صحيفة الأيام البحرينية:
2025-12-12@22:16:18 GMT

العربية.. لغة قابلة للنسيان!

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

العربية.. لغة قابلة للنسيان!

العربية عصية على الموت، لكنها قد تكون لغةً متحفية، تمامًا كالفصحى القديمة! فما معنى البقاء، إن لم تكن اللغة متداولة في نطاق اليومي...
قبل أيام من الاحتفاء بـ «اليوم العالمي للغة العربية»، في الـ18 من ديسمبر، شهدت أطفالاً عربًا (بحرينيون) يتحدثون الإنجليزية فيما بينهم، فتساءلت: ما مدى خطورة ذلك في ظل التحلل من سلطة الرقيب؟ ربما نعتقد بأن سلطة الأهل، أو ضغط الأقران، أو الحاجة الآنية أو الوظيفية.

. دوافع لتحدث هؤلاء الأطفال الإنجليزية، لكن في ظل غياب ذلك إشارة إلى أن لغتهم شبه الأم هي الإنجليزية عوض أن تكون العربية! يدفعنا ذلك لسؤال عارض: كم من الأجيال نحتاج لتحل لغة مكان أخرى؟ أعتقد بأن الأمر لا يستدعي أجيالاً عديدة. ففي عصر السرعة، الممتد لسرعة تغير المجتمعات وسلوكيات أفرادها، يسير العالم بوتيرة متسارعة تشمل تغير العادات والمعتقدات واللغات... وما شئت من الأشياء المتغلغلة، بشكلٍ لم نشهد له مثيلاً في أزمنة سابقة، حتى وإن أُعمل التسريع المتعمد فيها، كما حدث لـ«المورسكيين» في الأندلس، عندما أخذت السلطات الإسبانية بتنصير المجتمع المسلم واليهودي في زمنية قياسية، ما اضطر هؤلاء لاختيار أحد أمرين؛ أما القبول بالتنصير أو التهجير، وبذلك نجح الإسبان في تغيير الديموغرافية الدينية للأندلس التي ما كانت لتتغير لولا الضغوط والممارسات القاسية؛ من محاكم تفتيش، وتعذيب، وإذلال... في حاضرنا، لا يستدعي الأمر تلك الآليات والأساليب لإحداث تغيير جذري، فعالمنا المتشابك يُسرع الأشياء دون إعداد مسبق - ودونما حاجة لنظرية مؤامرة يهندسها آخرون في مكانٍ ما - فمن خلال عبثية تأخذ شكل نظام؛ كما الصيحات «الهبات» على وسائل التواصل الاجتماعي، التي يؤول بعضها لخلق أنماط سلوكية متماثلة بين مستخدميها، تؤدي بدورها إلى تغيرات اجتماعية، بعضها جذري ومستمر، فيتغير العالم! بالعودة للعربية، فإن تغيرها من لغة أمّ إلى لغة هامشية أو أشبه بلغة ثانية، يحدث بوتيرة سريعة، ما قد يؤدي لهجرانها، كما هو حادثٌ بالفعل لدى كثيرين... صحيح بأن انقراضها أمر مستبعد، بعكس اللغات التي تموت في عديدٍ من مناطق العالم. لكن هل يمكن للعربية أن تنحسر من بعض المناطق أو البلدان المتحدثة بها وتحل الإنجليزية بديلاً عنها؟ نعم، والأمر سارٍ كذلك.. بإسهام من الأهالي والدولة، التي يقع على عاتقها مسؤولية وضع السياسات اللغوية وتفعليها، هذا إن لم تكن الدولة مساهمة في انحسارها بتجاهلها للجانب اللغوي، الأمر الذي يسرع من فاعلية وعملية هجرة العربية إلى الإنجليزية، مؤدية لخلق أُحادية لغوية، عوض الثنائية المتوازنة والمهمة. ربما يحاجج مطمئنًا على اللغة، بأن لا خوف على العربية، فقد حفظها القرآن الكريم من الانحسار والنسيان، لكن ما الذي يمنع بقاء لغة ما دون أن تكون حية بين أُناسها؟ صحيح بأن العربية عصية على الموت، كما أشرنا، لكنها قد تكون لغةً متحفية، تمامًا كالفصحى القديمة! فما معنى البقاء، إن لم تكن اللغة متداولة في نطاق اليومي، ومتطورة وفق التطورات الطبيعية للغة؟ إن ما تشهده العربية أشبه بما تتعرض له عملة بلدٍ ما؛ كلما فقد الناس ثقتهم بها، قلت قيمتها التداولية، وزاد التخلي عنها، فأسهم ذلك في مزيدٍ من فقدان قيمتها، إلى أن تُعدم الرغبة في استخدامها، ما لم يُعاد إحياؤها أو إنقاذها من الانحدار. وما نشهده اليوم؛ مؤتمرات ومنتديات تنظم محليًا بلغة واحدة هي الإنجليزية، ووظائف تشترطها -وإن جهلت العربية- وأطفال يتبادلون أطراف الحديث بها، وشباب يعبرون عن يومياتهم ومشاعرهم من خلالها، فيما يعجز آخرون عن التعبير بالعربية بالاتساع الذي تتيحه لهم الإنجليزية، حتى تحولت الأخيرة لغة الاستخدام اليومي للكثيرين، وباتت العربية لغة تستخدم حسب المناسبة: كالمناسبات الدينية والاجتماعية المحدودة، وربما كشكل من أشكال الاسترجاع الحنيني (النستولوجي) لبعض الكلمات والمصطلحات المرتبطة بما هو قديم أو شعبي!

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

مراسل بريطاني: لم أتوقع أن تكون حياة الفلسطينيين بالضفة بهذا السوء

كشف مراسل صحفي بريطاني بعد زيارته الضفة الغربية أن الحياة اليومية للفلسطينيين  تدهورت بشكل كبير وأن اليأس أصابهم، وقال إن إسرائيل ومستوطنيها سيطروا على حياة الفلسطينيين.

وقال المراسل إيوين ماك أسكيل لصحيفة الغارديان البريطانية إنه زار الضفة الغربية الشهر الماضي لأول مرة منذ 20 عاما، وكان يتوقع أن تكون أوضاع الفلسطينيين سيئة، لكن ليس بهذا السوء، كما أنه لم يكن ينوي الكتابة عن رحلته للضفة، إلا أنه غيّر رأيه بسبب الصدمة الكبيرة التي شعر بها عندما رأى كيف تدهورت الحياة اليومية للفلسطينيين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير عسكري: اشتباكات تايلند وكمبوديا فرصة لـ"تنافس" أسلحة قوى كبرىlist 2 of 2عائلات من الفاشر للوموند: الدعم السريع قتل الناس من مسافة صفرend of list

ومن جهة أخرى، تدرس الولايات المتحدة الأميركية فرض عقوبات على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بسبب مزاعم ارتباطها بأنشطة إرهابية، وأوضحت صحيفة جيروزاليم بوست أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجروا مناقشات معمقة بشأن العقوبات المحتملة.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن القرار أثار مخاوف قانونية وإنسانية داخل وزارة الخارجية الأميركية، مشيرة إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت العقوبات ستشمل الوكالة بأكملها أم ستستهدف مسؤولين محددين أو أجزاء معينة من عملياتها، كما لم يتم تحديد نوع العقوبات التي قد تفرض على الأونروا.

وفي موضوع سوريا، يرى ريان كروكر الدبلوماسي الأميركي والسفير السابق في دمشق أن سوريا  تمر بعد عام على سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد بمرحلة حاسمة في انتقالها السياسي وإعادة إعمارها الضخمة التي تتجاوز-حسبه- قدرات الحكومة الجديدة.

ويعتقد كروكر -في مقال له على موقع ذا هيل الأميركي- أن "الانتقال سيكون هشا وقابلا للانكسار بدون قيادة أميركية جدية مستمرة لتفادي أي تهديد لاستقرار الشرق الأوسط والأمن القومي الأميركي"، ويضيف أن واشنطن بإمكانها أن تقود وتوسع نقاط الدعم لإنعاش سوريا وتعزز التزامها الإنساني وما يترتب على ذلك من مسؤوليات مع دول العالم.

أسوأ أزمة إنسانية

من جانب آخر تواصل الصحافة العالمية الاهتمام بالشأن السوداني، إذ نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية مقالا جاء فيه أن الحرب الأهلية في السودان أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وذكّر بتصريح للمدير التنفيذي لمعمل البحوث الإنسانية بجامعة ييل، ناثانيال رايموند، قال فيه إن "وتيرة القتل في مدينة الفاشر لا تضاهيها إلا الإبادة الجماعية في رواندا".

إعلان

كما أورد المقال ما قاله الرئيس الدولي لمنظمة "أطباء بلا حدود" جافيد عبد المنعم من أن الموت والدمار ينتشران بسهولة متناهية بسبب امتناع العديد من الحكومات عن استخدام نفوذها للضغط على الأطراف السودانية المتحاربة لوقف القتل أو وصول المساعدات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • دراسة: الأنظمة الغذائية النباتية قد تكون صحية للأطفال.. ولكن بشروط
  • أزمة صلاح وسلوت حديث الصحافة الإنجليزية… وجيرارد يدعو لعودة الهدوء قبل تدهور الموقف
  • مراسل بريطاني: لم أتوقع أن تكون حياة الفلسطينيين بالضفة بهذا السوء
  • الخارجية الفلسطينية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل
  • تأكيداً لما نشره صدى البلد|مستشارة اللغة الإنجليزية بالتعليم تنفي تخفيف المناهج
  • الخارجية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل
  • كأس العرب 2025.. رينارد: مواجهة فلسطين مصيرية ولن تكون سهلة
  • السكتيوي يحذر قبل مواجهة سوريا: "مباراة لن تكون سهلة"
  • مشعل: السلطة بغزة يجب أن تكون فلسطينية ولدينا مقاربات بشأن السلاح
  • برودة القدمين في الشتاء .. متى تكون علامة خطر؟