهاجمة السياح الإسرائيليين أو المراكز اليهودية خارج إسرائيل؛ ويمكنه أيضا السماح للعناصر الفلسطينية في لبنان بالانتقام عبر الحدود، أو في المقابل يمكنه الانتظار بصبر حتى يجد الوقت الملائم للرد.
وفيما يتعلق بالمفاوضات التي يجريها الأميركيون والفرنسيون في لبنان منذ أسابيع وشجعتها إسرائيل، رأى الكاتب أن عملية اغتيال العاروري لا تصب في مصلحتها، وقد كان الأمل معقودا على هذه المفاوضات للتوصل إلى تسوية بالوسائل الدبلوماسية، تمنع الحرب وتسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم، حيث كان وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة مرتقبا في نهاية الأسبوع لتعزيز الاتصالات. لكنه أعلن الليلة الماضية، بعد عملية الاغتيال، إلغاء زيارته.
وخلص الكاتب في ختام مقاله إلى أن هناك شيئا واحدا مؤكدا وهو أن اغتيال العاروري ورفاقه سيضر على المدى القصير بنشاطات حماس في بيروت، لكنه لن يغير الواقع، فحماس حركة أكبر من أي من شهدائها المحتملين، بمن في ذلك السنوار.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مسؤول إسرائيلي رفيع يتحدث عن حرب “ستُدار بدون إطلاق رصاصة واحدة” وأساليب استخدمتها إيران ضد إسرائيل
إسرائيل – كشف رئيس هيئة السايبر الوطنية في إسرائيل يوسي كارادي عن أساليب الهجوم والتأثير التي تستخدمها إيران ضد إسرائيل في مجال السايبر خلال الأشهر الستة الماضية، وضمنها الموجهة بين الطرفين.
وفي أول خطاب علني له في مؤتمر أسبوع السايبر بجامعة تل أبيب، عرض رئيس الهيئة اللواء (احتياط) يوسي كارادي، حالة الهجوم السيبراني الذي تم إحباطه على مستشفى شمير في “يوم الغفران” الماضي، حيث استُخدمت مجموعة “الفدية” (Ransomware) المسماة “Qilin” كغطاء “اختبأت خلفه مجموعة هجوم إيرانية لطمس آثارها واستغلال أدوات وقدرات مجموعة الجريمة”، وفق الرواية الإسرائيلية.
وقال كارادي إن الحادث يوضح “إلى أي مدى أصبحت الحدود بين الجريمة والعمل العدائي الذي ترعاه دولة ضبابية”، حسب تعبيره.
وعرض رئيس الهيئة مفهوم “حرب السايبر الأولى”، وهي “حرب تُدار بدون إطلاق رصاصة واحدة”، حيث يمكن أن تتعرض دولة للهجوم في الفضاء السيبراني فقط لدرجة تشل الأنظمة الحيوية، مما قد يؤدي إلى “حصار رقمي”: “نحن في طريقنا إلى عصر ستبدأ فيه الحرب وتنتهي في الفضاء الرقمي، دون تحرك دبابة واحدة أو إقلاع طائرة واحدة”.
وتابع: “تخيلوا حصارا رقميا تتعطل فيه محطات الطاقة، وتُقطع الاتصالات، ويتوقف النقل، وتتلوث المياه. هذا ليس سيناريو مستقبليا خياليا، بل اتجاه تنموي حقيقي.”
وأضاف: “في هذه الحرب، خط الجبهة هو كل بنية تحتية رقمية، وكل مواطن مستهدف، ونحن نقترب بسرعة من مرحلة سيحل فيها السايبر مكان ساحة المعركة المادية بالكامل”.
ووفقا لما ذكره كارادي ، خلال المواجهة الأخيرة مع إيران، حددت هيئة السايبر الوطنية 1,200 حملة تأثير تستهدف المواطنين. ويعني هذا أن ملايين المواطنين تلقوا أو تعرضوا مرة واحدة على الأقل لرسائل أو مقاطع فيديو مؤثرة على مدى أسبوعين. وشملت الاتجاهات الأخرى التي لوحظت أثناء العملية ما يلي:
دمج منسق بين الهجوم المادي والهجوم السيبراني.
حملات تأثير واسعة النطاق تهدف إلى تضليل الجمهور في لحظات الطوارئ.
جمع معلومات مركزة عن أهداف إسرائيلية في المجال العسكري، والحكومي، والأكاديمي لأغراض التهديد المادي.
انتقال مجموعات الهجوم الإيرانية من أنشطة التجسس وجمع المعلومات إلى هجمات تهدف إلى التعطيل والتدمير.
كما عرض حالة استهداف معهد وايزمان بالصواريخ، والتي ترافقت مع نشاط سيبراني وتأثير، حيث اخترق الإيرانيون كاميرات المراقبة الأمنية لغرض توثيق الضربة، بل وأرسلوا رسائل بريد إلكتروني تحمل رسائل تخويف لأعضاء هيئة التدريس ونشروا تسريبا للمعلومات. وتوضح هذه الحالة دمج الضربات المادية مع الهجمات في الفضاء السيبراني.
وأشار رئيس الهيئة في خطابه إلى أن إسرائيل تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث تعرضها للهجمات وفقا لبيانات “مايكروسوفت”، وأن 3.5% من إجمالي الهجمات العالمية استهدفت إسرائيل في العام الماضي.
وأوضح كارادي قائلا: “تجد إسرائيل نفسها عمليا في جبهة عالمية لا تتوقف. هذا يعني أن التهديدات ليست أحداثا معزولة بل واقع يومي يتطلب دفاعاً مستمرا”.
وختم بقوله: “الاعتماد المطلق على الرقمنة، مع الانفجار الكبير للذكاء الاصطناعي في كل مجال من مجالات الحياة، يجلب فرصاً مذهلة ولكنه يجلب أيضاً تهديدات جديدة ويمنح مهاجمي السايبر مساحة لا نهائية [للعمل]”.
المصدر: “معاريف”