الحزب اليساري.. رؤية وأيديولوجية في سبيل المساواة والعدالة الاجتماعية
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
في متاهات الساحة السياسية، يبرز الحزب اليساري كعنصر أساسي يحمل في طياته فلسفة تركز على المساواة والعدالة الاجتماعية، ويشكل اليسار نهجًا يتسم بالتأكيد على دور الدولة في تحقيق التوازن وتوفير فرص متساوية للجميع.
وتقدم بوابة الفجر الإلكترونية لمتابعيها في هذا الموضوع خصائص ومبادئ الحزب اليساري، مستكشفين تأثيره على صياغة السياسات وتوجيه القرارات.
الحزب اليساري يمثل توجهًا سياسيًا يؤكد على الاهتمام بالمساواة الاجتماعية والعدالة الاقتصادية، ويسعى الحزب اليساري إلى تقديم دور نشط للحكومة في توجيه السياسات الاقتصادية والاجتماعية بهدف تحقيق التوازن وتقديم الدعم للطبقات الاقتصادية الضعيفة، ويشمل توجهه الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان والتحول الاجتماعي، ويؤمن بأهمية توفير الفرص للجميع، ويمكن أن يختلف تجسيد الحزب اليساري من بلد إلى آخر، ولكن في العموم، يسعى إلى تحقيق توازن بين الفرد والمجتمع من خلال التدخل الحكومي وتوجيه السياسات نحو العدالة والمساواة.
نشأة الحزب اليساريتعكس نشأة الحزب اليساري تاريخًا طويلًا من التطورات الاجتماعية والاقتصادية، وفي فترة ما بين القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أسهمت الثورات الصناعية والتحولات الاقتصادية في ظهور الطبقة العاملة وتفاقم التفاوتات الاجتماعية.
وظهرت الأفكار اليسارية كتفاعل مع هذه التحولات، حيث أعربت عن قلق بشأن الظروف العمل وطالبت بحقوق العمال، كما ساهمت الثورات الفلسفية والفكرية في إثراء الفهم اليساري حول المساواة والعدالة.
ومن ثم، تطور الحزب اليساري ككيان سياسي كان له ذروته خلال الحركات الاشتراكية والعمالية في أوروبا وغيرها من البلدان في أواخر القرن التاسع عشر، وشهد القرن العشرين نموًا للحزب اليساري مع تأثيره في صياغة السياسات الاجتماعية والاقتصادية في العديد من الدول. يشمل ذلك تأثير الحزب اليساري في تحقيق الإصلاحات الاجتماعية، مثل تأسيس نظم الرعاية الصحية وتوفير التعليم العام.
تعرف على.. أبرز أدوات السياسة المالية تعرف على.. أهم خصائص السياسة العامةوهذه النشأة كانت نتاجًا لمجموعة متنوعة من الظروف التاريخية والاقتصادية، وكانت تجسيدًا للنضال من أجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.
أيديولوجية الحزب اليساريأيديولوجية الحزب اليساري تتمحور حول عدة مفاهيم أساسية تركز على تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية. بينما قد تختلف التوجهات داخل الحزب اليساري، إلا أن بعض الأيديولوجيات الرئيسية تشمل:
1. المساواة الاقتصادية: يسعى الحزب اليساري إلى تحقيق توازن في التوزيع الاقتصادي من خلال فرض سياسات تقليل التفاوتات الاقتصادية وتوفير فرص متساوية للجميع.
2. دور الحكومة والتدخل الاقتصادي: يؤمن اليسار بأن الحكومة يجب أن تلعب دورًا فعّالًا في توجيه الاقتصاد وتقديم الحماية الاجتماعية للطبقات الضعيفة، وذلك من خلال تقديم الخدمات العامة وتنظيم السوق.
3. حقوق العمال والعمل: يشدد الحزب اليساري على حماية حقوق العمال وتحسين ظروف العمل، بما في ذلك زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل والمشاركة في صنع القرار.
4. تشجيع التنوع ومكافحة التمييز: يسعى الحزب اليساري إلى تعزيز التنوع ومكافحة التمييز على أساس الجنس والعرق والدين، مع التركيز على حقوق الأقليات.
5. الرعاية الاجتماعية والصحية: يروج اليسار لتوفير نظم قوية للرعاية الاجتماعية والصحية، بهدف تقديم الخدمات للجميع وضمان حماية الفئات الضعيفة.
وتشكل هذه القيم أساس الأيديولوجية اليسارية، وتعكس التفاني في خلق مجتمع يقوم على المبادئ العادلة والتضامن.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الحزب الحزب اليساري
إقرأ أيضاً:
رؤية "عُمان 2040".. ببساطة
ناجي بن جمعة بن سالم البلوشي
يظن بعض المواطنين أن رؤية "عُمان 2040" هي جائزة أو كأس في بطولة ما ستنالها سلطنة عُمان بحلول عام 2040، وهناك سيجدون كل ما وُضِع في الخطة بين أيديهم؛ لذلك يظنون أن هذا المُراد بعيد المنال، وأنهم لن يتمكنوا من التمتع بما فيه؛ بل ولا يمكنهم الانتظار إلى ذلك الموعد لبلوغهم من العمر ما هم فيه!
كما أن المشوار يتطلب 15 عامًا كاملة، بعد 5 سنوات مضت من قبل، ثم بعدها يبدأ التمتع بمكاسب الرؤية لأعوام أخرى. هذا لا يمكن أن يضمنه عاقل من عمره على الإطلاق؛ لذلك تراهم غير واعين بالدرجة الكافية لعبارة "رؤية عُمان 2040". لذا نضع لكم هنا ماهية الرؤية ببساطة؛ لكي يعقلها العاقل ويحس بها كل من لم يفهمها بعد، خاصةً من عموم الناس الذين تلقَّوا بعض المعلومات من مصادر مختلفة لا تُعنى بالرؤية أو حتى بشيء من أهدافها.
رؤية "عُمان 2040" ببساطة؛ هي خطة وطنية وضعتها الدولة بعد نقاش كل نقاطها وكل ما فيها مع مواطنين عُمانيين من جميع شرائح المجتمع، شاركوا النقاش والتحاور في شتى المجالات والتخصصات على كل ما فيها. هذه الخطة تمتد لمدة 20 عامًا ميلاديًا وتستهدف 4 محاور؛ وهي: مجتمع إنسانه مبدع، واقتصاد بنيته تنافسية، ودولة أجهزتها مسؤولة، وبيئة عناصرها مستدامة.
وللوصول إلى هذه المحاور وُضِعت أولويات؛ وهي: التعليم والتعلُّم والبحث العلمي والقدرات الوطنية، والصحة، والتنوع الاقتصادي والاستدامة المالية، وسوق العمل والتشغيل، وتنمية المحافظات والمدن المستدامة، والتشريع والقضاء والرقابة، والهوية والمواطنة، والتراث والثقافة الوطنية، والرفاه والحماية الاجتماعية، والقيادة والإدارة الاقتصادية، والقطاع الخاص والاستثمار والتعاون الدولي، وحوكمة الجهاز الإداري والموارد والمشاريع، والبيئة والموارد الطبيعية.
وفي ديسمبر 2020، تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - فأقَرَّ إطلاق رؤية "عُمان 2040"، وبعد اعتماد إطلاق الرؤية كان على كل أجهزة الدولة مسؤولية تحمُّل ما وُكِّل إليها من أولويات، والتي قامت بدورها في ذلك أمام ما ينتظره المجتمع من أهداف الرؤية. ونرى اليوم، وبعد مضي حوالي 5 سنوات، أن هناك تحسنًا في مؤشرات وخدمات وقوانين وتشريعات كانت في السابق تُعد تعقيدًا للمواطن والمراجع والمستثمر.
مثلًا في محور التعليم والتعلُّم والبحث العلمي والقدرات الوطنية نجد انتقالًا في معنى التعليم وأدواته وبيئته ومجالات التعلُّم، مثل وجود المدارس المُهيأة للتعليم الحديث بوجود الشاشات الرقمية والحواسيب والمختبرات العلمية والمنصات التعليمية، وقد نُشر مؤخرًا التوجه إلى الكتب الإلكترونية، وهذا هو انتقال واقعي لهذه الأولوية.
وفي أولوية الصحة، نجد الاهتمام الذي تبديه وزارة الصحة بكفاءة تقديم خدماتها في المستشفيات والمراكز الصحية وفي تقليص قائمة مواعيد انتظار العمليات الجراحية، مع الانتقال إلى عمليات مُعقَّدة، كان يُرسل مرضاها إلى خارج السلطنة.
أما أولوية التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية، فهي تسير في خطوات لا تخفى على أحد، فيما قامت به الدولة من إعادة هيكلة جهاز الاستثمار العُماني، والشراكة في صناديق مع دول شقيقة وصديقة، وتهيئة البنية الأساسية للاستثمار في مجال الطاقة النظيفة، وإسناد عقود التنقيب عن النفط والغاز واستخراج وتصدير المعادن العُمانية، ومنح أراضٍ بالانتفاع للتنمية الزراعية والسمكية والحيوانية والأمن الغذائي وغيرها.
وفي باقي الأولويات الأخرى، مثل الحماية الاجتماعية التي أوجدت منفعة كبار السن ومنفعة الأطفال وأوجدت منصة إلكترونية للتكافل الاجتماعي، والقضاء ومواعيد التقاضي ورقمنة التقاضي وخدمات التنفيذ ووضع محاكم عمالية تعمل في المساء، وإنشاء محكمة خاصة بالتجارة والاستثمار، كل ذلك يُعد انتقالًا جديدًا في هذا الجانب المُهم في المجتمع.
والآن - أيها القارئ - عليك أن تنتقل إلى كل أولوية وتُفتِّش فيها بين ما كانت وبين ما هي عليه اليوم، وبين ما ستكون عليه مستقبلًا، فأنت ستأخذ منها ما هو في زمانك لا أكثر، وسيأتي من في المستقبل ليضع نفس المقياس، بما يجده وبين ما سيجده في المستقبل، وهكذا.. حتى نصل إلى بلوغ محاور الرؤية، ما يعني أن رؤية "عُمان 2040" هي انتقال اجتماعي اقتصادي من وضع كُنَّا فيه، إلى وضع آخر نرغب أن نكون فيه؛ فإذا لمسناه مُتغيِّرًا وبه تغير، فاعلم أنك قد وصلت إلى مُرادك، وحصلت على ما في الرؤية من أهداف، حتى ولو بعد عام من قراءة هذا المقال، وأنك لستَ مُلزمًا لأن تنتظر حتى 2040، لترى كل شيء قد تغير، وأن "مترو مسقط" أصبح واقعًا أو مدينة السلطان هيثم قد اكتملت كل مبانيها، أو حتى أن الرعاية الصحية أمست أفضل بكثير بواسطة استخدام الذكاء الاصطناعي، أو باختراقات علمية عُمانية في العلاج أو بإنتاج عُمان للأدوية والأمصال النادرة وغيرها من الوسائل.
وأخيرًا.. فإن طلب الخدمة عن طريق التطبيق الإلكتروني من أي وزارة وشركة حكومية أو تقديم الشكوى على أي وزارة وموظف في منصة "تجاوب"، كافٍ للانتقال بين ما قد كان موجودًا قبل 5 سنوات وبين اليوم. وهذه هي الرؤية ببساطة!
رابط مختصر