حقيقة تهرب عادل إمام من دفع الضرائب وإحالته للمحاكمة
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
متابعة بتجــرد: رداً على أنباء إحالة النجم عادل إمام إلى المحاكمة بتهمة التهرب من دفع الضرائب المستحقة على أرباحه عن عدة مسلسلات، أوضح مستشاره القانوني أن “الزعيم” سدد كل مستحقاته بشكل دوري إلى مصلحة الضرائب، ولكنه فوجئ مؤخراً بمطالبة الضرائب لعادل إمام بدفع القيمة المضافة عن مسلسلات: “عفاريت عدلي علام، وعوالم خفية، وفلانتينو”، علماً أن قانون هذه الضريبة لم يكن موجوداً من الأساس وقت التعاقد على بطولة هذه الأعمال.
وقال محامي عادل إمام، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “حديث القاهرة”، إن النزاع المتداول حالياً خاص بضريبة القيمة المضافة، وإخضاع الأعمال الفنية بالقيمة المضافة هي أمور مستحدثة ولم تكن موجودة، كما أن الأعمال التي تم تصويرها في مدينة الإنتاج الإعلامي في المنطقة الحرة لا تخضع للقيمة المضافة.
وأكد محامي عادل إمام، أن الخلاف مع الضرائب على القيمة المضافة، على الأعمال الفنية للفنان عادل إمام في عام 2017 وهي مسلسلات: “عوالم خفية، وفلانتينو، وعفاريت عدلي علام”.
وأوضح أن الضرائب تطالب الزعيم عادل إمام بأكثر من 6 ملايين جنيه كقيمة مضافة لـ3 أعمال فنيه له، متابعاً: “تقدمنا للجنة الطعن وتم اللجوء إلى محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، إلا أن المحكمة أحالت الطعن للدائرة 28 وسيتم النظر فيه خلال هذا الشهر”، مؤكداً أنه لم يكن هناك أي أزمات بين الفنان عادل إمام مع مصلحة الضرائب ولم يتم رفع دعوى مع الضرائب.
وعلى جانب آخر، يُعتبر مسلسل “فلانتينو”، الذي عُرض في عام 2020، هو آخر أعمال الزعيم عادل إمام، وشارك بالعمل كل من: الراحلة دلال عبد العزيز، هدى المفتي، حمدي الميرغني، محمد الكيلاني، طارق الإبياري، وهو من تأليف أيمن بهجت قمر، ومن إخراج رامي إمام.
يُذكر أنه وضع اسم عادل إمام ضمن قائمة المستحقين لـ”قلادة النيل”، وهي أرفع وسام تمنحه الدولة المصرية لمن حقق إنجازاً غير مسبوق، وذهبت سابقاً للأديب الراحل نجيب محفوظ بعد فوزه بجائزة نوبل للآداب، كما مُنحت للعالم الراحل د.أحمد زويل والجراح الشهير مجدي يعقوب بعد حصوله على لقب سير من المملكة المتحدة، كما مُنحت لسيدة الغناء العربي أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب.
وكانت دعوات منح عادل إمام “قلادة النيل” قد انطلقت مع الاحتفال غير بعيد ميلاده الـ82، وبلغت صداها اجتماع المجلس الأعلى للثقافة المصرية الذي عُقد مؤخراً، وأكدت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني أنها ستطرح هذا الموضوع للنقاش في المجلس الأعلى للثقافة.
وأضافت الوزيرة أن المجلس الأعلى للثقافة يتعامل بجدية مع جميع المقترحات، مشيرة إلى أن تكريم المبدعين واجب على الجميع، مشددة على أن النجم عادل إمام قيمة كبيرة وله ملايين العشاق، وأن الدولة لن تبخل في تقدير قامة كبيرة في حجم عادل إمام.
يُذكر أن قلادة “النيل العظمى” هي أرفع درجة تكريم مصرية، وتُمنح للأشخاص الذين قدموا إسهاماً مميزاً يؤثر في حياة المصريين، وتُمنح لرؤساء الدول والمصريين فائقي التميز، فمثلاً مُنحت للمصريين الحاصلين على جائزة نوبل مثل: البرادعي، زويل، نجيب محفوظ، ومُنحت عام 1980 لاسم الراحل محمد طلعت حرب رائد الاقتصاد المصري.
main 2024-01-08 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: عادل إمام
إقرأ أيضاً:
حوارات الزعيم.. وكمائن أبواب الجحيم
"كان يعرف ما يرفضه، لكنه لم يكن يعرف ما يريده".. هكذا وصف الأستاذ هيكل رحمه الله، الرئيس الأسبق عبد الناصر (ت: 1970). هذه "الجملة المفتاح" لكثير من الألغاز، وردت في سياق حوار مسجل لمدة عشرين ساعة، مع الصحفي اللبناني المعروف فؤاد مطر (88 سنة)، كان ذلك في تشرين الأول/ أكتوبر 1974م، بعدها تم إخراج الحوار في كتاب بعنوان "بصراحة عن عبد الناصر.. حوار مع محمد حسنين هيكل)، صدر أولا في بيروت في كانون الثاني/ يناير 1975م، ثم في القاهرة في شباط/ فبراير من نفس السنة، أي بعد سنة كاملة من عزل الأستاذ هيكل من الأهرام (2 شباط/ فبراير 1974م)، وسنرى أثر ذلك واضحا في الحوار، بطبيعة الحال.
الأستاذ مطر وصف الأستاذ هيكل في مقدمة الكتاب بأنه "كبير الطهاة في مطبخ السياسة المصرية في عهد الرئيس ناصر، وكان هو الذي يعد المسرح السياسي لجمال عبد الناصر؛ البطل التراجيدي للظاهرة الناصرية".
* * *
الكتاب ليس هو موضوعنا هنا، على الرغم من أنه يعد وثيقة مهمة جدا، لفهم الكثير من أحداث أخطر فترة في التاريخ الحديث لمصر والعالم العربي (الخمسينيات والستينيات)، وإن شاء الله تكون هناك فرصة لعرض الكتاب والوقوف على أهم ما فيه، خاصة موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، ليس فقط لأن أحد أطرافه (الدولة الصهيونية) اكتسب عنفوانه وطغيانه خلال هذه الفترة العصيبة، ولكن أيضا لأن موضوع الحوار كله كان "البطل التراجيدي" بوصف الأستاذ مطر، والذي كان مجيئه إلى الحكم في الخمسينيات، أحد أهم تفاعلات النظام الدولي وقتها (ما بعد الحرب العالمية الثانية)، بإنهاء حكم الأسرة العلوية (1805-1952م) وقيام نظام جمهوري برعاية الجيش.
* * *
موضوعان خطيران للغاية لم يتم التوصل فيهما لتفاهمات مع آخر رجال الأسرة العلوية في الحكم (الملك فاروق، ت: 1965م)..
الموضوع الأول: الاعتراف والصلح مع الدولة الصهيونية الوليدة (1948م) التي ستنعم برعاية كاملة من أمريكا التي تسلمت ملف الشرق الأوسط من بريطانيا.
الموضوع الثاني: فصل السودان عن مصر، وسيكون علينا العلم بأن هذا كان مطلبا بريطانيا قديما! وكان الإجماع الوطني في مصر في كل وقت على رفض هذا المطلب، شعبيا وسياسيا، يكاد يكون إجماعا تاريخيا نهائيا.
الموضوعان كان يمكن التفاهم حولهما مع أي أحد إلا حفيد إبراهيم باشا (ت: 1848م)، "نابليون الشرق" كما كانت أوروبا تطلق عليه.
الملك فاروق كان أيضا تلميذ عزيز المصري (ت: 1965م)، الأب الروحي للعسكرية المصرية، والمربي العسكري للملك، وهو بعدُ أمير صغير.
* * *
إذا كان التاريخ يحوي الكثير من الأفكار الحقائق، والكثير من الأبطال والفرسان، والكثير من الصعود والهبوط انتصارا وانكسارا، فهو أيضا يحوي الكثير من الولاءات والمشاعر ومكنونات النفوس.
فالشام، وفلسطين في القلب منه، والسودان، والنيل في القلب منه، كانا ميدانا كبيرا لبطولات الأجداد، بالدم والميراث، وأيضا وبما لا يقل أهمية، بالينابيع الأولى، والنشأة المبكرة، على يد المربي العسكري للأمير الطفل، و"الطفل أبو الرجل" كما يقولون.
ولأن الملك كان يحمل على ظهره قرنا ونصف قرن من التاريخ، فقد أدرك فورا، ما الذي يحدث أمامه حين جاءه السفير الأمريكي في القاهرة جيفرسون كافري (ت: 1974م)، ليطلب منه مغادرة مصر بهدوء.. وقد كان.
التاريخ لا يعيد نفسه، ولكنه يثأثئ ويفأفئ بالنظائر والمتشابهات، والنظرة الدولية لمصر سنة 1840م (معاهدة لندن) والتي كانت مليئة بالتوجس والتحفز والانقضاض، ها هي الآن تقترب من جديد وتضع بصمتها الأخيرة على أم الدنيا. وجاءت رياح الخمسينيات والستينيات، بكل ما لا يشتهيه "البلد الطيب".. مع الاعتذار لشاعر النيل حافظ إبراهيم، الذي قال يوما: ما أنت يا مصر بالبلد الطيب.
* * *
إذاعة حوارات "البطل التراجيدي" مع بعض الرؤساء، الآن وفي هذا التوقيت له علاقة قوية بكل ما ذكرناه في أول المقال، وله علاقة أقوى بما نراه الآن في غزة من المقاومة وشعب المقاومة.
* * *
العلاقة القوية والعلاقة الأقوى، وضعت لنا موقفين على قارعة التاريخ:
الموقف الأول: موقف النظام العربي الرسمي الذي دشنه "الزعيم" بامتياز، ليستمر بعده بإيقاعات متفرقة، على نفس اللحن الناصري القديم، والصمت الذي نراه الآن ليس فقط لأن "المقاومة الإسلامية" هي المبتدأ والخبر في كل ما يجرى، ولكن لأن هذا أصلا هو الخيار الاستراتيجي للنظام العربي الرسمي، من الخمسينيات.. نقطة ومن أول السطر.
ولن ننسى بالطبع أن استبعاد "الفكرة الإسلامية" من ميادين الحركة والعمل والإصلاح، كان ولا زال داخل "المكتبة الصلبة" لهذا النظام..
سنعرف أن الزعيم كان حريصا في كل وقت على تجنب الحرب تماما، وسيقول لنا إسحق رابين (ت: 1995م) في شباط/ فبراير 1968م: "عبد الناصر كان يتظاهر، وكان كلانا يعلم ذلك.. نحن وهو!!"، كما ورد في مقال السفير سيد قاسم في جريدة الشروق المصرية، في 30 تشرين/ نوفمبر 2015م.
* * *
الموقف الثاني: موقف "ملح الأرض"، الناس العاديين، أبطال الظل، والذي دشنته بطولات مدينة السويس سنة 1973م أيضا بامتياز، وقت حصار الجيش الثالث الميداني، وللمفارقة كان رمز البطولة الشعبية وقتها أحد رجال "الفكرة الإسلامية" الأشداء، الشيخ حافظ سلامة رحمه الله (ت: 2021م)..
هذا الموقف سنراه الآن مجلجلا مزلزلا في غزة، دماء وأنينا.. وصبرا ويقينا.. والأهم أنه أمام عيون العالمين صوت وصورة.
* * *
حسنا فعل من أذاع حوارات "الزعيم" الآن، وهي التي ستكون الصفحة الأخيرة في كتاب "الأوهام العتيقة" الذي طالما شنفوا أذاننا به، عن مفهومهم المريب لموضوع الصراع بين "الصهيونية" و"عالم الإسلام".. تعايشا وتطبيعا!! والذي جاء "الطوفان" ليكسحه تماما من العقول أولا، ومن الواقع ثانيا: تطهيرا، وتحريرا، وتمكينا.
x.com/helhamamy