الجزيرة:
2024-06-02@05:19:14 GMT

تحالف دول الساحل بين آمال التوسع وتحديات الفشل

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

تحالف دول الساحل بين آمال التوسع وتحديات الفشل

أعلنت مالي والنيجر وبوركينا فاسو مؤخرا عن تحالف جديد في منطقة الساحل، ووقعت اتفاقا للدفاع المشترك، وبموجب هذا الاتفاق المسمّى "ميثاق ليبتاغو غورما" تنشئ الأطراف المتعاهدة فيما بينها ما سمي "تحالف دول الساحل".

وليبتاغو غورما هي المنطقة الحدودية الجامعة بين مالي، والنيجر، وبوركينافاسو، ومنها استمد الإعلان اسمه.

جاء التحالف الجديد في ظروف إقليمية معقدة تمر بها دول الساحل في غرب أفريقيا، حيث موجة الانقلابات، وخروج القوات الفرنسية، وتزايد النفوذ الروسي في المنطقة.

ومع إعلان موسكو عن تشكيل "الفيلق الأفريقي" عام 2024، برز الاهتمام من جديد بالتحالف المذكور، الذي يشكل نواة لتغييرات في موازين القوى الدولية الفاعلة في منطقة الساحل.

التقرير التالي يسلط الضوء على هذا التحالف وأهدافه ومستقبله:

ظروف النشأة

تأسس "تحالف دول الساحل" بعد التوقيع على "ميثاق ليبتاغو غورما" يوم 16 سبتمبر/أيلول 2023 في باماكو.

ورغم أن فكرة التحالف بين هذه الدول تعود لأعوام سابقة، فإنها برزت من جديد نتيجة سياقات وظروف مختلفة.

والسياقات التي أسهمت في تشكيل الحلف تتمثل في خروج القوات الفرنسية من الساحل، وتزايد وتيرة الانقلابات في المنطقة، وتنامي حركات التمرد، وتصاعد الهجمات المسلحة، وتزايد النفوذ الروسي، وتهديد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بالتدخل العسكري في النيجر.

ووقوفا في وجه قوة مجموعة إيكواس، نصت المادة 6 من ميثاق التحالف على أن "كل استهداف لأمن وسيادة إحدى الدول الثلاث هو اعتداء عليها جميعا".

وتزامن تشكيل الحلف الجديد مع خروج القوات الفرنسية التي كانت تعمل في هذه الدول منذ سنوات من أجل محاربة الجماعات المسلّحة والوقوف أمام نشوب النزاعات بين الطوائف العرقية المتنوعة في المنطقة.

الابتعاد عن فرنسا

وتتلاقى آراء القادة الجدد في الساحل عند ضرورة الابتعاد من فرنسا ومواصلة النضال من أجل التحرر وكتابة استقلال سياسي جديد.

وحول هذه الأفكار نصت ديباجة الميثاق على أنه "وفاء للمبادئ المشتركة والأخوة، من الضروري مواصلة النضالات البطولية التي تخوضها شعوبنا من أجل الاستقلال السياسي والكرامة الإنسانية والتحرر الاقتصادي".

وفكرة تحالف الدول الثلاث تعود لسنة 2017، حين أعلنت هذه الدول إنشاء قوة مشتركة لمواجهة الحركات المسلحة، لكن هذا المشروع الدفاعي تعطل بعدما قرر تجمع دول الساحل الخمس تشكيل قوات مشتركة بدعم أوروبي وأميركي.

وكانت فرنسا وألمانيا عرضتا في يوليو/تموز 2017 فكرة إنشاء "تحالف الساحل" لتوحيد الجهود الدولية المشتركة وضم هذا التحالف 26 عضوا، وأقر تنفيذ ألف مشروع  بميزانية تزيد على 20 مليار دولار.

وسرعان ما توقف هذا الحلف بسبب موجة الانقلابات التي بدأت في مالي عام 2021.

لكن "تحالف دول الساحل" يختلف في السياسات والدوافع عن تحالف الساحل، وعن مجموعة دول الساحل الخمس، لأن تلك التحالفات كانت وراءها فرنسا، وهي التي سوقتها دوليا، أما التحالف الجديد فينطلق من أفكار محلية، وهدفه الحماية الأمنية للدول الأعضاء وإبعاد النفوذ الفرنسي كنقطة أولى.

الأهداف والمبادئ

وحسب ميثاق الإعلان، فإن "تحالف دول الساحل" يقوم على جملة من الأهداف والمبادئ أهمها:

إقامة منظومة دفاعية مشتركة بين البلدان، لها القدرة على خوض الحروب الدفاعية والهجمات الاستباقية لمنع مساس أمن الدول الأعضاء. التضامن الكامل بين الدول الأعضاء والاندماج العسكري بينها إذا تعرضت أي دولة لاعتداء. مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في المنطقة المشتركة للحلف. العمل على منع التمرد والعنف المسلح في الدول الثلاث والتصدي له بالقوة المسلّحة إذا اقتضى الأمر. العمل من أجل توسيع الحلف، أمام الدول التي تشترك مع المجموعة في أهداف التحرر الاقتصادي والاستقلال السياسي.  مستقبل التحالف

وبين تلاشي مجموعة الدول الخمس في الساحل، وإعلان روسيا عن تشكيل "الفيلق الأفريقي" تزداد التكهنات والقراءات حول مستقبل "تحالف دول الساحل".

وتتلخص التحليلات والقراءات بشأنه في اتجاهين: يتمثل الاتجاه الأول في نجاح الحلف وتوسعه، وهو الأكثر ترجيحا، خاصة مع إعلان روسيا تشكيل فيلق أفريقيا الذي سينتشر في منطقة الساحل، ويتخذ من ليبيا مقرا دائما.

ويبدو أن جولة نائب وزير الدفاع الروسي في ديسمبر/كانون الأول الماضي كانت لتهيئة الظروف أمام القوة الروسية.

كما سبق لمالي أن أبرمت عقودا عسكرية واقتصادية مع روسيا، أهمها التوقيع على اتفاقية بناء محطة لاستخراج الذهب في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وفي تعليق للجزيرة نت، قال الباحث المختص في الشأن الساحلي حمدي جوارا إن "جميع الدول العظمى تبحث عن النفوذ في المنطقة، وروسيا ليست استثناء، وربما تستخدم أوراقها الأفريقية لدعم هذا التحالف".

وأضاف أن موسكو ودول التحالف كل منهما يخدم الآخر في تناغم واضح من دون ولاءات سياسية قد تضر مصالح الدول الساحلية.

ورجح أن التحالف سيستمر، لأن المنطقة تحتاج لرؤية مغايرة لما كانت تعمل عليه المنظمات القديمة في المنطقة، والتي عجزت عن تحقيق تطلعات الشعوب بسبب وقوفها مع الحكومات والأنظمة الفاسدة.

ويرى كثير من المراقبين أن التحالف الجديد قد ينجح ويستمر، لكنه لن يتوسع في المدى القريب إلا إذا توسّعت حركة الانقلابات، وجاءت حكومات جديدة تتبنّى رؤية جديدة للمنطقة مثلما عليه الحال عند حكومات "تحالف دول الساحل".

أما الاتجاه الثاني، فيتمثل في فشل الحلف بسبب ما قد يحدث من التطورات السياسية، التي قد تأتي مع عودة المدنيين للسلطة، وتفرض عليهم التوازنات الجيوسياسية والإقليمية للعودة للتحالفات القديمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: تحالف دول الساحل فی المنطقة من أجل

إقرأ أيضاً:

الصهاينة والأمريكان وشيطنة إيران

 

لست معنياً بالدفاع عن إيران، فلديها من الوسائل والقنوات والكوادر الإعلامية والصحفية ما يمكنها من القدرة على الدفاع عن نفسها، والتصدي للحملات الإعلامية والتحريضات السياسية التي تشن ضدها من قبل الإدارة الأمريكية واللوبي اليهودي والصهيونية العالمية وأدواتها وأذرعها في المنطقة العربية، رغم أن الأخيرة تدرك تماما أن من مصلحتها أن تكون علاقتها مع إيران حميمية قائمة على احترام حق الجوار والسعي للحفاظ على المصالح المشتركة، وتعزيز أوجه التعاون معها في مختلف المجالات، من أجل ضمان الاستقرار في المنطقة، ولضمان إفشال كافة المؤامرات التي تستهدفها من قبل الأعداء الحقيقيين وفي مقدمتهم أمريكا والكيان الصهيوني الإسرائيلي وبريطانيا ومن دار في فلكهم .
إيران دولة إسلامية تربطنا معها رابطة الدين والإخاء، وتربطها حدود جغرافية مع عدد من الدول العربية، ومن الغباء الذهاب نحو استعدائها وأخذ مواقف سياسية تجاهها، خدمة لأمريكا وكيان العدو الصهيوني وتنفيذا لتوجيهاتهما، ومن السذاجة أن تبني بعض الأنظمة العربية حالة العدائية المفرطة تجاه إيران على أوهام وخيالات واتهامات كاذبة وشائعات لا أساس لها، والأكثر سذاجة وسخفا أن يكون العداء لإيران مجرد إرضاء لنزعات وتوجهات طائفية ومذهبية رخيصة، لا تمت بصلة للدين الإسلامي ومبادئه السمحاء، وقيمه النبيلة، وعقيدته الصحيحة، وفكره المستنير القائم على الوسطية والاعتدال .
قد تحصل خلافات أو تباينات بين إيران وأية دولة أخرى، كما يحصل بين بقية الدول، وهذا وارد وخصوصا في ظل الارتهان من قبل العديد من الأنظمة العربية للقوى الاستعمارية الكبرى، وهناك أطر قانونية، وطرق إيجابية لاحتواء وحل ومعالجة هذه الخلافات والتباينات، فعلى المستوى العربي هناك جامعة الدول العربية، وعلى المستوى الإسلامي هناك منظمة المؤتمر الإسلامي، وبحكم طبيعة المهام الموكلة لهما، كان من المفترض أن تسهما في حل أي خلافات أو إشكاليات قد تحصل بين الدول العربية والإسلامية، ولكن المشكلة أن هذين الكيانين تحولا إلى وكرين للتآمر والتخابر على الدول العربية والإسلامية، وأدوات لتعميق الخلافات العربية- العربية، والإسلامية- الإسلامية .
شيطنة إيران من أولوياتهما، وتلميع وتجميل صورة كيان العدو الصهيوني من أبرز مهامهما تحت يافطة التعايش والسلام والتقارب وغيرها من المسميات التي دأب أبواقهما للترويج لها، يطبعون مع كيان العدو الإسرائيلي بكل جرأة ووقاحة ويرون في ذلك انفتاحا وضرورة من أجل السلام المزعوم، في الوقت الذي يستعدون إيران الدولة الجارة لهم والتي تجمعها بهم رابطة الدين وتربطهم بها علاقات تجارية وتجمعهم بها مصالح مشتركة، ولكنهم يذهبون لاسترضاء واشنطن وتل أبيب باستعداء وشيطنة إيران .
الأمريكي والإسرائيلي يستعديان إيران لأنها تقف ضد مشاريعهما في المنطقة، ولأنها تقف إلى جانب إخواننا في فلسطين وبقية دول محور المقاومة المناهضة للغطرسة والهيمنة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية في الشرق الأوسط، ويرى الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني ومن معهم بأن ما تقوم به إيران الإرهاب، وينساق البعران خلف ذلك ويسخرون جل إمكانياتهم من أجل محاربة إيران والتشنيع بها والتحريض ضدها، والمشكلة أن هذه الأنظمة العميلة الخانعة الخاضعة الذليلة، تعمل جاهدة على تصدير ثقافة (فوبيا إيران) إلى دول وشعوب المنطقة العربية بشتي السبل والوسائل، في الوقت الذي تذهب لتجميل كيان العدو الإسرائيلي والتقرب منه والتطبيع والتحالف معه، بل والذهاب للدفاع عن جرائمه وتبريرها وتقديمه في صورة الحمل الوديع، والضحية المعتدى عليه، وتوجه سهام وبوصلة العداء نحو إيران .
بالمختصر المفيد، شيطنة إيران سياسة عاف عليها الزمن، في زمان كشف الحقائق وسقوط الأقنعة، لقد كشف العدوان والحصار الصهيوني على قطاع غزة المستور، ووضع النقاط على الحروف ولم يعد هناك من مجال للخداع والزيف والتدليس والتلبيس، لقد تجلت الحقائق بكل وضوح، ولم تعد تنطلي على الشعوب العربية والإسلامية خزعبلات وهرطقات أمريكا وإسرائيل وأنظمة التطبيع والتصهين ضد إيران، لقد عرفت فلسطين من يدعمها ويقف إلى صفها، ومن يخذلها ويتآمر عليها، غزة كانت الفاضحة لأدعياء العروبة والإسلام، والأيام القادمة كفيلة بأن تقدم المزيد من الشواهد والأدلة الدامغة على ذلك .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

مقالات مشابهة

  • الصهاينة والأمريكان وشيطنة إيران
  • «تحالف الأحزاب»: مصر بمكانتها العربية والعالمية لها دور كبير نحو ريادة المنطقة
  • تحالف الأحزاب يجدد التزامه بدعم الدولة.. ويعلن جاهزيته لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة
  • رويترز: بعض وزراء أوبك+ يتوجهون للرياض لحضور اجتماع التحالف
  • التحديات الأمنية التي تواجهها بوركينا فاسو
  • «التحالف الوطني» يعيد إعمار «مسجد الرحمن» بمحافظة البحيرة
  • مؤتمر «تقدم».. آمال وتحديات
  • الرئيس السنغالي: مالي "ليست غير مرنة" بشأن الايكواس
  • «رجال أعمال الإسكندرية» تناقش التيسيرات الجديدة وتحديات تطوير الصناعة المحلية
  • التوسع في تنفيذ مبادرة تبريد الطرق بعدد من المواقع بالمشاعر المقدسة