الولايات المتحدة تسرع جهودها للتنافس مع روسيا والصين في قطاع الطاقة النووية
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
في خطوة استراتيجية لمواجهة منافسيها الجيوسياسيين، تكثف حكومة الولايات المتحدة تركيزها على المفاعلات المعيارية الصغيرة (SMRs) في إطار سعيها لتأمين مكانة في سوق الطاقة النووية العالمية. وعلى الرغم من عدم بيع أو تصنيع أي مفاعلات نووية صغيرة في الولايات المتحدة حتى الآن، إلا أن المسؤولين الأميركيين يشجعون البلدان الشريكة بنشاط على تبني هذه التكنولوجيا النووية المتطورة التي طورتها الشركات الأمريكية.
يتلخص الهدف الأساسي في تحدي روسيا، القوة المهيمنة في الصناعة النووية العالمية، وموازنة قطاع التكنولوجيا النووية السريع التوسع في الصين. ومن خلال دعم التكنولوجيا الجديدة، تهدف الولايات المتحدة إلى تعزيز العلاقات التجارية والدبلوماسية المستقبلية مع تقليص نفوذ الصين وروسيا على إمدادات الطاقة للدول المجاورة.
وفقا لتقرير وول ستريت جورنال، لا تنظر إدارة بايدن إلى الطاقة النووية كوسيلة لتصدير طاقة خضراء يمكن الاعتماد عليها فحسب، بل أيضًا كأداة دبلوماسية. وفي ظل الغزو الروسي لأوكرانيا الذي دفع الدول الأوروبية إلى البحث عن شركاء طاقة بديلين، تتصور الولايات المتحدة فرصة للتنافس مع الطموحات النووية المتنامية للصين في السوق العالمية.
في مؤتمر الأمم المتحدة الأخير للتحكم في المناخ في دبي، وافق مسؤولون من عشرين دولة، بقيادة الولايات المتحدة، على اتفاق يهدف إلى مضاعفة إنتاج الطاقة النووية العالمي إلى ثلاثة أمثاله على مدى العقود الثلاثة المقبلة. بالإضافة إلى ذلك، تشير الإجراءات التشريعية الأمريكية إلى نية تقليل الاعتماد على الوقود النووي الروسي تدريجيًا.
في حين تهيمن الصين على طاقة الرياح والطاقة الشمسية، فإن الطاقة النووية تعتبر مجالاً يمكن للولايات المتحدة أن تؤكد فيه قدرتها التنافسية. وتهدف الولايات المتحدة إلى تأمين اتفاقيات طويلة الأجل لتوفير التكنولوجيا النووية للدول التي تبحث عن بدائل لمصادر الطاقة الصينية والروسية.
يكمن جوهر استراتيجية الولايات المتحدة في تشجيع المفاعلات المعيارية الصغيرة (SMRs)، التي تولد حوالي ثلث طاقة المفاعلات التقليدية وتوفر مزايا محتملة من حيث التكلفة. ويتعاون المسؤولون الأمريكيون بنشاط مع مطوري الشركات الصغيرة والمتوسطة ومؤسسات التمويل الدولية لتأمين الطلبات الخارجية، وخفض التكاليف، وإنشاء سجل طلبات قوي لهذه التكنولوجيا المبتكرة.
ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، إذ لم تقم الولايات المتحدة بعد ببناء مفاعل نووي صغير، ولا يوجد حاليًا أي مفاعل من هذا القبيل قيد الإنشاء داخل البلاد. ويتوقف نجاح هذا المشروع على إثبات القدرة على تسليم مفاعلات أصغر حجما للتصدير في الوقت المحدد وفي حدود الميزانية، وهو الإنجاز الذي كافحت محطات الطاقة النووية الأكبر حجما في الغرب من أجل تحقيقه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الطاقة النوویة
إقرأ أيضاً:
الإمارات تشارك في قمة الطاقة الشبابية السابعة لدول البريكس
شارك وفد دولة الإمارات، برئاسة وزارة الطاقة والبنية التحتية، في أعمال قمة الطاقة الشبابية السابعة لمجموعة دول "بريكس"، التي استضافتها جمهورية البرازيل، بمشاركة وفود شبابية تمثل نخبة من الخبراء والمهنيين من الدول الأعضاء والدول المدعوة.
وضم الوفد ممثلين عن عدد من الجهات الوطنية الرائدة في قطاع الطاقة، شملت دائرة الطاقة - أبوظبي، وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" والمؤسسة الاتحادية للشباب، وشركة مياه وكهرباء الإمارات، وهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة.
وتأتي هذه المشاركة في إطار جهود الدولة المستمرة لتعزيز التعاون الدولي، وتمكين الشباب، واستعراض ريادتها في مجال تحول الطاقة، بما ينسجم مع الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة، والمتمثل في ضمان حصول الجميع على خدمات طاقة موثوقة ومستدامة وحديثة بأسعار معقولة.
وشارك الوفد كمتحدث رئيسي في الجلسة الحوارية "التطورات التكنولوجية من أجل أنظمة طاقة منخفضة الكربون -Technological Advancements for Low-Carbon Power Systems"، حيث تم استعراض التقدم الذي أحرزته الدولة في تطوير أنظمة طاقة ذكية ومرنة تعتمد على الوقود منخفض الكربون، مثل الهيدروجين النظيف، والطاقة الشمسية، ووقود الطيران المستدام.
أخبار ذات صلة
كما سلط الوفد الضوء على السياسات والمبادرات الوطنية الرائدة، وعلى رأسها استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، والاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050، بالإضافة إلى التزام الدولة بتنفيذ مخرجات "اتفاق الإمارات التاريخي" الذي تحقق في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، الذي عقد في مدينة إكسبو دبي أواخر عام 2023، والذي يدعو إلى الانتقال العادل والمنظم بعيدًا عن الوقود الأحفوري، وتوسيع نطاق تقنيات الطاقة المتجددة، وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأكد الوفد أهمية الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، وبناء القدرات الوطنية، وتمكين الشباب لقيادة التحول العالمي نحو أنظمة طاقة منخفضة الانبعاثات.
كما تم استعراض قصص نجاح إماراتية في مجالات الطاقة النظيفة والبحث والتطوير، تُشكّل نماذج ملهمة لدول "بريكس" والعالم.
وفي ختام المشاركة، جدد الوفد تأكيد التزام دولة الإمارات بتعزيز التعاون مع شركائها الدوليين ضمن مجموعة "بريكس"، من أجل بناء مستقبل أكثر أمنًا، واستدامة، وشمولية في قطاع الطاقة.
المصدر: وام