«تكوين» يستعرض بصمة روّاد الهندسة العرب والمسلمين
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةمنذ الصدر الأول للإسلام، حفل التاريخ بأئمة وعلماء ومفكرين عرب ومسلمين حملوا مشعل العلوم وساروا بها عبر العصور والقرون، وقد جمعوا العلوم من مختلف بقاع الأرض وطوروا مفاهيمها، وأسسوا نظريات جديدة، فارتبطت أسماؤهم بهذه العلوم كأعلام يشار إليهم بالبنان.
ويحتفي بيت الحكمة في الشارقة بهذه الإنجازات الرائدة لعلماء العرب والمسلمين من خلال معرض «تكوين: العلوم والإبداع»، الذي ينظمه بالتعاون مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية حتى 6 مارس 2024، بهدف إلقاء الضوء على تلك الكنوز العلمية في مختلف مجالات العلوم وبخاصة علم الهندسة، الذي تبلور وبدت معالمه الكلية على أيدي علمائنا الأوائل من العرب والمسلمين، فازدهرت تقنيات الهندسة الميكانيكية -التي عرفت آنذاك باسم «علم الحيل»- في العالم الإسلامي منذ القرن الثالث الهجري، واستمر عطاء العلماء فيها حتى القرن العاشر الهجري.
اختراع البركار التام
ويتيح القسم الخاص بعلم الهندسة في معرض «تكوين» ببيت الحكمة فرصة للزوار للاطلاع على مجموعة مختارة من مخطوطات الكتب النادرة التي ألفها علماء العرب والمسلمين ممن أبدعوا في هذا الفرع من العلوم نقلاً ودراسةً وتأليفاً واختراعاً، منها مخطوط نادر بعنوان «رسالة في البركار التام والعمل به»، لمؤلفه أبي سهل ويجن بن رستم القوهي، المتوفى عام 405 هـ، وهو أول من طوّر آلة البركار ورسم لها صوراً غاية في الدقة ووسع استخداماتها في القياسات الهندسية.
ترجمة إقليدس وأرخميدس
وبإمكان زوار المعرض الاطلاع على مخطوطة بعنوان «تحرير أصول إقليدس» من تأليف نصير الدين محمد بن محمد الطوسي، المتوفى عام 672هـ، وهي مخطوطة تعكس الجهود الحثيثة لعلمائنا الأوائل في نقل علوم الحضارات الأخرى وترجمتها إلى اللغة العربية، وقد تسابقوا إلى دراستها، مثل كتب «إقليدس» التي لم يكتف العلماء بترجمتها، بل نقدوها نقداً علمياً، ونقحوها وأضافوا إليها مسائل جديدة. وهناك أيضاً مخطوطة من كتاب «شرح أشكال التأسيس» لموسى بن محمد قاضي زاده، الذي يرسم فيه الأشكال المتنوعة ويذكر أحجامها ومساحاتها، ومن بينها المعين وشبه المعين، والمنحرف وشبه المنحرف.
الإبداع الهندسي الإسلامي
وقد عمل علماء العرب والمسلمين على تنقيح مؤلفات علم الهندسة وأضافوا إليها بصمتهم، فألفوا كتباً كاملة في المساحات والأحجام والزوايا والمضلعات وتحليل المسائل الهندسية، بل وتخصصوا في مسائل معينة من الهندسة مثل المساحة. ومن المقتنيات المعروضة في هذا المجال مخطوطة من كتاب «شرح نخبة التفاحة في علم المساحة» لمؤلفه عبداللطيف بن أحمد الدمشقي الكتبي، وهو كتاب يقدم شرحاً مفصلاً لطرق استخراج مساحات الأشكال المتعددة والمعقدة، منها ما هو على شكل هلال أو أشكال غير متساوية المحيط، مع دعمه بالرسوم التوضيحية.
ابتكارات واختراعات
ولم يتوقف علماؤنا الأوائل في دراساتهم على الطرق النظرية والاستنتاجات القياسية، بل قدموا أيضاً مجموعة من الابتكارات والاختراعات الهندسية التي لعبت دوراً مفصلياً في نمو هذا العلم وانتشاره وتقدمه، فاخترعوا آلات القياس الهندسية، وآلات الرسم المتناسق حيث ذكرها أبو الوفاء محمد البوزجاني في رسائله التي تعود إلى القرن العاشر الميلادي، وكتابه «الأعمال الهندسية» الذي وثق فيه استخدام المسطرة والبركار، في حين سخّر بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل الجزري علم الهندسة في الصناعة والآلات الميكانيكية.
ويقام معرض «تكوين: العلوم والإبداع» في بيت الحكمة بالتعاون مع مركز الملك فيصل كشريك استراتيجي، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون كشريك إعلامي، وبرعاية ودعم كل من دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وهيئة الشارقة للمتاحف.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الهندسة الإمارات بيت الحكمة الشارقة العرب والمسلمین علم الهندسة
إقرأ أيضاً:
هيئة الآثار تسلم 75 مخطوطة لدار المخطوطات
الثورة نت /..
سلمت الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليوم 75 مخطوطة لدار المخطوطات، منها 27 مخطوطة تم ضبطها من قبل الجهات الأمنية و48 مخطوطة من المتحف الوطني.
وقد تمت إجراءات الاستلام والتسليم بين الهيئة ودار المخطوطات بإشراف وزير الثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي ولجنة استلام وتسليم وجرد المخطوطات برئاسة الدكتور وليد الربيعي وبحضور نائب رئيس الهيئة عبدالله ثابت ووكيل الهيئة إبراهيم الهادي وأمين عام دار المخطوطات خالد الروحاني والأمين العام المساعد لشؤون المكتبات خالد السارعي.
حيث تم تسليم 27 مخطوطة تم ضبطها من قبل الجهات الأمنية وتسليمها للهيئة و48 مخطوطة كانت محفوظة بالمتحف الوطني بعضها مكتملة والبعض الآخر أجزاء وأخرى عبارة عن أوراق.
وقد أكد وزير الثقافة والسياحة على أهمية رفع الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ المخطوطات والآثار وتسليمها للجهات المختصة.
وأشار إلى أهمية جمع المخطوطات وتوثيقها والقيام بعملية الترميم والصيانة اللازمة لها حفاظا على تاريخ وموروث اليمن الحضاري العريق، وكذا تشجيع المواطنين على تسليم ما لديهم من مخطوطات وقطع أثرية.
وأشاد بجهود الجهات الأمنية والهيئة العامة للآثار والمتحف الوطني في ضبط المخطوطات والحفاظ عليها وتسليمها للجهات المعنية.
وتطرق الوزير اليافعي إلى المؤامرات التي تحاك ضد تاريخ وهوية الشعب اليمني ومنها جرائم تهريب ونهب وبيع المخطوطات والآثار اليمنية.. داعيا الجميع إلى تحمل المسؤولية في الحفاظ على المخطوطات والآثار وتسليم ما بحوزتهم للجهات المختصة والإبلاغ بأي عمليات نهب أو تهريب أو بيع للمخطوطات أو الآثار باعتبارها جزءا من الهوية الوطنية والإرث التاريخي والحضاري.
ولفت إلى أن وزارة الثقافة والسياحة سعت منذ وقت مبكر إلى جمع كل المخطوطات الموجودة في مختلف المتاحف ووضعها في مكانها الطبيعي المتمثل في دار المخطوطات، التي توفر لها كافة سبل السلامة والحفظ والعناية.. مبينا أن هناك فريق فني متخصص يقوم بعمليات الأرشفة والصيانة والتوثيق الالكتروني وغيرها.
فيما أكد نائب رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف وأمين عام دار المخطوطات على أهمية استلام وتسليم هذه المخطوطات التي تأتي ضمن خطوات للحفاظ على هذا الإرث العظيم.
وأشارا إلى أن جزءا من هذه المخطوطات كانت عرضة للبيع.. معبرين عن الشكر والتقدير للأجهزة الأمنية في الحفاظ على هذا الإرث والموروث العظيم.
وتطرق ثابت والروحاني إلى أهمية جمع واستعادة المخطوطات القيمة المحفوظة في المتاحف والجهات غير المتخصصة في التعامل مع هذه الكنوز المعرفية، ونوها بأهمية هذه المبادرة لتوحيد جهود صون المخطوطات تحت مظلة الجهة المختصة.
ولفتا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار سعي الأمانة العامة لدار المخطوطات، إلى تجميع هذه المقتنيات النادرة في مكان واحد مجهز بالخبرات والإمكانيات اللازمة للتعامل معها بعد أن كانت هذه المخطوطات عرضة للتلف أو سوء التخزين في جهات تفتقر إلى المعرفة المتخصصة بمتطلبات حفظها.