حزب الله في أعلى جهوزية للحرب ولكن...
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": عاملان جديدان أدخلهما السيد نصر الله في خطابه الأخير، أولهما تقصّده تسليط الضوء بالمعنى السوسيو- پوليتيك، أنّ الفلسطينيين في فلسطين هم بالإنتماء أولاد أرض، يموتون حيث ينتمون، أمّا اليهود على أرض فلسطين فقد جمعوا حول سردية ميتولوجيّة عنوانها أرض الميعاد، وبالتالي هم ينتمون الى شعار الأرض، وليس للأرض، وهذا هو الفارق الذي سيجعل اسرائيل تخسر معركتها ومبرّر جودها.
أما العامل الثاني والمهم فتركيزه على تلك البقعة الجغرافية المسماة «غوش دان» التي تضمّ ثلاثة أرباع إسرائيل ومصافي نفط ومصانع كبرى ومؤسسات حكومية بشهادة جنرال إسرائيلي كان حذّر نتنياهو من أن تؤدي أي حرب مع «حزب الله» إلى تدميرها. وإعادة التذكير بها في سياق التهديد بحرب شاملة وشرسة يضعها في صلب الأهداف المقبلة متى أرادت اسرائيل توسيع عدوانها على لبنان.
منذ لحظة وقوع عملية الاغتيال في الضاحية سارعت الجهات المسؤولة إلى نقل رسائل غربية متفرقة إلى «حزب الله» بأنه ليس المقصود بالاستهداف ولا حتى الخروج عن قواعد الإشتباك المتفق عليها، وانما تصفية الحساب مع منفذي عملية السابع من اكتوبر، وعليه كان ردّ نصر الله أنّ «هذا الكلام على من يمرق؟ على الأطفال، على الجبناء؟» قاصداً الردّ على الداخل والخارج.
من حديث أمينه العام المتشعب الرسائل، يبدو أنّ خيار الحرب لدى «حزب الله» تقدّم في الحسابات، ويحدّده الميدان، لكنّه لن يكون المبادر لشنّها فيقدّم هدية إلى رئيس وزراء اسرائيل الذي يقود حرباً فاشلة مقارنة بالأهداف التي حدّدها للحرب، وليس من حيث الدمار الذي لحق بغزة وأعداد الشهداء الذين سقطوا. في حساباته أنّ الكلمة للميدان، وإن حاول نتنياهو الشروع في الحرب، فهو قد يحدّد بدايتها، لكن نهايتها لن تتوقف على قرار منه. فالحرب المقبلة إن وقعت ستكون حرباً بلا ضوابط ولا سقوف، وستكون حرباً قاضية، ذلك أنّ «حزب الله» يعتبر أنّ نهاية إسرائيل لم تعد بعيدة، ورداً على المشكّكين بردّه على اغتيال العاروري وآخرين، فهو يعتبر أنّ الردّ واقع من خلال جبهة الجنوب الحامية والأهداف التي تحقّقها ضربات المقاومة، وسيتحدث عنها السيد اليوم بالتفصيل، لكن هذا لا يلغي أنّ رداً قاسياً وموجعاً سيكون في موعد يختاره الأمين العام بما يتناسب ووقع عملية الاغتيال ومكان وقوعها. فالكلمة اليوم للميدان وما سيشهده في غضون الآتي من الأيام، والخيارات ستكون صعبة ومرهقة و»حزب الله» في أعلى جهوزيته لخوض الحرب وينتظرها لعلمه أنّ خوضها يكون أفضل حالاً من الواقع الراهن.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
انتهت الحرب قبل أن تبدأ في طرابلس ..ما حدث عملية جراحية لبسط نفود الدولة .. من هو عبد الغني الككلي الذي تم تصفيته؟
أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، الثلاثاء، تمكن وزارتي الداخلية والدفاع من بسط الأمن في العاصمة طرابلس، عقب اشتباكات اندلعت مساء الاثنين بعد تقارير عن مقتل قائد إحدى الجماعات المسلحة في ظروف غامضة.
وشهدت طرابلس مساء الاثنين اشتباكات مسلحة تركزت في منطقتي صلاح الدين وأبوسليم بالتزامن مع أنباء عن مقتل عن رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي عبد الغني الككلي، حسب إعلام ليبي.
من سجين إلى زعيم ميليشيا
عبد الغني الككلي، المعروف بلقب غنيوة يُعد مثالاً لشخصيات برزت بعد سقوط نظام القذافي، خرج من السجن مستفيداً من حالة الفراغ الأمني، وأنشأ ميليشيا محلية في منطقة أبو سليم، حيث فرض سيطرته مستخدماً السلاح والولاءات المحلية
تحول الميليشيات إلى أدوات للدولة
في ظل عجز الدولة الليبية عن بناء مؤسسات أمنية فاعلة بعد فبراير، لجأت الحكومات المتعاقبة إلى احتواء هذه الميليشيات من خلال ضمّها إلى مؤسسات رسمية كوزارة الداخلية. إلا أن هذه الكتائب، رغم انضمامها الشكلي، بقيت مستقلة في قراراتها
تحوّل الككلي من قائد ميليشيا إلى رجل نفوذ سياسي واقتصادي. عبر السيطرة على قطاعات حيوية مثل النفط، الاتصالات، والكهرباء، تمكن من فرض رجال موالين له في مناصب حساسة
وبسبب رغبة رغبته في فرض مزيد من رجاله في المناصب العليا، تصاعد التوتر واقتحم موخرا مقر الشركة الليبية القابضة
القابضة للاتصالات من قِبل عناصر محسوبة عليه، واختطاف شخصيات من مدينة مصراتة، أثار غضباً واسعاً في مصراتة، التي تملك نفوذاً كبيراً داخل طرابلس.
اجتماع قاعدة “التكبالي” كان محاولة أخيرة لحل الأزمة سلمياً بين الككلي وقيادات من مصراتة، من بينهم قائد اللواء 444 محمود حمزة.
لكن التوتر بلغ ذروته، وانتهى بإطلاق نار أودى بحياة عبد الغني الككلي. هذا الحادث أشعل المواجهات المسلحة في العاصمة، وأدى إلى إعلان حالة استنفار أمني عام.
وانتهت الحرب قبل أن تبدأ
وما حدث بطرابلس عملية جراحية لبسط نفود الدولة