منظمة حقوقية تطالب بالتحقيق في الاعتداء الجنسي على معتقل بالأردن
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
طالبت منظمة الديمقراطية لأجل العالم العربي "داون"، السلطات الأردنية، بالتحقيق في مزاعم التعذيب والاعتداء الجنسي، على المعتقل عبد الإله المجالي.
ولفتت المنظمة في بيان، إلى أن المجالي أنهى مؤخرا، عقوبة السجن لمدة عام، بسبب جرائم التعبير المزعومة، بشأن ما تحدث به عن فساد مرتبط بأموال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية .
وقالت إن المدعي العام الأردني وجه اتهامات لمحامي المجالي ثائر نصار، وفراس الروسان وكميل الزعبي وهم نشطاء، بسبب نشرهم مزاعم المجالي بتعرضه للاعتداء الجنسي والتعذيب.
وأشارت المنظمة إلى أن المجالي اعتقل عام 2022، من منزله، بعد نشر مقطع مصور، يتحدث عن إساءة استخدام أموال الوكالة الأمريكية في الأردن، وأشار إلى أن مفتشين دوليين سيحضرون لعمان من أجل التحقيق.
وقضت محكمة أردنية بالسجن عليه، لمدة عام، بتهم تتعلق بإذاعة أخبار كاذبة للنيل من هيبة الدولة، وإهانة دولة أجنبية، وأثارة النزاع والفرقة والقدح في سمعة جهة رسمية.
وبدلا من الإفراج عنه بعد انتهاء محكوميته، وجهت له السلطات تهما جديدة، وهي غسل الأموال وتقويض النظام السياسي والمشاركة في شبكة إرهابية، وتعكير العلاقات مع دولة عربية، ولا يزال المجالي لغاية الان موقوفا في سجن ماركا في عمان.
وكشف المجالي، أنه احتجز في بداية اعتقاله، في مركز اعتقال مجهول في عمان، وأقدم عناصر الأمن على إجباره على خلع ملابسه، وتصويره عاريا، والاعتداء جنسيا عليه، عبر إدخال أدوات بلاستيكية، أو خشبيه في شرجه والتبول عليه.
وقالت المنظمة إن هذه المزاعم لم تدرج ضمن الدفاع، لكن الناشطين الروسان والزعبي يواجهات اتهامات بسبب مناقشتها علنا.
ونقلت عن محاميه قوله إنه واجه تهديدات جسدية، وحرمانه من الدواء، وسمحوا لأحد النزلاء في السجن بتهديده بسكين، فضلا عن إعطائه دواء خاطئا تسبب له بالأذى.
وذكرت المنظمة أن عبد الإله المجالي، كان يعمل ساعيا للبريد في الديوان الملكي، يتبع لواء الحرس الملكي، وبعد تقاعده أصبح عام 2012، رئيسا لنادي الأردن، إضافة إلى شراكته مع مؤسسة إرث الأردني، والتي استخدمت تمويل الوكالة الأمريكية، لإنشاء مطعم تراثي غرب عمان.
وقال المجالي إن مؤسسة إرث الأردن، لم تكن مؤهلة لتلقي التمويل، وتقدم أحد معارفه نيابة عنه، بشكوى إلى مكتب المفتش العام الأمريكي، بقيام المؤسسة باستخدام الأموال الأمريكية، بشكل غير لائق بفتح مطعم فاخر من فئة 5 نجوم، لاستضافة وزراء سابقين وحاليين وأفراد من العائلة المالكة.
وأشار إلى أنه التقى وناقش القضية مع ممثلي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الأردن لم يذكر أسماءهم، وأثار القضية مع المخابرات العامة الأردنية وهيئة النزاهة ومكافحة الفساد الأردنية في عام 2019.
وبسبب عدم تلقي رد من الجهات، أثار المجالي الموضوع علنا عبر صفحته في موقع فيسبوك، ووجه خطابا إلى دافعي الضرائب في الولايات المتحدة.
وقال المنظمة الحقوقية، إن السلطات الأردنية، استهدفت النشطاء السياسيين، لانتقاد فساد الحكومة، ومنظمات المجتمع المدني في البلاد، خلال السنوات الأخيرة، واعتمدت قانون الجرائم الإلكترونية، لإسكاتهم، وحرمانهم الحق في التعبير، بتهم إهانة الملك وتقويض النظام السياسي.
ويعد الأردن ثاني أكبر متلق للمساعدات الأمريكية، حيث يحصل على 1.45 مليار دولار سنويا للسنوات المالية 2023-2029، بموجب مذكرة تفاهم أعلنتها وزارة الخارجية الأمريكية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاردن امريكا معتقلين حرية التعبير المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوکالة الأمریکیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
جماعة عمان لحوارات المستقبل عقدٌ من الحوار البناء
صراحة نيوز ـ الدكتور محمد رسول الطراونة
في قلب عَمان، حيث تتنفس الحجارةُ تاريخًا وتتوهجُ السماءُ بأملٍ جديد، تُطلُّ جماعة عمان لحوارات المستقبل كمنارةٍ للفكر الواعي والحوار الهادف. أَسَّسَها الأستاذ بلال حسن التل قبل عقدٍ من الزمن، لِتَكُونَ صَوْتًا لجيلٍ يؤمن بأنَّ المستقبلَ يُبنى بالكلمةِ الصادقةِ والعقلِ المُنفتح. فمن خلال ندواتٍ تلامسُ همومَ الوطن والمواطن، ولقاءاتٍ تُجسِّرُ الهُوَّةَ بين صُنَّاع القرار والمواطن، صاغت الجماعةُ سرديتها الخاصَّة كـ” بيت خبرة ” وطني، يُذكِّرُ الأردنَ بِقُوَّتِهِ النَّاعِمَة وبان الحِكْمَةُ هي التي تَجْمَعُ بين الأصالةِ والابتكار.
في عام 2015، وَضَعَ الأستاذ بلال التل – ذاك الرجل الذي يؤمن بأنَّ الوطنَ يُبنى بِحُروفِ الحوار لا بِصَخَبِ الخِلاف – اللبنةَ الأولى للجماعة ، لم يكُنْ حُلْمُهُ مُجرَّدَ منصةٍ أكاديمية او منبر حر، بل فضاءً يُحوِّلُ الأفكارَ إلى سياساتٍ ملموسة. في زمنٍ كانت فيه المنطقةُ العربيةُ تَئِنُّ تحت وطأةِ التحوُّلات، اختار التلُّ وجماعته أن يجعلَ من الأردنِ مختبرًا للحلول، عبر حواراتٍ تَستنطقُ ذاكرةَ التاريخِ وتستشرفُ غَدًا أفضل. لم تكن ندواتُ الجماعةِ مجردَ فعالياتٍ تُناقشُ القضايا فحسب، بل كانت مساحاتٍ لصناعة القرارو منبرٌ لكل الأصوات ، ولعلَّ أبرزَ ما مَيَّزَ الندوات التي عقدتها جماعة عمان الجَرأة في الطرح وعدم المجاملة لاي كان ، اما لقاءات المسؤولين فقد كانت سياساتٌ تُكتَبُ بخطٍّ مُشترك . لم تكتفِ الجماعةُ بِحَشْدِ الآراء، بل سعتْ إلى تحويلها إلى سياساتٍ عبر لقاءاتٍ مباشرةٍ مع صُنَّاع القرار ، فقد كانت بحق بيت من بيوت الخبرة، حيث تُصاغ الأفكارُ بأيدي أردنية ، فقد قلت يوما ما بان الجماعةُ ـ” مَدرسة الفكر العملي”، التي حوَّلتْ نقاشاتِ الندواتِ إلى أوراقِ سياساتٍ تُقدَّمُ لصنَّاع القرار، كانت الجماعةُ وَاعيةً لِدَوْرِها كحارسٍ للهُوية الأردنية، فجعلتْ من كلِّ ندوةٍ فرصةً لإبرازِ رموزِ الوطن.
اليوم، و بعد عقدٍ من العطاء وفي ذكراها العاشرة، تُتوج جماعة عمان لحوارات المستقبل مسيرةً حافلةً بالإنجازات: مئات الندوات التي جمعت بين صُنّاع القرار والمواطنين، عشرات السياسات التي نبتت من حواراتٍ جريئة، ومشاريعٌ حوّلت التوصيات إلى قراراتٍ ملموسةٍ في مجالات الصحة والتعليم والتنمية وغيرها ، لم تكن هذه السنوات مجرد حواراتٍ نظرية، بل اختبارٌ عمليٌّ لإيمان الجماعة بأنَّ المستقبل يُبنى بالكلمة المسؤولة والعقل المتفتح.
و بعد عقدٍ من الزمن وهي تحتفل بعيدها العاشر ، ما زالتْ جماعةُ عمانَ لحواراتِ المستقبلِ تُصدِرُ “بيانَ أملٍ” جديدًا كلَّ يوم. فهي ليستْ منصةً للحوار فحسب، بل ورشةٌ لصناعةِ روحِ الأردنِ الحديث: أردنٌ يرفضُ الانقسام، ويؤمنُ بأنَّ الاختلافَ ثراءٌ، وأنَّ الهويةَ الوطنيةَ تُبنى بالعقولِ قبل الحجارة. وفي ظلِّ قيادةٍ واعيةٍ، وشعبٍ يُدركُ أنَّ الكلمةَ الصادقةَ قد تُغيِّرُ مصيرَ أمةٍ، ستظلُّ الجماعةُ تُذكِّرُنا بأنَّ الأردنَ وطنٌ لا يُحاورُ الماضي فحسب، بل يُصافحُ ويصنع المستقبل.
في زمنٍ تتصارعُ فيه الأصواتُ وتتدافعُ الرؤى، تطلُّ جماعة عمان لحوارات المستقبل في عيدها العاشر كجسرٍ بين الماضي الواعي والمستقبل الطموح لِتَكُونَ حاضنةً لأفكارٍ تَنبضُ بِهَمِّ الوطن، وتُحوِّلُ الحوارَ إلى سياساتٍ تُلامسُ حياةَ المواطن. عبر عقدٍ من الزمن، تحوَّلت الجماعةُ إلى “خزانة ذاكرة” وطنية، تجسَّدتْ في ندواتٍ طَلَعتْ بِصُحُفِ الأردن عناوينَها، ولقاءاتٍ حوَّلتْ توصياتِ الخبراءِ إلى قراراتٍ حكومية. فقد ارتحلت بين أرشيفِ الصحفِ والمواقع الإلكترونية لاجد بان مسيرةِ جماعةٍ عمان حوَّلتْ الكلمةَ إلى فِعْل.
لم يكُنْ تأسيسُ الجماعةِ مجردَ ردٍّ على تحوُّلاتِ الربيع العربي، بل رهانٌ على قوةِ الحوار كأداةٍ لصناعةِ التغييرفإنَّ الأستاذ بلال التل-المؤسس- رأى في الأردنِ ” مختبرًا للتعايش “، فقد جمعَ نخبةً من الخبراء في جماعة عمان وكان هم الجماعة ان تكون الندوات الوطنية: لصَناعةُ القرار بِصوتِ الشارع ، اما لقاءات المسؤولين: لتدوي جدرانُ الوزارات بسماع صوتَ المواطن ، “الحكومةُ تحتاجُ إلى أن تسمعَ خارجَ أروقتِها”، بهذه العبارةِ لخَّصَ الأستاذ التل فلسفةَ الجماعة عندما وافق على عضويتي في الجماعة قبل عقد من الزمن .
كعضوٍ في الجماعة منذ تاسيسها ، أتاحت لي هذه المسيرة فرصةً فريدةً للمشاركة المتواضعه في صناعة السياسات عن قرب. ففي إحدى الندوات عام ٢٠١٨، ناقشنا تحديات القطاع الصحي، وخرجنا بتوصياتٍ حول دمج التكنولوجيا في الخدمات الطبية. لم تكن هذه التوصيات حبراً على ورق، بل تحوّلت إلى قرارٍ حكوميٍ أطلق منصةً إلكترونيةً لتسهيل حجز المواعيد الطبية. هذه التجربة علمتني أنَّ الحوار الهادف ليس مجرد نقاش، بل جسرٌ بين الأفكار والتطبيق، وأنَّ صوت المواطن قد يصبح قراراً إذا وُجِّه بالمنطق والشفافية.”
خلاصة القول ، بين أروقةِ الندواتِ ودهاليزِ الوزارات، كَتبتْ جماعةُ عمانَ لحواراتِ المستقبلِ فصلاً جديدًا من سرديةِ الأردن، سرديةٍ ترفضُ الانقسام، وتؤمنُ بأنَّ الحلَّ لا يُفرضُ من فوق، بل يُنبتُ من أرضِ الحوار. وفي كلِّ مرةٍ يلتقي فيها وزيرٌ بشابٍّ طموح، أو تتحوَّلُ توصيةٌ إلى قرار، تُثبتُ الجماعةُ أنَّ الأردنَ وطنٌ لا يعيشُ على أمجادِ الماضي، بل يَصنعُ مجدَهُ بحوارِ الحاضر.
*امين عام المجلس الصحي العالي السابق