أصبحت المناوشات بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية مثار قلق بالنسبة للولايات المتحدة، التي لا تريد أن ترى تصعيدا للحرب على جبهات أخرى في الشرق الأوسط في الوقت الحالي.

مؤشرات تصعيد بين حزب الله وإسرائيل

وظهرت مخاوف الإدارة الأميركية، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، بعدما أوضحت إسرائيل أنها ترى أن تبادل إطلاق النار المنتظم بين قواتها وحزب الله على طول الحدود أمر لا يمكن السكوت عليه، وأنها قد تشن قريبا عملية عسكرية كبيرة في لبنان.

وكان أبرز تصريحات القادة الإسرائيليين ما قاله وزير الدفاع، يوآف غالانت، الجمعة عندما أشار بقوله "نحن نفضل طريق التسوية الدبلوماسية المتفق عليها، لكننا نقترب من النقطة التي ستنقلب فيها الساعة الرملية"، وفقا للصحيفة.

وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، مساء السبت، في إشارة إلى التهديد بهجمات من لبنان، إن الجيش الإسرائيلي لا يزال "مستعدا بجهوزية عالية جدا في الشمال، في الدفاع والهجوم"، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

وتزايدت التهديدات بنشوب صراع أوسع نطاقا في المنطقة، السبت، بعدما أطلق حزب الله حوالي 40 صاروخا على إسرائيل، ردا على اغتيال القيادي البارز في حركة "حماس" الفلسطينية، صالح العاروري، وستة آخرين في غارة جوية في ضواحي العاصمة اللبنانية، بيروت، قبل أيام، وذلك مع وصول كبير الدبلوماسيين في إدارة بايدن إلى المنطقة لنزع فتيل أزمة الشرق الأوسط المتصاعدة الناتجة عن الحرب في غزة، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".

وفي الأسابيع الأخيرة، أصبحت عمليات إطلاق النار المنتظمة بين إسرائيل وحزب الله على طول الحدود أكثر عدوانية، ما أثار انتقادات خاصة من واشنطن، حسبما قال مسؤولون أميركيون لـ"واشنطن بوست".

وفي علامة أخرى على تصعيد القتال، وصلت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى عمق لبنان، السبت، وفقا للسلطات اللبنانية. وضربت الصواريخ بلدة كوثريات السياد على بعد أكثر من 30 ميلاً شمال الحدود الإسرائيلية، بحسب ما نقلت "وول ستريت جورنال" عن الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.

ووفقا لبيانات لاستخبارات الأميركية التي استعرضتها الصحيفة، فقد ضرب الجيش الإسرائيلي مواقع القوات المسلحة اللبنانية التي تمولها وتدربها الولايات المتحدة أكثر من 34 مرة منذ 7 أكتوبر، حسبما قال مسؤولون مطلعون على الأمر.

ويشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق، كما قالوا للصحيفة، من أن يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن نقل القتال الموسع من غزة إلى لبنان هو مفتاح بقائه السياسي وسط انتقادات داخلية لفشل حكومته في منع هجوم حماس في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 1200 شخص واحتجاز حوالي 240 رهينة، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأميركية حذرت إسرائيل في محادثات خاصة من تصعيد كبير في لبنان.

وأوضحت صحيفة واشنطن بوست في تقريرها، الذي اعتمدت فيه على أكثر من عشرة من مسؤولي الإدارة الأميركية والدبلوماسيين، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أرسل كبار مساعديه إلى الشرق الأوسط لتحقيق هدف حاسم يتمثل في منع اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.

المخاوف الأميركية من حرب جديدة

والمعضلة بحسب الصحيفة أنه إذا شنت إسرائيل بالفعل حربا على حزب الله، فإنه سيكون من الصعب على الجيش الإسرائيلي أن ينجح في ذلك لأن أصوله وموارده العسكرية ستكون منتشرة بشكل ضئيل للغاية نظرا لانخراطه في حرب غزة، وفقا لتقييم سري جديد صادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية  (DIA)، بحسب شخصين مطلعين على هذه النتائج. ولم يقدم متحدث باسم DIA أي تعليق للصحيفة، وفقا للصحيفة.

وذكرت الصحيفة أن حزب الله، وهو خصم للولايات المتحدة منذ فترة طويلة ولديه مقاتلون مدربون تدريبا جيدا وعشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف، يريد تجنب حدوث تصعيد كبير، وفقا للمسؤولين الأميركيين، الذين قالوا إن زعيم الجماعة، حسن نصر الله، يسعى إلى الابتعاد عن الدخول في حرب واسعة.

وفي خطاب ألقاه، الجمعة، تعهد نصر الله بالرد على "العدوان الإسرائيلي"، في حين ألمح إلى أنه قد يكون منفتحا على المفاوضات بشأن ترسيم الحدود مع إسرائيل.

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، الاثنين، حيث سيناقش خطوات محددة "لتجنب التصعيد"، حسبما قال المتحدث باسمه مات ميلر قبل ركوب الطائرة المتوجهة إلى الشرق الأوسط.

وقال ميلر: "ليس من مصلحة أحد لا إسرائيل ولا المنطقة ولا العالم أن ينتشر هذا الصراع إلى ما هو أبعد من غزة. لكن هذا الرأي لا يتم تبنيه بشكل موحد داخل الحكومة الإسرائيلية".

وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إنه منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر ناقش المسؤولون الإسرائيليون شن هجوم وقائي على حزب الله. وواجه هذا الاحتمال معارضة أميركية مستمرة بسبب احتمالية جر إيران، التي تدعم حزب الله إلى الصراع، وهو احتمال قد يجبر الولايات المتحدة على الرد عسكريا نيابة عن إسرائيل.

وتتمثل مخاوف المسؤولين الأميركيين، بحسب الصحيفة، في أن يتسبب صراع واسع النطاق بين إسرائيل ولبنان في مزيد من الدماء مقارنة بما شهدته الحرب الإسرائيلية-اللبنانية عام 2006 بسبب ترسانة حزب الله من الأسلحة بعيدة المدى والدقيقة والتي أصبحت حاليا أكبر بكثير.

ووفقا لبعض الخبراء الذين تحدثت إليهم الصحيفة، قد يتراوح عدد الضحايا في لبنان بين 300 ألف و500 ألف، الأمر الذي يستلزم إخلاء واسع النطاق لشمال إسرائيل بأكمله. كما يخشى المسؤولون من أن حزب الله قد يضرب إسرائيل بشكل أعمق من ذي قبل، فيصيب أهدافا حساسة مثل مصانع البتروكيماويات والمفاعلات النووية، وقد تقوم إيران بتنشيط الميليشيات في جميع أنحاء المنطقة.

جانب آخر تخشاه واشنطن، بحسب "وول ستريت جورنال"، أن الصراع في غزة قد أدى إلى زيادة المخاطر التي تواجهها القوات العسكرية الأميركية في المنطقة والتي تتعرض بشكل متزايد لهجوم من قبل الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا. ومنذ منتصف أكتوبر، وقع ما لا يقل عن 115 هجومًا على القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق وسوريا، وفقًا لمسؤولين أميركيين.

وأدت الحرب في غزة إلى توتر علاقات الولايات المتحدة مع الشركاء الأمنيين العرب والحلفاء الرئيسيين مثل تركيا، الذين انتقدوا الدعم الأميركي لإسرائيل ودعوا إلى وقف إطلاق النار وسط تزايد عدد القتلى المدنيين في القطاع، بحسب الصحيفة.

وكان للحرب أيضا تأثير مضاعف على الاقتصاد العالمي بعد أن أجبرت الهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون في اليمن شركات الشحن الكبرى على تحويل مسار السفن من البحر الأحمر وقناة السويس في الأسابيع الأخيرة، بدلا من إرسال السفن حول القرن الأفريقي. وأصدرت الولايات المتحدة إنذارا نهائيا للحوثيين المدعومين من إيران هذا الأسبوع تحذر فيه من عواقب شن مزيد من الهجمات على السفن، تمهيدا لضربات عسكرية محتملة ضد الجماعة.

وقال مسؤول أميركي كبير لـ"وول ستريت جورنال" إن واشنطن تسير على حبل مشدود في المنطقة، وتحاول استخدام نفوذها في الاتفاق مع الجهات الفاعلة الإقليمية لتجنب التصعيد من ناحية، مع الإصرار على أن الولايات المتحدة ستدافع عن أفرادها وسفنها التي تعبر المنطقة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الولایات المتحدة وول ستریت جورنال الشرق الأوسط بین إسرائیل حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تُسكت “مادلين”.. السفينة التي حملت ما تبقى من إنسانية

أعلن تحالف أسطول الحرية أن الجيش الإسرائيلي صعد على متن سفينة “مادلين” المتجهة إلى غزة، وانقطع الاتصال بها، بينما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن وحدة كوماندوز بحرية سيطرت على السفينة.

اقرأ أيضا

هزات متتالية في كوتاهيا.. زلزال كل 5 دقائق يرعب السكان

الإثنين 09 يونيو 2025

اتهامات بالاختطاف

اتهم التحالف القوات الإسرائيلية باختطاف المتطوعين على متن السفينة. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال أن السفينة يتم اقتيادها إلى ميناء أسدود للتحقيق مع من كانوا على متنها.

الجيش يبث لحظات الاعتقال

بثّ الجيش الإسرائيلي صوراً توثق لحظة اعتقال جميع النشطاء الأجانب على متن “مادلين”، وأكد مصدر عسكري أن التحقيقات ستجري في قاعدة تابعة لسلاح البحرية.

إنذار ومحاصرة

في وقت سابق، أعلن التحالف أن صفارات الإنذار دوّت على متن السفينة مع اقتراب زوارق حربية إسرائيلية ومحاصرتها، تزامناً مع تحليق طائرة مسيّرة إسرائيلية ألقت سائلاً أبيض مجهولاً على سطحها.

“إنهم هنا”.. نائبة أوروبية توثّق اللحظة

نشرت النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن صوراً من السفينة لحظة إطلاق صفارات الإنذار وكتبت: “إنهم هنا”، في إشارة إلى اعتراض القوات الإسرائيلية للسفينة.

تحذير من الأمم المتحدة

مقالات مشابهة

  • خبير في الشؤون الإسرائيلية: إسرائيل تستعد لهجوم واسع على إيران
  • غدا.. مصر للطيران تسير 9 رحلات جوية لعودة حجاج بيت الله الحرام
  • مصر للطيران تسير غدًا 9 رحلات جوية لعودة حجاج بيت الله الحرام
  • إسرائيل تنفّذ هجمات بحرية وجوية على ميناء الحديدة في تصعيد خطير مع الحوثيين
  • تنديد واسع باختطاف السفينة مادلين وإسرائيل تعد زنازين منفصلة لنشطائها
  • عاجل.. وقفات احتجاجية في لندن وبرلين دعما للسفينة مادلين التي احتجزتها إسرائيل
  • إسرائيل تُسكت “مادلين”.. السفينة التي حملت ما تبقى من إنسانية
  • اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى تسير قافلة عيدية للمرابطين في جبهتي مأرب وتعز
  • وسائل إعلام إسرائيلية: الولايات المتحدة وإسرائيل قررتا إنهاء عمل اليونيفل في جنوب لبنان
  • إسرائيل وواشنطن تقرران إنهاء مهمة قوة يونيفيل جنوب لبنان